لماذا يجنح كثيرون إلى ممارسة الرياضات الخطيرة؟

دينا ظافر
نشر في 2018/01/18

الصورة: Getty/NurPhoto

هذا الموضوع ضمن هاجس «المغامرة». اقرأ موضوعات أخرى ضمن الهاجس من هنا، وشارك في الكتابة من هنا.


ما الذي يجعل شخصًا يقفز من طائرة على ارتفاع عشرات الآلاف من الأمتار، ويضع حياته تحت رحمة مظلة قد لا تُفتح؟ ما المتعة في تسلق جبل ثم النزول من على قمته بكل ما في ذلك من مشقة؟ ما الذي يدفع هؤلاء المغامرين إلى ممارسة رياضات قد تكلفهم حياتهم أو تُعرضهم لإصابات خطيرة، رغم أن هناك رياضات أخرى يمكن أن يمارسوها ثم يعودون إلى بيوتهم آمنين مطمئنين دون خدش؟

هل ممارسة الرياضات الخطرة مغامرة محسوبة أم أعلى مراتب الجنون؟ هنا نحاول البحث عن إجابات.

ما الرياضات الخطرة؟

أفضل لقطات مسابقات «X Games» 

الرياضات الخطرة أو «البديلة» هي رياضات مثيرة وغير تقليدية، تجتمع فيها المهارة مع المخاطرة التي ترفع مستوى الأدرينالين في الدم، مثل تسلق المرتفعات والقيادة بسرعات عالية والتزلج على الجليد وركوب الدراجات الجبلية والقفز بالحبال من مرتفعات شاهقة دون حماية سوى حبل مطاطي مربوط بالأعلى. ويضيق ذلك التعريف أو يتسع ليشمل رياضات استعراضية مثل القفز الحر بالمظلات مثلًا.

يُقال إن مصطلح «Extreme Sport» (الرياضات الخطرة) ظهر في سبعينيات القرن الماضي، عندما ازدادت شعبية رياضات مثل تسلق المرتفعات وماراثون الجري، الذي كان يعتبر رياضة خطرة وقتئذ.

من يخشى المغامرة سيحذرها عمومًا، سواء خلال قيادته السيارة أو استثماره أمواله، بينما تكون المغامرة سمة غالبة على أصحابها.

ويُعتقد أن الرياضات الخطرة ظهرت كرد فعل لارتفاع مستوى الأمان في الحياة الحديثة، فكانت وسيلة للبحث عن استعادة الإثارة. التقدم التكنولوجي كان عاملًا ساعد في ظهورها أيضًا، إذ وفر وسائل الأمان المطلوبة، ما زاد الإقبال على المخاطرة.

ساعدت التغطية الإعلامية لمسابقات الرياضات الخطرة والاحتفاء بأبطالها، وكذلك بعض الأفلام التي تتناولها، على نشر تلك الرياضات في أنحاء العالم وجذب الشباب إليها. وتنظم الولايات المتحدة الأمريكية سنويًّا مسابقات «X Games» المخصصة للرياضات الخطرة منذ عام 1995، وتوجد مسابقات مشابهة في دول أخرى.

المغامرة صفة تطغى على أصحابها

يبدو أن من يخشى المغامرة سيحذرها عمومًا، سواء خلال قيادته السيارة أو استثماره أمواله، بينما تكون المغامرة سمة غالبة على أصحابها، فيجنحون إليها في شتى مناحي حياتهم، على المستويات المالية والصحية والأخلاقية والترفيهية.

تتحكم بعض المتغيرات في نزوعنا إلى المغامرة، فالشباب أكثر ميلًا للمخاطرة من كبار السن، والرجال أكثر من النساء.

ينطبق هذا الوصف على  محمد (35 عامًا)، الذي يمارس القفز بالمظلات وركوب الدراجات الجبلية والاستعراض الجوي، ويؤدي حركات خطيرة بالطائرة، مثل الطيران على الظهر والسقوط. واختار لنفسه مهنة فيها قدر من الإثارة و«المغامرة المحسوبة» على حد قوله: الطيران المدني.

