الممنوع مرغوب: 3 أسباب تؤدي إلى تقوية العلاقات المحرمة
تتخذ العلاقات الممنوعة أشكالًا عدة، فقد يمنع الآباء أبناءهم من الاختلاط ببعض الأصدقاء، أو يعترض بعض أصدقائنا أو أفراد أسرتنا على شركائنا أو أحبائنا، وربما نحب أحد زملائنا أو مدرائنا في العمل، أو نقع في غرام شخص منخرط بالفعل في علاقة جادة.
كل هذه العلاقات «ممنوعة» بطريقة أو أخرى، وربما تكون العقبات التي تعترضها صريحة أو ضمنية، لكن عوامل المنع والتحريم قد تؤدي إلى تعزيز هذه العلاقات وتقويتها، بحسب مقال منشور على موقع «سايكولوجي توداي».
تقول كاتبة المقال إن إحدى صديقاتها في المدرسة الثانوية، اسمها «جايدا»، التقت صديقها «تاي» الذي كان يكبرها في العمر بعشر سنوات، فمنعها والداها من رؤيته بسبب فارق السن بينهما، لكنها استمرت في مقابلته سرًّا، ومن ثَمَّ أحبته أكثر فأكثر.
تزوجت جايدا في النهاية من تاي، لكنهما انفصلا بعد ذلك بفترة. وبحسب المقال، قد يكون والدا جايدا مسؤولين، دون قصد، عن تعميق مشاعرها وعلاقتها بحبيبها بسبب منعهما لهذه العلاقة، وتخبرنا الكاتبة عن ثلاثة أسباب تؤدي إلى تعميق العلاقات الممنوعة وزيادة قوتها.
1. التنافر المعرفي (Cognitive Dissonance)
بحسب المقال، كان من السهل على الفتاة والشاب أن يلتقيا قبل أن يتدخل والدا جايدا لمنعها، إذ كانا سيخرجان معًا بعد المدرسة مثلًا، لكن منع العلاقة جعلهما يبذلان جهدًا أكبر ليتمكنا من الخروج معًا، فقد كانت جايدا تختلق الأعذار لوالديها باستمرار، وكانا يلتقيان في أماكن بعيدة كي لا يُفتضح أمرهما، وهكذا كان وقتهما معا مُقيدًا، لذا كان تقديرهما له أكبر.
تشير الكاتبة إلى نظرية التنافر المعرفي، التي تقول إن بذل مزيد من الجهد لتحقيق هدف ما سيؤدي إلى تقدير هذا الهدف بدرجة أكبر ممَّا لو لم يُبذل في تحقيقه سوى جهد ضئيل. ولأنه كان على الحبيبين أن يعملا بجد كي يتقابلا، فقد شعرا بأن علاقتهما أفضل ممَّا هي عليه فعلًا، وإلا لما استحقت هذا الجهد الإضافي.
لم يكن هذا ليحدث بالطبع لو أن والدا جايدا لم يمنعاها من رؤية صديقها.
قد يعجبك أيضًا: أين قصص الحب بين البيض والسود في السينما؟
2. المفاعَلة النفسية (Psychological Reactance)
تقول الكاتبة إن محاولات الآخرين للتأثير في تصرفاتنا وآرائنا تؤدي إلى رد فعل نفسي يُعرف باسم «المفاعَلة»، وهي الميل إلى الدفاع عن حريتنا في الاختيار ضد محاولات توجيهنا، وذلك عبر تأكيد ذواتنا واختياراتنا المستقلة.
يُعَد هذا الميل قويًّا لدرجة أنه عندما يحاول شخص أن يؤثر بطريقة صريحة في آرائنا، فإننا قد نغير موقفنا ناحية الاتجاه المعاكس لمشاعرنا الأصلية. لذا، عندما منع الأهل جايدا من رؤية تاي، اضطرت إلى الدفاع عن مشاعرها تجاهه وعن التزامها بعلاقتهما، وأدى هذا الدفاع إلى تقوية مشاعرها تجاهه.
يجب على من يعارض أي علاقة أن يشرح أسباب اعتراضه بطريقة متفهمة، مع السماح للأفراد بالحفاظ على استقلالهم وعدم محاولة إرغامهم على شيء.
بنفس الطريقة، عندما يحظُر الوالدان صداقات المراهقين، فإن النتيجة تكون، بحسب الكاتبة، أنهم يمضون وقتًا أطول مع أصدقائهم المحظورين، بل وربما ينخرطون في سلوكيات أكثر انحرافًا من أجل زيادة التآلف مع هؤلاء الأصدقاء.
اقرأ أيضًا: المواعدة في المملكة: أين يبحث السعوديون عن الحب؟
3. السرية تزيد الحميمية
يُجبرنا منع العلاقات أو الصداقات في الأغلب على جعلها سرية للحفاظ على استمراريتها، ويشير المقال إلى دراسة تقول إن تشارُك الأسرار يزيد من درجة الحميمية ومشاعر الإعجاب، حتى بين الغرباء.
إضافةً إلى ذلك، وكما تؤكد الكاتبة، تؤدي مشاركة الأسرار إلى تعزيز التزام المرء بالعلاقة، وتسهِّل على الأزواج تنمية الشعور بالحميمية والوحدة. ولأن العلاقات المحظورة تحدث بعيدًا عن أعين الأصدقاء والعائلة، فإنها لا تكون موضعًا للاختبار والنقد من قِبل الآخرين، وبالتالي تظهر لأصحابها كما لو كانت مثالية.
كيف نتصرف مع العلاقات غير اللائقة أو الضارة؟
رغم أن الرفض الذي تلقاه بعض العلاقات يؤدي إلى تقويتها على المدى القصير، فإن العلاقات التي يدعمها الأهل والأصدقاء تكون عمومًا أكثر سعادة، ويزيد، بحسب المقال، احتمال بقائها على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا: كيف تعرف أنك متورط في علاقة تؤذيك عاطفيًّا؟
ما على معارضي أي علاقة سوى شرح أسباب اعتراضهم بطريقة متفهمة وداعمة، مع السماح للأفراد بالحفاظ على استقلالهم وعدم محاولة إرغامهم على فعل شيء بعينه، لأن وجود عائلة داعمة وأصدقاء يعبِّرون عن قلقهم بشأن العلاقات السيئة قد يساعد من يرغب في إنهاء علاقته المؤذية في تحقيق تلك المهمة الصعبة.
آية علي