لو كنت تنظر إلى الثورة الشيوعية 1917 في وقتها، كنت لتراها كافتتاحية لعالم جديد، الثورة التي ستغير وجه التاريخ. أما الآن، بعد مئة عام فقط، تكون الثورة نفسها ودولتها، الاتحاد السوفييتي، قد انتهت منذ 27 عامًا.
لو قلنا ذلك لأحد الثوريين، أن كل هذه الانتفاضة والتضحيات والصخب الدموي سيبدو كشبح بعيد وخافت في عيون أجيال قادمة، بل وستلاحق الثورة اتهامات بالتأسيس لواحدة من أعتى الديكتاتوريات في القرن العشرين، في الأغلب لم يكن ذلك سيؤثر فيه.
في ملف «أحمر باهت: مئة عام على الثورة الشيوعية»، نحاول أن ننظر بشكل رجعي إلى الثورة الروسية: ماذا يمكن أن يرى فيها أناس يكتبون بعدها بمئة عام؟ هل ما زالت هناك أشباح لها لنطاردها، أم أنها صارت تاريخًا محضًا، كما صار قادتها وجنودها وأعداؤها، الذين لم يبقَ أيٌّ منهم حيًّا الآن؟