تعرَّف إلى فهد العسكر: التنويري الذي سبق عصره وحارب التقاليد في زمن مظلم
هذا الموضوع ضمن ملف «الثورة والثوار»، لقراءة موضوعات أخرى في الملف اضغط هنا.
لم يكن فهد العسكر شاعرًا عاديًّا، فلا يبالغ المرء حين يقول إن ذلك الشاعر التنويري الذي وُلد في الكويت ما بين 1910 و1917 كان سابقًا لعصره، متمردًا على تقاليده التي لم يرها منطقية.
لذلك لعله من المناسب اليوم، في الوقت الذي تشهد فيه منطقتنا ثورة اجتماعية يقودها الشباب ضد التقاليد والموروث، أن نستذكر أحد أوائل «الثوار» ممن عانوا وكابدوا لإيصال رسالتهم ورأيهم، ليعيش الحياة التي يرى أنه يستحقها.
كان العسكر كالطائر الذي يعيش في قفص كبير، ولا يقوى جناحا انفتاحه الفكري ونزعته التحررية على اختراق حوائط تقاليد مجتمعه.
نشأ العسكر نشأة دينية كأغلب أهل الكويت في مطلع القرن العشرين، إذ كان والده إمام مسجد بمدينته الصغيرة، وأسَّس مدرسة لتعليم القرآن درَّس بها. أما فهد فكان ممن رافقوا مسيرة التعليم في الكويت منذ بدايتها؛ إذ انضم إلى المباركية عام 1922، وهي أول مدرسة أُنشئت في البلاد، ثم المدرسة الأحمدية، وكان من أساتذته آنذاك الشاعر محمود شوقي الأيوبي.
وعكس شخصيته الطامحة والتواقة للمختلف والجديد، لم يجد فهد في محيطه الاجتماعي والأدبي في الكويت سوى الاستسلام لتقاليد المجتمع المحافظة وطريقة الحياة المألوفة، وهو ما دفعه للإقبال على الكتب الأدبية الحديثة والمجلات التي تصل إليه، لتمثِّل «زاده الثقافي والفكري وجسره للتواصل مع المشهد العربي وزخمه ومتغيراته»، كما تقول أستاذة الأدب العربي الدكتورة نجمة إدريس.
ويذكرنا في ذلك تمامًا بما نفعله في هذا الزمن؛ بإقبالنا على الإنترنت والمواد الإعلامية التي توفرها وسائل الاتصال الحديثة، نبحث عما هو جديد ومختلف ونُبقي صلتنا بالعالم الحي، فنذهب خارج حدود مجتمعاتنا التي توقفت عند الموروثات؛ لنعايش الزخم الثقافي والاجتماعي في العالم، ونشهد متغيراته ونكون جزءًا منه.
كان العسكر دائم الاصطدام بواقعه، كالطائر الذي يعيش في قفص كبير، لا يقوى جناحا انفتاحه الفكري ونزعته التحررية الإنسانية على اختراق حوائط تقاليد مجتمعه، الذي يواجه انطلاقة فهد الحرة في التفكير والتعبير والممارسة بالرفض والنبذ والتكفير، الأمر الذي عزز شعوره بالاغتراب وزاد من حدة ثورته وتمرده على الواقع، فازدرى العادات والتقاليد، وعرَّى تناقضات المجتمع بالسخرية والهجاء من النفاق الذي يعيشه الناس.
لفت العسكر في شعره إلى اختلاف حياة الناس في مجتمعه عمَّا يعظون به، إذ يظهرون بمظهر التقوى والورع بينما هم في الحقيقة غير ذلك، وربما لا يختلف البشر في ذلك الوقت عن مجتمعات هذا الزمن.
