مقاتلون في حرب باردة: الغرب شريكًا في الصحوة الإسلامية

الصورة: Getty/Muslim Girl

محمد سامي الكيال
نشر في 2017/09/06

هذا الموضوع ضمن هاجس شهر سبتمبر حول «ماذا تبقى من الصحوة الإسلامية». اقرأ موضوعات أخرى ضمن الهاجس من هنا، وشارك في الكتابة من هنا.


تتعدد في الحديث عن موضوع «الصحوة الإسلامية» زوايا النظر وأساليب المعالجة، وعادةً ما يُركَّز على العوامل الداخلية، فالصحوة أحيانًا هي عودة الناس في منطقتنا، المتدينين بطبعهم، إلى فطرتهم الأولى، وأحيانًا أخرى هي رد فعل على فشل مشاريع الدولة الوطنية، خصوصًا بعد هزيمة الجيوش العربية والمشروع الناصري في حرب يونيو 1967.

بعض الناس يركزون على كون هذه الصحوة رد فعل على الحداثة القمعية التي فرضها الاستعمار والأنظمة الديكتاتورية العربية، أو أنها مُفرَز طبيعي للشرط ما بعد الكولنيالي، فيما يُبرز آخرون دور الفقر والجهل والانفجار السكاني في اتجاه البشر إلى التدين والتدين المسيس.

ورغم أن هذه الفرضيات لا تفتقر في كثير من الأحيان إلى الوجاهة، فإنها كثيرًا ما تُسقط من الاعتبار السياق التاريخي العالمي لظاهرة الصحوة، وتُغفل الدور الخارجي في التمهيد لظهورها.

الحديث عن عامل خارجي تأسيسي لا يعني بأي حال رد ظاهرة الصحوة إلى مؤامرة خارجية رتبها الغرب أو الإمبريالية، فما نتكلم عنه هو استراتيجيات معلَنة وسياسات حيوية واضحة المعالم وتصورات فكرية وسياسية ورمزية معروفة، تفاعلت وتداخلت في سياقات محلية مختلفة، وكلها قابلٌ للتوثيق والدراسة.

الفصل بين «داخل» و«خارج» لدى البحث في ظاهرة ذات أبعاد عالمية مثل الصحوة فصل تعسفي وغير مفيد تفسيريًّا، وما نقترحه هو زاوية نظر أكثر شمولًا لتعقل الموضوع في سياقات أوسع.

جنرالات «الحرية»

«مارغريت ثاتشر» تؤكد للمجاهدين في باكستان: «قلب العالم الحر معكم»

لا يمكن فصل الصحوة الإسلامية عن تاريخ الحرب الباردة في القرن الماضي، فالدين كان أحد الأسلحة الأساسية التي استخدمها «العالَم الحر» في صراعه مع المعسكر الاشتراكي.

لم يقتصر الأمر على وقائع شهيرة مثل «مشروع بالونات الكتاب المقدس» الأمريكي عام 1954، الذي أرسل مئة ألف بالون محمَّل بالكتاب المقدس عبر الستار الحديدي الذي أسدله الاتحاد السوفييتي على شرق أوروبا، وحملة تطهير هوليوود من «الفكر الإلحادي» في خمسينيات القرن الماضي (انظر كتاب «من الذي دفع للزمَّار؟»، أو زيارة البابا يوحنا بولس الثاني الشهيرة إلى بولندا عام 1979، ودور الكنيسة الكاثوليكية في إسقاط المنظومة الاشتراكية.

بل تعدى ذلك إلى تعيين الصراع بأكمله بوصفه صراعًا بين «من يرفضون الله ومن يعبدونه»، أو مثلما قال الرئيس الأمريكي «هاري ترومان» عام 1948: «يجب أن لا نشعر بالارتباك أمام القضية التي تواجه العالم اليوم، الاستبداد أو الحرية. والأسوأ من ذلك أن الشيوعية تنكر وجود الله نفسه».