أما ضحى (34 عامًا)، وهي اختصاصية علاج طبيعي، فمارست القفز بالمظلات، ويرى أصدقاؤها أنها نشيطة وتميل إلى المغامرة واقتحام التحديات الجديدة في الحياة، وقد أصبحوا يصفونها بـ«المجنونة» منذ أن مارست القفز بالمظلات.

تتحكم متغيرات مثل السن والجنس والطبقة الاجتماعية في نزوعنا إلى المغامرة، فالشباب أكثر ميلًا إلى المخاطرة من كبار السن، والرجال أكثر مغامرةً من النساء، ويميل الحاصلون على قدر أكبر من التعليم إلى تحاشي المغامرة.

قَسمت مجموعة من علماء النفس البريطانيين البشر إلى ثمانية أنواع بناءً على استعدادهم للمخاطرة، الأنواع الثلاثة الأولى أكثر ميلًا إلى تجنب المخاطرة، والرابع متوسط، بينما الأخير وُصف بأنه «إيجابي متفائل». ويبحث هؤلاء المغامرون، بحسب علماء النفس، عن الإثارة، ويتصرفون كما لو كانت تحركهم قناعة بأن الحياة تفضل الشجعان على الجبناء، ويسعدهم أن يطؤوا أراضٍ لم يسبقهم إليها أحد.

لماذا يُلقون بأنفسهم في تلك التجارب؟

يشعر محمد بالخوف قبل الإقبال على تجربة خطيرة، ويطلب من الله أن يسامحه، ويعاهده على أن تكون تلك القفزة أو ذلك السباق هو الأخير.

تناولت دراسة صدرت في 2017 الدوافع النفسية التي تحفز الرياضيين على المغامرة بحياتهم، ووجدت أن صعوبة الرياضات الخطرة من أهم العوامل التي تحفز الرياضيين، فهي تخلق رغبة مُلِحّة في إتمام محاولة ناجحة بعد خوض عدة محاولات فاشلة.

يقول رياضيون كثر إنهم لا يجدون الرياضات الخطرة «خطرة»، فهم يفعلون كل ما في وسعهم لتقليل المخاطر، ويدرسون كل ما يتعلق بالرياضة من أجل سلامتهم. هذا ما أكده محمد، فهو لا يزج بنفسه في أي تجربة جديدة قبل أن يقيِّم المخاطر، وربما كان ذلك شيئًا تعلمه من مهنته كطيار، عليه أن يحسب قراراته جيدًا لأنها لن تكلفه حياته وحده.

لا يُنكر محمد أنه كثيرًا ما يشعر بالخوف قبل الإقبال على تجربة خطرة جديدة، بل ويتساءل أحيانًا عن جدوى ما يفعله وإذا كان ضربًا من الجنون، حتى أنه كثيرًا ما طلب من الله أن يسامحه، وعاهده على أن تكون تلك القفزة أو ذلك السباق هو الأخير، بل فكر كذلك في كتابة وصيته عدة مرات.

راود ضحى الخوف نفسه وهي على متن الطائرة استعدادًا للقفز بالمظلة، وتوضح أن مقولة «من خاف سلم» ظلت تتردد في رأسها حتى أوشكت أن تتراجع، لكن باب الطائرة فُتح وبدأ العد، فلم يكن أمامها سوى أن تقفز.

قد تساعدنا «نظرية العملية العكسية» على تفسير تحول ذلك الخوف إلى شعور غامر بالسعادة بعد ممارسة رياضة خطرة، لتصبح الرياضة منعشة ومثيرة.

