ترجمة محمود رشاد عن Gulf International Forum
ينبغي أن تجري دول الخليج تقييما جادًا للحقائق القاسية، الباهظة، التي عادة ما تتغاضى عنها، والتي تواجهها النساء، إضافة إلى النظام الذي يرسخها.
قبل زيارتي الأولى لقطاع الصحة الإنجابية في الكويت منذ ثلاث سنوات، لم أتوقع أن أغادر العيادة الشاملة في دموع. أما وقد شُخصت بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات منذ عقد، فإن روتين تحاليل كل بضعة أشهر هو مجرد- «روتين»، لكن دفع 100 دينار كل مرة لا ينبغي أن يكون كذلك. استخدام خدمات الحكومة بهدف جعل حياتي أسهل كان قد أصبح خيارًا أكثر تفضيلًا، حتى ثبت عكس ذلك.
تصريح للكشف عن جسدي
قبل الأوراق الخيالية التي سيطلبونها من امرأة زائرة غير متزوجة، المعاملة الفظة لدى مكتب الاستقبال تضبط النغمة للزيارة بأكلمها. كان واضحًا منذ البداية أن ذلك سيكون أكثر من مجرد مشاحنة، هذا سيكون مهينًا. في النهاية وبعد السماح أخيرًا برؤية الطبيب، أخبرني أنه يريد بطاقة هوية والدي، وذلك لأني لم أستطع أن أحضر الخاصة بزوجي. من الواضح أن تصريح رجل كان مطلوبًا لأعرف ما بجسدي أنا.
فقدان الأب صعب بما فيه الكفاية. الاضطرار لإعادة معايشة الألم أثناء مقابلة طبيب أو طبيبة النساء ليس شيئًا فكرت أبدًا أنني سأضطر لفعله. اضطررت لأشرح أن والدتي كانت في الخارج، وأنها ليست هنا كي ترسل نسخة من بطاقة هوية والدي الراحل. أخبرني أن «أهمس» لموظفة الاستقبال لترى ما يمكنها فعله.
بدأتُ نفس المحادثة مع موظفة الاستقبال أمام كل حجرة الانتظار، وهي تحدق إليّ على نحو خال من التعبير بينما دموع المهانة تنحدر على وجهي. كان ذلك عندما أخبرتني أن أحضر شهادة وفاته. رجل، حتى بعد وفاته، لديه مزيد من السلطة على جسدي أكثر مما لدي. بعدما أقنعتها أنني لا أستطيع الحصول على شهادة وفاة والدي، راجعتْ مع الطبيب وحصلت لي على الأوراق اللازمة.
كانت للعيادة سياسة لتقديم الخدمة في أيام الأحد والثلاثاء لغير الحوامل، بينما تعطي الأولوية خمسة أيام في الأسبوع للحوامل. لم أكن بعد امرأة متزوجة فحسب، بل إن أولية المرأة المتزوجة تأتي بعد المرأة الحامل.
عندما عدت بعد أيام قليلة من أجل تحليل الدم، لم تتذكرني موظفة الاستقبال، وطلبت مني بطاقة هوية والدي مرة أخرى. كان ذلك عندما أدركت أنني بالقطع لست المرأة الأولى، ولا الأخيرة، التي تخوض هذه المحنة.
معظم الناس لا يعرفون أنه ليس هناك قانون يمنع النساء غير المتزوجات من الحصول على رعاية الصحة النسائية أو الإنجابية التي يحتجن إليها، بحسب شيخة سالمين، المحامية الكويتية. ثمة تشريع قديم غير مسجل رسميًا، كما تقول سالمين، يحدد الخدمات التي يمكن للأطباء تقديمها للنساء غير المتزوجات. ما نراه الآن هو ممارسة شائعة فحسب، وليس قانونًا حقيقيًا.
إهمال منهجي متعمد
نور، مصورة، كانت في فحصها النسائي السنوي في المستشفى المحلي الخاص عندما اكتشفت أن باطن رحمها كان متورمًا ويحتاج لجراحة فورية. بدأت الطبيبة تسألها لكم من الوقت كانت متزوجة، ولدى معرفتها أن نور لم تكن متزوجة، تغير أسلوبها تمامًا، وقالت إنها لا تستطيع إجراء الجراحة في الكويت، إذ يلزمها وثيقة زواج أو أوراق طلاق.
