منذ سنوات، كانت صديقتي المولعة بتربية الحيوانات الأليفة، وبخاصة القطط، تستعد لإتمام عُرسها وشراء مستلزمات منزلها الجديد، الذي سيجمعها بزوجها وقطها «قشطة». وكانت تشتري احتياجات القط مع احتياجاتها، حتى فاجأها زوجها: «لن أسمح بأن يعيش القط معنا، وفي حال أردتِ أن يكون قريبًا منك، سيكون خارج الشقة». وقتها سألتني بدافع الصداقة: «ماذا يمكن أن أفعل؟ أحب زوجي، وكذا القط، ولا أستطيع العيش من دون أيٍّ منهما».
في النهاية لجأت صديقتي إلى الاستغناء عن قطتها إرضاءً لزوجها المستقبلي بالطبع.
العلاقة بين الحيوانات الأليفة وأصحابها ذات طبيعة مختلفة. فهي بالنسبة إليهم رفيق وشريك في الحياة، التنازل عنه أو التفريط فيه شيء صعب، ويمكن أن يسبب أزمة نفسية.
مقتنو الحيوانات الأليفة لا يرونها سلعة تباع وتشترى. لكن هناك أسبابًا عدة قد تقف حائلًا أمام استمرارها في كنفهم، نستعرضها هنا.
حساسية الأطفال: «الهامستر يتعب ابني»
تحكي الفتاة العشرينية، مريم محسن، عن أسباب استغنائها عن «الهامستر» لأسباب خارجة عن إرادتها. فهي عاشقة لتربية هذا النوع من الحيوانات الأليفة، منذ أن كانت في المرحلة الجامعية وهي متعلقة بـ«الهامستر»، وكانت الأمور تسير بشكل يسير حتى تزوجت وأنجبت طفلها الأول.
تزوجت مريم منذ عام واحد، وتمكنت من أن تقنع زوجها ببقاء الهامستر معها، ووافق الزوج. لكن دائمًا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد حملت مريم ووضعت مولودها، وكانت المفاجأة أن الطفل مصاب بحساسية من نوع خاص، ضد الحيوانات الأليفة.
تقول مريم لـ«منشور»: «كان طفلي مصابًا بالحساسية من الحيوانات الأليفة، وكادت صحته تتدهور، فبدافع الأمومة فضَّلتُ صحة طفلي عن الهامستر رغم تعلقي به، وقررت عرضه للتبني من خلال إحدى الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي».
الدراسة: «الثانوية العامة سرقت كلبي»
هيام موسى، (16 عامًا)، اقتنت كلبًا من نوع «غريفون» منذ كان عمرها 12 عامًا، واعتادت التنزه معه في الشارع والاعتناء به بشكل يومي، حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية.
الاستغناء عن حيوانك الأليف له آثار سلبية على صحتك النفسية، وقد يتحول إلى اكتئاب، في حال لم تستطع الاعتياد على فراقه.
تقول هيام: «عدت من المدرسة يومًا، فلم أجد كلبي في المنزل. سألت عنه والدتي، فأبلغتني بأن والدي أخذه إلى أحد أصدقائه في محافظة أخرى. كنت أعلم أنها تكذب عليَّ، لكني لا أملك حيلة أمامهم. وقتها هربت إلى الشارع أبحث عنه، وبعد نحو ثلاث ساعات استنفدت طاقتي، وعدت إلى منزلي، وأغلقت باب غرفتي عليَّ، وجلست أسبوعًا كاملًا لا أتحدث إلى أحد».
الذكريات: «ببغاء ابني يثير اكتئابي»
أسماء سيدة أربعينية، كان ابنها مريضًا بالسرطان، ولديه ببغاء، وكان يداوم على الاهتمام والاعتناء به بشكل يومي، حتى زاد المرض، فبات يهمله في أوقات كثيرة، وصار هذا واجبها.
«كان الببغاء مصدر سعادة من نوع خاص له حتى مات. من بعدها، كلما عدت إلى المنزل وجدت الببغاء في انتظاري، صار يذكرني بابني، وكدت أدخل في نوبة اكتئاب بسبب وجوده، فقررت الاستغناء عنه حتى لا يذكرني بتلك الفترة المؤلمة في حياتي».
اقرأ أيضًا: كيف تنقذ الفئران والكلاب مرضى السل والسرطان؟
لتعويض خسارة الحيوان الأليف، إقنع نفسك بأنه يعيش الآن حياة سعيدة مع أسرة أخرى.
في كتابها «Growing Forward When You Can't Go Back»، توضح «لاوري باوليك» مدى تأثر مالك الحيوان الأليف الذي يعرضه للتبني أو البيع تحت تأثير الأهل أو الظروف.
تعدد لاوري الطرق الإيجابية لتعويض خسارة الحيوان الأليف، مثل أن تقنع نفسك بأنه يعيش الآن حياة سعيدة مع أسرة أخرى (الكلاب والقطط تتأقلم عادةً مع وضعها الجديد)، وكذا أن تخلق لنفسك مبررات مقنعة لضرورة الاستغناء عنه، خصوصًا أن الأسباب التي تدفعك إلى التخلي عن الحيوان الأليف تكون قهرية في المقام الأول.