بعد تحقيقه نجاحًا باهرًا ككتاب، عام 2012، عاد عنوان «انظروا من عاد» (Look Who's Back) إلى الساحة مجددا، عبر فيلم سينمائي يعرض الآن على منصة Netflix. الفيلم الذي كُتب وأنتج باللغة الألمانية حقق نجاحًا، ولفت الأنظار، بسبب قصّته الخيالية التي تحكي عن عودة هتلر إلى الحياة في الزمن الحالي، بعد سنوات عاش فيها في غيبوبة، ومفارقات الحياة في ألمانيا بين أيام الحكم النازي والوقت الحالي.
الرواية حقّقت نسبة مبيعات مرتفعة في ألمانيا، عندما طرحت للأسواق، وسرعان ما تُرجمت إلى لغات عدة، وفي الفيلم كانت هناك فرصة لإخراج هذه الرواية إلى الواقع، فنشاهد كيف يتحيّر هتلر بعد أن وجد نفسه في ألمانيا متعددة الثقافات، تقودها امرأة هي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. كما يستكشف القنوات التليفزيونية المتنوعة والإنترنت وموسوعة ويكيبيديا، بالإضافة إلى اكتشافه أن بولندا لا تزال موجودة على الخارطة.
تتمحور القصة حول هتلر الذي عاد للحياة، ويحاول أن يصلح بلاده على الطريقة النازية، فلا يزال يتمتع بعنجهيته وتعاليه على الآخرين، كما يحمل المباديء الإقصائية ذاتها، تجاه الأعراق الأخرى، فيما يبجّل العرق الآري. وتحكي القصة كيف تلقفت قناة تليفزيونية هتلر كشخص متخلّف يقلّد الزعيم الألماني الراحل، ومنحته برنامج تليفزيون واقع، يتجوّل خلاله في العديد من أنحاء ألمانيا، ويقابل الناس، مبشّرًا بأفكاره النازية عن طريق الدعابة.
يبحث الفيلم بشكل أساسي في المقاربات بين همِّ هتلر في الحفاظ على الهوية الألمانية والعرق الآري، والهواجس المعاصرة بخصوص مسألة الهوية، وعلاقتها بالمهاجرين.
هنا، نلاحظ كيف يدمج الفيلم بين القصة الخيالية، ولقطات واقعية لمقابلات أُناس حقيقيين في الشوارع تبرز، بمفارقة مخيفة، تشابه الأفكار الإقصائية لهتلر مع الأفكار الإقصائية اليمينية في ألمانيا وأوروبا بشكل عام، فنسمع ملاحظات الألمان بخصوص المهاجرين وموافقتهم لآراء هتلر.
يمنحنا الفيلم كذلك نافذة على الأفكار المنتشرة في المجتمع الألماني، الذي قد يكون غامضًا للعديدين منا إلى حد كبير، وقد وجد الفيلم زاوية طريفة ليطلعنا من خلالها على ما يدور في ذلك المجتمع.
يعرض الفيلم حاليًا على نيتفليكس، مع توفر ترجمة له باللغتين العربية والإنجليزية.