«أنت لتوك كنتِ تخبريني أنني أحتاج هذه الجراحة في غضون أسبوعين ﻷن هناك خطر في الانتظار»، كما أخبرت نور الطبيبة، التي رفضت تغيير رأيها. في ذلك الوقت، كانت نور تعيش في الولايات المتحدة وقررت إجراء الجراحة هناك، رغم أنها لا تستطيع تحملها. اضطرت للجوء إلى قريبة لها، لكنها كذبت بشأن جوانب معينة من الموقف لطلب النقود.
«عقليًا، كنت مصدومة للغاية من فكرة أن هناك شيئًا يمكن أن يحدث لي ولا يقبلوني في المستشفى بسبب الأوراق»، كما تقول نور. «ما الذي كان سيحدث لو كانت فتاة أخرى ليس لديها خيار السفر للخارج؟».
كانت نور محظوظة أثناء الجراحة، فاكتشف الأطباء خلايا ما قبل سرطانية وكانوا قادرين على معالجتها. أخريات، بحسب نور، لم يكن محظوظات كثيرًا. ماتت صديقة لشقيقتها عند عمر الثلاثين بعدما تجاهلت أعراضها وقتًا طويلًا، ﻷنها لم تستطع رؤية طبيبة أو طبيب نساء لكونها غير متزوجة. «بحلول الوقت الذي أقنعها فيه أحدهم برؤية طبيبة أو طبيب، كان ورمها كبيرًا حقًا»، كما تقول نور. «هذا الجهل بين المتعلمات، الذي تسببه الأعراف والتقاليد والعار، هو شيء حزين جدًا».
أخريات شاركن قصصًا مماثلة لنساء فقدن أعضاء حيوية كالمبايض أو الرحم بأكمله، بسبب إهمال الأعراض والحرمان من الخدمات لحالتهن الاجتماعية. كلتا المرأتين رفضتا المقابلة ﻷنهما لا تريدان العودة إلى الصدمة التي مرتا بها.
لوجين، معلمة، ذهبت إلى العيادة الشاملة المحلية لعمل تحاليل الدم الدورية. ومن اللاشيء، سألتها الطبيبة إذا ما كانت نشطة جنسيًا. لم تكن هناك ﻷجل فحص صحة نسائية، لكنها أكدت أنها كانت كذلك على أي حال. الصدمة التي كانت على وجه الطبيبة كانت واضحة وهي تسألها: «كيف؟ أنت لست متزوجة».
لوجين، مصدومة مما سمعته، حدقت بلا تعبير نحو الطبيبة وسألتها أن تعيد ما قالته. «كيف أنتِ نشطة جنسيًا إذا لم تكوني متزوجة؟»، كما كررت الطبيبة. التقطت لوجين أغراضها وغادرت. «كان ذلك في 2016»، كما تقول لوجين. «منذ ذلك الحين، وأنا في غاية الخوف من أن أذهب لأي طبيبة أو طبيب، لربما يسألوني نفس السؤال وبنفس التعبير». كانت بدأت تشعر بما ظنت أنه ألم معدة منذ نحو عامين لاحقين، وامتنعت عن رؤية طبيب بسبب تعاملها السابق. وفي 2020، كان الألم لا يحتمل، لذا ذهبت إلى مستشفى خاص حيث اكتشف الطبيب أن الألم كان في رحمها، لكنه رفض أن تجري أشعة فوق صوتية لمجرى المهبل لأنها لم تكن متزوجة. وكبديل، اقترح أن يفتحها جراحيًا ليستكشف المشكلة. «بدلًا من إجراء الأشعة فوق الصوتية، تريد مني المخاطرة بحياتي على طاولة العمليات لتفتح للاستكشاف، بينما أنا لا أعرف حتى ما هي مشكلتي، إذا كانت هناك واحدة؟»، هكذا تقول لوجين.