تفترض النظرية أن الإنسان لديه نقطة انطلاق تسمى الاستتباب أو التوازن، لا يكون فيها سعيدًا أو حزينًا، وعندما يحصل على جائزة مثلًا، تميل كفة الميزان في أحد الاتجاهين، فيعمل المخ على إعادة التوازن في الاتجاه الآخر. ويعمل هذا النظام بالعكس كذلك، فقد تشعر بألم شديد تتبعه عملية عكسية فيغمرك شعور بالسعادة.

يؤكد «كريستوفر برغلاند»، الذي مارس عدة رياضات، أن ممارسة الرياضات الخطرة تنزع طبقات من الإنسان وتعيده إلى صورته «الأولية»، فتقوى بصيرته إلى الحد الذي يجعله يرى كل سماته النفسية، النبيل منها والخسيس.

أظهرت الدراسة التي أشرنا إليها سابقًا أن متعة ممارسة الرياضات الخطرة تتجاوز بكثير الشعور بالإثارة الذي يرتبط بارتفاع مستوى الأدرينالين في الدم. اتفق ممارسو الرياضات الخطرة، وفق ما ذكره البحث، على أنهم يشعرون بحالة من «السمو أو تجاوز الحياة»، وعلى أن تلك الرياضات تنعش حواسهم، واتفقوا كذلك على صعوبة وصف ما يشعرون به خلال ممارستها.

هذا ما يحس به محمد، تلك الرياضات تُشعره بأنه «أقرب ما يكون إلى الكمال الإنساني» إذا جاز التعبير، وأنه قد وصل إلى «أعلى درجات الانسجام بين عقله وجسمه».

ممارسو الرياضات الخطرة لا يجوز اعتبارهم أشخاصًا معدومي المسؤولية يبحثون عن الموت، فهم مدربون على أعلى مستوى، ويفهمون أنفسهم والنشاط الذي يؤدونه.

قد يساعدنا «مفهوم التدفق»، لعالم النفس الأمريكي المجري «ميهالي تشكزينتهيمالي»، على فهم ما يشعر به هؤلاء الرياضيين. فممارسة الرياضات الخطرة يعبِّر عنها ما يسمى «قناة التدفق»، وهي حالة ذهنية تتأتى عندما تتوافق المهارة العالية تمامًا مع تحدٍّ صعب نخوضه.

التدفق حالة من الوعي تتسم بالسعادة، ينسى الإنسان فيها نفسه ويتماهى مع ما يفعل. ولو اعتبرنا أن لتلك الحالة مستويان، فالمستوى الأعلى هو حالة من «السيولة الفائقة» تكون أكثر عرضيةً وأكثر نشوةً وحِدّة، وهي المسؤولة عن ذلك الشعور بأن ممارسة الرياضات الخطرة تجربة من «عالم آخر»، فيها ينساب الشخص دون احتكاك أو مقاومة.

أظهر البحث السابق كذلك أن ممارسي الرياضات الخطرة لا يجوز اعتبارهم أشخاصًا معدومي المسؤولية يبحثون عن الموت، فهم مدربون على أعلى مستوى، ويفهمون أنفسهم جيدًا، ويفهمون كذلك النشاط الذي يؤدونه وطبيعة البيئة التي يتعاملون معها.

يصعب وصف تجربة الرياضات الخطرة بنفس الطريقة التي يصعب بها وصف الحب، فمماروسها يشعرون بأنهم «ينبضون بالحياة»، وأن حواسهم أحَدّ ما تكون بطريقة تتجاوز حالتها اليومية الطبيعية، حتى أنهم يقتربون للغاية من الوصول إلى أقصى مراتب طاقاتهم. ويقول هؤلاء الرياضيون إنهم يشعرون أنهم أقرب إلى الطبيعة، وأكثر فهمًا لأنفسهم، وأكثر سلامًا.

البحث عن قمة أعلى دائمًا

أصبحت ممارسة الرياضات الخطرة مثل «الندّاهة»، طريقة نستكشف بها حدود أنفسنا ونتخطاها ما أمكن، شكل من أشكال «الإدمان» يتركك دائمًا باحثًا عن المزيد.

