مَشاهد القيامة: من «مدن الملح» حتى «عطارد»
في المقارنة بين روايتي «مدن الملح» (1983) و«عطارد» (2015)، يمكن الذهاب إلى أن الأولى رواية للثورة، أي من أجل وقوعها، أما الثانية فرواية عن الثورة. يفصل بين تاريخ صدور الروايتين 30 عامًا تقريبًا، هي المدة بين ثمانينيات القرن الماضي ويومنا هذا. في هذه الثلاثين هناك محطات سياسية مؤثرة، كان أخطرها انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي، ثم دخول الألفية الجديدة وبداية زمن الحرب الأمريكية على الإرهاب، ثم الانتفاضات والحروب العربية الراهنة.
بتفصيل زمني آخر، يمكن القول إن عُمر «مدن الملح» لعبد الرحمن منيف من عُمر كاتب «عطارد»، محمد ربيع، تقريبًا. هذا ليس تبسيطًا أو إضفاءً لأي بُعد قِيمي لصالح أحدهما (الأكبر كما هو دارج، أي منيف) على الإطلاق، إنما ما نريد قوله: هناك جيل يمتد بين طرفي هذه المدة الزمنية، اختلف عن سابقه في امتلاك الأدوات، كما في تلقي ووعي الأفكار.
لو تابعنا فضاء الفوارق سنجد أيضًا أن الأولى رواية عن المكان، أما الثانية فعن المدينة، وبين المفهومين اختلاف، ولو أن المدينة في نهاية المطاف مستوعَبةٌ ضمن شرط المكان. باختصار إذًا: المدينة عند ربيع هي إحدى أبطال الرواية، أما مدن منيف، عكس ما يوحي به العنوان، فليست أبطالًا، بل المكان (بما هو أقرب إلى البيئة) هو البطل.
لكن المشكلة تكمُن في هذه العبارة: «نهاية المطاف». النهاية عند ربيع هي الآن، وهي ما مضى لا ما سيأتي، أما النهاية عند منيف فنهايات، يتقدمها الحذر والفزع والنبوءات التي تتْرَى في الآفاق، حتى إذا ما وقعت النهاية/الواقعة/التي لا ريب فيها، أفرغت كل انقباض وتوتر، ووعدت بأمل ما، وهذا تصور نقيض لـ«النهاية» في العالم العطاردي اللافظ والمحذر من كل أمل.
30 عامًا من العزلة
يحيل تتبع هذه الفوارق السريعة إلى شيء من التصنيف المدرسي، يلخصها على الأغلب بالأيديولوجيا، كأن تقول: منيف ملحمي («مدن الملح» خمسة أجزاء)، وواقعي استعان ببعض سحرية «ماركيز»، حيث التناص مع «مئة عام من العزلة». أما ربيع فهو ذلك العدمي المتشائم والموجِز نسبيًّا («عطارد» 300 صفحة)، الذي يُحمِّل ذاته الكثير من الديستوبيا، المفتوحة هي الأخرى على تناصٍّ ليس أوله مع «جورج أورويل» في روايته «1984»، ولا آخره مع معاصريه المصريين مثل أحمد خالد توفيق.
هكذا تتداعى جملة من المقارنات والنقائض بين الروايتين، على مستويين:
- المواضيع والمفاهيم ورؤيا العالم، التي تندرج تحتها الأقوال الكبرى للرواية وتحدد انتماءها
- الشكلانية، من بِنية تقسيم الفصول داخليًّا، إلى صوت الراوي، مع إثارة اهتمام خاص بكل الألاعيب السردية، وليس انتهاءً بالعنوان كعلامة، وصورة الغلاف، إلى موقع القارئ (دعك من «لماذا يقرأ؟»، فهو سؤال يأتي تصنيفه موضوعيًّا). لنقُل إذًا: كيف يقرأ؟ بكل ما تعنيه «كيف» من دلالة على حال وهيئة، وصولًا إلى النظر في قابلية كلٍّ من الروايتين للتحول إلى صيغة إلكترونية (PDF) أو كتاب سمعي
ألم نقل إن الأدوات اختلفت وليس الأفكار فقط؟ لا شك أن جملة المقارنات السابقة تعنينا بكل تفاصيلها، بَيْد أن أهميتها لا تأتي من هذا التشعُّب، بقدر ما تشكل إطارًا يحدد أهم مفهومين روائيين في هذه المقارنة: المكان، والبطل.