الاستراتيجية الدينية للحرب الباردة كان لها تركيز خاص على ما يسمى «العالم الإسلامي»، وعادةً ما يُشار في هذا السياق إلى دور الولايات المتحدة وبريطانيا بالتحالف مع باكستان والسعودية في دعم المجاهدين الأفغان، وهو الدعم الذي بلغ أوضح تعبيراته المباشرة في زيارة رئيسة الوزراء البريطانية «مارغريت ثاتشر» إلى الحدود الباكستانية-الأفغانستانية عام 1981، وتأكيدها للمجاهدين في حضور الرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق أن «قلب العالم الحر معكم».

اقرأ أيضًا: أفلام آدم كيرتس تكشف حقيقة التحكم في الشعوب

اختُرعت مظاهر وأزياء مثل الحجاب واللحية والجلباب لا علاقة لها بالتراث لابتكار مسلمين جدد ممثلين للتصور المتعالي عن «الهوية».

الأهم هو سياسات الأسلَمَة التي اتبعها قادة عدد من الانقلابات العسكرية المدعومة من «العالم الحر»، التي اعتبرت الإسلام خير وسيلة لمحاربة الشيوعية والمد اليساري في هذا الجزء من العالم.

يمكننا ضمن هذا السياق أن نعدد:

  1. انقلاب سوهارتو في إندونيسيا عام 1965، وحملة التطهير الدموية التي شنها ضد الحزب الشيوعي الإندونيسي والنقابات الملحقة به، أحد أكبر الأحزاب الشيوعية في العالم، وهي الحملة التي سقط نتيجتها مئات الآلاف من الضحايا. يمكن مشاهدة فيلم «The Act of Killing»، وهو من أهم الأفلام الوثائقية عن الحدث.
  2. انقلاب محمد ضياء الحق في 1979، الذي تبعته سياسة إعادة أسلَمَة شاملة لباكستان، مع تطهير البلاد من اليساريين. 
  3. انقلاب الجنرال «كنعان إيفرين» في تركيا عام 1980، الذي رغم شعاراته الكَمَالية (نسبةً إلى كمال أتاتورك)، استخدم سياسة الأسلمة لضرب اليسار التركي، وأعاد إنشاء مدارس «إمام خطيب» الدينية التقليدية التي كان أتاتورك قد ألغاها.
  4. إعلان الجنرال جعفر النميري في السودان، خلال «مرحلته الأمريكية»، تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في السودان عام 1983.
  5. سياسات «الرئيس المؤمن» أنور السادات في مصر في التلاعب بالإخوان والسلفيين لضرب اليسار، وتوظيفه شخصيات مثل الشيخ الشعراوي ومصطفى محمود في البروباغندا الإعلامية والدينية لمرحلته.

قد يهمك أيضًا: الإسلام الوسطي مجرد أسطورة: الشعرواي نموذجًا

في كل هذه الحالات كانت «الصحوة الإسلامية» المظهر الأساسي لنمط متكامل من السياسات الحيوية (Biopolitik) لإنتاج جسد «إسلامي» طيِّع ومحصن ضد كل الفلسفات وأنماط الحياة البعيدة عن «الهوية» و«الفضيلة»، وهو ما أسمَته الأستاذة الأمريكية-الفلسطينية لمى أبو عودة «هومو إسلاميكوس» (Homo-Islamicus)، أي الإنسان المتمحور حول هويته الإسلامية.

مظاهر وأزياء مثل الحجاب واللحية والجلباب، وأنماط معينة من الخطاب وأساليب استخدام اللغة، فضلًا عن قمع مظاهر حياتية وثقافية معينة (تحطيم كراسي الحدائق العامة لمنع جلوس العشاق، تخريب الأنشطة الفنية في الجامعات، تحريم النحت والرسم والموسيقى...)، كل هذا أُعيد اختراعه وإنتاج أشكال جديدة له، لا علاقة لها من حيث المبدأ بالتراث وبما كان سائدًا فعلًا في ما مضى، لابتكار «المسلمين» الجدد الممثلين حرفيًّا للتصور المتعالي عن «الهوية».