يبحث ممارسو الرياضات الخطرة عن تحدٍّ أكبر من التحدي السابق، فكلما تخطوا مرحلة أو منافسة استصغروا ما أنجزوه، ولا يرضيهم سوى اقتحام تحدٍّ أكبر. بقاؤهم حيث هم يُشعرهم بيأس وفراغ كبير، وتحقيق الهدف نفسه مرات متتالية لن يعطي نفس إحساس الإثارة الأول. هؤلاء المغامرون هواهم المخاطرة والدفع بأنفسهم إلى الحافة، على المستويين النفسي والجسماني.

قرار ممارسة القفز بالمظلات كان تحديًا بالنسبة إلى ضحى، فقد استفزها أحد أصدقائها حين اعتبر أن الفتيات أكثر جُبنًا من أن يخضن تجربة كهذه، فكان قرارها أن تُظهر عكس ما اعتَقد فيها. وكان قرار محمد بالقفز أيضًا خوضًا لتحدٍّ رأى أن كثيرين قد لا يتمتعون بالقوة الكافية لاجتيازه، فأراد أن يكون من القلة المغامرة.

اليوم، أصبحت ممارسة الرياضات الخطرة مثل «الندّاهة» من وجهة نظر محمد، فهي طريقة يستكشف بها حدود نفسه ويتخطاها ما أمكن، وهي طريقة لإيجاد نفسه، شكل من أشكال «الإدمان» يتركه دائمًا باحثًا عن المزيد.

قبل أن تقفز، تأكد أنك لا تنفِّس عن غضب أو حزن

تقول «كريستين لوسكانف»، المتخصصة في علم النفس الرياضي، إن خبرتها مع الرياضيين وضّحت لها أن الفارق الأساسي بين متسلقي الجبال الذين ينجحون في البقاء على قيد الحياة وأولئك الذين يلقون حتفهم هو «القدرة على فهم مشاعرهم»، فالمجموعة الثانية كثيرًا ما تعاني من «الأليكسيثيميا» (نقص الانسجام النفسي).

يستطيع الناس الذين يفهمون مشاعرهم، وفق لوسكانف، أن يميزوا الأوقات التي يشعرون فيها بالخوف، والأهم من ذلك أنهم يعرفون حدودهم، فيستبعدون التحديات التي لا قِبَل لهم بها.

من لا يفهم مشاعره قد لا يدرك أنه يُنفِّس عن غضبه أو حزنه، أو حتى خوفه، بالزج بنفسه في المخاطر. ولا ينبغي أن تصبح الرياضات الخطرة ملاذًا لكل من تتأزم علاقاته الاجتماعية، لأنك لو تجاهلت المشاعر السلبية ووصلت إلى مرحلة التبلُّد، قد تجد في صعود جبل أو القفز بمظلة وسيلةً للتخلص من مشاعرك السلبية ولو مؤقتًا، وقد يدفعك ذلك إلى الإقدام على مغامرات تفوق استعدادك، ووقتها ستكون مواجهة الموت هي نفسها قُبلة الحياة.

رياضات خطرة، وإصابات لا تقل خطورة

بما أن الحديث عن الرياضات الخطيرة، فمن المتوقع أن الإصابات المرتبطة بممارسة تلك الرياضات لا تقل خطورة.

إحدى الدراسات رصدت الإصابات التي وقعت بين عامي 2000 و2011 لممارسي الرياضات الخطرة، وأكدت أن أكثر من 11% من إجمالي الإصابات في الرأس والرقبة، والنسبة الأكبر منها في الرأس. الرياضات صاحبة النصيب الأكبر من الإصابات هي التزلج على اللوح (skateboarding)، الذي يركب فيه اللاعب لوح تزلج ويؤدي بعض الحركات الصعبة، يليها التزلج على الثلوج (snowboarding)، ثم التزحلق على الثلج (skiing)، وأخيرًا سباقات الدراجات النارية (motorcross).