واقعية الكابوس: منيف وربيع
ربما من أشد المفارقات التي تعيد التناقض بين الروايتين إلى المربع الأول، أن كل الواقعية التي يشيِّد من طوبها عبد الرحمن منيف عالمه الروائي، وكل التزامه الماركسي، لم يعفياه من توخِّي الخيال، بل من افتراض محاكاته الخلّاقة في فضاء مكاني متخيل، راح يقيسه ويُفصِّله على منوال بيئة ما قبل النفط في شبه الجزيرة العربية، البيئة بمعنيين: الجغرافي أولًا، ومن ثَمّ الاجتماعي.
بناءً على هذا فنحن في «التيه» (أول أجزاء الخماسية، 623 صفحة) لا نجد أنفسنا في مكة أو الرياض ولا حتى دبي، أشهر مدن الخليج وحواضره، إنما نحن في وادي العيون، عجرة، حران العرب وحران الأمريكان، نعم في البعيد والحدودي تلوح البصرة والشام ومصر، لكن هذا ليس قريبًا ولا حاضنًا، بل محيط مؤثر.
هذه التقنية في تراصف الواقعي (الأساس العميق) مع الافتراضي (الملاط الذي يشد الحَيَل ويقلبها أوجُهًا بين يدي الكاتب)، هي أولى الأصداء العربية التي تقع على تناصٍّ ما مع رواية الأديب اللاتيني غابرييل غارسيا ماركيز «مئة عام من العزلة»، التي صدرت أواسط ستينيات القرن العشرين.
فـ«ماكوندو»، المكان السحري الذي نسج فيه ماركيز عالمه، هو بشكل أو بآخر محض ريف صحا يومًا فوجد الآلة الصناعية تدق أبوابه، ووجد معها أن عالمًا دون قلب يجره ويطوِّعه، وكذلك يحول فلاحيه كما عند ماركيز، أو أبناء القبيلة البدوية كما عند منيف، إلى عمال، على ما يرافق عملية التحول هذه من صراع قاسٍ ديناميته الأولى الاقتصاد والسياسة كما يقول كل الواقعيين، السياسة التي حالفت المتخلف وكرّست رجعية الواقع بدل تثويره، فزادت من حدة الأزمة وأثرها.
أما محمد ربيع فقد آثر اللعب عكسًا، محققًا منذ العنوان صدمةً دلاليةً تقوم على الاستفادة من الإحالة إلى اسم فضائي، وكأنه ينفي معه الشروط الأرضية، سواءً كانت فيزيائية كالجاذبية، أو حتى شروط الاجتماع البشري وإنسانيته.
لا يخطئ القارئ قبل الشروع في القراءة في تخمين أجواء الخيال العلمي التي تنتظره، إلا أنه يُصدم بُعَيدها بقليل، فالرحلة إلى أعلى، إلى ذلك الكوكب الجحيمي الأقرب إلى الشمس، ليست من الرواية في شيء، إلا بقدر ما هي أولًا: سحبٌ للجحيم إلى الأرض، وثانيًا: قدرة على إزالة الحدود بين المكانين الجحيمي والأرضي، (هما مكان واحد في حقيقة الأمر)، وعليه بُنيَت الاستعارة الفكاهية (ثالثًا)، التي منحت البطل اسمه بالاعتماد على النسبة بين المكان وسكانه، فخلق ضابط الشرطة «أحمد عطارد»، بطل الرواية الرئيسي، كل هذا تحت شمس مدينة القاهرة، ليس إلا.
آليات الموت التي يطبقها بطل رواية «عطارد» بحق الناس تناسلت من صُلب آليات القمع التي تفعلت منذ عام الثورة في 2011، ولم تتوقف إلى الآن.
