كيف تحمي نفسك من الإصابة بسرطان البروستاتا؟

فريق منشور
نشر في 2024/02/28

سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطانات انتشاراً لدى الرجال، في كل أنحاء العالم، والكويت أيضاً ضمن هذا التصنيف، حيث يعد هذا السرطان الأكثر انتشاراً لدى الرجال سواء مواطنين أو مقيمين، وفق ما يؤكده رئيس مجلس إدارة الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان (كان) الدكتور خالد الصالح، والذي ينوه أيضاً إلى أن نسبة الشفاء من هذا السرطان تكاد تكون مضمونة، إذا ما كان هناك كشف مبكر.

أولئك الذين تحسنت لياقتهم البدنية على مر السنين.. كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 35%


المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، تؤكد أن من بين كل 100 شخص مصاب بالبروستاتا، سيصاب 13 بسرطان البروستاتا في مرحلة ما من حياتهم، في حين سيعيش معظمهم حياة طبيعية دون التعرض للسرطان، ومع ذلك، تؤكد آخر الإحصائيات أن ما يقرب من 34000 شخص في الولايات المتحدة يموتون سنويا بسبب هذا النوع من السرطان.

سؤال مثير
في السنوات الأخيرة، كان أحد الأسئلة الأكثر إثارة في أبحاث السرطان، هو ما إذا كانت ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تمنع بعض أنواع السرطان من الانتشار، الجواب معقد، كما هو الحال مع أي سؤال يتعلق بالسرطان، لكن دراسة حديثة نشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي، قدمت لمحة عن مدى تأثير النشاط البدني المنتظم على خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

سيتم تشخيص واحد من كل 8 رجال بسرطان البروستاتا خلال حياتهم.. وفقًا لجمعية السرطان الأميركية


قام الباحثون بجمع البيانات بين عامي 1982 و2019 من 57652 رجلاً شاركوا في اختبارين للياقة البدنية، لمعرفة ما إذا كان الأشخاص الأكثر نشاطًا أقل عرضة للإصابة بالسرطان، ووفق نتائج الدراسة فقد تم تشخيص إصابة حوالي 1% من مجموع المشاركين في الاختبار بسرطان البروستاتا في وقت لاحق، ووجد الفريق أن أولئك الذين تحسنت لياقتهم البدنية على مر السنين، كانوا أقل عرضة للإصابة لهذا السرطان بنسبة 35%.

Varian Medical Affairs - Prostate SBRT

نتائج الدراسات
تتوافق هذه النتيجة مع الكثير من أحدث الأبحاث حول العلاقة بين اللياقة البدنية وتشخيص السرطان، وفقًا لدراسة حديثة، على سبيل المثال إذا استوفى جميع البالغين في الولايات المتحدة إرشادات النشاط البدني، فقد ينخفض تشخيص السرطان بنسبة 3%، أو بمعدل 46000 حالة كل عام.


د.كيت بولام
باحثة في المدرسة السويدية للرياضة والعلوم الصحية

ولكن على الرغم من وجود أبحاث مكثفة حول العلاقة بين التمارين الرياضية وحالات مثل سرطان الثدي، إلا أن هناك أبحاثًا أقل على وجه التحديد حول سرطان البروستاتا، حيث ترتفع فرصة الإصابة بسرطان البروستاتا لدى جميع الرجال بعد سن الخمسين؛ ويبدو أن الخطر ينتشر في العائلات، لذا سيتم تشخيص إصابة واحد من كل ثمانية رجال بسرطان البروستاتا خلال حياتهم، وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية.

أحياناً يمكن أن توجد الخلايا السرطانية في البروستاتا طوال حياة الشخص.. ولا تكون خطيرة ولا يدرك أنه مصاب بهذا السرطان

كانت بعض الدراسات السابقة التي بحثت في العلاقة بين النشاط البدني وسرطان البروستاتا متناقضة، وفقا للدكتورة كيت بولام، الباحثة في المدرسة السويدية للرياضة والعلوم الصحية والمؤلفة المشاركة في الدراسة، حيث أظهرت بعض الدراسات زيادة في خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بالنسبة لأولئك الذين كانوا نشيطين بدنيا، ووجد آخرون انخفاضا في خطر الإصابة، فالنتائج كانت مختلفة ومتناقضة، وهو ما أكدته الدكتورة بولام بقولها: "إن العديد من تلك الدراسات كانت ذات عينات صغيرة أو كانت متحيزة تجاه الأشخاص الأكثر صحة".

