«في عام 1914 بدأت صلتي بالمسرح، وعلى الرغم من أنني كنت موظفًا بشركة السكر في نجع حمادي، فإنني كنت صديقًا شخصيًّا لكبار الممثلين في ذلك العهد، وأجد لذة كبيرة في زمالتهم، ولو أنها كانت مجرد زمالة من غير تمثيل. كنت بالنسبة إلى هؤلاء كالمليونير بالنسبة إلى فقراء الهند، فقد كنت موظفًا أنال راتبًا شهريًّا وأنا أضع ساقًا على الأخرى، أما أغلبية الممثلين حينها فقد كانوا يحصلون على رواتبهم كل حين ومين».
تلك الكلمات هي مطلع مذكرات نجيب الريحاني الضاحك الباكي، أو «كشكش بيه» كما يُلقّب، وهي الشخصية التي قال عنها زكي طليمات إنها أنزَلت هزة عنيفة بالمسرح المصري الناشئ.
هذه المذكرات نُشرت حديثًا في كتاب عن نجيب الريحاني حمل اسم «نجيب الريحاني: المذكرات المجهولة»، من تحقيق وجمع الناقد والشاعر شعبان يوسف، لتُعيد بعض الحق إلى الريحاني.
المذكرات بدأت نشرها دار الهلال عام 1949 بعد وفاة نجيب مباشرة، وأعادت مكتبة الأسرة طبعها مع وصفها بـ«الزائفة»، وإن ظلت تُنشَر أسبوعيًّا دون انقطاع في مجلة «الكواكب» منذ 3 يونيو 1952، أي قبل ثورة يوليو بـ50 يومًا، حتى 4 نوفمبر 1952، إلى أن نُشرت في كتاب الهلال.
مؤلف الكتاب شعبان يوسف يوضح لـ«منشور» أن «نجيب الريحاني قيمة كبيرة لم تُنصفها الدولة المصرية، رغم ما قدمه من أعمال ما زالت خالدة على قِلّتها، وصارت محل جذب للمُشاهد العربي بشكل لا نظير له».
يضيف يوسف أن بعض الكتابات لم تتراجع عن ظلمها للريحاني، ومنها ما كتبه يحيى حقي، الذي وصف مسرحه بـ«الرَّدْح والتَّشليق»، وبأنه إهانة بالغة للمصريين، كذلك جرّده صلاح عبد الصبور من قدرته الكبيرة في الفن، ووصفه فقط بـ«الممثل المضحك»، وتنبأ بأن مسرحه سينتهي برحيله، ولا مجال لاستعادته بأي شكل من الأشكال.
مَن كتب تلك المذكرات الزائفة أراد أن يتقمص شخصية الريحاني على المسرح، ويؤدي حركاته ولفتاته، ويطلق نكاتًا تصل إلى حد السخف والهذيان.
ماذا يحاول أن يثبته في كتابه؟ يقول شعبان يوسف: «حاولَتْ سيرته الذاتية المزعومة التي نشرتها دار الهلال عام 1949 تشويه شخصيته، وذلك بحذف أحداث كثيرة وإضافة أخرى بالتركيب والترقيع، وتصويره بطريقة ليست لائقة، وهزلية، وربما معادية له».
لا يعرف يوسف من المسؤول عن تشويه سيرة الريحاني، ما أراد أن يفعله فقط أن يرد على «هذه الترهات، فمِن المستحيل أن يكون هو واضعها. كيف يشوه إنسان نفسه بهذا الشكل؟ إنها تحمل مبالغات وخيالات وأحداثًا من الصعب أن يسردها فنان أو أديب عن نفسه، وبعيدة كل البعد عن طريقة السرد في السير الذاتية، فلا تقترب مثلًا من أيام طه حسين، أو أوراق العُمر للويس عوض».
