عربيٌّ هو: هل جعل الغناء بالفصحى يوري مرقدي مختلفًا؟
لم تستطع بساطة موسيقى افتتاحية أغنية يوري مرقدي «عربيٌّ أنا» أن تجذب الانتباه أو تقطع حديث من كانوا في غرفتي، لكنه حتمًا تمكن من فرض حضوره عليهم بمجرد أن بدأ في الغناء.
كان شيءٌ ما قد جَدَّ على الزيارات التي يقوم بها أقاربنا إلى منزلنا تسبب في أن نستقبلهم في غرفتي بدلًا من صالة البيت، ذلك الشيء هو شراء جهاز استقبال «ريسيفر» متصل بالتليفزيون الموجود في الغرفة، وقت أن كان ذلك اختراعًا حديثًا.
تشكلت بعد ذلك طبيعة تلك الجلسات العائلية تبعًا للمحتوى المعروض في القنوات الفضائية، إلا أنه بعد ظهور أولى قنوات الفيديو كليب المتخصصة تمحور الحديث حولها بشكل شبه دائم: ينظر الجالسون تجاه التليفزيون وهم يشاهدون أحد الكليبات، ثم يعلنون في كل مرة نفس التعليقات، التي تدور حول الصوت الرديء والكلمات المبتذلة، يسخرون من الملابس الغريبة أو يغضبون من عُري الراقصات.
بدأ يوري يغني. شاب لبناني غريب المظهر، يرتدي نظارات حمراء اللون، ويغني بقوة بالعربية الفصحى. مصطلحاته لم تكن واضحة بالنسبة لي وأنا في بداية المرحلة الابتدائية، بل أنني كنت أسمع الكلمات بشكل خاطئ، إلا أنني على عكس بقية الموجودين، الذين استغلوا الفاصل الموسيقي الطويل نسبيًّا الذي تلى المقدمة كي يعلنوا عن تعجبهم ممَّا يحدث، كنت أقترب من شاشة التليفزيون أكثر وأكثر محاولًا استيعابه والغوص في تفاصيله.
ثلاث ضربات متتالية من يوري
يغني كاظم الساهر بالفصحى، لكنه لم يكن مختلفًا، كان أقرب لامتداد زمن سابق مختلف في عصر تالٍ متغير، على عكس يوري مرقدي، ابن زمنه الذي يغني على موسيقى صاخبة ويتمايل وهو يتعلق بمكبر الصوت، ويتحدث عن «الفالس» الذي سيرقص عليه هو وحبيبته على أنغام دقات قلبه، ذلك الذي هو قفصٌ دهريٌّ لها، قبل أن يقص شعره بشكل أكثر غرابة في فيديو كليب لاحق ليؤكد انتمائه الزمني، حتى ولو كان يلجأ لأدوات لا تشبه هذا الانتماء.
أتى يوري ليقدم شيئًا يخصه هو فقط، وهو مصمم على أن يريه للجميع.
«بس عملتها (أغنية عربيٌّ أنا) مش كنت عارف شو عم بعمل، عشان هيك بقوللك هايدي حلاوتها، إنه أنا ما عندي ولا ضغط ولا معادلة لازم أعملها لحتى فوت بهذا المجال الفني، بالأوضة عندي ع الجيتار سجلتها. كنت مآمن وقتها، قُلت ع بالي أعملها حتى لو لإلي بس. يعني أنا بدي أعملها، بدي أقول إني عبرت ها الشي».
يتحدث يوري عن كواليس إصدار أغنيته الأولى التي حققت له نجاحًا وحضورًا طاغيًا. وضع يوري في الأغنية كامل تلقائيته، لدرجة أنه سجلها في الاستوديو مرة واحدة في يوم واحد دون أي إعادات أو تعديلات، لأنها «طالعة حقيقية، اتركها بها البساطة»، بحسب تعبير هادي شرارة، الموزع الموسيقي الذي كان يسجلها معه.