Types of Advanced Prostate Cancer - StoryMD

المزيد من الاختبارات يعني المزيد من التشخيصات، بما في ذلك عند الرجال الذين لن تتطور إصابتهم بالسرطان أبدًا، وفي بعض الأحيان يمكن أن توجد الخلايا السرطانية في البروستاتا طوال حياة الشخص ولا تكون خطيرة، لذلك فإن الكثير من الرجال الذين لم يتم اختبارهم ولا يعانون من أعراض قد لا يعرفون أبدًا أنهم مصابون بسرطان البروستاتا.


النشاط البدني
تمكن فريق البحث السويدي من إنشاء صورة أكثر دقة باستخدام قاعدة بيانات وطنية تضم مئات الآلاف من النتائج المعملية، بما في ذلك اختبارات اللياقة البدنية التي تقيس مدى جودة تزويد القلب والرئتين بالأكسجين للعضلات.
وعلى عكس الدراسات التي تعتمد على المرضى للإبلاغ عن عاداتهم الرياضية، فقد أعطى هذا الخبراء قياسات موضوعية، وأظهرت النتائج بوضوح وجود صلة بين النشاط البدني وانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، كما أظهر أن التحسينات الأكبر في اللياقة البدنية ارتبطت بانخفاض أكبر في المخاطر.

القيام بجولة واحدة من التمارين الرياضية تساعد أجسامنا على إطلاق الخلايا المناعية في الدورة الدموية.. وتحسن عدد الخلايا المناعية في أنسجتنا التي تحارب الخلايا السرطانية


وهذا يضيف إلى الفهم المتزايد لمدى أهمية ممارسة الرياضة للوقاية من السرطان بشكل عام، ففي عام 2019، وجدت مراجعة أجرتها الكلية الأمريكية للطب الرياضي، أن النشاط البدني المنتظم يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان المثانة والثدي والقولون وبطانة الرحم وسرطان المريء وسرطان الكلى والمعدة، ووجد التحليل نفسه أيضًا أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام كان مرتبطًا بتحسين نتائج العلاج وإطالة متوسط العمر المتوقع لأولئك الذين يعانون بالفعل من السرطان.

Man Benefits from Focused Ultrasound Therapy for Prostate Cancer

وفي حين أنه ليس من الواضح بالضبط كيف يحدث ذلك، إلا أن الخبراء قالوا إن أحد التفسيرات قد يكون أن التمارين الرياضية تساعد في مكافحة السرطان من خلال تعزيز كيفية استهداف الجهاز المناعي للخلايا السرطانية والقضاء عليها.

 

د. نيل ينجار
دكتور متخصص في الأورام وسرطان الثدي
مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان نيويورك

دور مهم

ويقول نيل إينجار، طبيب الأورام الطبي والطبيب العالم في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان في مدينة نيويورك: "نعلم أن نوبة واحدة من التمارين تساعد أجسامنا على إطلاق الخلايا المناعية في الدورة الدموية، كما أنه يساعد على تحسين عدد الخلايا المناعية في أنسجتنا التي تحارب الخلايا السرطانية"، وأضاف قائلا: "إن الشخص الذي يمارس الرياضة، يملك العديد من الخلايا المناعية القادرة حقًا على قتل الخلايا السرطانية، أما بالنسبة للشخص الأكثر استقرارا، وخاصة الشخص الذي يعاني من السمنة، فإنك ترى العكس".
لا يعرف الباحثون حتى الآن بالضبط الجرعة الصحيحة ونوع التمارين التي قد تكون أكثر فعالية، لكن جميع الدراسات توصي بممارسة التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا، أو 20 دقيقة يوميًا، يمكن أن يكون مثل اللعب مع الأطفال أو الأحفاد، أو الذهاب في نزهة على الأقدام، أو الانضمام إلى دوري رياضي ترفيهي، نحن جميعا نملك فرصة للقيام بشيء فعال للتقليل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وهذا شيء تحت سيطرتنا بالكامل.


تجنب الإصابة

تؤكد الدراسات التي أنجزت في مستشفى جامعة جونز هوبكنز الأميركية، أنه لا توجد طريقة سحرية لتجنب الإصابة بسرطان البروستاتا، لكن الحفاظ على صحتك بشكل عام مع تقدمك في العمر، أو العمل على عكس المشاكل الصحية الموجودة لديك، يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بهذا السرطان.
هناك بعض الأمور المتحكمة في معدل الإصابة بسرطان البروستاتا ولا يمكن تغييرها، مثل العمر والعرق والجينات.
أما بعض الأمور الأخرى المتحكمة في معدل الإصابة بسرطان البروستاتا ويمكن تغييرها هي النظام الغذائي ونمط الحياة.

