دواء الميتفورمين.. كيف يحارب تقدم البشر في العمر؟

نشر في 2024/09/16

حلم كل إنسان العودة في العمر إلى الوراء ليعود شاباً يافعاً يتمتع بصحة ولياقة وشباب، ومنذ الأزل كانت فكرة الخلود والعيش في حيوية وشباب دائم حلماً رواد علماء وعرافين وسحرة وملوكاً، وإلى يومنا يعتبر هذا الموضوع مصدراً لدخل كبير لمؤسسات تعمل على ابتكار منتجات تعد بشباب دائم ومكافحة للشيخوخة، ووفق آخر الإحصائيات التي قدمتها شبكة statista للتحليلات البيانية، فقد قُدِّرت قيمة سوق مكافحة الشيخوخة العالمية بحوالي 62 مليار دولار أمريكي في عام 2021 ومن المتوقع أن تزيد إلى حوالي 93 مليار دولار بحلول عام 2027.

أفاد الأشخاص الذين يتناولون عقار الميتفورمين لفترة طويلة أنهم يشعرون بأنهم أصغر سنًا كلما طالت مدة تناولهم للعقار

This Type of Exercise May Have the Most Anti-Aging Benefits, According to  New Research
وأظهر استطلاع أجري عام 2021 بين النساء أن جيل الألفية بدأ في استخدام منتجات مكافحة الشيخوخة في متوسط ​​عمر 26 عامًا ، بينما بدأ الأشخاص الذين يبلغون من العمر 55 عامًا اليوم في استخدام مثل هذه المنتجات في متوسط ​​عمر 47 عامًا. وعليه، يذكر خبراء الصناعة أن العمر المستهدف لمنتجات مكافحة الشيخوخة في الوقت الحاضر يبدأ من حوالي 25 عامًا .

أحدث دراسة
آخر الدراسات التي حققت نتائج مذهلة أبهرت العلماء تلك التي توصل فيها فريق من علماء الأحياء التابعين لمؤسسات متعددة في الصين، يعملون مع زميل لهم في الولايات المتحدة، إلى أن إعطاء قرود الرباح "عقار الميتفورمين" المخصص لعلاج مرض السكري، يمكن أن يقلل من الشيخوخة في أعضاء متعددة، بما في ذلك الدماغ.
في بحثهم المنشور في مجلة Cell، يصف الفريق دراستهم التي استمرت ما يقرب من أربع سنوات والتي شملت تأثير الميتفورمين على الجسم والتي أجروها مع العديد من قرود الرباح وما تعلموه منها.

ماهو دواء الميتفورمين؟
الميتفورمين (Metformin) هو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من النوع الثاني وسكري الحمل (gestational diabetes)، كما يتم استخدامه أيضا للمساعدة في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني إذا كنت معرضا لخطر الإصابة به.
وداء السكري من النوع الثاني هو حالة لا ينتج فيها الجسم كمية كافية من الإنسولين، أو أن الإنسولين الذي يصنعه لا يعمل بشكل صحيح. هذا يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم.


يخفض الميتفورمين مستويات السكر في الدم عن طريق تحسين الطريقة التي يتعامل بها الجسم مع الإنسولين.
عادة ما يتم وصف الميتفورمين لمرض السكري عندما لا يكون النظام الغذائي والتمارين الرياضية وحدهما كافيين للتحكم في مستويات السكر في الدم.

كيف يعمل هذا الدواء؟
يبدأ الميتفورمين بالعمل في أمعائك. ويعتقد بعض العلماء أنه يغير توازن البكتيريا الطبيعية في الجهاز الهضمي. كما أنه يقوم بتشغيل إنزيمات معينة تساعد الجسم على استخدام الدهون بشكل أكثر فاعلية، وفقا لتقرير في ويب ميد (WebMD).
يحاول العلماء أيضا فهم كيف يؤدي الميتفورمين إلى فقدان الوزن. ونظرا لأنه يغير بكتيريا الأمعاء، فإن مشاكل الجهاز الهضمي من الآثار الجانبية الشائعة. لذلك كانت إحدى النظريات المبكرة هي أن آلام المعدة تجعل الناس يفقدون شهيتهم ويأكلون أقل، أو أنهم فقدوا وزن الماء بسبب الإسهال. لكن معظم هذه الآثار الجانبية تختفي في غضون أسابيع قليلة. وقد استمر الأشخاص الذين فقدوا وزنهم على الميتفورمين في فقدان أرطالهم بعد ذلك الوقت.

النتائج الجديدة
وتشير الأبحاث السابقة والأدلة القصصية إلى أن عقار الميتفورمين، الذي كان يُعطى تاريخيًا للمساعدة في علاج مرضى السكري من النوع 2، يحتوي على درجة ما من مكونات مكافحة الشيخوخة.

وجد أن الميتفورمين يقلل من شيخوخة الأعضاء في عدة أنواع من قرود السينومولجوس
وقد وجدت الدراسات التي أجريت على إعطاء هذا العقار للقوارض والذباب والديدان تلميحات عن تجديد الشباب، كما أفاد الأشخاص الذين يتناولون العقار لفترة طويلة أنهم يشعرون بأنهم أصغر سنًا كلما طالت مدة تناولهم للعقار . وفي هذا الجهد الجديد، أجرى فريق البحث دراسة استمرت 40 شهرًا مصممة خصيصًا لمعرفة المزيد عن تأثير العقار على العمر البيولوجي للثدييات.

وجد فريق البحث أدلة على تباطؤ الشيخوخة البيولوجية في العديد من الأعضاء، بما في ذلك الكلى والرئتين والجلد وخاصة الدماغ لمن يتناولون عقار الميتفورمين

3 beginner anti-aging face yoga exercises – Glowinface

مراحل التجربة
وتضمن العمل الذي قام به الفريق إعطاء العقار لـ 12 من ذكور قرود المكاك المسنة و18 قردًا آخر من فصيلة قرود المكاك يوميًا على مدار 40 شهرًا. وقبل الدراسة وخلالها، جمع الباحثون عينات من الأنسجة من أعضاء متعددة، وصوروا أدمغتهم وأجروا اختبارات جسدية وعقلية لمراقبة أي تغييرات في أعمارهم البيولوجية حتى المستوى الخلوي.
ووجد فريق البحث أدلة على تباطؤ الشيخوخة البيولوجية في العديد من الأعضاء، بما في ذلك الكلى والرئتين والجلد. كما وجدوا أن العضو الذي بدا أنه يستفيد أكثر من غيره هو الدماغ.


وقد أظهرت جميع القرود تباطؤًا في التدهور المرتبط بالعمر - إلى الحد الذي يشبه فيه نشاطهم العصبي نشاط قرد من نفس النوع أصغر منهم بست سنوات.
وفي نظرة فاحصة لكيفية مساعدة الدواء في إبطاء التدهور الدماغي المرتبط بالعمر، وجد الباحثون أنه ينشط الخلايا التي تنتج بروتينًا يسمى NRF2، والذي أظهرت أبحاث سابقة أنه يحمي من تلف الخلايا أثناء نوبات الالتهاب.

مواضيع مشابهة