هل انتهت 2017 حقًّا؟
نشعر وكأنها لم تكن أكثر من أسابيع ثلاثة، أو أنها كانت أكثر من عشر سنوات.
لا ندري حتى بِم نشعر فعلًا، نحتاج إلى دقيقة لالتقاط أنفاسنا وتأمُّل ما كان وما صرنا إليه، كانت سنة مليئة بالأدرينالين.
في مثل هذا الوقت من بداية 2017، كان «منشور»، تلك المنصة الإلكترونية التي خرجت إلى فضاء الإنترنت قبل أسابيع فقط، يتحسس طريقه بحذر في مجال الإعلام العربي على الإنترنت، يترقَّب، ينشر موضوعًا تلو الآخر، يحاول مناقشة أفكار يتجاهلها الآخرون، غافلين أو متغافلين، يُقدم رأيًا جديدًا حينًا، ويرفع صوتًا مكتومًا حينًا، ويسلِّط ضوءًا على ما تركوه في الظلام حينًا آخر.
في 2017، قدمنا في «منشور» عددًا من المواضيع الصحفية لم يحلم أن يصل إليه أولئك العشرة شُبَّان، الذين كانوا في مثل هذا اليوم من يناير قبل عام عاكفين أمام الشاشات ولوحات المفاتيح، يحولون الكافيين والنيكوتين إلى حروف وكلمات وفقرات ومواضيع.
يبدو ما قدمناه إنجازًا عظيمًا عندما ننظر إلى الإمكانات البشرية والمادية المحدودة التي بدأنا منها، إلا إنه يبدو نقطةً في محيط مقارنةً بما ننوي تقديمه تاليًا. لكن لندع ما سنقدمه تاليًا إلى حين تقديمه، أما الآن فدعنا نحتفي بما قدمناه، وقدمتموه، معنا في 2017.
كحبيب ينتظر في لهفة رد حبيبته على رسالته، نتابع في «منشور» عدَّاد القراءة لكل موضوع جديد، لنعرف أيُّها قرأتموه أكثر، وأيها أحببتموه، وأيها لم ينل رضاكم.
إليكم خمسة من أكثر المواضيع قراءةً على «منشور» في 2017
الحكاية التي جمعت الكاتب الكبير نجيب محفوظ، والممثلة برلنتي عبد الحميد، والسياسي عبد الحكيم عامر، لم تكن مجرد قصة أخرى من قصص نجيب، فهل كانت نكتته عن سقوط برلنتي في حِجره مجرد نكتة عابرة؟
كيف تفسر وقوع جريمة اغتصاب وقتل أمام 37 شخصًا دون أن يتدخل أحدهم؟ لو كنت مكانهم، هل ستكون مختلفًا، أم أن «الدليل الاجتماعي» يتولى قيادة تصرفاتك؟
كيف تسببت «الصحوة الإسلامية» في الدول العربية في تحويل المتعة الجنسية من لذة محببة تُباع وتُهدى إلى فجور وانحلال أخلاقي؟
يحاول المجتمع المصري استحداث أكواد أخلاقية جديدة بعد خفوت حدة السلطة الإسلامية والثورية، ورغم محاولات خلق نموذج «المواطن الصالح».
الأفلام الإباحية عقبة تمنع كثيرين من الوصول إلى متعة الجنس الحقيقية، فهل يتمكن فن «التانترا» الهندي من إصلاح ما أفسدته صناعة البورن؟
في البدء كانت الهواجس...
- الهَاجِسُ: الخاطر، وهو كل ما يتصوَّره الفكر.
- اسم فاعل من هجَسَ/هجَسَ في.
- اشْتَدّتْ بِهِ الهَوَاجِسُ: مَا يَخطُرُ مِنْ أَفكَارٍ أَوْ صُوَرٍ بِبَالِ الإِنسَانِ، نَتِيجَةَ قَلَقٍ أَو حَيْرَةٍ أَو هَمٍّ أَو تَخَوُّفٍ مِن شَيءٍ ما.
الهواجس هي ما يحركنا في «منشور»، ما يعتمل في عقولنا، وعقولكم من عواصف، تدفعنا إلى تناول فكرة معينة ومحاولة دراستها وفهمها ومعرفتها من كل الأوجه الممكنة.
على مدار العام قدمنا هواجس عدة، بذل عبرها كُتابنا ومحررونا مجهودًا لتقديم محتوى، عندما نعود وننظر إليه يملؤنا الفخر.
