طريق التعليم الوعر: 19 نصيحة للتربويين خلال أزمة «كورونا»

الصورة: NPS

آندي هارغريفز
نشر في 2020/05/05

نشر هذا المقال باللغة الإنجليزية وترجمه إلى العربية إبراهيم الحوطي.


في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها العالم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، اضطرت أغلب الدول إلى إغلاق المدارس والجامعات للحد من انتشار الوباء. وخلال ليلة وضحاها، تحول ما يقارب 1.37 مليار طالب من التعليم النظامي التقليدي إلى التعليم عن بعد أو التعليم من خلال الإنترنت.

خلال هذه الظروف نواجه تحديات كثيرة في جميع القطاعات، ومنها قطاع التعليم، ولا سيما في عالمنا العربي. ومن خلال متابعتي البسيطة لتوجهات وممارسات الدول في تطبيق التعليم عن بعد أو التعليم عبر الأنترنت، وجدت أن بعض الممارسات التعليمية في المنطقة العربية لا تواكب الأساليب التي تطبقها الدول الأكثر تقدمًا، من حيث المحتوى التعليمي وطريقة تقديمه، وكذلك القضايا الاجتماعية والمهنية المرتبطة بالقضية التعليمية التي غفل عنها العرب منذ بداية الأزمة.

لذلك، اخترت ترجمة هذا المقال لأهميته وشموليته، لعله يفتح آفاق التربويين والمعنيين بالعملية التعليمية، وخاصة صانعي القرار والقيادات، للوصول إلى أفضل النتائج التعليمية خلال الأزمة الحالية.

كتب المقال لصحيفة واشنطن بوست البروفيسور «آندي هارغريفز»، وهو باحث في كلية بوسطن وأستاذ زائر في جامعة أوتوا، عمل لسنوات على تطوير المدارس وزيادة فعاليتها. 

نفذ هارغريفز العديد من الزيارات الأستاذية في عدة جامعات بأنحاء العالم، منها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمملكة المتحدة وهونغ كونغ والسويد وإسبانيا واليابان والنرويج وسنغافورة. وعمل مستشارًا لعدد كبير من الحكومات والمنظمات العالمية، منها البنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بما في ذلك جامعات ومنظمات مهنية. وكتب ما لا يقل عن 30 كتابًا عن التعليم وفعالية المدارس. لذلك فإن هذه النصائح تعتبر خلاصة لخبرة طويلة وعميقة من شخص قضى معظم حياته في النهوض بالممارسة التعليمية. 

الطريق إلى تعليم أفضل خلال أزمة كورونا

الصورة: Verda L. Parker

يؤدي المربون أعمالًا استثنائية في مواجهة أزمة «كوفيد-19». إنهم الأبطال غير الظاهرين، يساندون النظام الصحي ويعيدون ابتكار الطرق التي يوظفونها في التعليم. إنهم يحققون المعجزات في أصعب الظروف.

أعمل في هذه الظروف مع وزراء التربية والمعلمين وقادة المدارس في دول العالم المختلفة، كوني رئيس مشروع «ARC Education Project». ومع استمرار إبحارنا في خضم تدفق الأمواج العالية، يصعب علينا أن نرى بأنفسنا كل شيء في نفس اللحظة، خاصة ما ينتظرنا في الأمام.

هنا أشارككم 19 نصيحة لم تنتبه لها المؤسسات التعليمية ومتخذو القرار، بسبب سرعة اتخاذ القرارات للطلاب والمعلمين في ظل انتشار فيروس «كوفيد-19». منها ما يحتاج إلى مراجعة في ظل تطور الأزمة، وبكل تأكيد لا تغطي القائمة كل شيء. تحملوني قليلًا أرجوكم، فأنا كذلك معكم في خضم هذه الأمواج العالية.

1. تجنب إرسال كم هائل من أوراق العمل إلى أولياء الأمور

عوضا عن ذلك، شجعهم وادعمهم كي يتعلموا بما هو متاح لديهم، كالمطابخ، والحدائق، والأوراق، وغيرها من الأمور. أعطهم الأفكار التي تمكنهم من التعليم الفعال. الأمر الأكثر أهمية خلال الشهرين القادمين ليس مواكبة المناهج المقررة خطوة بخطوة، وإنما إبقاء الأطفال والطلاب منخرطين في التعلم وفكرة التعليم.