صوَّر بعدها يوري من نفس الألبوم فيديو كليب «ماذا أقول لأذني» السوداوي الغريب. كان من الصعب أن ينجح كليب يُغني فيه المطرب «أقنعتِني أن لذعة حبكِ شهوةٌ لا متناهية، كالأحمقِ أنا أغمضتُ عينيَّ وتذوقت سمومكِ»، الكلمات أصعب وروح الأغنية أثقل من أن تحقق انتشار «عربيٌّ أنا».
عاد المغني اللبناني من جديد بعد فترة قصيرة بفيديو كليب آخر، «خطيرةٌ أنتِ»، يختلف عن بساطة الأول وسوداوية الثاني بقصة مصورة أكثر سرديةً، وكلمات صاخبة تحافظ على الفصحى. حقق الكليب انتشارًا أكبر من سابقه، لكن أهميته تكمُن في تأكيده أن يوري أتى ليقدم شيئًا يخصه هو فقط، وهو مصمم على أن يريه للجميع، وعلى أن تستمر رحلته ولا تقتصر على أغنيتين مصورتين.
يوري مرقدي: هل غادر الشعراء من متردِّم؟
«كل الأفكار اتعملت قبل كده، اللي بيختلف بس طريقة التعبير عن الفكرة». تخبرني بذلك صديقتي القاصَّة ونحن نتحدث عن صعوبة الكتابة بشكل عام. ينطبق ذلك على الكتابة القصصية أو الكتابة للأغاني أو أي نوع من الكتابة. حتى مع اختلاف الخبرات التي يمر بها البشر، يمكن تصنيف مشاعرهم وتجاربهم إلى الأنواع نفسها التي عبَّر عنها الجميع من قبل، وتتبقى لنا مساحة ضئيلة للتجديد في طريقة التعبير، تنكمش بدورها بتراكم الإسهامات المختلفة.
أثرت الثورات العربية في يوري، فضمَّن آخر ألبوماته أغنيةً عن القاهرة كتبها بعد ثورة 25 يناير.
ضَمَن يوري، بالاعتماد على الفصحى في أغاني أول ألبومين، أن يكون مختلفًا عن الجميع ولو بشكل ظاهري، والأمر الغريب أنه لم يكتب بالفصحى رغبةً في الاختلاف، بل هي اللغة التي خرجت بها مشاعره من تلقاء نفسها، رغم ثقافته الأجنبية وأنه كان سيئًا في دراسة اللغة العربية، بل وكانت خبراته السابقة في الغناء ذات نزعة غربية، إذ أسس فرقة تعزف الروك مع المغنية اللبنانية كارول سماحة، زميلته في الجامعة.
تظهر تلقائية تعبيره باللغة العربية في الصور والتعبيرات غير المعتادة التي يكتب بها بعض كلمات أغانيه، مثل «سأقولها بالمفضوح، أفرَحَي حديثي عنكِ»، و«قلبي قفصٌ دهريٌّ يحرسه رمحٌ مُخمليُّ»، بالإضافة إلى أبيات أغنية «ماذا أقول لأذني».
لكن إلى أي مدى امتدَّ اختلاف يوري عن المطربين الآخرين؟ وهل فقد هذا الاختلاف بعد تخليه عن الالتزام بالفصحى بدءًا من الألبوم الثالث، ليضم أغاني باللهجات المصرية واللبنانية والخليجية؟
في محاولة للإجابة على السؤال، يمكن تصنيف الاختلاف إلى نوعين: الأول اختلاف الموضوعات، والثاني اختلاف طريقة التناول.
بالنسبة للنوع الأول، تدور الغالبية العظمى من أغاني يوري مرقدي حول الحب والمرأة، امتدادًا للاتجاه الذي نادرًا ما خرجت عن فلكه الأغنية العربية قبل ما أُطلق عليه ثورات «الربيع العربي»، الذي أثر في يوري هو الآخر، فضمَّن آخر ألبوماته أغنيةً عن القاهرة كتبها بعد ثورة 25 يناير.