هذه العملية لم تكن في كل الأحيان «عن قناعة» أو بتوجه عفوي من الناس، بل لعبت فيها حكومات، محليةً ودوليةً ومؤسسات اجتماعية وإعلامية وجماعات سياسية، الدور الأساسي.

هكذا نشأ الإسلام المعاصر بأساليب تتراوح بين الضغط والتوجيه السلطوي، مرورًا بأسلمة القوانين والدساتير، وصولًا إلى الأسلوب القديم المريح: المجزرة والإبادة الجماعية.

اختراع المسلمين في الغرب

خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش في المركز الإسلامي بواشنطن بعد أحداث 11 سبتمبر

يمكننا أن نقول إن المسلمين، بالمفهوم الذي اتخذه هذا التعبير في يومنا هذا، ظهروا فجأةً في الغرب بعد أحداث 11 سبتمبر. فبعد عقود من الحديث عن «المهاجرين»، وعن أفراد وجماعات تُنسب إلى بلدانها (مغاربة وأتراك وباكستانيون ولبنانيون...)، أو هويتها الإثنية (عرب، ترك، أكراد...)، حدثت أسلمة لقضية الهجرة، واختُرِع «المسلم» الذي بات موضع تفحص ورقابة وبحث، وتقاطعت عليه عديد من الخطابات و«المعارف».

دشنت زيارة بوش للمركز الإسلامي في واشنطن اعتبار المسلمين وحدة سياسية، تتعامل معها الدولة وتُدخلها في خطابها كشريك سياسي.

من المعتاد القول إن 11 سبتمبر أنتجت موجة من كراهية الإسلام والإجراءات الحكومية الظالمة ضد المسلمين، إلا أن هذا الطرح لا يرى إلا جانبًا واحدًا من المسألة، فـ«كراهية الإسلام» ترافقت منذ البداية مع الطرح الغربي الشهير «الإسلام دين السلام»، وهو قول لا علاقة له بأي تعريف تراثي داخلي في الدين الإسلامي نفسه.

قد يعجبك أيضًا: قبل داعش والقاعدة: ماذا يخبرنا التاريخ عن الإرهاب؟

لعل من أوائل وأهم القائلين بذلك الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، الذي زار المركز الإسلامي في واشنطن بعد فترة قصيرة من تفجير برجي التجارة، ليتحدث إلى جوار عدد من رجال الدين الإسلامي عن سِلمية الإسلام، ويطمئِن الأمريكيين إلى أن المسلمين مسالمون ودافعو ضرائب صالحون.

زيارة بوش هذه دشنت بشكل كبير لاعتبار المسلمين وحدة سياسية، يتم التعامل معها على مستوى الدولة ويتم إدخالها في الخطاب الرسمي كشريك سياسي، وهو ما أُكمِل في فرنسا مع تأسيس «المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية» عام 2003، بتشجيع من وزير الداخلية آنذاك «نيكولا ساركوزي»، وفي ألمانيا مع الدعوة إلى «مؤتمر الإسلام» في 2006 بمبادرة من مستشار الظل، وزير الداخلية الألماني (وزير المالية حاليًّا) «ولفجانج شويبله».

لبعض الاطلاع على العلاقة الملتبسة بين ساركوزي وروابط الإسلام السياسي في فرنسا، من المفيد قراءة هذا التقرير، ويمكن معرفة تفاصيل أكثر عن «مؤتمر الإسلام» في هذا التقرير.

بالطبع المعني بـ«المسلمين» هنا الجمعيات والمؤسسات الإسلامية المنظمة، التي كثيرًا ما تكون مقربة أو متأثرة بفكر جماعة الإخوان المسلمين، وهي الجماعة ذات التاريخ الطويل في التواصل والتعامل مع الحكومات الغربية، خصوصًا الأمريكية والبريطانية.

على الرغم من أن هذه المؤسسات لا تمثل إحصائيًّا أي نسبة معتبرة من المسلمين، فإنها لعبت دورًا مهمًّا في اختزال التعاطي الرسمي مع مجموعات واسعة ومتنوعة من السكان بالمسائل الدينية.