واشتهر العسكر بأحد أبياته التي سخر فيها من المجتمع:
هاتِ بنتَ النخل* يا ابن العسكرِ لا يُطاقُ الصحوُ في ذا البلدِ
*يقصد بها الخمر التي كانت تُصنع من ثمرات النخيل
ابتُلي بصحوة وعيه
وتقول الدكتورة نجمة إدريس، أستاذة الأدب المقارن بجامعة الكويت، في تحليلها لحياة العسكر، إن الوجود ضاق أمام شاعر «ابتُلي بصحوة وعيه»، فكان يطلب الانعتاق والحرية من الواقع عبر سَكرة الخمر أو التماهي بالمرأة، التي يتخيلها أكثر عطفًا وفهمًا من غيرها، فكان في ذلك يتحدى المجتمع؛ لأن الخمر والمرأة خطوط حمراء في المجتمع المحافظ، وهو ما يزيد من اغترابه ونبذه.
لم يدَّخر فهد جهدًا في تجسيد صراعه المرير شعرًا، فكان له رصيد كبير من القصائد التي تتضمن تفاصيل حياته اليومية ومعاركه مع الآخرين، إلا أن معظم نتاجه ضاع، وبقي النزر اليسير في صدور رواة شعره من أصدقائه ومحبيه.
اقرأ أيضًا: الدوخة: كيف يفتح الوعي بوابة الرعب؟
لا أصدقاء له
المتمرد، في ذلك الزمان كما هو الحال اليوم، لا أصدقاء له، خصوصًا إن كان التمرد على المجتمع. وفي حالة العسكر كانت أسرته أول من رفضه؛ فطرده والده من المنزل، وظلت والدته الوحيدة التي تعطف عليه وتعطيه المال، فناجاها في قصيدته الشهيرة «كُفِّي الملام»، التي تلخص معاناته بعذوبة لافتة:
كُفي الملامَ وعلليني فالشك أودى باليقينِ
وتناهبت كبدي الشجون فمَن مجيري مِن شجوني
وأمضَّني الداء العياء فَمَن مُغيثي؟ مَن مُعيني؟
أين التي خُلِقَت لتَهواني وباتَت تَجتَويني
الله يا أماه فيَّ تَرَفَّقي لا تَعذُليني
أرهقتِ روحي بالعتاب فأمسكيهِ أو ذريني
أنا شاعرٌ أنا بائسٌ أنا مستهامٌ فاعذُريني
أنا من حنيني في جحيمٍ آه من حر الحنينِ
ضاقت بي الدُنيا دعيني أندب الماضي دعيني
وأنا السجين بعُقرِ داري فاسمعي شكوى السجينِ
بهزال جسمي باصفراري بالتجعد بالغضونِ
ثم يُكمل مُعبِّرًا عن معاناته في مجتمع يرفضه بسبب أفكاره، كاشفًا تناقضاته وواصفًا الحياة فيه بالسجن الكبير:
وطني وما أقسى الحياة به على الحر الأمينِ
وألذ بين ربوعه من عيشتي كأس المنونِ
قد كُنتَ فردوس الدَّخيلِ وجنَّة النذلِ الخؤونِ
لهفي على الأحرار فيك وهم بأعماق السجون
ودموعهم مهج وأكباد ترقرق في العيونِ
ما راع مثل الليث يؤسَرُ وابن آوى في العرينِ
والبلبل الغرِّيد يَهوي والغرابُ على الغصونِ
ثم ينتقل من حال الوطن ليصف قصته وتجربته الشخصية معبرًا عما وصل إليه:
وطني وَأَدتُ بكَ الشباب وكل ما مَلَكَتْ يميني
وقُبِرَتْ فيك مواهبي واسْتَنزَفَتْ عللي شؤوني
ودفنتُ شتى الذكريات بغورِ خافقي الطعين
وكسرت كأسي بعدما ذابت بأحشائي لحوني
وسكبتها شعرًا رثيت به الروح الحزينِ
وطويتها صحفًا ظننت بها وما أنا بالظنين
ورجعت صِفْرَ الكفِّ منطويًا على سر دفين
فلا أنت يا وطني المعين وما هَزارَكَ بالمدينِ*
*هزارك بالمدين: أي إن غلوَّ الوطن/المجتمع لا يعني أنه مدين له.
