كثير من الأشخاص لا يعرفون معنى الدخول في علاقة تجلب لهم السعادة، لأنهم ببساطة منخرطون في علاقة سيئة. يستمرون في علاقة لا ترضيهم، مفضلين عناء إحياء علاقة فاشلة على أن يواجهوا شبح الوحدة.
في مقال نشر على «Quartz»، يدعونا «مارك رادكليف»، إلى تخطي العلاقات الرديئة وغير الناجحة، بحثًا عن الأفضل للطرفين، دون الإصرار على إنجاحها.
كن متطلِّبا في الحب
في مجال الفنون، هناك حكمة تقول: «الجيد عدو العظيم». نفس المقولة تنطبق على العلاقات، فلن تنخرط في علاقة «عظيمة» ما لم تتخلص من العلاقات «الجيدة».
لهذا السبب يدعوك الكاتب إلى أن تطالب الطرف الآخر بإظهار مشاعر قوية تجاهك. كن متطلِّبا، اطلب الانبهار والإلهام. ليس طوال الوقت، لكن بشكل منتظم على الأقل. فإذا لم تصرح للطرف الثاني في العلاقة أو حتى لنفسك بالحب بشكل واضح، خلال ستة أشهر أو أقل، فقد حان وقت الابتعاد. ليكن لديك ما يكفي من الشجاعة لاعتقاد أن الأفضل في الطريق.
يعرف الكاتب أشخاصًا كثيرين قد يعترضون على هذا الكلام. فلو تواعد شخصان لثلاث سنوات، ثم جمعهما زواج دام 10 أعوام، كيف يلقون بكل هذا عرض الحائط؟
كثيرين ينخرطون في علاقة «ماشي حالها» لسنوات، ثم يقررون الزواج لأنهم يرون أنه ليس في وسعهم أن يضيعوا مثل هذه الفرصة، فيقررون أن يضيعوا 10 سنوات بائسة أخرى في علاقة لا تتسم بالتوافق، خوفًا من اتخاذ قرار الرحيل.
كن أفضل نسخة من نفسك
الأمر لا يتطلب سنوات ليدرك إنسان أنه وجد الشريك المناسب. فقد يصل إلى هذا اليقين في العام الأول من المواعدة أو حتى في الأسابيع الأولى.
طَبِّق هذه المعايير المرتفعة على نفسك أيضًا، فلا تقبل بنسخة رديئة من نفسك إن كنت ترغب في علاقة تسعدك. كن شخصًا يطارد أحلامه إن كنت تريد هذا في زوجك. إن كنت تريد شخصًا يعيش حياة ملؤها الشغف، صاحب مهنة مشبعة واهتمامات وهوايات، ذا شخصية تفرض وجودها على الحاضرين وتُلهم الآخرين من خلال العمل لا الكلام، يجب أن تكون أنت هذا الشخص أولًا.
لو لم تكن تكيل بمكيالين فربما تكون شخصًا صبورًا أكثر من اللازم. جزء من كونك بالغ يتطلب التسامح وتقبُّل عيوب الآخرين. لكن الكثير منا يستمر في علاقة «جيدة» على أمل أن تصبح رائعة يومًا ما. غير أن هذا لا يحدث، فهي تظل قابعة في منطقة «الجيد».
يقول الكاتب إن الأمر لا يتطلب سنوات ليدرك إنسان أنه وجد الشريك المناسب. فقد يصل إلى هذا اليقين في العام الأول من المواعدة أو حتى في الأسابيع الأولى. أما إذا لم تكونا تتبادلان كلمات الحب الصريحة، فتلك ليست نهاية «تراجيدية». فكل ما يعنيه هذا أنه في استطاعتك أن تكون في علاقة أفضل، بل يجب أن تبحث عن علاقة أفضل. لهذا، عليكما أن تتجاوزا العلاقة ليجد كل منكما شريكًا أنسب. المشكلة أننا نعتقد أنه لا يحق لنا أن ننهي علاقة، ما لم يفعل الطرف الآخر شيئًا غير مقبول أخلاقيًّا.