من هاجس: كيف تشكِّلنا الحرب؟
- اخترنا لك موضوع: لأن محبتنا للحرب ضرورية: كيوبريك ونولان
عُقدت مقارنات بين المخرجَين الأمريكيين «ستانلي كيوبريك» و«كريستوفر نولان»، تحديدًا بعد فيلم الأخير «Dunkirk»، فكيف نتجاوزها إلى ما هو أبعد، ونفهم السياق الثقافي لكلٍّ منهما؟
من هاجس: في مصنع خيال الطفل
- اخترنا لك موضوع: تربية اليابان: الأثر الذي أحدثه «عدنان ولينا» في جيل الثمانينيات
كان «عدنان ولينا» أكثر من مجرد مسلسل أطفال، كان ملحمة إنسانية رسمت وشكلت وعي أطفال الثمانينيات والتسعينيات، وأكسبتهم قِيمًا إنسانية مهمة.
من هاجس: الهوية الجنسية
- اخترنا لك موضوع: الدنيا أخذ وعطا: أن تكون «بايسكشوال» في مجتمع عربي
ربما تكون أغلب مصادر معلوماتنا عن «البايسكشواليتي»، أو المَيل جنسيًّا إلى النساء والذكور سواءً بسواء، حكايات الأصدقاء وأفلام البورن، لكن هل فكرنا أن نسمع منهم لا أن نسمع عنهم؟ هل فكرنا أن نصغي إلى القصص التي يروونها عن أنفسهم؟
من هاجس: من نراقب؟ من يراقبنا؟
- اخترنا لك موضوع: خِدع المراقبة في السينما: طيف واسع من التحايل
من موقع المُراقِب، وعبر مشاعر الحصار عند المُراقَب، تعددت التعبيرات السينمائية لفكرة المراقبة، فالسينما سبقت الواقع إلى مآلاته.
من هاجس: ماذا تبقى من الصحوة الإسلامية؟
- اخترنا لك موضوع: ظل الله ومملكته: رحلة الإسلام السُّني إلى «الإسلام السياسي»
هذه رحلة تتابع الإسلام السُّني، وانتقاله من التمحور حول تجنب الفتن وشَرعَنة حكم المتغلب، إلى إسلام سياسي يحلم ببناء مملكة الله على الأرض، ومستعد للتضحية بكل شيء في سبيلها.
منذ البدء وحتى اللحظة، كانت مشاركاتكم جزءًا رئيسيًّا من الموقع، وستظل هكذا طالما بقي «منشور».
عبر صفحة «شارك»، وصلتنا منكم مواضيع نراها من أفضل ما نشره «منشور» على الإطلاق.
اختار محررونا خمسة من مشاركاتكم
كتب لنا أمين حمزاوي:
اندلعت الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936، بعد انقلاب فرانكو على الجمهورية الإسبانية، لكن هل كان انتصار فرانكو والفاشية أمرًا حتميًّا لا يمكن تجنبه؟
كتبت لنا ليلى أحمد:
انتقد الممثل الكويتي عبد الحسين عبد الرضا المجتمع والسياسة بطريقة كوميدية من على خشبة المسرح، لكن حياته الشخصية حفلت بحكايات لم تخلُ من الكوميديا والدراما.
كتب لنا أحمد يونس:
الجدل حول كيفية استقبال الموسيقى قائم وسيظل قائمًا، فهل من حق أي شخص أن يتفاعل مع الفن الذي يريده بالطريقة التي يريدها حقًّا؟
كتبت لنا مريم الشريف:
بقدر ما تزداد المعرفة، يزيد فهم الواقع، فينمو الهلع، ونغرق أكثر في الدوخة. لماذا نشعر بالبؤس مع ازدياد وعينا بما يجري حولنا؟ وكيف السبيل إلى علاج ذلك؟
كتب لنا عبد الله الدحيلان:
خلف قرار ملك السعودية السماح للنساء باستخراج رخصة قيادة سيارة، تقف نساء كسرن الحاجز في عام 1990 وقُدن سياراتهن في مظاهرة فريدة، لكن يقف كذلك أزواج أولئك النسوة.
شكرًا للكُتاب الخمس، وشكرًا لكل المشاركين من القراء، كُن منهم.
كانت 2017 سنة طيبة على «منشور» وعلى آل «منشور»، كانت كذلك بسببكم، بسبب كل قارئ اهتم وبذل من وقته دقائق ليقرأ كلمة، ويتأملها، ويشاركها. كانت 2017 سنة طيبة على «منشور» وكذلك ستكون 2018 أيضًا، على «منشور» وعليك عزيزي قارئ «منشور» وعلى الجميع، أو هكذا نأمل.