وبعدها يشرح أسباب ما آلت إليه أوضاعه، منتقدًا المجتمع بعد أن شكا للوطن ما فعله به:
وطني وما ساءَت بغيرِ بَنيكَ يا وطني ظنوني
أنا لم أجد فيهم خدينًا* آه مَن لي بالخَدينِ
واضَيعَةُ الأملِ الشريدِ وخيبةُ القلب الحنونِ
رَقَصوا عَلى نَوحي وإعوالي وأطرَبَهُم أَنيني
وتحاملوا ظلمًا وعدوانًا عليّ وأَرهقوني
فعرفتهم ونبذتهم لكنهم لم يعرفوني
وهناك منهم معشرٌ أُفٍّ لَهُم كَم ضايقوني
هذا رَماني بالشذوذِ وذا رماني بالجنونِ
وهناكَ مِنهُم من رَماني بالخَلاعَةِ والمُجونِ
وتطاولَ المُتعصبونَ وما كَفَرْتُ وكَفّروني
وأنا الأبيُّ النَّفْس ذو الوجدان والشرف المصونِ
الله يشهَدُ لي وما أنا بالذليلِ المُسْتَكينِ
لادرَّ درَّهمُ فلو حُزت النضار* لألهوني
أو بِعتُ وِجداني بأسواق النفاق لأكرموني
أو رحت أحرق في الدواوين البُخورَ لأنصفوني
فعرفتُ ذنبي أن كَبشي ليس بالكبشِ السَّمينِ
يا قوم كُفّوا، دينَكُم لكمُ ، ولي يا قومُ ديني
*الخدين: الصديق المحب.
*النضار: الذهب الخالص.
وفي صورة تعكس ثيماته الشعرية بمناجاة المرأة والحبيبة، يلتفت العسكر إلى حبيبته «ليلى» التي ذكرها في أكثر من قصيدة، إشارة للخلاص أو الملاذ مما شكا منه في الأبيات السابقة، فتكون المرأة في شعر فهد العسكر، كما الخمر، خلاصًا وعالمًا حالمًا يُبعده عن الواقع، أو وصفًا للمبادئ وللعالم المثالي الذي يتوق إليه، فتأخذ القصيدة هنا منحى آخر يبرز رومانسية شعره، وكأنه يتحدث عن إخلاصه لفكرة سامية أكثر مما يعني إخلاصه لليلى كمحبوبة في حد ذاتها:
ليلايَ يا حُلمَ الفُؤاد الحُلو يا دُنيا الفُتونِ
يا رَبّة الشَرَف الرَّفيع البِكر والخُلقِ الرَّصينِ
يا جَمرَةَ القَلب الشّجيِّ وحُجَّة العَقل الرّزينِ
صُنْتُ الهَوى ولم أَحِد عنها فيا ليلاي صوني
عودي لقيسِكِ بالهَوى العُذرِي بالقلبِ الرّهينِ
عودي إليه واسمعي نجواه في ظل السكون
فهو الذي لِهَواكِ ضَحّى بالرخيص وبالثمينِ
ليلى تعالي زوّديني قبل الممات وودعيني
ليلايَ لا تَتَمَنّعي رُحماك بي لا تَهْجُريني
ليلى تعالي واسمعي وحي الضّمير وحَدّثيني
ودَعي العِتاب إذا التَقَينا أو فَفِي رِفق ولينِ
لِمَ لا وعُمْرُ فَتاك أطولُ مِنه عمر الياسمينِ
لله آلامي وأوجاعي إذا لَم تُسعِفيني
هيمانٌ كالمجنون أُخَبّطُ في الظّلام فَأَخرِجيني
مُتعثرًا نهب الوساوس والمخاوف والظنونِ
حفَّت بِي الأشباح صارخةً بِرَبِّك فانقذيني
واشفي غَليلي وابعثي ميت اليقين* ودلليني
ليلى إذا حَلَّ الرحيل وغَصَّ قلبك بالأنينِ
ورأيتِ أحلامَ الصِبا والحب صَرعى في جفوني
ولفظت روحي فاطبعي قُبَلُ الوَداع على جبيني
وإذا مشوا بجنازتي ببناتِ فِكري شَيِّعيني
وإذا دُفِنْتُ فَبَلِّلِي بالدمعِ قَبْري واذكريني
*وابعثي ميت اليقين: أحيي اليقين الذي هدأ وسكن.
