هذا الملف محاولة للإجابة عن سؤالين: كيف نتعامل مع أمراضنا النفسية؟ وما الطريقة التي يرى بها الطب النفسي مرضاه؟
المحاولات الأولى للكتابة في الملف طالت بعض الشيء. أصبح من الواضح أمامنا أننا نملك بالفعل كثيرًا من الأفكار عن المرض النفسي، كأمر واقع في هذه المرحلة من التاريخ، وكذلك نملك أفكارًا عن المرض النفسي، وعن الاختلال العقلي، وعن الصدمات والأزمات المتتالية التي يعاني منها جيلنا، وعن الخوف والألم والفزع والقلق المستمرين، بوصفها تجارب إنسانية، وبوصفها كذلك تجربة وثيقة الصلة بحياتنا اليومية. لكننا جميعًا أدركنا أيضًا أنه بينما نتحدث عن الطب والعلاج النفسي، فإننا نستخدمه كمدخل نتحدث عبره عن شيء آخر. نتحدث عن أنفسنا ربما، أو عن عالم مثالي نرغب أن تكون فيه الأمور بصورة معينة. عن تجاربنا وأفكارنا، عن تصوراتنا.
ليس هذا دليلًا إرشاديًّا في الصحة النفسية، بل أقرب إلى ما لا يسع المرء جهله في هذه المساحة، التي أصبحت واقعًا. نفعل هذا مسترشدين أيضًا بتجاربنا الخاصة، التي نعرض عددًا منها.
ثلاثة أسئلة أساسية: ماذا يحدث؟ متى نتحرك؟ كيف ننجو؟ حولها ندور ونبحث ونتساءل، في منطقة تتقاطع فيها العلوم الطبية مع الاجتماعية، ولا تزال تتطور وتتغير.