سألت لوجين إحدى صديقاتها، والتي كانت أجرت أشعة فوق صوتية بمجرى المهبل من قبل. كانت صديقتها مصدومة من أن لوجين حاولت رؤية طبيبة أو طبيب نساء في الكويت، لأنها هي الأخرى سافرت للولايات المتحدة وأجرت فحوصاتها المعتادة لكل عام هناك. دبرت لوجين بديلًا، فالتقت مع طبيب كبد وجهاز هضمي وزعمت أن لديها ألم في المعدة. «أجريت الأشعة المقطعية ﻷرى رحمي فحسب»، كما تقول لوجين.
وبعد رؤية ثلاثة أطباء مختلفين، وجدت لوجين أخيرًا طبيبة توافق أن تراها، واكتشفت أن لديها عدة أكياس وتليف كانت تسبب الألم. واستغرق ذلك عدة أشهر من العلاج، ولم تتعافَ حتى أبريل 2021.
تقديس عذرية الأنثى
«الرجال يمكنهم فعل أي شيء لأنهم لا يتحملون عبء "العذرية"»، كما تقول لوجين. «ليست لديهم عواقب، بينما نحن نهرب، ليست لدينا مساحة آمنة. الأسطورة القديمة للعذرية تلعب دورًا همًا في كيفية معاملة هؤلاء النسوة، رغم أنها دُحضت من قبل العلم والطب منذ وقت طويل».
غشاء البكارة رقيق، على شكل هلال يقع لدى فتحة المهبل. مرن، والأهم، ليس غشاء مغلقًا، بحسب طبيبة النساء د. عبير. إذا كان الغشاء مغلقًا و«يُفتح» فقط خلال الجنس الولوجي، فلن تكون النساء قادرات على الطمث، كما تقول عبير.
هناك حالة تدعى غشاء البكارة غير المثقوب، تسبب للفتيات المراهقات ألمًا شديدًا، بسبب عدم قدرة دماء الطمث على المرور عبر غشاء البكارة. في تلك الحالة، تحتاج الفتيات للخضوع لعملية جراحية لفتح الغشاء.
التركيز على «عذرية» النساء يعد شكلًا من اضطهاد النوع. المصطلح نفسه ليس علميًا ولا طبيًا.
هذا التشديد على العذرية كان عاملًا حاسمًا في كيفية معاملة مريم، المصرية التي تبلغ من العمر 25 عامًا، عندما بدأت تعاني ألمًا مزمنًا أسفل الظهر في فبراير 2020. قررت أن تحصل على أشعة رنين مغناطيسي للجسم كاملًا، ما كشف أن لديها كتلة حجمها 5*5 سم في مبيضها.
اضطرت مريم لرؤية ثلاثة أطباء مختلفين حتى وافق أحدهم على إجراء الأشعة فوق الصوتية لمجرى المهبل التي تحتاجها. وأخذت هذه النتائج إلى المستشفى، بيد أن كل الأطباء الثلاثة أخبروها أنها في حاجة إلى جراحة لإزالته، وكذلك أخذ خزعة لمعرفة إذا ما كانت الكتلة سرطانية.
ظل الطبيب الذي باشرته يؤكد لها أنه لن تكون هناك ندبة على جسدها، إذ أنها غير متزوجة، وهو ما وجدته غير لائق بالمرة ومرهقًا. «هذه صحتي التي تتحدث بشأنها»، كما قالت مريم. «من فضلك توقف عن القلق بشأن عذريتي». بعد الجراحة، تتذكر خوض الطبيب محادثة مع والدتها، مؤكدًا لها أنه أجرى الفحص وأن ابنتها عذراء. «كيف حتى تفحص هذا؟»، كما تتعجب مريم. «لماذا تفحص عذريتي بينما أنت يفترض بك عمل جراحة على مبيضي؟».
تخوفها لم يكن بلا أساس، لأن «فحص العذرية» غير موثوق به طبيًا، وليس له أساس علمي، حسب منظمة الصحة العالمية. وأعلنت المنظمة أن التركيز على «عذرية» النساء يعد شكلًا من اضطهاد النوع. المصطلح نفسه ليس علميًا ولا طبيًا، بل بالأحرى بناء ثقافي، واجتماعي، وديني.
