من المستبعد أن تجد سائق دراجة توصيل دون قصة حادث وندوب في جسده. ورغم أن القرار الأخير بمنع سير الدراجات على الطرق السريعة أسهم في تقليل الحوادث، بحسب ما قاله أحد سائقي دراجة التوصيل، فإن هناك عوامل أخرى تُصعب على السائق ممارسة مهنته. وفي هذه القصة المصورة نتناول قصص بعض سائقي دراجات التوصيل، حتى نصل إلى تصور بسيط عن مدى ما يعانونه في الشارع.
«في ناس بس يشوفوا سايق توصيل السيكل وبيرخموا عليه جامد»، هذا ما قاله لي سائق توصيل الطلبات بعدما سرد قصة آخر حادث تعرض له في الدعية، في تقاطع شارع ليس مهيئًا لسائقي الدراجة: «خرجتْ سيارة تقودها سيدة كبيرة من التقاطع وصدمتني، وفي المخفر طلعت أنا الغلطان لأن ابنها في الشرطة».
هذا السائق سألني: «في جرح جديد وفي قديم، انت شنو يبي؟». أجبت بالجرح الأحدث، فأراني هذا الجرح الذي لم تمر عليه ثلاثة أيام: «في القادسية رجعت سيارة علي من مواقف منزل، شتمني سائق السيارة ومشى»، بحسب قوله.
«عند جانب البحر في منطقة بنيد القار، كنت أمشي بسرعة 80 كم وكانت خلفي سيارة قريبة جدًا وتشير لي، فابتعدت عنها ولم ألحظ وجود صخرة في طريقي، مما تسبب في الحادث. وقفوا لي بعدها أربعة سيارات وساعدوني».
في كيفان كانت تمطر، مما تسبب في انزلاق الدراجة.
نفس الشخص أخبرني أنه تعرض للكسر قبل فترة، مما منعه عن العمل لستة أشهر، وفي هذه الحالة لا تدفع الشركة أي تعويض ولا حتى راتب الأشهر الستة، بينما قال لي آخر إنه يعتمد على الشركة.
إذا خلى جسد السائق من الندوب تجده يحمل صورًا لحادث أو أشعة لكسور، وأثناء العمل على هذه القصة اجتمع السائقون حولي ليحكي كل منهم قصص حوادثه ويريني جروحه، ومهما تمايزت القصص والأقوال فإنها تتشابه في الآتي:
غالبًا لا تدفع الشركة تعويضًا للموظف في حال تعرضه لحادث، بل تحيله إلى إجازة دون راتب، أو تسرحه من العمل. ويعد إهمال استخدام الإشارات في الشارع أحد الأسباب الرئيسية للحوادث. وغالبًا ما لا يُحاسَب الطرف المخطئ إذا لم يكن سائق الدراجة. فإذا تعرض طلبك لحادث عرضي وتأخر، تذكر هذه القصص.