لا تتوقف «عطارد» على حالة الدمج العنيفة والمتخيلة بين الأمكنة الأرضية والفضائية، برغم أن مدينة القاهرة هي فقط مسرح الأحداث كما أسلفنا القول، بل تتعدى الرواية إلى إسقاط الفواصل الزمنية بين الحقب التاريخية، لتفسح المجال أمام فهمها الخاص للتاريخ الذي تتزامن فيه الدورات «دون تقدم خطِّي أو كرونولوجي اعتمدته (مدن الملح) بقوة».
فالظلم والتعسف والقتل والديكتاتورية والثورات والفشل والمقاومة، كل هذه الخطابات تعيد تدوير نفسها مع الزمن دون أي تغيير سوى أن جرعة الأمل، العدو الأول في الرواية، هي ما توري حقيقة التاريخ الواحدة: أننا في الجحيم، لكن الناس لا تشعر بذلك.
لإثبات هذه الفرضية، انقسمت الرواية إلى ثلاثة أزمنة تشتد فيها التشابهات من ناحية رؤيا العالم التي لن تتغير، أو النهاية التي لن تأتي لأننا فيها أصلًا. وعليه، انسحق كل تحقيب ومعيارية للزمن الداخلي للرواية بين أعوام 2025 من الميلاد، و2011 من الميلاد، و455 من الهجرة.
يبدو مع كل زمن بطلٌ مستقل بذاته، «عطارد»: 2025، «إنسال»: 2011، «صخر الخزرجي»: 455، إلا أنهم جميعًا في النهاية إثبات واحد لفرضية العَوْد الأبدي إلى الجحيم وأشباهه.
فإذا كان أحمد عطارد هو بطل الزمن الأعم للرواية، إذ تخضع مصر عام 2025 لاحتلال فرسان مالطا، فإن آليات الموت التي يطبقها بحق الناس، وبوصفه قناصًا، تناسلت من صُلب آليات القمع التي تفعلت منذ عام الثورة في 2011 ولم تتوقف إلى الآن. هناك في ذلك الزمن، حين تشكلت وديست أحلام «إنسال»، (استعارة فكاهية ثانية على صعيد التسمية، نُحِتت بين الإنسان والروبوت). قبل أن تنحو الرواية مع «صخر الخزرجي» وزمانه منحًى تأصيليًّا، تغيرت فيه اللغة لتبدو أكثر معجمية، إنما لتوكيد الرؤيا العامة، وذلك بالاستفادة كما يقول ربيع نفسه من كتاب تراثي «من عاش بعد الموت» لابن أبي الدنيا.
واقعية الخليج العربي السحرية
بالعودة إلى منيف، يقود الهَمُّ الملحمي واقعيته ويعشِّقها بسحرية أضفت طابعها على المكان ووصفه، والعلاقة الحميمة بين قاطنيه، الذين هم شخصيات الرواية وأبطالها.
تتميز «مدن الملح» بأنها من أكثر الروايات العربية التي تحفل بالشخصيات وتعج بها، والكم الهائل من حكاياها يختبئ في طياته مجتمع عريض يمثل شبكة العلاقات الاجتماعية بحذافيرها، وعليه، تجد الشخصية عند منيف، خصوصًا شخصية البطل، أنها لا تتحرك بمعزل عن المجتمع انطلاقًا من أبسط خلاياه، أي العائلة، التي يقتحم كل أفرادها الرواية (يغيب المجتمع في ديستوبيا ربيع، وتتشاكل سجايا الإنسان مع الربوتات وكاميرات الدرون)، لتتفرع أصول هذه الشبكة الاجتماعية بين أبناء القبيلة والحي والأقارب، ومع كل تفرع جديد تأخذ العقدة الاجتماعية بناصية القول وإنتاج الصراع، عبر حركة الدخول لهؤلاء الناس المثقلين بالحكايا.
