هذا الموضوع ضمن هاجس شهر أكتوبر «في مصنع خيال الطفل». اقرأ موضوعات أخرى ضمن الهاجس من هنا، وشارك في الكتابة من هنا.
لن يكون هاجس «في مصنع خيال الطفل» ممكنًا دون أن يكون بطله (الطفل) واحدًا من كُتابه. هذه مغامرة لم نتوقع نتيجتها، وإن تمنيناها، مدفوعين بقوة التجربة الهولندية مع أطفال مدارسهم.
هذه التجربة وثقها عبد الرحمن الماجدي في كتاب «ليس كل الأحلام قصائد»، إذ طلبت مؤسسة «اليوم العالمي من أجل الأطفال والشعر»، المدعومة من اليونيسيف، من الأطفال بين سن السادسة حتى سن الثانية عشرة كتابة قصائد من أحلامهم وإرسالها إلى المؤسسة عبر المدارس أو المكتبات العامة أو الأهل.
عُرضت القصائد التي كتبها الأطفال على لجنة تحكيم من أدباء ونقاد ومربين، قرؤوا بإمعان نحو 10 آلاف قصيدة، ثم اختاروا منها 150 قصيدة طُبعت في كتاب خاص، ضمَّ كذلك القصائد الفائزة بالجوائز الثلاث لكل فئة عمرية، والقصائد الأخرى التي نوهت عنها لجنة التحكيم.
النتائج كانت مذهلة، الأطفال أظهروا قدرة على تطويع الخيال إلى اللغة، مكونين قصائد على شاكلة:
«لو كنتُ وردةً
لو قُطِفْتُ
لو وُضِعْتُ في مزهريةٍ
حينذاك
سأشعر بالماء من حولي
سأشعر بدوخة
سأشعر بأني موشكٌ على الموت».
...
يحيى عبد الرحيم يوسف طفل شاعر، قبل أن يتم عامه السادس كان يقول متأثرا بمشاهده لأفلام الكارتون:
«أنا الولد العادي
لا أخشى شيئًا».
استطاع يحيى أن يكون شاعرًا بمفردات فصيحة من مُدخلات فنية أثرت في وعيه، عبّر بها مثل «الكبار». هكذا توجنا إليه بسؤال كبير: ما الفن؟ وكيف يتمثل الفن في حياته؟
مقال الطفل يحيى عبد الرحيم
الفن بالنسبة لي هو...
الفن، من الصعب تعريفه، الطفولة بالنسبة لي مضادة للفلسفة. من وجهة نظري، عندما تكون طفلًا ما بيبقاش مهم إنك تفكر كثيرًا، لكن المهم إنك تستمتع بطفولتك.
والفن بيبقى فن بفضل الذوق (ذوق الاختيار مش ذوق التعامل، عشان محدش يقولي إزاي؟)، فممكن تبقى الحاجة دي فن في رأيي، ممكن ما تبقاش فن في رأي حد تاني، ممكن تبقى فن سيئ في رأي حد تالت.