تكاثر الحكومات.. عُقم تنموي

فريق منشور
نشر في 2024/04/16

إذا كان الغرب يضرب المثل بإيطاليا في عدد حكوماتها التي يكون معدل أعمارها 13 شهراً بمجموع 74 حكومة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فإن الكويت باتت نموذجاً عربياً وخليجياً في عدد الحكومات بإجمالي 46 حكومة منذ 62 عاماً بمعدل حكومة كل سنة ونيف، وحدث أن تشكلت 4 حكومات في 8 أشهر وبرقم قياسي لأقصر حكومة في التاريخ لم يتعد عمرها 24 ساعة! وبأقصر مدة لرئاسة الوزراء لم تتعد شهراً! فيما تعاقب على رئاسة هذه الحكومات منذ الاستقلال إلى اليوم 11 شخصية.

لغة الأرقام لا تشي بكل أسرارها ولا تختزل كل الحقيقة ولا تحيط بكل زوايا المشهد السياسي في الكويت، لكنها أداة للقراءة والتحليل والمقارنة والاستنتاج، وأكثر من ذلك إنها ثقافة يعتمد عليها المتقدمون لحساب مراحل تطورهم والمقارنة بمنافسيهم، فيتعلمون منها رسم الأهداف وتحقيقها فيرتفع بذلك الأداء وتتزايد الطموحات.

أما الساعون إلى التقدم مثلنا، فإن قراءة الأرقام وما بينها وفوقها وتحتها ومن قبلها ودبرها، فإن أكثر طموحنا الراهن هو استخلاص العبر مما كان لاستشراف ما سيكون، حيث يشير ما سبق ذكره من معطيات إلى حجم الاستقطاب والضغوط التي تمارسها مختلف الأطراف والقوى على رؤساء حكومات الكويت، فتجعل قامة من عيار الشيخ الدكتور محمد صباح السالم يرمي المنشفة ويغادر الحلبة، ليدخل التأريخ الحكومي من باب أقصر مدة يقضيها رئيس حكومة في قصر السيف!

ونحن على مشارف تشكيل الحكومة السادسة والأربعين في تاريخ الكويت، برئاسة الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، تدعونا الحقائق سالفة الذكر إلى إعطاء فرصة للاستقرار السياسي ليعرف طريقه إلى الكويت مجدداً فيمكث فيها برهة من زمن الانجاز، لعلنا نسابق الزمن لاستدراك الفرص الضائعة، فالكويت تستحق من الجميع إعلاء مصلحة الوطن على دونها من المصالح، لأنه لا تنمية ولا ازدهار بلا استقرار، والكويت يليق بها أن تكون الأفضل والأجمل والأكمل بوعي أبنائها ومساهمتهم في صنع الحاضر لأنه جَني المستقبل.

 

مواضيع مشابهة