«مَن كتب تلك المذكرات أراد أن يتقمص شخصية الريحاني على المسرح، ويؤدي حركاته ولفتاته، ويطلق نكاتًا تصل إلى حد السخف والهذيان، وهو ما كان يتجنبه الريحاني أصلًا. المذكرات قدّمت إنسانًا مختلفًا لا يمُتُّ بصلة كبيرة أو صغيرة للريحاني. وبالرغم من أنني أعرف أن هذا الكتاب سيثير ثائرة المؤرخين الذين استقرت قناعاتهم على دقة هذه السيرة، فإنني فنّدتها كي أُرضي ضميري».
يستنكر يوسف أن «واحدًا من الذين عرفوا الريحاني عن قرب، وهو يوسف حلمي، ينصح بقراءتها لأنها تعرُّف بالريحاني أوثق تعريف كما قال، وهو ما يخالف الحقيقة بشكل كبير».
ويستنكر كذلك تقديم بديع خيري، وهو صديق الريحاني، لمذكرات دار الهلال المزعومة: «لماذا صدّقها خيري ليقدم صديقه الريحاني بكل هذه الهزلية، وهي لا تحوي صفحة واحدة أو حتى بضعة أسطر بخط يده؟ ورغم أن دار الهلال زعمت أن نجيب الريحاني قدمها بخط يده، فإن الدار العريقة لم تقدم حتى شذرات بخط يد الريحاني حتى لا يعبث الشك بها وبمصداقيتها».
بحسب يوسف، الأقرب إلى الصواب في سيرة الريحاني هي تلك التي صدرت عن «دار الجيب»، التي كان صاحبها فوزي العنتبلي صديقًا للريحاني، وقد جاءت تحت عنوان «مذكرات نجيب الريحاني.. زعيم المسرح الفكاهي».
يرى شعبان أن تلك المذكرات، التي حصل عليها «صدفة» من أحد بائعي الكتب القديمة في سور الأزبكية، والتي ضمّنها كتابه وصدرت منها نسخ قليلة، هي الأصح في تقديم سيرة نجيب الريحاني، ووصفها الكاتب بالمجهولة لكونها «غير متداولة»، كما لو أن شخصًا حاول محوها ليشوه الرجل، على حد تعبيره.
جاءت مذكرات الريحاني، التي يحاول مؤلف الكتاب أن يؤكد أنها الحقيقية إلى أن يثبت العكس، في 116 صفحة، تصدرتها كلمة لنجيب الريحاني تقول: «هذه سطور بحلوها ومرها، بهنائها وشقائها، بكأسها المُترعة والفارغة.. إنها تسلية للذين أحبوني، وشاقهم أن يروا صورتي بغير (ماكياج)، وتذكرة للذين سيحيون بعدي، حينما يروق لهم أن يطالعوا قصة دراما ضاحكة، عذابها أعذب من راحتها».
مآخذ على مذكرات الريحاني الشهيرة
ينتقد شعبان في كتابه المذكرات المزعومة للريحاني، التي تحاول أن تثبت أن نجيب كان كارهًا لفن الكوميديا بشكل مطلق، ولديه اعتقاد بأنه لم يخُلَق له قط، فراح يسخر من نفسه قائلًا: «لا شك أنني كنت في ذلك الحين أهوى التمثيل من كل قلبي، ولكن ميلي كان مُنصبًّا على نوع واحد من هذا الفن، وهو الدراما، أما الكوميديا فلم أكن أشعر نحوها بأي عاطفة، كنت أحس بأنني لم أخلَق لها، وإذا ما بدا لي أن أظهر في دور كوميدي، فسيكون السقوط حليفي، والطماطم.. من الجمهور نصيبي».
يحاول محرر المذكرات المزعومة، كما يسميها يوسف، إثبات أن الريحاني لم يُخلق للكوميديا، ويؤكد ذلك بإلحاح على، ويبني مقارنات بينه وبين تشارلي تشابلن ليثبت أن كليهما أراد التراجيدي ولم ينجح سوى في الكوميدي، وهذا من وجهة نظر يوسف لم يكن منطقيًّا على الإطلاق، فلا وجه للمقارنة بين الاثنين، فمن الجائز أن تقدير الريحاني لنفسه كان في فترة من الفترات في غير محله، وبخاصة في البدايات، لكن استمراره في النجاح على المستوى الكوميدي كان لا بد أن يٌشعره أنه كوميديان من طراز فريد.
