متزوجون وعزاب: ما الفرق بينهما في أماكن العمل؟

الصورة: Startup Stock Photos

آية علي
نشر في 2017/07/19

هناك الكثير من المفاهيم الخطأ بشأن الموظفين العزاب أو غير المرتبطين في بيئة العمل الموجودة في عصرنا الحديث، فغالبًا ما يعتقد أرباب العمل أن العزاب، لأنهم ليس لديهم أطفال، يكونون غير مقيّدين عاطفيًا، ولا تواجههم أي مشكلات مالية، ولديهم وقت فراغ كبير، مما يعني أنهم يستطيعون السهر ليلًا أو السفر في عطلات نهاية الأسبوع أو القدوم للعمل في أيام العطلات، عكس الموظفين المتزوجين.

تضع هذه المفاهيم الموظفين غير المرتبطين في موقف غير عادل، تحاول «بيلا ديباولو» أن تستكشف أبعاده في مقال لها على موقع «Quartz»، وتدعو أرباب العمل للتوقف عن استغلال الموظفين غير المرتبطين، والبدء في تقبل الحقيقة بشأن حياتهم.

من أكثر ارتباطًا بالمجتمع، المتزوجون أم العزاب؟

رجل يعمل في المكتب
الصورة: Marc Mueller

تحمل الصور النمطية السلبية التي تحيط بالعزاب فكرة أنهم منعزلون ووحيدون ويركزون على أنفسهم فقط، مما يجعلهم مرشحين بقوة للقدوم إلى العمل أو البقاء فيه عندما لا يرغب بذلك أي شخص آخر، لكن الأبحاث تظهر عكس ذلك.

تقول ديباولو إن الأشخاص غير المرتبطين يبذلون جهدًا كبيرًا للحفاظ على علاقاتهم بالأصدقاء والجيران والأقارب، أكبر حتى مما يبذله الأشخاص المتزوجون، الذين يصبحون أكثر انعزالًا، حتى لو لم يكن لديهم أطفال.

يجب على أصحاب العمل توزيع المهام التي تتعلق بالبقاء لوقت متأخر أو العمل في العطلات أو إتاحة العطلات في أوقات غير مرغوبة بين العزاب والمتزوجين بالتساوي.

وتعد احتمالية وجود الأشخاص غير المرتبطين بجانب المعاقين أو ذوي الأمراض الحادة ممن هم بحاجة إلى مساعدة مستمرة أكبر من احتمالية وجود الأشخاص المرتبطين لمساعدة نفس الأشخاص، حتى لو لم يكن هؤلاء المرضى من أقاربهم. إضافة لذلك، يتطوع الأشخاص غير المرتبطين للعمل في منظمات وجمعيات أهلية وخيرية، أكثر مما يتطوع المتزوجون.

قد يعجبك أيضًا: يبدو أن هناك معنًى لحياتنا بعيدًا عن العمل

عندما ينتهي يوم العمل، أو تلوح عطلات نهاية الأسبوع في الأفق، أو يحين الوقت للتخطيط لإجازة، فإن في حياة العزاب أشخاصًا يرغبون في رؤيتهم ويهتمون بأمرهم، وأشخاصًا يعتمدون عليهم ويعتبرونهم كعائلة، حتى وإن لم يكونوا ضمن عائلتهم بالمعنى الحرفي.

ويتطلع العزاب في رأي ديباولو إلى التمتع بعزلتهم، إذ يملك البعض اهتمامات وارتباطات يؤدونها بشغف، وهم يختلفون فيما بينهم اختلافًا كبيرًا، لكن هناك شيئًا واحدًا يربطهم جميعا، وهو أن لديهم حياة خارج إطار العمل، ولذا فهم يرغبون في نفس الفرص والإجازات وأوقات الفراغ التي يرغب فيها الآخرون عندما لا يكونون في العمل.

ينبغي لأماكن العمل بحسب ديباولو أن تضمن الإنصاف بين موظفيها، إذ يجب عليها توزيع المهام التي تتعلق بالبقاء لوقت متأخر أو العمل في العطلات أو إتاحة العطلات في أوقات غير مرغوبة بين العزاب والمتزوجين بالتساوي.

العزاب يحتاجون المال أيضًا

سيدة تعمل في المكتب
الصورة: helpsg

ترى ديباولو أن الأشخاص غير المرتبطين، عندما يرعون آباءهم أو غيرهم ممن يحتاجون إلى المساعدة، فإنهم بفعلهم هذا يتعرضون لمخاطر اقتصادية أكبر مما يتعرض له المتزوجون، إذ لو عملوا لساعات أقل أو توقفوا عن العمل، فليس لديهم شريك يعوض هذه الخسارة المالية،  وهم معرضون للخطر كذلك لنفس هذا السبب إذا ما تركوا العمل أو فقدوا وظائفهم.

أظهرت دراسة شملت نساء أمريكيات فقط، وجود فجوة كبيرة بين ثروة النساء المرتبطات وغير المرتبطات عند اقترابهم من سن التقاعد، ويزداد اتساع هذه الفجوة كذلك بين النساء السود والبيض.

اقرأ أيضًا: كيف يؤثر عمل المرأة أو بقاؤها في المنزل في مستقبل أطفالها؟

لماذا يجب أن تقدِّر موظفيك العزاب؟

الإرهاق في العمل
الصورة: Westend61

أكدت الدراسات على ارتفاع عدد الأشخاص الذين يؤخرون الزواج، وأن مزيدًا من الناس يقضون معظم سنوات شبابهم عزابًا.

لا ينبغي في رأي ديباولو إرهاق الموظفين العزاب بالأجور القليلة وساعات العمل الإضافيّة لمجرّد كونهم عزابًا، فهم يحملون في جعبتهم الكثير من الصفات التي قد تفيد أرباب العمل، وذلك بناءً على تجاربهم في الحياة. وعلى عكس الأشخاص المتزوجين الذين غالبًا ما يقسمون مهام الحياة اليومية فيما بينهم، ويتقنون تلك المطلوبة منهم فقط، فإن العزاب يملكون عادة قدرًا أوسع وأشمل من المهارات الحياتية.

وتُبينّ الأبحاث التي توردها ديباولو تقدير العزاب للعمل الهادف أكثر من المتزوجين، وأن هذا الميل يظهر عندهم منذ المرحلة الثانوية.

قد يهمك أيضًا: الزواج أم العزوبية: أيهما طريقنا للسعادة؟

أصبح ارتفاع عدد الأشخاص الذين يؤخرون الزواج أو يعزفون عنه كلية ظاهرة نامية باستمرار، خصوصًا في الولايات المتحدة وأوروبا، وإذا كانت نسبة البالغين غير المتزوجين ممن تزيد أعمارهم على 18 هي 28% فقط في الولايات المتحدة عام 1970، فإن قرابة النصف (45%) هم من غير المتزوجين الآن، ويعني هذا أن مزيدًا من الناس يقضون معظم سنوات شبابهم عزابًا، ولا يبدو على هذه الظاهرة أي علامات على التراجع.

تحتاج أماكن العمل إذًا إلى التكيف مع قوة عاملة تصبح عازبة باطراد، ولحسن الحظ أن الأبحاث تظهر تقديم الموظفين من العزاب إسهامات أكبر كثيرًا مما يظن الجميع.

مواضيع مشابهة