حتى عندما حاول الغناء عن مواضيع أخرى في ألبومه «حبس النساء»، مثل أغنيات «انتهى العالم» و«أخي آدم»، كانت حبيبته المفقودة عنصرًا دالًّا على نهاية العالم في الأولى، وانحرف في الثانية بعد بدء الأغنية بإيحاء عن أنها ستكون عن التوافق والسلام إلى الحديث عن الحب العاطفي، وانتهى بأن الحاجة إليه هو ما يجعل البشر متشابهين.
بعد ألبومين من السباحة مع التيار، حاول يوري معاودة الكرَّة في ألبومه الأخير «أنا الموقِّع أدناه».
لكن في إطار غنائه عن الحب، أَوْجَد يوري موضوعًا جديدًا لم يسبقه أحد إليه في أغنيته «معلمة الكيمياء» بنفس الألبوم.
يغني مرقدي الأغنية من منظور صبي صغير يُغرَم بمعلمته، ولا يكتفِ بالغناء عن موضوع غريب وشائك كهذا، بل حمَّل الأغنية عدة إشارات جنسية، مثل صوت المعلمة في الأغنية، وشكلها الذي يخطف الأنفاس وسيجعل أباه يحب العودة إلى الدرس، بالإضافة إلى «مزيج غنجٍ وقسوة أنسَتْني من أكون».
بعد ألبومين من السباحة مع تيار أغاني الحب المعتادة، حاول يوري معاودة الكرَّة في ألبومه الأخير «أنا الموقِّع أدناه»، الذي أصدره بعد توقف وصل إلى 10 سنوات.
غنى في «نافذتي» عن تلصُّصه على جارة له بشكل مركَّز ومختلف تمامًا، مقارنةً بإشارات الآخرين إلى نفس الموضوع (كأغنية محمد منير «أبو الطاقية»)، وضمَّن الأغنية إشارات جنسية كذلك مثل «جارتي تتدلع وتسدل شعرها، تدع الهواء يسرق ثوبها، وعند وقت الحسم تدير لي ظهرها»، و«جارتي تتمنع وترفع شعرها، تنفخ بفمها وكأن الحر أتى، وعند وقت الحسم تغلق ستائرها»، لكن موسيقى الأغنية قتلت التجربة ببطئها وطفوليتها، عكس صخب وحيوية «معلمة الكيمياء».
لا يخاف يوري من التجريب كما هو واضح، ويحاول التغلب على صعوبة الخروج عن المساحات المتكررة في ما يريد التعبير عنه إما بتناوله من زاوية مختلفة أو بتجديد طريقة العرض. يبلغ ذروة ذلك في أغنية «لن أقتل التنين» من ألبوم «حبس النساء»، التي تعرض رحلة أسطورية لبطل شرق آسيوي على خلفية موسيقية تنتمي إلى هناك، ويستخدم البناء الدرامي ليصل إلى المقطع الأخير الذي هو محور الأغنية كلها، وهو قسوة الحب.
وفي أغنية «هبة وأشرف» من ألبوم «بحبك موت»، يقُصُّ يوري حكاية عن الحب من أول نظرة. لا يغني سوى اللازمة الموسيقية (الكَورَس)، يتحدث باللهجة المصرية مع صديق ويطلب منه تعريفه إلى فتاة أعجبته، وعند بدء حديثه معها (الذي هو الكَورَس) يبدأ الغناء.
أهدانا يوري واحدة من أروع أغنياته، «قهوتي»، التي تُجرد البحث عن الحب في تجربة مختلفة.
