نشر في 2024/06/05
تعرض شخص ما لخسارة تغير حياته أمر وارد الحدوث، لكنه يؤثر على الناس بطرق متفاوتة، فهناك من بإمكانه التغلب على هذا الحزن، بينما هناك أشخاص آخرون يصعب عليهم ذلك، فيدخلون في دوامة من الضياع قد تنتهي باكتئاب شديد، يصعب الشفاء منه.
إن عبارة "أخبرني إذا كان هناك أي شيء يمكنني القيام به للمساعدة".. ليست مفيدة للشخص الذي يعاني من ألم أو خسارة
من تكون تجربة الحزن لديه مؤلمة بشدة، يمكنه طلب المساعدة من أطباء أو متخصصين محترفين، بمقدورهم علاجه عبر تشخيص الحالة والكشف عن الأسباب الرئيسية المؤدية لهذا الحزن الشديد، وكيفية الخروج منه بأمان، لكن يمكن للأشخاص المقربين أيضاً تقديم مساعدة كبيرة يمكنها انتشال هذا الأسير في أحزانه، التي قد تصل لاكتئاب يدمر حياته.
يؤكد الأطباء النفسيون أن بعض المساعدة، والتي قد تكون في شكل إيماءات صغيرة، مثل إرسال بطاقة أو زهور، توصيل وجبة، أو حتى المساعدة في غسل الأطباق والملابس أو التسوق مع هذا الشخص المصاب بالألم النفسي الداخلي.
يمكن أيضاً تحديد موعد منتظم للاستماع لما يريد هذا الشخص المتألم قوله، وتقديم الدعم العاطفي له، وبالتالي يمكن أن تكون مصدرا كبيرا للراحة لشخص حزين.
إن الخسارة التي تغير حياتك سيكون لها تأثير مستمر.. لذلك يجب التعامل مع كل ألم على أنه مرحلة مرهقة لكنها ستمر
تقول الدكتورة إيما نادلر، وهي معالجة نفسية: "أنا على دراية جيدة بالخسارة والعزلة التي يجلبها الحزن، لفقدان شخص أو لأي سبب آخر، وباعتباري معالجة نفسية لأكثر من 15 عامًا، فقد توصلت إلى مجموعة من الطرق لمساعدة الشخص الذي يعيش خسارة فادحة".
وفيما يلي خمس طرق لتقديم الدعم النفسي أثناء المحن:
• استمع ولا تحاول الإصلاح:
إن التعاطف مع الشخص الحزين ومحاولة فهمه والاستماع إليه هو العنصر الأساسي في التعامل مع حالات الحزن الشديد، وهو ما لا يجيده الكثير من الأشخاص، فنجد الأغلبية ينسحبون بدلاً من محاولة القيام بشيء مثالي للتخفيف من حدة الألم، ومن الطبيعي أن يرغب الإنسان في تقديم المساعدة، ولكن ما يحتاجه معظمنا، هو شخص يسير بجانبنا بدون أن ينتقدنا أو يقدم حلولاً فقط يبقى بجانبنا من دون أن يظهر تعاطفه الزائد معنا، فالشخص الذي تعرض لأزمة أو خسارته أثرت عليه نفسياً يحتاج لمن يدعمه بوجوده لا بانتقاده أو نصائحه
بالإمكان أيضا سؤال الشخص الذي يمر بالخسارة، عما إذا كان يفضل التحدث عنها أو تجنب الموضوع، وفي كلتا الحالتين، يجب أن نقدم بعض التعاطف.
• كن محددًا في عروضك للمساعدة:
إن عبارة "أخبرني إذا كان هناك أي شيء يمكنني القيام به للمساعدة"، ليست مفيدة للشخص الذي يعاني من الخسارة، بدلًا من ذلك، قدم بعض الخيارات واسمح لهم بالاختيار أو افعل أي شيء لإظهار اهتمامك.
في عالمنا المنقسم والمزدحم دائمًا، أكثر ما يحتاجه الناس هو التواصل المستمر والدائم
• هذا الوقت سيمضي:
إن الخسارة التي تغير حياتك سيكون لها تأثير مستمر، لذلك يجب التعامل مع كل ألم على أنه مرحلة مرهقة ستمر، بغض النظر عن مقدار الوقت الذي تحتاجه لذلك.
هناك طرق عديدة لتعديل هذه الحالة، فبالإمكان الاتصال بصديق أو أي شخص يمكنه تقديم بعض التسلية أو التخفيف عن النفس.
• التواصل.. قوة صغيرة لكنها تدوم:
تعد الأشياء الصغيرة التي تقدم في فترات الحزن كبيرة في نظر الشخص الحزين، كتعبير أحد الأقارب عن القلق والحزن أو زيارة بسيطة لبضع دقائق، والتي تكون كفيلة بتخفيف الحزن، اعلم أن الشخص الذي تهتم به في هذه الفترة لن ينسى لك هذا الموقف أبداً
اعلم أن الشخص الذي تهتم به في فترة حزنه الشديد والمؤلم.. لن ينسى لك هذا الموقف أبداً
• استمر في الظهور:
أثناء الخسارة طويلة الأمد، يحتاج الأشخاص إلى دعم طويل الأمد، فمن الرائع أن نلتقي وجهًا لوجه عندما يكون ذلك ممكنًا، ولكن هذا ليس ضروريًا لإحداث تأثير عميق.
يمكن أيضًا أن تكون الطرق الروتينية للبقاء على اتصال مفيدة، مثل إجراء مكالمة هاتفية منتظمة أو مقابلة صديق بعد العمل في نفس الوقت من كل أسبوع، في عالمنا المنقسم والمزدحم دائمًا، أكثر ما يحتاجه الناس هو التواصل المستمر والدائم.