هذه المؤسسات، التي يمتد نشاطها من الشؤون الدينية المتعلقة ببناء المساجد وتدريس الديانه الإسلامية وتخريج الوعاظ والعاملين الاجتماعيين، مرورًا بالتفاوض مع ممثلي الحكومات والبلديات، وصولًا إلى إطلاق التصريحات السياسية زمن الانتخابات العامة، باتت الممثل غير المنتخب لـ«المسلمين»، والطرف الذي يشكِّل الإطار المؤسساتي للأسلمة في الدول الغربية.

تحويل كائنات اجتماعية معقدة، مثل الأوروبيين والأمريكيين من أصول مهاجرة، إلى «مسلمين»، واختزالهم بهذه الهوية الأحادية، هو الأسلوب الذي تفتَّقت عنه قريحة السلطة في الغرب للتعامل المريح مع هذه الكتلة المتفلتة وصعبة الضبط من البشر. إنها السياسة الحيوية المعاصرة للدولة الليبرالية في عصر «التعددية الثقافية». وأسلوب الضبط الاجتماعي والسياسي المركزي الذي بات أحد أركان الحكم الأساسية، بتنسيق كبير مع منظمات «الصحوة الإسلامية».

خط إنتاج المحجبات

الصورة: Firdaus Latif

ما دمنا نتحدث عن السياسات الحيوية، فلابد أن الكلام سيجرَّنا إلى «غريزة الاعتراف»، وكلا المفهومين يعودان إلى «ميشيل فوكو»، الذي بيَّن في كتابه «إرادة المعرفة» أن تقاليد الاعتراف القديمة في الكنيسة انتقلت إلى ممارسات السلطة الحداثية وباتت أساسية فيها، وما اختلف أن أريكة الطبيب والمحلل النفسي والمرشد الاجتماعي حلَّت محل غرفة الاعتراف، الأمر الذي سمَّاه فوكو «الحَضّ على الخطاب». في الحضارة الحديثة، وفقًا للمفكر الفرنسي، نحن منجذبون دومًا إلى الاعتراف، وفي كل مكان.

لعل طغيان البرامج الحوارية التي تعالج التجارب الفردية، وتلفزيون الواقع، فضلًا عن البوح الدائم على فيسبوك بما نفكر به، من المظاهر المعاصرة للتعميم الشامل لـ«الاعتراف».

إذا طبقنا هذه النظرية على المسلمين، سنجد أن «الهومو إسلاميكوس» مطالَب دائمًا وأبدًا بالاعتراف. وإذا كان الاعتراف التقليدي يتعلق أساسًا بالممارسات والميول الجنسية، فإن اعتراف المسلم يتمحور حول دينه، الذي يلخص كامل كيانه. لذلك، عندما يتكلم عن الدين فهو يتكلم عن عائلته وطفولته وأفكاره وميوله الجنسية ومحيطه الاجتماعي.

من يطالب المسلم بالاعتراف الدائم ليس «الإسلاموفوبيون»، بل المتسامحون الذين يحرصون دومًا على جرجرة المسلمين إلى مؤسساتهم الإعلامية والاجتماعية والسياسية والأكاديمية، ليعترفوا على الملأ بمدى تسامح الإسلام وسلميته، وليكونوا شواهد حية على «التعددية» و«الانفتاح»، وهما القيمتان اللتان تتسابق مختلف المؤسسات اليوم على إبرازهما، بوصفهما أساسيتين ضمن واقع العولمة الاقتصادية والثقافية الشامل.

اقرأ أيضًا: تجديد الخطاب الديني؟ لا، جُدِّد قبل 200 عام بدعم غربي

هكذا بات «الهومو إسلاميكوس» منتَجًا مرغوبًا جدًّا وله سوق واسع، وصار لا بد من ابتكار خطوط إنتاج لتأمينه دومًا. ولعل الجسد الأنثوي المحجب هو السلعة الأهم، لأنه العلامة الحية الأبرز على «التعددية»، فهو باختلافه الصارخ يمثل أكثر التعبيرات إثارة عن أيديولوجيا «التعددية الثقافية».