الزواج التقليدي
انتقد العسكر أساليب الزواج التقليدية في المجتمع، في زمن لم يجرؤ أحد فيه على فعل ذلك. ففي قصيدته «نوحي»، يخاطب حبيبته ليلى التي زوجوها رجلًا غنيًّا يكبرها سنًّا، يصف أحاسيس المحبين في مجتمع مغلق، وهي القصة التي لا تزال تتكرر في المجتمعات العربية لليوم. يبدأ القصيدة مبينًا كيف أن الفروق بينه وبين حبيبته حالت دون أن يرتبطا:
ليلايَ يا نجوايَ يا دُنيايَ يا أملي الوحيد
طَوتِ الفُرُوقُ بساطنا وتنكَّر العيشُ الرّغيدْ
والذكرياتُ مطلّةٌ من كُوَّةِ الماضي البعيد
ترنو لحاضِرنا الشقيِّ وتندبُ الماضي السعيدْ
**
يا بنتَ من وأد الفضيلةَ بين أحضانِ الرذيلة
وطغى فراح يبلُّ من دم كلِّ منكوبٍ غليلهْ
لَهَفي على تلك المشاعر والأحاسيسِ النبيلة
وعلى جمالِكِ والشّبابِ الغضِّ لهفي يا خميلة
ثم ينتقد المجتمع وأسرتها التي قررت تزويجها رغمًا عنها، ليشرح كيف تقضي التقاليد على الحب وروح الشباب:
ياللشراسةِ والرعونةِ والحماقةِ والجهالةْ
ياللدناءةِ والسفاهةِ والسفالةِ والنذالةْ
باعوكِ بالثمن الزَّهيد فأين يا ليلى العدالةْ
وسَقَوكِ كأسًا ملؤها صاب الأسى حتى الثُّمالةْ
**
زجّوك وا أسفاهُ في سجنِ التقاليدِ القديمةْ
للهِ ما كابدتِ فيه من الأساليبِ العقيمةْ
لا در درُّك من أب فظٍّ ووالدة لئيمةْ
يا قاتل اللهُ التعصّب كم تمخَّضَ عن جريمةْ
**
حجبوكِ عن عيني وعين القلبِ تخترقُ الحجابْ
فليوصِدوا سُحقًا لَهُمْ بيني وبينكِ ألفَ بابْ
حربٌ وكم يا ربِّ أعلنها الثعالبُ والذئابْ
تُذكي المطامعُ نارُها ووقُودُها مُهَجُ الشباب
**
قد أرغموكِ على الزواجِ بذلك الشيخِ الوضيعْ
أغْرَاهمُ بالمالِ وهوَ المالُ معبودُ الجميع
فقضوا على آمالنا وجنوا على الحبِّ الرفيعْ
ما راعَ مثلُ الوردِ يذْبُلُ وهو في فصلِ الربيعْ
ثم ينتقل إلى «الحلم الذهيب»، الذي يريده الأهل وتصفه العادات والتقاليد على أنه كذلك، في حين أنه يراه سجنًا كبيرًا لا سعادة فيه، إنما تختفي فيه الحياة:
زُفَّت وهلْ زُفَّتْ فتاةُ الحيِّ للزوجِ الحبيبْ؟
هل أخفَقَت أم حقَّقتْ بزفافها الحلْم الذَّهيبْ
وارحمتاهُ لها فقد زُفَّتْ إلى الِّسجنِ الرهيبْ
وغَدَت بهِ نهْبَ الجوى والشَّجْوَ والهمِّ المُذيب
**
هل كانَ في استقبالها فيه سِوى شَبَح الرَّدى
قَد أُدْخِلت ليلًا عليهِ فكان ليلًا سَرْمَدا
شُلَّتْ يداهُ فكمْ بها عاثَت ألا شُلَّت يدا
وحسا على صرخاتها دَمَها الزكيَّ وعربدا
**
أَوَ كانَ أهلُكِ يا فتاتي والأقاربَ والصِّحابْ