لكن مِن بين هذا الجمع الغفير، ودونًا عن العجز الإحصائي أو الإلمام الدقيق بعدد الشخصيات، تتشكل خلفية ملحمية ليست هي خلفية فعل الحكي، بقدر ما تؤسس للبطل الملحمي استحواذه وهيمنته، فيظهر وإن كان غائبًا، ويُستدعى كلما ضاقت حيل الصراع الداخلي، وحيل الكتابة أيضًا، ويرتبط اسمه بالرواية حتى لو لم تُعَنوَن باسمه، فإذا قيل «مدن الملح»، قيل «متعب الهذال» كشرط شارط، بطولة مناقبية وإن تكللت أخيرًا بنهاية تراجيدية.
كُتب وقيل عن الهذال وأُهرق في أسطرته كثير من المداد. في اللقاءات المصورة لمنيف، وعندما يأتي دور الحديث عن متعب، ترتسم ابتسامة على وجهه، بل إن الأمر قد جرّ عليه نوعًا من العتاب أحيانًا، يستبطن تساؤلًا عن الدوافع والجرأة التي حدت بمنيف إلى وضع نهاية الهذال وموته.
وبما أن الاستطراد حول تلك الشخصية أمر مكرور، فالأفضل وضعها في سياقنا المقارن مع شخصية «أحمد عطارد»، كنموذجين بين ساعٍ إلى الثورة ومنتهٍ منها.
نهايات روائية عديدة
يحضر الهذال في روايته من خلال تركه لها، وغيابه عنها، ذلك الغياب الغامض الذي لا تعرف له وجهة، بعد محاولة مواجهة التغيرات الاجتماعية والقيمية التي فرضها وجود الأمريكيين الباحثين عن النفط، والمتحالفين مع أعتى الرجعيات الدينية.
قياسًا بحجم الرواية، فإن محاولة المواجهة سرعان ما تُكلّل بالعجز المُطبَق، ليختار متعب الغيبة حتى استحال شبحًا، أخذ يعود كلما اشتد الكرب وضاقت أحلام الرجال.
تلتبس غيبة متعب بشيء من المهدوية (نسبةً إلى المهدي المنتظر)، التي تبشر نفسَها بنفسِها بعودة عادلة وفق آماد ونهايات لا ريب فيها. لكن لَمّا كانت كل غيبة في الفكر البشري تلتبس بعودة أو قيمة مضافة، حتى الموت العادي لم يكن ليسلِّم الإنسان به دون اختلاق مبررات لا تدرَك في أوان حدوثها، فكيف إذًا كان الغائب بحجم متعب الهذال؟ إذًا، ليست مهدويته بمفارِقة لإنسانيته أولًا، ومن ثَمّ كونه بطلًا ثانيًا.
تنعكس غيبة الهذال مقارنةً بأحمد عطارد إلى حضور لصيق بالمكان عند الأخير، عطارد، الذي لا يمكنه أصلًا الغياب عن واقعه رغم علاقته الجيدة بالمخدرات، وكأنما حضوره ضربٌ من القسر الخارج عن إرادته. من ناحية أخرى، لا تعطي الرواية بطلها وقتًا حتى يغيب، الغيبة هنا لا تُقاس بالآماد الطويلة، في حين أن النهاية، كما يعيها القناص والضابط أحمد عطارد، هي مجرد ثوانٍ ما بين عين تلتقط الهدف وضغطة زناد.. ثم لا عودة.
تنتهي «عطارد» من تقديم نفسها كرواية انغماسية بكل ما هو نقيض للفضيلة، أو المناقبية، ومعادية بشكل قطعي لكل مقولة يوتوبية يمكن لها أن تتسلل إلى حياة البشر، ولذلك نجدها قد نصّبت الأمل عدوها الأول، لأنه يُخفي عن الناس حقيقة مقامهم الفعلي في الجحيم.
لكن، وبتدقيق أكثر، نجد أن هذه التيمة الديستوبية، أي المدينة الفاسدة لو ترجمناها، لها مقوماتها السياسية في عالمنا العربي الراهن، ومَرَدُّ هذا الانتشار إلى توالي خيبات ونكسات نعاينها يوميًّا في حياتنا، وتخلٍّ عن، أو أفول لزمن الخطابات التفاؤلية (أو: كيف تُسقط نظامًا في 18 يومًا).
