كيف يمكن لسؤال واحد أن ينقذ زواجًا منهارًا؟

الصورة: Getty/agrobacter

دينا ظافر
نشر في 2018/01/16

عانى الروائي الأمريكي «ريتشارد بول إيفانز» وزوجته «كيري» زواجًا غير مستقر، حتى اكتشفا أن سؤالًا واحدًا سهلًا كان كفيلًا بأن يغير مجرى زواجهما، لو قصداه بصدق.

تزوج إيفانز وكيري وعمرهما 21 عامًا، وكان توقعات كلٍّ منهما من الآخر كبيرة، لكن الصدام بدأ بينهما بشأن أمور تافهة تتعلق بسلطة كل منهما في مواجهة الآخر، وفي خلال سنوات، تدهورت العلاقة بصورة مخيفة كما يحكي إيفانز.

«كنت أحبها وكنت أعرف ذلك، وكانت تبادلني الحب، غير أننا لم نعرف ماذا نفعل لتنجح العلاقة التي كانت تتدهور بتسارع مخيف»، هكذا يقول إيفانز، فما السؤال السحري الذي غير مجرى الأمور، وحوّل الزواج من علاقة متصدعة إلى أخرى متينة؟

هذا ما يعرضه مقال منشور على موقع «NBC News»، بما في ذلك الخطوات اليسيرة التي اتّبعها إيفانز لينقذ زواجه بعد أن كان على حافة الهاوية.

«كيف أجعل زواجنا أفضل؟»

في يوم من الأيام انهار إيفانز باكيًا في أثناء استحمامه، ثم تراءى له أنه وإن كان لا يستطيع أن يغير طبائع زوجته، فبإمكانه تغيير نفسه.

في اليوم التالي، سأل إيفانز زوجته سؤالًا مباشرًا :«كيف يمكنني أن أجعل يومك أفضل؟». تطلّب الأمر قدرًا من التواضع، لكن الرجل كان قد قرر أنه سيفعل أي شيء كي يحافظ على زوجته.

يرى إيفانز أن سؤال «كيف يمكنني أن أجعل يومك أفضل؟» أنقذ زواجه. يبدو السؤال بسيطًا، لكنه قد يصير صعبًا لو كان الزوجان على غير وفاق.

في البداية لم تكن زوجته مقتنعة بصدق سؤاله، فطلبت منه أن ينظف المطبخ، لكنه أدهشها وفعل. وفي صباح اليوم التالي كرر نفس السؤال عليها، فطلبت منه هذه المرة أن ينظف الجراج، فنفذ ذلك رغم أنه كان مهمة شاقة، وكانت لديه أعمال أخرى ليؤديها. وفي اليوم الذي بعده كرر سؤالها، غير أنها لم تطلب منه شيئًا تلك المرة.

ظل إيفانز يسأل السؤال نفسه لمدة أسبوعين، حتى انهارت كيري باكية. قالت له: «ينبغي أن أسألك أنا هذا السؤال». وبنبرة اعتذار، أضافت: «ألا يمكننا أن نقضي بعض الوقت معًا؟».

حتى الآن، لا يزال إيفانز وكيري يسأل كلٌّ منهما الآخر عن ما في إمكانه أن يفعله ليجعل يومه أفضل، ويرى إيفانز أن هذا السؤال أنقذ زواجهما فعلًا. فرغم بساطته، قد يكون من الصعب سؤاله لو كان الزوجان على غير وفاق.

لهذا السبب يقدم إيفانز بعض النصائح لمساعدة الأزواج على تبادل هذا السؤال وتطوير علاقتهما.

قد يهمك أيضًا: كل الزيجات الفاشلة، تفشل لنفس السبب

1. تقبّل أنك جزء من المشكلة

من الصعب أن تلوم نفسك، لكن هذا يحررك من القَيد. جميعًا لدينا أمور غير محببة، ولنا طلبات غير معقولة، وقبول هذا يحرر الإنسان.

أول خطوة لرأب الصدع في علاقة الزواج هي قبول فكرة أنك تتحمل ذنب تصدع العلاقة، تمامًا مثلما يتحمله الطرف الآخر، إن لم يكن بصورة أكبر.

إيفانز اعترف أنه ليس بالمثالية التي تصورها: «لديّ عيوب، كنت أظنها (زوجته) السبب [في انهيار العلاقة] على طول الخط، لكني شخص صعب جدًّا في الحقيقة».

يعرف إيفانز أنه من الصعب أن تلوم نفسك، لكنك لو فعلت فستتحرر من القَيد. جميعًا لدينا أمور غير محببة، ولنا طلبات غير معقولة، وقبول هذا جميل لأنه يحرر الإنسان.

يدعو إيفانز الأزواج إلى أن يقولوا لأنفسهم: «بإمكان الحب أن ينتصر، فأنا أهتم به ويمكنني احترامه، ويمكنني كذلك أن أكون أفضل».

2. كُن صادقًا

الصورة: joel carter

يؤكد إيفانز أهمية أن تكون صادقًا حين تسأل زوجك/زوجتك عن ما يمكنك أن تفعل من أجله: «ليست هذه لعبة نفسية، بل هذا هو جوهر الأمر»، فأنت تعاهد نفسك على المعاناة من أجل بقاء العلاقة. ينصح الكاتب الأمريكي بطول النفس، فعليك أن تكون مستعدًّا لأن تتحمل الطرف الآخر حتى نهاية الطريق، وإلا فلن يصدقك.

قد يعجبك أيضًا: تأخر الزواج قد يؤدي إلى الطلاق

حالما يشعر الطرف الآخر بالثقة، سيشعر بحبك، إذ سيتأكد أنك لا تريد شيئًا سوى استمرار الزواج، سيفهم أنك تهتم به، وأنه لا توجد لديك دوافع خفية وراء ما تفعل.

3. افهم المعني الحقيقي للحب

كثير من الأزواج يركزون على ما ينبغي أن يفعله الطرف الآخر من أجلهم، رغم أنهم ينبغي أن يركزوا على ما بوسعهم أن يفعلوه للطرف الآخر.

يشير إيفانز إلى عبارة إيطالية يحبها هي «Ti voglio bene»، تُتَرجم إلى «أحبك»، رغم أن ترجمتها الدقيقة هي «أريد الخير لك»، والجميل أنها تركز على ما يمكن أن تعطيه لمن تحبه، لا على ما يمكن أن تأخذه منه.

قد يهمك أيضًا: الزواج أم العزوبية: أيهما طريقنا للسعادة؟

يتمتع إيفانز وزوجته بزواج ناجح حاليًّا، ويؤكد بسعادة حقيقية لكاتب المقال أنه «كنز حقيقي أن يكون في حياتك شخص تعشقه وتهتم به وتعلم أنه سندك، فكثير من الناس ليس لديهم شخص كهذا. الأمر يستحق أن تجتهد من أجل أن يكون في حياتك شخص بهذا القرب».

مواضيع مشابهة