2. قدِّر حقيقة أن بعض الأطفال يفرون من قضاء ساعات للتحضير للاختبار كل يوم

هذه المرحلة قد تكون فرصة للمشاركة في أنشطة تعليمية متنوعة، مثل كتابة قصة، أو حفظ قصيدة، أو الغناء، أو صناعة الأشياء، أو اللعب في الخارج، أو كتابة رسائل (ورقية) للأجداد والأصدقاء الذين لا يمكنهم اللعب معهم أو الالتقاء بهم، وغيرها.

بعبارة أخرى، الآن قد تكون الفرصة لزيادة التعليم لهؤلاء الأطفال، بدلًا من تقليله. يمكنهم أن يجربوا وأن يتعلموا مهارة جديدة، كتقاذف الكرات (Juggle)، أو العزف على آلة موسيقية، أو تعلم لغة جديدة، أو الخياطة، أو القفز والوثب، أو الخَبز، أو الزراعة، بما في ذلك زراعة النباتات الداخلية، وكذلك مساعدة الوالدين في تعليق الصور أو إصلاح الأشياء في المنزل.

أنا الآن في نهاية العزل الصحي الذاتي، وقد أحضرت معي بعض الكرات الصغيرة للعب بها والتدرب على قذفها في الهواء بشكل متتالٍ. قضاء الوقت في ممارسة الألعاب الإلكترونية والحرص على تخطي المراحل ليست الطريقة الأسلم لكي يشغل المراهقون أوقاتهم. وبما أن الأطفال لديهم متسع من الوقت حاليًا، فإن بدء تعلم مهارات جديدة لن يشغل وقت فراغهم فقط، بل سيثير إعجاب أصدقائهم في المستقبل.

3. اجعل أزمة «كوفيد-19» فرصة للتعلم، وليست فترة انقطاع عن التعلم

الصورة: Lucélia Ribeiro

ساعد أولياء الأمور في تنفيذ تجربة علمية باستخدام الصابون كي يفهم الأطفال قدرته على قتل الفيروس. علمهم كل ما يتعلق بالجراثيم. عندما تتمكن من جعل كورونا فرصة للتعليم وليس معيقًا له، فيمكن من خلال ذلك تعلم الرياضيات عن طريق الرسوم البيانية والمعادلات حول كيفية انتشاره في ظروف مختلفة. يمكن للأطفال كذلك تعلم التاريخ من هذه الأزمة، من خلال دراسة تاريخ شلل الأطفال والجدري والإنفلونزا الإسبانية. يمكن أيضًا دراسة الجغرافيا من خلال دراسة وشرح أنماط انتشار «كوفيد-19».

الدراسات الاجتماعية كذلك يمكن تدريسها بالنظر في العلاقة بين الإجراءات الحكومية لمحاربة انتشار الفيروس وحماية المبادئ الديمقراطية والحقوق الفردية. يمكن دراسة الأخلاق والدين بالنظر إلى القرارات التي تتخذ حول من يحق له الحصول على العلاج أولًا أو يترك ليموت دون علاج، خصوصًا عندما تكون الموارد شحيحة.

4. ميِّز بين التعلم عبر الإنترنت والتعلم عبر الشاشة

أحيانًا قد يكون التعلم عبر الإنترنت تفاعليًا عبر الشاشة، مثلما يحدث في لعبة «Minecraft» على سبيل المثال، ولكن قد يكون التعلم عبر الإنترنت من خلال تكليف الطلاب ببعض الأنشطة التي تتضمن مثلًا صنع ملصقات فنية من أعواد المكرونة، أو أشكال من الطين، أو مجسمات ورقية، أو بناء روبوت من الليغو. في الحقيقة، يُنظر لهذا النوع من التعلم على أنه أفضل شكل للتعلم عن بعد.

بدأت مسيرتي المهنية في الجامعة المفتوحة في بريطانيا، عندما كانت أول مؤسسة للتعليم عن بعد في العالم. كتبنا وصممنا المواد العلمية للأطفال من خلال صياغة المهام والأنشطة (أعتقد أن كراسات العمل كانت ترسل للأطفال)، وكذلك أعددنا برامج تلفزيونية كانت تبث عبر هيئة الإذاعة البريطانية BBC (التي أطلقت الآن جدولًا زمنيًا جديدًا خصيصًا للأطفال بالتزامن مع الأزمة). لذلك، ليس كل التعلم عبر الإنترنت هو تعلم عبر الشاشة، وليس كل التعلم عن بعد يحتاج إلى إنترنت.