يستنكر يوسف مادة الاستظراف تلك، ووصول الأمر إلى تحقير الذات أيضًا، وهو أسلوب يختلف تمامًا عن الريحاني، مثل افتعال النكات السخيفة، والتعرض لموضوعات ثقافية لم يكن نجيب معنيًّا بها، ولا مَوقع لها في المذكرات، وغالبًا، بحسب الكتاب، كانت تعني محرر تلك المذكرات فقط.
مثلًا، ذلك المحرر كان يحاول افتعال مشكلات مع مَجمع اللغة العربية، كأن يكتب مصطلحًا مشكوكًا في صحته، ويكرر: «أما نشوف بقى مجمع اللغة العربية هيعمل لنا إيه في سنتنا السودة».
غراميات الريحاني
حاولت المذكرات الرائجة عن حياة الريحاني، والتي يتخذها بعض الناس مصدرًا وحيدًا للبحث في تاريخه وسيرته، تصدير صورة عن نجيب بأنه رجل «فَلاتي»، وهو ما يتجنب أي كاتب سيرة ذاتية التطرق إليه، وما يؤكد فرضية زيف هذه الصفات وفقًا لشعبان يوسف.
حاولت المذكرات أن تصفه بأنه رجل «لعوب» مغروس في النذالة، مثل حكايات منسوبة إلى الريحاني عن علاقات نسائية وقت عمله بمصنع السكر في نجع حمادي، وهي حكايات لم يُشِر إليها الريحاني طوال حياته من قريب أو بعيد في أيٍّ من كتاباته، بل إنه عندما أغرمت به زوجة أحد أصحاب المسارح، وراودته أكثر من مرة عن نفسه، كان يصدها بشكل واضح، ويؤكد أنه لا يريد ارتكاب خطيئة أخلاقية.
يرى الكاتب أن هذه السرديات جاءت بقصد إهانة الريحاني وإظهاره في ثوب ليس ثوبه، وهي غراميات خائبة تحاول تصويره بالرجل الخائن لمعارفه وأصدقائه، ولا يمكن أن يُخبِر بها عن حياته.
منزلقات خطيرة تثبت زيف مذكرات الهلال
أورد الكاتب نموذجًا مما اعتبره دليلًا بَيّنًا على زيف مذكرات الهلال، فالمحرر الذي كان ينشر المذكرات عام 1952 بخط نجيب الريحاني، كما يزعم، وبعد أن رحل نجيب بسنوات ثلاثة، «كان يخبرنا في كل فصل من الفصول المنشورة في المجلة عما حدث في الأسبوع الماضي، وكأنه يواصل ما حدث وانقطع، وكأن الريحاني يحيا بيننا ويتابع ردود فعل القراء، وهذا ملمح غريب جدًّا».
أما الشيء الأكثر إدهاشًا من وجهة نظر شعبان، والذي يكشف زيف تلك المذكرات، فهو الكلمة التي تصدرت بها المذكرات في الطبعة الكاملة التي جُمعت وصدرت في 1959، لأنها لم تُنشر هكذا في الحلقات المسلسلة في المجلة، وفيها يعبِّر «الريحاني المزعوم» عن منهجه وصدقه الصادم للآخرين، وصراحته الفائقة التي تحدث بها عن بعض الممثلات، ويتمادى المحرر بأن يقول على مسؤولية الريحاني إنه «فضح بعض الممثلات».
يقول الريحاني في المذكرات المزعومة بعد وفاته: «كنت مع فرقتي قبل انقضاء الموسم الحالي، في رحلة ببعض مدن القُطر، وبينما أنا أنزل من القطار في محطة طنطا لقيني رئيس طائفة الحمّالين (...) مهللًا، وهو يقول: إيه المذكرات المدهشة دي يا عم نجيب؟ دي حاجة هايلة قوي».