حين لا يجرب طُرُقًا جديدة في العرض، كان يوري مرقدي يحاول التعبير بشكل مختلف عن أفكاره. في ألبوم «عربيٌّ أنا»، يقدم في أغنية «تعالي نهجر الأرض» قصة حب من زاوية مختلفة، يحاول فيها إضفاء فلسفة على الكلمات، مضمنًا فيها الحب والتعب، وفي «ماذا أقول لأذني» يتحدث بلغة مختلفة (سبق ذِكر عبارات منها) عن صراع الحب والعناء في العلاقات.
وفي «مفصوم الشخصية» يبالغ في الحب مستخدمًا الانفصام ليؤكده في عبارات بسيطة، وهي أغنية مخيِّبة، لأن يوري بفلسفته كان يمكنه أن يصنع بناءً أقل خفةً من فكرة ومدخل كهذا، بدلًا من الاكتفاء بـ«لِي عقلان ولا أغرب في الحب، الأول مغروم بحبك، والثاني يغار من الأول»، إلا أن طابع الأغنية وفكرتها في غاية التميز. أما قطعة الكرز في اختلاف هذا الألبوم فكانت أغنية «أريد حبًّا في الحين»، التي تسبق حاضرها بثوريتها، وتنتمي بطابعها إلى مرحلة ما بعد «الربيع العربي».
«أبيع شبحي وكل ثيابي المزخرفة
أترك بيتي، وأودع بصَّارتي
أرفض واقعي، وأهدم قفص عصفوري
أرسم على جبيني خرائط العالم»
اقرأ أيضًا: أصوات نسوية متمردة فوق مسرح الموسيقى المستقلة
في ألبوم «حبس النساء»، قدَّم يوري أغنيتين جديرتين بالذكر في سياق الحديث عن اختلاف التناول، هما «حبس النساء»، و«بِرَسم البيع»، الأولى تنويع على فكرة الحيرة والصراع والانفصام التي قدمها مرقدي في الألبوم السابق لكن بشكلٍ مختلف وجديد، أما الثانية فيعرض فيها تجربة ما بعد الانفصال في صورة مزاد على ما تبقى منه. سبق يوري بهذه الفكرة أحد مطربيه المفضلين، محمد منير، الذي غناها في «قلب فاضي».
وفي ألبوم «بحبك موت»، أهدانا يوري مرقدي واحدة من أروع أغنياته، «قهوتي»، التي تُجرد البحث عن الحب وتجسده في تجربة مختلفة.
تخلى يوري عن الفصحى.. ذبلت التجربة
تتركز الأغاني التي تناولناها حتى الآن في الألبومات الثلاثة الأولى، باستثناء أغنية «نافذتي» من الألبوم الأخير.
بالحساب الكَمِّي، أكثر ألبومات يوري مرقدي اختلافًا من حيث الكلمات كان «حبس النساء»، بستة من أصل 11 أغنية، شملت جميع محاولات التغيير، من إيجاد موضوعات جديدة، وتجريب بناء مختلف للأغنية، وإيجاد طرق أخرى لتناول المواضيع التي يريد التعبير عنها.
كان «حبس النساء» خطوة رائعة وذروة ليوري بعد نجاح ألبومه الأول «عربيٌّ أنا»، الذي احتوت أربع أغانٍ من أصل سبع فيه على نفس مساحة التجديد، بينما كانت أغنيتي «عربيٌّ أنا» و«خطيرةٌ أنتِ» تلقائيتين ومفعمتين بروح الهواية التي أشار لها مرقدي نفسه في بعض أحاديثه، ممَّا جعله ألبومًا مميزًا بستة أغاني جيدة من سبعة.
بعد الألبومين الأولين، جاء «بحبك موت» بأغنيتين فقط من أصل تسعة يمكن وصفهما بالاختلاف، قبل أن يقدم يوري ألبوم «يا قاسي» خاويًا من الكتابة التي ميَّز بها نفسه عن الباقين، مع أغنية تمثل محاولة فاشلة للعودة إلى الماضي في الألبوم الأخير «أنا الموقِّع أدناه».