5. أحضر المواد اللازمة لأولياء الأمور الذين لا يمكنهم الحصول عليها

بالنسبة للبعض، هذه المواد اللازمة قد تعني أجهزة لوحية. ولكن بالنسبة لبعض العوائل الأخرى ذات الموارد المالية البسيطة مع عدم القدرة على توفير شبكة إنترنت، فقد يكون ذلك عن طريق توفير أقلام الرصاص وأقلام التلوين، والطين، والغراء أو الصمغ، والأوراق، والكتب والمجلات وما إلى ذلك من مواد. 

تلتزم بعض المناطق التعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية بمثل هذا النوع من توفير المواد، مثل تكليف المعلمين بتوصيل المواد في صناديق بلاستيكية إلى منازل العوائل المحتاجة، أو جعل سائقي الحافلات المدرسية يوصلونها بدلًا عن المعلمين.

6. ضع خطة استراتيجية للأطفال الذين ينشؤون في بيئات غير صحية

الصورة: Blue Plover

هناك أطفال لا يملكون الحماية الكافية للحصول على تعليم، وهذه فئة لا تندرج بالضرورة ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة. هم في الغالب في خطر لأنهم غير مستهدفين بشكل صريح. فهم فئة تقع بين الفئتين، مثل الأطفال الذين يعيشون مع أبوين لا يجيدان القراءة أو لا يقرءان مطلقًا، أو لغتهما الأولى ليست الإنجليزية (أو أيًا كانت اللغة التي تستخدم في دولتك)، أو أبوين في حالة خلاف أو منفصلين عن بعضهما، أو عائلات تعيش في أماكن ضيقة لا تضم مساحات خارجية للعب.

7. استثمر قدرات المعلمين وأوقاتهم للتركيز على الأطفال الذين يحتاجون إليهم فعلًا

معظم أولياء الأمور من الطبقة المتوسطة سيكونون قادرين على تنظيم التعلم الذاتي في المنزل من خلال الإنترنت. فعلى سبيل المثال، كوني من الطبقة المتوسطة اقتصاديًا، يمكّنني أن أدعم أحفادي وأولياء أمورهم وأوجههم للموارد والمنصات ذات الصلة والفاعلية، وكيفية التنقل بينها. لكن الكثير من الناس ليس لديهم هذه المعرفة. لذلك، بدلًا من أن يقضي المعلمون جل وقتهم في التدريس عبر الإنترنت بشكل دائم ومباشر، اجعلهم يقضون وقتًا أطول مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم الذاتي، لتوفير الدعم المطلوب لهم وضمان عدم تخلفهم عن أقرانهم.

8. وجه الدعم للطلاب الذين يعانون من صعوبات تعليمية وعاطفية

يمكن أن يقدم هذه الخدمة المدرسون والمربون المعنيون بالتعليم الخاص، من خلال التواصل المباشر (وجهًا لوجه)، أو إرسال رسائل على البريد الإلكتروني، ومتابعة خطة التعلم الفردية، والحفاظ على العلاقات الشخصية من خلال التواصل عبر سكايب أو أي منصات أخرى حيثما أمكن. 

إنه أمر حيوي ومهم للأطفال، وأيضًا من المهم تقديم ملاحظات واضحة حول الأعمال التي تمت بين الطالب والمعلم عبر الانترنت، ويمكن كتابة الملاحظات يدويًا، وتلوينها أو ترتيبها، ثم تصويرها عن طريق الهاتف الذكي وإرسالها وقتما يمكنهم فعل ذلك، وكل هذا لضمان عدم معاناة هؤلاء الطلاب أكثر مما يعانون، وكذلك ضمان عدم تأخرهم عن زملائهم.

9. فكر في كيف يمكن أن تكون التعليمات شاملة لجميع أنواع الطلاب وأسرهم

الصورة: pikist

كان التلفزيون الكندي يقدم برنامجًا حول كيفية تعامل الآباء مع التعلم في المنزل (فكرة البرنامج عن زوجين مثليين من عرقين مختلفين يرعون طفلًا وحيدًا)، مما يعزز إشراك الطلاب وتوصيل رأيهم من خلال التلفزيون الرسمي. 