إلا الأراقم والعَقاربَ والثعالبَ والكلابْ
قد شيَّعوكِ فخَبِّريني بعدَما طُويَ الكِتابْ
ماذا لقيتِ بذلك القَبر المخيفِ من العَذاب
**
ليلى وما الدُنيا سِوى نارِ الكريمةِ والكريمْ
أوَّاهُ من داءٍ قد استشرى وَجُرْحٍ في الصَّميمْ
رَبّاهُ رِفقًا بالجديدِ فكمْ شكا جَوْرَ القديمْ
وطَغَتْ أبالِسةُ الجحِيمِ على ملائكةِ النعيم
**
يا للمهازلِ والجرائِمِ والمآسي والمساخر
غَدَتِ العذارى كالعقائدِ والمبادئ والضَّمائِر
سِلَعًا تُباعُ وتشترى علنًا بأسواقِ الحَواضِر
والرَّابحون بها لهُمْ منّا التّهاني والبشائِرْ
الدكتورة نجمة إدريس تؤكد أنه «من خلال النظرة الشاملة للمشهد الثقافي والأدبي في منطقة الخليج والجزيرة، يمكن القول بكثير من اليقين إنه بفهد العسكر بدأت جرثومة التحرر في الذات المبدعة تطل برأسها، وبدأ التوق للخروج إلى فسحة من التحقق والاندغام (الانغماس) في عصب الحياة والوجود أكثر إلحاحًا وأكثر إغراءً، أما الاستعداد لدفع الثمن بلا خوف أو ندم فقد كان بلا حدود».
تَركِه الحياة
أنا إنْ مِتُّ أَفِيكُمْ يا شبابْ شاعرٌ يَرْثي شبابَ «العَسْكرِ»؟
تُوفي فهد العسكر في أغسطس عام 1951، في منتصف الثلاثينات من عمره، بعد أن فقد بصره آخر أيامه وهجر أهله وانعزل عن الناس، فذبلت نفسه واجتاحه المرض إلى أن مات، ولم يُصلِّ في جنازته إلا خمسة أشخاص؛ لم يعرف منهم سوى إمام المسجد.
رفض أهله المشاركة في جنازته، وأحرقوا جزءًا كبيرًا من شعره بعد وفاته، لأنه في رأيهم «غير ملائم» ويبعث على العار، أما ما وصل إلينا من شعره اليوم فبفضل جهود بعض أصدقائه ومحبيه الذين كانوا يترددون عليه، فجمعوا شعره الذي حفظوه ودونوه، إلى أن أصدره الأديب عبد الله زكريا الأنصاري في ديوان عام 1956. وفي عام 1979، أنتج تلفزيون الكويت مسلسلًا من ثلاثة أجزاء بعنوان «الرحلة والرحيل»، كشف للجمهور أوجه حياة العسكر وشعره ومعاناته.
قد يعجبك أيضًا: الأدب الممنوع: كيف يُقمع الإبداع في العالم العربي؟
لم يكن فهد العسكر شاعرًا عاديًّا؛ بل طرح أفكارًا في زمن غاب فيه التفكير، وكان توَّاقًا للتحرر والتقدم، كحال العديد من شباب اليوم ممن عاشوا بعده بمئة عام. إن المبدعين على مر العصور في هذا العالم هم دائمًا من يدفعون ثمن زرع الفكرة الأولى، فالتاريخ لا يذكر المتزمتين، لكنه يذكر أولئك الذين تجرأوا على الانفتاح، فتحية لأرواحهم التي سمحت لنا بأن نكون على ما نحن عليه.
للاطلاع على قصائد فهد العسكر من موسوعة «أدب» للشعر العربي اضغط هنا.
فريق منشور