9 مدارس لن تَوَد إخبار أبنائك عنها

المدرسة الخضراء في جزيرة بالي الإندونيسية

أحمد المشاري
نشر في 2018/11/21

إذا كنت تهرع لإيقاظ ابنك صباح كل يوم، لتُلحِقه بفصل يمكث فيه أمام أستاذه طوال النهار، ثم تأخذه بُعَيد الظهيرة ليستمر في تأدية فروضه وتحضيراته في المنزل حتى يحين موعد إيوائه للفراش، لتتمكن مرة أخرى من إيقاظه باكرًا في اليوم التالي، وهكذا.

إن كنت كذلك، وكان هذا ملخص يوم ابنك، فمن الأفضل ألا تخبره بوجود مدارس تخلو من جميع ما سبق.

1. مدرسة دون واجبات

«سياستنا في الواجبات المنزلية: عدم وجود واجبات منزلية». هكذا تعلن مدرسة «أوركارد» الأمريكية عن لائحتها الخاصة في ما يتعلق بتأدية الفروض المدرسية في البيت.

لا تكتفي المدرسة بذلك، بل تقترح على التلاميذ مهمات يؤدونها في النصف الثاني من يومهم بعد خروجهم من المدرسة:

  1. القراءة الحرة، ومع الوالدين أيضًا
  2. الخروج للعب، فهذا ليس وقت الشاشات
  3. الجلوس مع الأسرة وقت الطعام، ومساعدتهم في التحضير والتنظيف
  4. القسط المطلوب من النوم

بعد مرور ستة أشهر على تعميم سياسة اللاواجبات المنزلية، وصفت إدارة المدرسة النتائج بأنها ناجحة جدًّا. لم يظهر أي انخفاض في مستوى الطلاب العلمي بعد إلغاء الواجبات، بل العكس، صار لدى الطلبة وقت أطول لتنمية قدراتهم القرائية وتفكيرهم الإبداعي واكتشاف شغفهم الخاص.

2. مدرسة دون درجات

في عام 2016، قررت مدرسة «أوبرلاندر» الألمانية إشراك الطلبة في صناعة القرار التعليمي، ومنحهم كامل الثقة لتولي مسؤولية اختيار الموضوعات الدراسية التي يرغبون في تعلمها خلال العام، دون ملاحقتهم بحساب الدرجات.

تهدف المبادرة إلى تشجيع الطلاب على التفكير والتعلم الذاتي، بدلًا من التلقي التقليدي من معلم الفصل. فلسفة التعليم تتحقق حين يتمكن الطالب من تحفيز نفسه بشكل تلقائي نحو التعلم.

عامًا بعد عام ونتائج الطلاب تبدو أكثر إبهارًا، بدأت المدرسة تحقق أفضل الدرجات على مستوى مدارس برلين.

3. مدرسة دون جدران

مدرسة تقع وسط الحدائق، بجوارها نهر يجري، وفصولها مفتوحة تضيئها الشمس من كل جانب، ونسيم لطيف لا يتوقف عن الهبوب في أوقات الدراسة.

جزيرة بالي الإندونيسية تحتضن المدرسة، التي استقبلت أكثر من 400 تلميذ قادمين من 30 دولة.

يتعرف كل طالب في ذلك المكان إلى مزايا كوكبه الجميل بشكل أفضل، وينمو بصحبة موارده الطبيعية طوال سنوات دراسته، حتى يتخرج في صفوف مدرسته صديقًا مخلصًا للبيئة.

تلك هي «المدرسة الخضراء»، كما أطلق عليها مؤسسها الكندي.

قد يهمك أيضًا: هل ينجح المنزل في إلغاء دور المدرسة؟

4. مدرسة دون استيقاظ مبكر

مدرسة حكومية في إنجلترا تفتح أبوابها للطلاب في العاشرة صباحًا، متأخرةً عن بقية المدارس «العادية».

بعد عامين من تسليط الضوء على التجربة، لم يكن التحسن مقصورًا على الجانب الأكاديمي فحسب، بل ظهر تحسن لافت في الحالة الصحية للطلاب ككل، فانخفضت معدلات الأمراض إلى أقل من النصف، ما شجع مدارس أخرى على  إحلال ثقافة تأجيل الجرس الأول وتمديد ساعات النوم لفترة أطول، لتأثيرها المباشر في استقرار الصحة النفسية والبدنية والعقلية للأطفال والمراهقين.

5. مدرسة دون رسوب

أو دون أصفار، فالأصفار غير مقبولة بتاتًا: «Zeros Aren’t Permitted» سياسة تعليمية تنتهجها بعض المدارس للحد من الحصول على درجات منخفضة، وتكمن فكرتها الأساسية في منح الطالب أكثر من فرصة لإعادة تنفيذ مهمته الدراسية التي لم يُوفَّق في تسليمها أول مرة.