الريحاني ويوسف وهبي والحمار
وفقًا لشعبان يوسف، كان يوسف وهبي في عام 1952 هو الفنان والرجل الأهم في عالم المسرح، وكثرت الحكايات التي تصوره كرائد المسرح المصري ومؤسسه، مع عدم التطرق بأي حال إلى ما يصوره بشكل سلبي، أو سرد محاولاته للهيمنة على المسرح والسينما، أو أن تُنجِّم الريحاني.
حُذفت من المذكرات المزعومة محاولات يوسف وهبي الأولى في التمثيل، ورغبته في تقليد الريحاني في الكوميديا، حين حاول أن يخترع شخصية على شاكلة «كشكش بيه» وأسماها «حنجل بوبو»، لكنها تجربة انتهت بالفشل الذريع، إذ كان وهبي يصعد على خشبة المسرح مصطحبًا حماره، لكن الجمهور سخر منه بقسوة، وفي أحد العروض أحضر أحدهم «بوكيه ورد»، ليس ليوسف وهبي، بل للحمار.
يحكي الريحاني في مذكراته الحقيقية التي يؤيدها الكاتب أن «حنجل بوبو كان شخصًا مشاكسًا، فقد تعمّد أن يكون صورة من كشكش بيه عمدة كفر البلاص، لا لشيء إلا لإغاظة كشكش بيه الحقيقي، الذي هو أنا».
«ذات يوم جاءني صديق يُدعى إسكندر الوهابي وفي يده شاب صغير، وقدمه لي على أنه من أسرة كبيرة ويهوى التمثيل إلى حد العبادة، وأنه معجب شخصيًّا بالعبد لله.. لكن مسألة اشتراكه في التمثيل أو التأليف مع الفرقة، فهذا يقف ما دونه المتكلم (أي يبُتُّ فيه الريحاني)، وكان هذا الشاب هو يوسف وهبي. ويقول الذين كانوا على صلة بيوسف وهبي إن هذه الشخصية كانت سببًا في غضب والده عبد الله باشا وهبي، لدرجة أنه بكى في أثناء سيره خلف أحد الموتى، فلما سألوه عن سبب بكائه وهو لا يعرف الميت، أشار إلى إعلان كبير ظهر عليه اسم ابنه يوسف وهبي باعتباره حنجل بوبو».
يوضح شعبان يوسف أن «قصة مثل هذه كان يجب أن تُحذف من المذكرات الأصلية، لأنها تُثبت نجومية الريحاني بالنسبة إلى يوسف وهبي، وكان يجب حذفها على سبيل المجاملة، ولو كانت خاطئة لكان هناك رد من وهبي، الذي كان شديد النفور من أي نقد يوجه إليه».
«جاء في مذكرات الريحاني الأصلية ما يوضح ملاحظات سلبية حول البدايات التي كرّس لتعظيمها يوسف وهبي وحواريوه، ورأى بعضهم أن النهضة المسرحية في مصر لم تبدأ إلا في 10 مارس 1923، وهو اليوم الذي افتُتح فيه مسرح رمسيس في شارع عماد الدين، وهذا إهدار لجهود مسرحيين كبار من قبل، على رأسهم سلامة حجازي وجورج أبيض وعزيز عيد وعلي الكسار وعبد الرحمن رشدي ومحمد تيمور، وغيرهم».
ويستطرد يوسف: «هذه النظرة ما زالت سائدة رغم جهود المؤرخين المسرحيين في إزاحة الغبار عن بعض تاريخ المسرح المجهول، منذ نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين».
المذكرات المزعومة تنكر علاقة الريحاني بالملك فاروق
فضلًا عن الحكايات التي نُسِفَت عن علاقة الريحاني بمحمد عبد الوهاب وبديعة مصابني، فإن المذكرات المزعومة بحسب شعبان قد حذفت علاقته بالملك فاروق، رغم أنه كان قد خصص جائزة باسم «الريحاني» في الاحتفال الذي أعده بمناسبة مرور عام على رحيله، أي عام 1950.
يقول يوسف إن المذكرات المزعومة نسفت علاقة الريحاني بالملك فاروق، إذ صدرت عام 1952، وقامت فقط على مدح كل أطراف السلطات الفنية والاجتماعية المعاصرة، وهذا الحذف لحكايات عدة جاء لتفادي غضب السلطات لو ذُكر الملك فاروق ورعايته للفن، وهو ما أشار إليه الريحاني في مذكراته الأصلية.