تكدس الألبومان الثالث والرابع بالأغاني التي لا تقترب بأي شكل من أن تكون «مختلفة».
لا يعني الغناء بالفصحى أن يكون تناول المطرب لموضوع الأغنية مختلفًا. تمنح الفصحى للمتحدث أدوات مختلفة عمَّا يعبر به الآخرون عن أنفسهم، قد تساعد هذه الأدوات الكاتب على أن يُوجد مساحات جديدة من التعبير، إلا أن الاعتماد عليها فقط سيؤول في النهاية إلى أن يكون الفارق الوحيد بين الأغنية والأغاني العامية هو «الترجمة».
ضمَّ ألبوم يوري الأول أغنية واحدة من هذا النوع، وبدأ العدد يزداد في الألبومين التاليين بشكل تصاعدي سريع.
تصادف ذلك مع بدء اعتماده على العامية المصرية واللبنانية في الألبوم الثالث دون أن يُعنَى بالبحث عن جديد في ما يغنيه بهما، بجانب نسخِه لنفسه ولأفكاره في بعض الأغاني، مثل «المرأة العربية» و«أنا الموقِّع أدناه»، الآتيتين من عالم «عربيٌّ أنا» الفخور بنفسه وبعربيته، وكذلك تفكك بعض الأغاني تمامًا وحديثها عن اللا شيء، مثل «مين اللي مِتلي» من ألبوم «بحبك موت».
كل ذلك أدى إلى تكدس الألبومين الثالث والرابع بشكل متسارع بالأغاني التي لا تقترب بأي شكل من أن تكون مختلفة. قد يعود هذا التراجع في الحرص على إيجاد المختلف إلى عوامل إنتاجية، بسبب تغيير شركة الإنتاج بدءًا من الألبوم الثالث، أو بسبب رغبةٍ في الوصول إلى قطاع أكبر من الجمهور يفضِّل أن يستمع إلى ما تعوَّده.
بعد الألبوم الرابع الخالي من المساحات الجديدة، غاب يوري مرقدي 10 أعوام وسافر إلى كندا، قبل أن يعود بألبوم أخير حاول فيه أن يوازن بين التجديد الذي نجح في تقديمه قديمًا، والوصول إلى قاعدة جماهيرية يحتاجها للبدء من جديد. لجأ إلى أدوات قديمة برزت في «أنا الموقِّع أدناه» و«نافذتي»، لكن الألبوم فشل في أن يُبرز أي جديد ليوري، وإن استطاع من خلاله أن يثبت أن روحه ظلت كما هي رغم مرور 14 سنة على ظهوره الأول، حينما كان مختلفًا بحق.
يوري، أقترح أن نلتقي غدًا
كنت أمر بفترة صعبة، أتحدث مع صديقة لي عبر الإنترنت وأخبرها بذلك وأنا أحكي لها عمَّا أمر به. سكتت وأرسلت إليَّ رابطًا لأغنية على موقع «Soundcloud»، كانت الأغنية «أقترح أن نبقى سعداء» ليوري.
لم أكن قد استمعت إليها قبل ذلك، ولم يكن يوري يغني شيئًا معقدًا أو صاخبًا أو حزينًا كعهدي به.
انطلق صوته هادئًا ممدودًا بدعوته: «أقترح أن نلتقي غدًا، أقترح أن نبقى سعداء». لم أستطع الرفض، حتى وإن كانت الأغنية موجهة إلى حبيبة غاضبة. كانت الدعوة إلى السعادة والهدوء أعَمَّ من وضعها في سياق غنائي معين. لا تحمل الأغنية معانيَ جديدة، ولا وسائل تعبيرية مختلفة، لكنني إن سُئلت عن أغنيتي المفضلة ليوري مرقدي، أو عن أكثر أغنية له أثرت فيَّ، لن أتردد في اختيارها.
أسامة يوسف