تتفهم سياسة «اللا أصفار» الاختلافات المتوقَّعة بين قدرات الطلاب، فتعطي بذلك مساحة أكبر لاستيفاء الفروض المطلوبة، سواء في الوقت المحدد الأول، أو بالإعادة الثانية، أو الثالثة والرابعة ربما، بحسب إمكانية كل طالب وظروفه، تشجيعًا وترميمًا لمجموع درجاته الكلية بدلًا من الوقوع في خطر الرسوب، فإعادة التكليف الدراسي أفضل من إعادة سنة كاملة.

إحدى مديرات مدارس ألاباما حصلت على جائزة المديرة الأفضل خلال العام، بعد تطبيقها عدة حلول أسهمت في تحسين مستوى طلابها، أولى هذه الحلول كانت سياسة اللا أصفار.

6. مدرسة تعمل 4 أيام فقط

تقليص مدة الدراسة يساعد على توفير المصروفات التشغيلية في ميزانية المدرسة أيضًا.

هناك علاقة إيجابية بين تحسن أداء الطلاب في القراءة والرياضيات، والتحول إلى نظام الدوام لمدة أربعة أيام في الأسبوع فقط.

هذا هو الانطباع الأول لبعض مدارس ولاية كولورادو الأمريكية، التي بادرت بتقصير أيام الدراسة وإضافة يوم آخر إلى العطلة الأسبوعية، لتكون المحصلة أربعة أيام دراسة وثلاثة أيام راحة.

الدافع الأبرز لذلك القرار، الذي صدَّقت عليه الولاية رسميَّا، كان اقتصاديًّا من الدرجة الأولى، إذ تبين أن تقليص مدة الدراسة يساعد على توفير المصروفات التشغيلية في ميزانية المدرسة أيضًا.

7. مدرسة دون مناهج

بعض المدارس الحكومية في إنجلترا أُعفيت من اتباع المنهج العام للدولة، لتستخدم أسلوبًا بديلًا قائمًا على المشروعات العملية ذات الأثر المباشر، ويعرفونها في بريطانيا بـ«مدارس الاستوديو».

يتعلم طلاب مدارس الاستوديو عبر الانخراط في أعمال حقيقية بالشراكة مع هيئات ومؤسسات الدولة، وقد ساعد هذا النوع من التدريس في ارتفاع نسب التفوق والتحصيل، إذ وجدوا أن الحقول الميدانية تساعد الطلبة على التفاعل مع المواد التعليمية بشكل أفضل.

شعار المدرسة: نعمل من خلال التعليم، ونتعلم من خلال العمل.

8. مدرسة دون استعجال

الطلاب يتفاوتون في قدراتهم على فهم الدرس؟ إذًا، سنمنح كل طالب الوقت الذي يحتاجه، ولن نتحرك في اتجاه الدرس التالي حتى نتأكد من فهم جميع الطلاب الدرس الأول. لِم العجلة؟   

هذا ما بدأت تنفذه كثير من مدارس ولاية نيويورك الأمريكية، حين انتقلت لتطبيق استراتيجية «Mastery Based Learning» (التعلم القائم على التمكُّن)، التي تراهن على قدرة الطلاب على تحقيق نتائج أفضل في مستوى استيعاب الدروس في حال مُنحوا وقتًا كافيًا لكل درس، لتنويع وسائل شرحه وتكراره بالقدر الذي يحتاجه كل طالب للوصول إلى درجة التمكُّن.

التأكد من تمكُّن جميع الطلاب في الدرس الحالي شرط أساسي للانتقال إلى الدرس الذي يليه. لقد حان الوقت لمزيد من الوقت.

9. مدرسة دون اختبارات

تحذير: منطقة خالية من الاختبارات. هكذا يطلَق على مدارس فنلندا، التي تخلت عن سياسة تقييم الطالب عن طريق الاختبارات الموحدة.

قد يهمك أيضًا: نظام التعليم الفنلندي: معجزة تتحدى المنطق

هذا ما يُفصح عنه مستشار في وزارة التعليم الفنلندية في كتابه «دروس فنلندية»، فيوضح أن أسلوب التدريس من أجل الاختبار له عواقب نفسية خطيرة، ناهيك بعدم جدواه كوسيلة لتشجيع الإبداع والتجربة والاستكشاف، فدور المدرسة أكبر من أن تحدد مستقبل الطفل من خلال أدائه على ورقة.

المدرسة ليست للاختبار، والتعليم ليس للتقييم.

أقدمت فنلندا على إلغاء نظام الاختبارات الموحدة عالية المجازفة، والآن تتربع على الصدارة كأفضل الأنظمة التعليمية في العالم.


هذا الموضوع اقترحه أحد قُراء «منشور» وعمل مع محرري الموقع على تطويره، وأنت كذلك يمكنك المشاركة بأفكارك معنا عبر هذه الصفحة.

مواضيع مشابهة