وقد نفذت النرويج وكندا ونيوزيلندا هذا الأمر بشكل جيد، بحيث لا تقدم برنامجًا يخاطب نفس الطبقة الاجتماعية، مثل الطلاب البيض من الطبقة المتوسطة، طوال الوقت. هذا هو الوقت الذي تظهر فيه قيمنا بشكل واضح. لا يجب أن نكون شموليين في تواصلنا وخطابنا فقط في وقت الرخاء، بل يجب أن يكون تواصلنا وخطابنا الشامل لجميع الأطياف طوال الوقت، وبالأخص وقت الأزمات، من خلال تحديد الشرائح التي لا بد من أن يشملها الخطاب، ومعرفة كيفية التواصل معها لضمان وصول الرسالة بالشكل الصحيح.

10. ضع في اعتبارك بداية مبكرة ومدروسة للعام الدراسي الجديد

سيقضي الطلاب وقتًا طويلًا بعيدًا عن الروتين المدرسي، وبالتالي سينسى كثير منهم كيفية الاصطفاف، والالتزام بالجلوس في الصف، والإنصات إلى الآخرين، وانتظار دورهم في الحديث.

سيقضي بعضهم أشهرًا مع آبائهم وأشقائهم في مساحات مغلقة، خصوصًا أولئك الذين يعانون من الفقر وضغوطات الحياة. هؤلاء سيكون لهم دعم تعليمي أقل من عائلات الطبقة المتوسطة، لذا قد تحتاج المدرسة إلى البدء مبكرًا والتضحية بعدد من أيام التطوير المهني المعتادة وإلغائها، وتوجيه الوقت للتعامل بشكل عملي مع الطلبة ذوي الأداء المتدني والمتأخرين عن أقرانهم.

وعن طريق تواصل المعلمين مع أولياء الأمور خلال فترة الانعزال، يمكن تحديد الطلاب المعرضين لخطر أكثر (راجع النقطة رقم 6) والتعجيل بعودتهم للحياة المدرسية قبل الوقت المقرر، كما يحدث أحيانًا في الحضانات أو مع القادمين من رياض الأطفال. سيكون ذلك صعبًا على المعلمين، لكن لبضعة أشهر سيحتاجون إلى إعادة تأهيل (شحن سريع) في نهجهم المهني كما هو الحال مع العاملين في القطاع الصحي في هذه الظروف، لأن هذا سيوفر الكثير من الاضطرابات في المستقبل. 

11. عزز العلاقات الأسرية والصداقات بشكل إيجابي

الصورة: pixabay

توفر البيئة المدرسية الشعور بالأمان والرعاية. وصار من المؤكد أن التعلم الاجتماعي-العاطفي حاجة أساسية الآن، وليس مجرد ترف وكماليات. أكثر ما تحتاج إليه الأسر التي تواجه ضغوطًا كبيرة في هذا الوقت هو جعل الأطفال يشعرون بالحب والأمان والطمأنينة، أكثر من التسرع في الدروس للانتهاء من المنهج المقرر.

لذا، من المهم قضاء وقت مع الأطفال خلال اليوم، وعناقهم، والتحدث والاستماع إليهم، والاستمتاع ببعض لحظات الدعابة والضحك، وفعل بعض الأشياء معًا مثل الطهي أو القراءة. ذكِّر أولياء الأمور ومسؤولي الرعاية بذلك بشكل دوري.

ساعد الأطفال على التواصل مع أصدقائهم عن طريق كتابة بطاقات بريدية، أو عن طريق سكايب، ومشاهدة ما يفعله أجدادهم عن طريق أي برنامج للاتصال، وما إلى ذلك. الآن، وأكثر من أي وقت مضى، يحتاج الأطفال، خاصة الأصغر سنًا الذين يعانون من صعوبات عاطفية أو تعليمية وينتمون لأسرة تعاني بسبب الظروف الحالية، إلى الاستماع ورؤية معلميهم كجزء من تجربتهم للتعلم عن بعد.

كن متعاطفًا وداعمًا تجاه ما يشعر به الوالدان وما يجب عليهم التعامل معه. افهم أنهم قد يتعاملون مع الظروف الأسرية التي يمرون بها ومتطلبات العمل الخاص وفقدان الدخل ومشاكل أخرى. أخبرهم أنه من المقبول أيضًا خفض معاييرهم قليلًا لأطفالهم في بعض الأحيان من حيث الترتيب واتباع الأوامر وأمور أخرى.