بالتأكيد ليست المواجهة التي تقيمها عطارد من النوع السهل، وفيها من الجرأة التدميرية ما يزيد عن رواية «استخدام الحياة»، التي أودت بكاتبها الروائي أحمد ناجي إلى المعتقل، أو «الانحناء على جثة عمان» لأحمد الزعتري، التي منعتها السلطات الأردنية، ما يؤشر على مدى الإرباك الذي حققه روائيو ما بعد الثورة لكل نمطي يسعى إلى القمع والمنع داخل جسد السلطة، بما فيها سلطة الخطاب الروائي البناء الذي ظل سائدًا لعقود.
الأرض وعطارد
مئة عام تفصل بين متعب الهذال، نموذج البدوي الحر، اللقاحي بتعبير المفكر العراقي هادي العلوي، الذي عاش في ثلاثينيات القرن الماضي، زمن ما قبل النفط أو بدايات اكتشافه، وبين أحمد عطارد، الضابط المنحل عن أحد أجهزة البيروقراطية المتفسخة للدولة، الذي سيعيش زمنًا مستقبليًّا في القاهرة 2025، وكأن هذه المدة غير المقصودة فيها إشارة ما إلى عُمر دُولنا واستقلالاتنا، التي لم تعمِّر إلا في حواضن الاستبداد والديكتاتورية.
شَقّ متعب الهذال طريقه خارج الروايات كرمز للمواجهة السياسية مع كل استبداد. لاحقًا، تكرس وتحول بمعزل عن روايته إلى أيقونة نمطية اقتربت بالفعل منا إبان الـ2011، قبل أن يبتعد ويذوي ويعود إلى غيبته الكبرى، أما أحمد عطارد فقد فر أيضًا من روايته ليصير صدًى لذاته القاسية، كأن يُقال اليوم في الشارع المصري: «هي عطارد»، في دلالة على الشر المتأصل في النفس البشرية، والمتقاطع مع واقع سياسي ما بعد ثوري مخيب للآمال.
الخوض أكثر في المقارنات والإلحاح عليها يقود إلى مواجهة نافرة لا طائل منها، فمتعب وأحمد (كذا بأسمائهما الصغيرة) هما مزج بين بَثِّ السحر عند الأول وحيوية الثاني النزقة والهازئة من كل تبلُّد أو تكريس. ليسا إلهي خير وشر مطلقَي الإرادة حتى يتناوبا على التحكم الحتمي بمصائرنا، فحدود التاريخ تبقى أبعد منهما.. الأرض وعطارد.
الرواية التي تتسلل إلى الواقع
وأنا أكتب هذا المقال، أعلنت المملكة العربية السعودية نيتها إنشاء مشروع «مدينة نيوم»، التي نُحِت اسمها من لفظي «Neo» اللاتيني، أي «جديد»، وحرف الميم، أول حروف كلمة «مستقبل»، وهي تقاليب لغوية عجيبة يبدو عليها التكلف لمدينة يُراد أن يكون فيها، بحلول 2030، عدد الروبوتات أكبر من عدد البشر. وعلى الضفة المقابلة للبحر الأحمر، تباشر مصر بدورها إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، مدينة مستقلة قائمة بحد ذاتها على مساحة تقارب 700 ألف كيلومتر مربع.
اقرأ أيضًا: «نيوم» وأخواتها: هل ينجح نموذج «تسليع المدن» في الخليج؟
اقتصاديًّا، يُقال الكثير في تفنيد هذه المشاريع البدينة، المصابة بهذيان الأرقام، التي لن تكون أكثر من كمباوندات موسعة، لكن الإشارة الأكثر وحيًّا هي أن الواقع ما زال أكثر جرأة بكثير، ويمد لسانه بوقاحة كلما تمكنت منه أو زعزعت ثقته بنفسه، حتى لو لم تكن أدواتك سوى أبطالًا في رواية.
هذا الموضوع نتاج فكرة اقترحها أحد قرَّاء «منشور» وعمل مع محرري الموقع على تطويرها، وأنت كذلك يمكنك المشاركة بأفكارك معنا عبر هذه الصفحة.
أنس الأسعد