توضح تلك الإصابات مدى خطورة الرياضات الخطرة، ولعل هذا ما جعل والدة محمد تُحجِم عن إيقاظه من النوم صباح يوم قفزته الأولى. يحكي الشاب، الذي كان في السادسة عشرة وقتئذ، أن أمه تعمدت أن تحاول تفويت القفزة، فقد رأت أن إتمامه التدريبات المؤهلة للقفزة وإثباته جدارته كافٍ، لكنه هبّ من فراشه ليتم قفزته.

واجهت ضحى المعارضة ذاتها من أهلها، رغم أنها كانت في الثلاثين، فقد وافقوا على التدريبات التي خاضتها لكنهم كانوا قلقين بشأن القفزة نفسها. نجحت الفتاة في إقناعهم، فلم تكن لتلقي بخمسة أشهر من التدريبات الشاقة في الهواء، على حد قولها.

لم يسلم الاثنان من الإصابات، فقد تعرض محمد لإصابات في أنحاء متفرقة من جسمه، كان أشدها إصابة في رقبته حدثت له في أحد سباقات ركوب الدراجات الجبلية، أما ضحى فقد عانت من التواء في جذعها ظلت تعالجه لأكثر من عامين.

اقرأ أيضًا: حكاية السعودية التي هزمت أعلى جبل في العالم

يحكي محمد أنه في إحدى قفزاته تأخر فتح مظلته رغم أنه أتم العد حتى 5 كما وجّهه المدرب، فكان المفترض أن يفتح مظلته الاحتياطية، غير أن فتح المظلتين معًا قد يؤدي إلى التفافهما حول جسمه وقتله. لحسن الحظ، قرر محمد، في ثوان معدودة، أن يكمل العد إلى 10 فانفتحت مظلته الأصلية، وكان الانتظار لثوانٍ إضافية قرارًا صائبًا، لأنه لو تسرع بفتح المظلة الاحتياطية لربما كلّفه الأمر حياته.

كيف تعطي الرياضات الخطرة شعورًا بالقوة والضآلة معًا؟

إذا كانت الرياضات الخطرة قد أعطت ممارسيها فرصة لتجاوز الواقع ورؤية مَشاهد ربما لن يحظى كثيرون برؤيتها ما عاشوا، فلا بد أنها أثْرَت شخصياتهم أو منحتهم قوة، أو ربما ضَعفًا ذا طابع خاص.

الرياضات الخطيرة جعلت محمد وضحى أكثر صلابة، فكلاهما اجتاز أصعب الصعوبات بالفعل ونجا، فلن تقذفهما الحياة بما هو أصعب.

يشير محمد إلى أن ممارسته الرياضات الخطرة أشبعته نفسيًّا، وكذلك جعلته «أكثر تواضعًا، فهي تقتل أي ملمح من الغرور أو الجبروت في شخصيتك. أنت تدرك كم أنت ضئيل في هذا الكون الشاسع، الكون فيه الكثير غيرنا نحن البشر».

بعيدًا عن إدمان الأدرينالين والمتعة والإثارة، وجد محمد أن تلك الرياضات قربته إلى الله: «هناك كثير من الأشياء في هذا الكون قد تقتلك، نحتاج إلى رعاية الله».

اتفق محمد وضحى على أن الرياضات الخطرة جعلتهما أكثر صلابة، فكلاهما لديه ذلك الشعور أنه قد اجتاز أصعب الصعوبات بالفعل ونجا، فلا يتصور أن تقذف الحياة بما هو أصعب.

ذلك الشخص المغامر الذي تصورتَ أنه مجنون لأنه يمارس رياضة خطرة، رأى ما لم تره عيناك، وسمع ما لم تسمعه أذناك، واحتضن الطبيعة في أشرس صورها وأكثرها بكارةً حتى تماهى معها، وربما تجاوز هذا العالم إلى عالم آخر أبصر فيه حقيقة نفسه وحقيقة هذه الحياة.

دينا ظافر