12. قدِّر اللعب

اللعب، خصوصًا في الأماكن المفتوحة مثل الحديقة أو الفناء الخارجي للمنزل (إن كان لديك واحد)، هو دائمًا جزء حيوي ومهم للتعلم وتطوير الخيال، والانخراط في محادثات جديدة، وبناء علاقات مع الآخرين، والعمل بتلهف شديد. على سبيل المثال، خلال دراسة الطبيعة، شرع أحفادي في تسمية الأشياء الطبيعية كأنها أصدقائهم، وهذا لطيف بالطبع، لكنه أيضًا علامة على احتمالية افتقادهم لأصدقائهم.

تتوجه العديد من الأنظمة التعليمية في السنوات الأخيرة إلى التقليل من اللعب لصالح المزيد من العمل والتحضير للاختبارات وتطبيق الدراسة الجادة على المجموعات الأصغر فالأصغر. بينما يقضي الأطفال الأكبر سنًا المزيد والمزيد من الوقت في الأماكن المغلقة يحدقون إلى هواتفهم الذكية، وهو ما كان واضحًا للغاية قبل الأزمة الحالية. هذه فرصة لعكس الصورة لبعض الأطفال والسماح لهم بفعل أنشطتهم الخاصة، مثل رمي القليل من الأشياء في طريقهم، ككرات الصوف، أو الحصى، أو الصناديق الكرتونية، لجعلهم يبدؤون باللعب بهذه الأمور.

يمكن لللعب أن يكون مناسبًا للمراهقين كذلك، من خلال الاشتراك في الغناء عبر الإنترنت، أو أداء بعض المشاهد التمثيلية المضحكة، أو استخدام الأمور المهملة حول المنزل لصناعة أشياء وأشكال وما إلى ذلك. قد يكون المزيد من اللعب، مع تقليل الأعمال الدراسية، اتجاهًا جيدًا في هذه الظروف. 

13. اعتنِ بالمعلمين ورفاهيتهم

الصورة: pixabay

يقع المعلمون تحت ضغط أيضًا، إذ أنهم سيكونون قلقين بشأن كيفية إعداد وتقديم الدروس عن بعد. إنهم قلقون كذلك بشأن الطلاب الذين لا تكون منازلهم ملاذًا آمنًا لهم. وسيكونون غير متأكدين بشأن تقديم المبادرات للتواصل مع المنازل والأسر دون إرشادات من مديري مدارسهم أو المناطق التعليمية أو الحكومات أو نقابات المعلمين، ولا يتمكنون حتى من مقاضاتهم بسبب الفشل في توفير التعليم للطلاب بشكل متساوٍ.

ربما لا تكون هذه الإرشادات دائمًا واضحة أو متسقه، وسيجد الكثير من المعلمين يعملون بكامل طاقتهم دون أن يكونوا متأكدين تمامًا من تأثير ذلك. سيفقدون طلابهم وزملاءهم، والكثير منهم سيكون مضطرًا للعناية بأطفالهم في المنزل.

وعلى عكس العاملين بالقطاع الصحي الذين تكون جهودهم البطولية واضحة بشكل عام، تكون الجهود التي يبذلها المعلمون أقل وضوحًا، وقد يبدأ الناس في التساؤل وانتقاد ما لا يلاحظون أنهم يفعلونه. لذا، فإن دعم المعلمين الآن أمر بالغ الأهمية.

يتمثل هذا في تقديم الاستشارات للمعلمين الذين يعانون من القلق والتوتر والاكتئاب، مع ضمان وجود منصات ومنتديات افتراضية للمدرسين كي يتعاونوا معًا، ليس فقط للتخطيط والاستعداد لما هو قادم، بل أيضًا لتقديم الدعم المعنوي والتواصل بشكل واضح وسهل وشفاف ومعرفة ما يفعلونه لأولياء الأمور والطلاب، بدلًا من إخفاء ذلك وضياعه بسبب البيروقراطية التعليمية.

14. تأكيد أهمية الخبرة

رفعت هذه الأزمة من أهمية الخبرة في لدى الناس. فبعد سنوات من غض الحكومات الطرف عن الخبرة المهنية لصالح الرأي العام والحس السليم الذي يراه العامة، بدأت الدول الآن في التعاون والتنسيق مع أخصائيي وخبراء الصحة العامة لشرح القرارات وإضفاء الشرعية العلمية كأساس لصنع القرار.