إن امتناع مقدمي خدمة صحة النساء عن إجراء فحوصات شاملة وأكثر دقة يضع حياة النساء في خطر، حسب روان، الناشطة النسوية. الأطباء أنفسهم لا يعرفون ما هي القوانين الخاصة بهذه الفحوصات، كما تقول د. عبير. «يعرفون أن الأمراض موجودة إذا ما كانت عدوى داخلية، أورام، فطريات، إلخ، أي أن النساء يمكن أن تعاني دون أن تكون نشطة جنسيًا»، كما تقول روان. «اضطرابات الهرمونات، انقطاع الطمث، أكياس الرحم، كلها أمراض وأعراض صحية لا يمكن التهوين منها».
واقع عدواني
تسهم السياقات الثقافية والاجتماعية والسياسية في إبراز التابوهات المحيطة بصحة النساء الجنسية والإنجابية، وهذا بدوره يقود إلى التضليل المعلوماتي، حسب حصة، الباحثة في الصحة والتنمية الدولية والتي درست أطروحتها الحواجز أمام خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والمعلومات بالنسبة للنساء غير المتزوجات في الكويت.
عندما تُجرى المحادثة، كما تقول حصة، فإنها تركز حصريًا على مسائل الصحة الإنجابية وليس المسائل الجنسية. ورغم ذلك، فإنه يبدو أن حتى مسائل الصحة الإنجابية تُرى كتابو. عندما عُرض فيلم الأرملة السوداء الجديد في السينمات، قطعت وزارة المعلومات مشهدًا يتحدث عن الطمث الشهري، والأرحام، واستئصال الرحم، لتؤدي دورها في الرقابة على المشاهد المتعلقة بالدين، والسياسة، والجنسانية، واللغة الخارجة، والعنف المفرط، وأي شيء يمكن أن يعتبر غير لائق بالنسبة للثقافة المحلية أو الديانة الإسلامية. وهذا يخلق فقرًا في الوعي بشأن أجساد النساء والصحة الجنسية عمومًا، وهو جزء كبير من المشكلة، كما تقول د. عبير، «التعليم الجنسي فقير في مجتمعنا».
إنهاء الوصم عبر التعليم والتشريع
الخطوة الأولى لمكافحة الوصم هي إدخال التعليم الجنسي إلى المدارس لكل الطلاب، بحسب حصة، في ما ينبغي أن يكون مبادرة مشتركة بين وزارتي الصحة والتعليم. وينبغي أن يبدأ التعليم في سن صغيرة، قم إدخال المزيد من الموضوعات مع تقدمهم في مدارسهم كل عام. وتشدد حصة على أهمية ليس فقط المنظور البيولوجي، بل أيضًا الجانب الاجتماعي. «الرضائية مهملة كثير في هذه الموضوعات»، ما يقود إلى التمكين نحو أجساد النساء.
الحديث إلى الأطفال بشأن أجسادهم والأجهزة الجنسية والتناسلية يساعد على تقليل العنف الجنسي، حسب د. عبير، ﻷنه يساعدهم على فهم أن أجسادهم لا تمس من الآخرين. «ينبغي علينا التوقف عن السماح للأطفال بتسمية القضيب والمهبل أسماء سخيفة»، كما تقول عبير، «علموا الأطفال أسماء أعضائهم [الجنسية]».
للأسف، يظن الناس أنه إذا أُدخل التعليم الجنسي في المدارس، فإنه سيُدخل الأفكار الجنسية للأطفال الصغار ويشجع على ممارسة الجنس في سن صغيرة. وكما تشير عبير، فإن البحث أظهر أن العكس صحيح، فبعد إدخال التعليم الجنسي تأخر بدء النشاط الجنسي وقلت وتيرته.