يمتد نوع المحجبات المعَدَّات للاستهلاك من المناضلات السياسيات حتى الرياضيات المحجبات والفتيات اللاتي يكون مبرر شهرتهن كونهن محجبات.

لكي لا يساء فهمنا هنا، فإن الحديث عن خط إنتاجٍ للمحجبات لا يعني أن الحجاب ظاهرة مصطنعة إعلاميًّا، فهناك بالتأكيد ملايين المحجبات في الدول الغربية. ما نتحدث عنه هو المحجبة المعدة للاستهلاك الإعلامي والثقافي، التي تقول دومًا الخطاب «الصحيح» وفق معايير التعددية: فهي دائمًا غير مجبرة، محجبة عن قناعة، وهي بالتأكيد منفتحة ومتسامحة، ورغم كونها محافظة اجتماعيًّا فهي ملتزمة دومًا بالسياسات الـ«Progressive» (أي التقدمية، فمن الصعب أن تسمع في الإعلام الغربي التعددي السائد عن محجبة كارهة للمثليين مثلًا).

يمتد طيف هذا النوع من المحجبات من «مناضلات سياسيات»، على نمط الأمريكية ليندا صرصور، مرورًا برياضيات محجبات ساعدهن الحجاب في البروز إعلاميًّا على حساب أخريات أقل إثارةً بشعرهن المكشوف(1)، وصولًا إلى فتيات لا يُعرف دورهن ومبرر ظهورهن بالضبط سوى كونهن محجبات، مثل الفتاة التي ظهرت في مجلة «PlayBoy» الشهيرة.

بالإضافة إلى إنتاج المحجبات، فخط الإنتاج هذا امتد ليشمل إنتاج الحجاب ذاته، بعد أن دخلت شركات مثل «H&M» و«Nike» إلى سوق الحجاب الهائل، وبدأت إنتاج «تصميمات عصرية» للمحجبة المعولمة. هذا التداخل بين الربح المادي والتعددية الثقافية وتسليع الرموز والثقافات وإعادة تلميع القيم المحافظة من أهم سمات عصرنا.

لَدَى التساؤل عمَّا تبقى من «الصحوة الإسلامية» بعد الفشل الكبير لحركات الإسلام السياسي عقب ما أطلق عليه «الربيع العربي»، لا بد من التذكير بأن هذه الصحوة باتت منذ زمن جزءًا عضويًّا من عالمنا المعاصر في «الشرق» و«الغرب» معًا، وتطبَّع عصرنا بطابعها إلى حد بعيد.

بالتأكيد فإن ديناميكيتها الاجتماعية والسياسية لا تتوقف على مصير تنظيم سياسي معين في هذا البلد أو ذاك، كما أن مستقبلها مرتبط بمآلات الصراعات المتعددة والمتراكبة على الصعيد الدولي. وإذا كانت منطقتنا عانت من «الصحوة» بما فيه الكفاية، فإن الدول الغربية ستكون مسرحًا لفصول جديدة منها، ما دامت في جانب مهم من جوانبها ومنذ نشأتها الأولى مشروعًا «غربيًّا».


(1) أبرز مثالين كانا في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو 2016، عندما ركز الإعلام بشدة على لاعبة الشيش الأمريكية المسلمة المحجبة ابتهاج أحمد، رغم أنها لا تملك سجلًّا رياضيًّا حافلًا، ولم تحقق في المنافسات أكثر من الميدالية البرونزية، في حين لم تلق مواطنتها «المسلمة» غير المحجبة، دليلة محمد، الكثير من الاهتمام رغم فوزها بذهبية مسابقة 400 متر حواجز. المثال الآخر هو فريق الكرة الطائرة الشاطئية المصري للإناث، الذي خطف الأضواء الإعلامية لأن لاعبتيه ارتديتا «الزي الشرعي»، ولم يلتفت أحد لفريق السباحة الإيقاعية المصري الذي ترتدي لاعباته ملابس السباحة كبقية الفرق، رغم أنه أبلى بلاءً حسنًا في المنافسات.

مواضيع مشابهة