قد يهمك أيضًا: كل الزيجات الفاشلة، تفشل لنفس السبب
لا تشعر بالذنب
يمكنك أن تنهي العلاقة لو لم تشعر بأن قلبك مُعلق بالطرف الآخر. لنقل إن هذا القرار سهل ما دمتما في أول العلاقة، أما لو كان هناك زواج وأسرة، فربما يتعين ساعتها المحاولة والاجتهاد قبل الاستسلام، ما لم تكن قد عانيت كثيرًا في العلاقة.
يمكنك أن تكتب النهاية إذا كنت تشعر بأنك «لا تكره» الطرف الآخر، وتقضي معه وقتًا جيدًا، لكنك ترغب في مزيد من الأشياء، وتشعر بأنك، وطرف العلاقة الآخر، تستحقان الأفضل.
هذا كفيل بأن يخلصك من شعورك بالذنب. فأنت تساعد الطرف الآخر كذلك على أن يجد إنسانًا مناسبًا، وقد يكون هناك آخَر في مكان ما ينسجم معه بشكل أفضل. عليكما أن تستكشفا ذلك.
يعتقد الكاتب أن الطلاق لا يحدث بين زوجين جمعتهما قصة حب كبيرة، ثم اتسعت الفجوة بينهما. فهو يرى أن الطلاق يحدث بين اثنين لم يكن يصح أن يجمعهما الزواج في المقام الأول، لكنهما اكتشفا هذه الحقيقة فقط في سن متقدمة نسبيًّا بدلًا من أن يكتشفاه وهما في فترة التعارف. الحب يمكن الاستثمار فيه، بل وإعادة إحياء جذوره. لكن عدم وجوده من البداية، ربما يكون دلالة قوية.
قد يعجبك أيضًا: كيف يمكن لسؤال واحد أن ينقذ زواجًا منهارًا؟
فكِّر كمستثمر لا يحب الخسارة
لو كان الحب ما تريد فأعط مغامرتك وقتها لتزدهر. لكن فَكِّر كالمستثمر الذي لا يظل يدفع أمواله في مشروعات دون عائد، فاسحب الأرصدة لو كنت لا تجد عائدًا يتناسب مع إسهاماتك. هناك كثير من الأشياء الأخرى في هذا العالم، يمكنك أن تستثمر فيها وقتك، ولن تتمكن من ملاحظتها حتى تترك ما لديك.
في هذه اللحظة، ربما يوجد شيء أفضل متاح لك لن يتمكن من دخول حياتك لأنك تبدو «راضيًا» كما أنت، وهذا هو السبب الأهم لتجاوز العلاقة الحالية، ذلك السبب الذي لا يدركه معظمنا. أنت مرتبط فعلًا بشخص ما، وهذا يصرف عنك أي شخص قد يُبدي اهتمامًا بك لو خرجت من علاقتك الحالية وأعلنت نهايتها. أنت لا تعرف قدر ما تفوِّته على نفسك من فرص، فأنت تعتقد أن الخيار الوحيد المتاح لك هو ما تملكه فعلًا. لكن هذا ما تراه أنت خلافًا للحقيقة.
لو كنت غير راضٍ عما أنت فيه، تخلص من القيود، واسعَ إلى الحصول على إنسان أفضل بالنسبة إليك، فلن تجده لو لم تمتلك جرأة التمرد على رضاك بما هو دون المستوى.
ليس الغرض التنقّل المستمر من علاقة إلى أخرى، ولا استسهال الخروج من العلاقات حين تصعب الأمور. لكن الهدف أن نكون أكثر وعيًا بالحالة الميؤوس منها، وأن نمتلك شجاعة تسمح لنا بالانسحاب حين نتيقن من أن هناك مشكلة لا علاج لها.