جميع الدراسات العلمية توصي بممارسة التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا أو 20 دقيقة يوميًا لأجل صحة أفضل


فمثلاً يعاني الرجال في الدول الغربية من معدلات إصابة بسرطان البروستاتا أعلى بكثير من الرجال في آسيا، وفي حين أنه لا يمكن لأحد أن يفسر هذه الظاهرة بشكل قاطع، إلا أن الخبراء يشتبهون في أن الاختلافات في الأنظمة الغذائية الشرقية والغربية هي المسؤولة.
العادات الغذائية السيئة والأنظمة الغذائية التي تعتمد بشكل كبير على الدهون والبروتينات الحيوانية يمكن أن تسبب تلف الحمض النووي وتؤدي إلى السرطان.
حتى الرجال الذين هم بالفعل أكثر عرضة للخطر بسبب العمر أو العرق أو الوراثة، يمكنهم تقليل فرص الإصابة بسرطان البروستاتا من خلال اتباع أنظمة غذائية وأنماط حياة صحية.


نصائح معتمدة للوقاية من سرطان البروستاتا

رغم القيام بالعديد من الدراسات إلا أن الباحثين إلى الآن يعترفون أنهم لا يفهمون بشكل واضح العلاقة بين النظام الغذائي والوقاية من سرطان البروستاتا، لكن دراسات محكمة تشير إلى أن بعض العادات والوسائل المعتمدة قد تساعد في الوقاية من هذا السرطان ومنها:

1 - تقليل تناول الدهون:
تناول كميات أقل من الدهون المتحولة والدهون المشبعة، وركز على الدهون الصحية مثل أحماض أوميجا 3 الموجودة في المكسرات والبذور والأسماك

2 - تناول المزيد من الفواكه والخضروات:
دمج مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك الكثير من الخضر الورقية، وقد تبين في بعض الدراسات أن مادة الليكوبين المضادة للأكسدة، والتي تتوافر بكثرة في الطماطم المطبوخة، تعمل على إبطاء نمو خلايا سرطان البروستاتا، كما تحتوي الخضروات الصليبية (مثل البروكلي والقرنبيط) على مركب يسمى السلفورافان الذي قد يحمي من هذا النوع من السرطان.

3 - تجنب اللحوم المشوية:
اللحوم المتفحمة، الناتجة عن القلي أو الشوي على درجات حرارة عالية، قد تنتج مركباً كيميائياً يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

4 - الحفاظ على وزن صحي:
يمكن أن تكون السمنة عامل خطر للإصابة بسرطان البروستاتا الأكثر عدوانية، بشكل عام، يمكن أن يساعد فقدان الوزن والحفاظ على وزن صحي مع تقدمك في العمر في تقليل خطر الإصابة بالسرطان والعديد من المشكلات الصحية الأخرى.

5 - ممارسة الرياضة بشكل منتظم:
بالإضافة إلى مساعدتك في تحقيق وزن صحي، يمكن أن تقلل التمارين الرياضية من الالتهابات، وتحسن وظائف المناعة، وتحارب بعض الآثار الصحية السلبية لنمط الحياة الخامل، وكل ذلك يمكن أن يساعد في الوقاية من السرطان.

6 - التوقف عن التدخين:
الإقلاع عن التدخين يمكن أن يحسن صحتك بعدة طرق، بما في ذلك تقليل خطر الإصابة بالسرطان.

7 - زيادة فيتامين د في الجسم:
معظم الناس لا يحصلون على ما يكفي من فيتامين د، يمكن أن يساعد في الحماية من سرطان البروستاتا والعديد من الحالات الأخرى. تشمل الأطعمة الغنية بفيتامين د، السلمون البري، ونظرًا لأن الشمس هي مصدر أفضل وأكثر توفرًا لفيتامين د، يوصي العديد من الخبراء بالتعرض لأشعة الشمس لمدة 10 دقائق بدون واقي الشمس يوميًا.

8 - البقاء نشطا جنسياً:
وفق جامعة جونز هوبكنز الأميركية، فقد أظهرت دراستان أن الرجال الذين لديهم تكرار أعلى للقذف (البقاء نشط جنسياً)، كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة الثلثين، ويرى بعض الخبراء أن القذف يخلص الجسم من السموم والمواد الأخرى التي يمكن أن تسبب الالتهابات.

مواضيع مشابهة