كان الريحاني مثلًا قد نشر في المذكرات الأصلية الصادرة عن دار الجيب أن بديع خيري كتب أغاني زفاف الملك فاروق، بعد أن تعرف إليه عن طريق أحمد حسنين باشا حين كان الملك يشاهد أحد عروض فرقة الريحاني، لكن هذه الحكاية حُذفت تمامًا، وكأنه لا وجود لفاروق على الإطلاق، رغم أن كثيرًا من الفنانين والكتاب والشعراء كانوا يتقربون إليه بأشكال مختلفة، ويطلبون مساعدات على المستويين العام والخاص.
الريحاني والرقابة
بحسب الكتاب، حُذفت أحاديث الريحاني عن صداماته مع الرقابة والبوليس وجميع أشكال القضايا التي كان مهددًا برفعها، لأنها كانت ستصنع من الريحاني بطلًا ومدافعًا عن الفن والفنانين، وهو ما لم يُرد بعض الناس تقديمه عنه، فهو الفنان الهزلي من وجهة نظرهم، الذي يقتصر دوره على إضحاك الناس.
أغفلت المذكرات، كما يقول شعبان، الصراع الذي دار حول مسرحية «حسن ومرقص وكوهين»، واعتراض الأزهر عندما كان اسم حسن «محمد»، فأصر الأزهر على تغييره ليصبح «حسن»، ثم طلب تغييره مرة ثانية لكن الريحاني أصر على إبقائه، كما أصر على إبقاء مرقص وكوهين رغم اعتراض الكنيسة والحاخام اليهودي، حتى يُبرز حقوق الفنان في الانتقاد وتوجيه أشكال الاحتجاج على الظواهر الاجتماعية العديدة، لكن دون جدوى.
وماذا بعد؟
يقول شعبان يوسف: «أردت فقط أن أطرح دراستي لبعض النقاط التي تؤكد زيف مذكرات الهلال المزعومة لمعرفة الوهم من الحقيقة، والأمر مطروح أمام الباحثين والمشتغلين بتأريخ الحركة المسرحية كافة، ولدينا من هُم أقدر على مواجهة تلك الألغاز التي لا يستطيع شخص واحد حل رموزها».
«الأمر مطروح أمام الباحثين لإثبات حقيقة هذه المذكرات المزعومة، إما بالعثور عليها مكتوبةً بخط الريحاني، وهذا مستحيل، أو أن يثبت أحدهم أنها نُشرت مرةً أولى في حياته قبل نشرها في عام 1952، وقد وافق على نشرها ولم يعترض».
يعتبر يوسف أن هذا الكتاب هو الأقل جدلًا في كتاباته، لكنه رغم ذلك حاول فيه أن يعيد «جزءًا من حق هذا الفنان المفترى عليه ولم يجد من ينصفه، فالدولة مثلًا لم تكرمه منذ وفاته، ليس له تمثال في الأوبرا، وهو من أهم فناني القرن العشرين، لم تنظم احتفالية باسمه، وحتى مسرحه أُغلِق، وفي النهاية لم يسلم من الافتراء عليه بعد رحيله، وهو الفنان الذي كان يُضحك الجمهور أحيانًا من خلال الدموع».
كتاب «نجيب الريحاني: المذكرات المجهولة» جاء في 337 صفحة من القَطع المتوسط، وصدر عن دار بتانة للنشر، وتضمن ثلاثة أقسام: دراسة حول المذكرات المزعومة، وعرض المذكرات الأصلية، أما القسم الثالث فحوى 19 مقالًا كتبها مشاهير الكُتاب في مصر عن الريحاني، منهم من هجاه، ومنهم من مدحه.
هذا الموضوع اقترحته إحدى قارئات «منشور» وعملت مع محرري الموقع على تطويره، وأنت كذلك يمكنك المشاركة بأفكارك معنا عبر هذه الصفحة.