يسهم الفشل في مناقشة الصحة الجنسية في فقر المعرفة المجتمعية حول الأمراض المنقولة جنسيًا. وهذا أحد أسباب فشل الكويت في تقديم لقاح توفره الحكومة لفيروس الورم الحليمي البشري، أحد أكثر الأمراض المنقولة جنسيًا انتشارًا. أنواع أورام الفيروس الحليمي البشري هي أكثر الأسباب شيوعًا لسرطان العنق، وكذلك بثرات الجهاز التناسلي، وسرطانات الشرج، والقضيب، والفرج، والمهبل، وكذلك بعض أنواع سرطان الرأس والرقبة.
«إنهم يجادلون بأن النشطين جنسيًا غير "عاديين"، لكن هذا تفكير رجعي»، كما تقول عبير. «إذا كانت فتاة ستمارس الجنس قبل الزواج، فإنها ستفعله سواء كنت صرفت أمصال الأمراض المنقولة جنسيًا أم لا»، كما أنه يفرض أيضًا أن الرجال الذين يدخلون للزواج لم يمارسوا الجنس من قبل، أو أنهم سيكونون مخلصين في الزواج أيضًا، وهو غير حقيقي، حسب د. عبير.
النساء في الخليج يواجهن تجارب مُعاشة وتكاليف غير ضرورية تضر بصحتهن بلا داعي.
اعتبارًا من 2017، وضعت 74 دولة أمصال الأمراض المنقولة جنسيًا ضمن برامج التحصين الوطني للفتيات، و11 دولة للفتيان أيضًا، حسب منظمة الصحة العالمية. وتظهر البيانات أن الإمارات من هذه الدول، بينما تؤكد تغريدة مساعد وكيل الوزارة للطب الوقائي في وزارة الصحة السعودية أن المملكة أيضًا ستصرفها للفتيات بين سن التاسعة والثالثة عشر.
يتوفر مصل الأمراض المنقولة جنسيًا، الذي يعطى على ثلاث جرعات، في بعض المستشفيات الخاصة في الكويت، بالرغم من أن سعره يتراوح بين 57 إلى 105 دنانير للجرعة في بعض العيادات. وهو متاح في المستشفيات العامة، بحسب شيخة سالمين، للنساء المتزوجات والمطلقات. ورغم ذلك، كل هؤلاء اللاتي أجرينا معهن مقابلات وكن متزوجات مؤخرًا، لم يعرفن بشأن التطعيم أو يحصلن عليه.
الأمور رغم ذلك تبدو متفائلة، ففي أكتوبر 2020، أقر البرلمان الكويتي القانون 2020/70، والذي يتضمن فقرات خاصة تمنع أي طبيب من رفض تقديم الخدمة الطبية لأي مريض، حسب سالمين. ورغم أن القانون ينص أيضًا أن الطبيب يمكن أن يرفض تقديم العلاج تحت أسباب منطقية وخطيرة، فإن الأمور التي تقع تحت تعريف أسباب «منطقية وخطيرة» تظل غير واضحة. «إنها جناية بالفعل، رفضُ تقديم الخدمة لمريضة لهذا السبب (الحالة الاجتماعية) أو أي سبب آخر»، كما تقول سالمين.
وتشترط المادة 11 أن الخدمة الصحية يجب أن تعطى بموافقة المرضى أنفسهم، طالما كانوا فوق سن 18 عامًا، أو متزوجات، ومستيقظين وقادرين على الموافقة. وبالنسبة للعمليات الجراحية، طالما كانت المريضة واعية وفوق 21 عامًا، يمكنها الموافقة على إجراء عمليتها. قبل ذلك، كانت كثير من النساء يطلب منهن جلب الوالد أو الزوج للتوقيع على العمليات الخاصة بهن.
ينبغي على دول ومجتمعات الخليج إجراء تقييم جاد للوقائع القاسية، الباهظة، التي تواجهها النساء وعادة ما تتعرض للتجاهل، وكذلك الأنظمة التي ترسخها. إن النساء في الخليج يواجهن تجارب مُعاشة وتكاليف غير ضرورية تضر بصحتهن بلا داعي. عند الحد المتطرف، هذه العوائق يمكن أن تكون مميتة. إن مثل هذه المشكلة ذات الطبقات المتعددة والجسيمة تتطلب فحصًا شاملًا لمواجهتها.