نحن بحاجة إلى ضمان حدوث نفس ذلك المنهج مع التعليم والمعلمين. كثير من أولياء الأمور سيؤدون أعمالًا بطولية من خلال التعليم في المنزل خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. دور المعلمين والقيادات التعليمية الآن هو دعم وتوجيه أولياء الأمور في ما عليهم فعله، بناء على الأسس العلمية وخبرات التعليم الفعال.

يجب أن يكون المعلمون واثقين من خبراتهم المهنية، وعليهم مشاركة تلك الخبرات مع باقي المدرسين لتعزيز تلك الثقة، ونقلها للآخرين بكل وضوح.

15. استمر في التعاون المهني

الصورة: pixabay

العمل التعاوني دائمًا ما يكون مهمًا، وهو الآن في أقصى حالاته أهمية. حاول التأكد من تخصيص وقت للتعاون المهني، وضع خطط الأقسام العلمية وفِرق التعلم وما إلى ذلك داخل المدارس. استفد كذلك من مشاركة الأفكار بين المدارس في هذا الوقت من خلال استغلال الشراكات والشبكات المهنية، خاصة عندما تكون هذه الشبكات المهنية موجودة بالفعل.

ستكون هناك بعض الشكوك في إمكانية تطبيق هذا التعاون، لضيق الوقت وانشغال الجميع مع طلابهم وأطفالهم. إلا أن دور القيادة بكل أنواعها يتمثل في المحافظة على هذه الشبكات والاجتماعات وضمان استخدامها، لتوفير أفضل قدر ممكن من التعليم والرعاية لجميع الطلاب على مستوى واحد في هذه الظروف غير المسبوقة. 

16. تعزيز القيادة المهنية للعامة

كثير من أولياء الأمور غير متأكدين وغير ملمين بالعديد من القضايا المتعلقة بأطفالهم الآن. هل سيتلقون الدعم لمساعدة أطفالهم من خلال الأنشطة عالية الجودة؟ إلى متى سيستمر هذا؟ هل سيتمكن المراهقون من التخرج والالتحاق بالكليات؟ هل سيواجه أطفالهم صعوبات في القراءة والرياضيات وغيرها من المجالات؟ 

نقلت كثير من الحكومات معلومات ممتازة حول الصحة والاقتصاد، وأوفدت الخبراء في تلك المجالات، وهذا ما نتوقع أن يحصل في قطاع التربية والتعليم، مثل تصريحات عامة ومنتظمة حول التعليم والتعلم المنزلي، وحول ما يفعله المعلمون وما سيفعلونه.

يجب أن تصدر هذه التصريحات من قبل قادة الدول، جنبًا إلى جنب مع المتخصصين في التعليم والمعتَمدين من نقابات المعلمين ومجالس الاعتماد المهني والمنظمات القيادية وما إلى ذلك.

17. نحيي المعلمين

في غضون أسابيع، وبعد التزاحم الأولي للحصول على الموارد وإجراء التواصل مع الأسر، سيبدأ أولياء الأمور والمجتمع في تقدير الجهود التي يبذلها المدرسون خلال الإغلاق، فمنهم من ينتقل أحيانًا من بيت إلى آخر لتقديم أو مشاركة بعض الوسائل التعليمية أو الأوراق، لضمان استمرارية تعليم الأطفال بشكل جيد.

يزيد نشاط الأطفال في هذه الفترة، بينما يحاول أولياء الأمور أداء الدور المطلوب منهم في المنزل والالتزام بمسؤولياتهم. سيدرك الأهالي بسرعة أن التعليم عبر الإنترنت مبالغ في تقديره غالبًا، وغير قادر على جذب اهتمام الأطفال ولا الاستحواذ على تركيزهم الكامل، خاصة أولئك غير القادرين على ضبط أنفسهم.

18. احذر: الكمال عدو العمل الجيد

الصورة: mebusiness

أحد كتبي المفضلة في القيادة المدرسية هو «Imperfect Leadership» للكاتب «ستيف مونبي». القيادة غير المثالية والتي لا تدعي الكمال والمعرفة بكل شيء كما يصفها مونبي، ليست قيادة الأبطال الخارقين، بل هي «قيادة التجربة والخطأ».

يتعلق الأمر بأخذ زمام القيادة حتى وإن شعرت في قرارة نفسك بأنك لا تقدر على ذلك، وبعدم الخوف من الاعتراف بأنك قد لا تعرف ما الذي يجب عليك فعله في بعض الأحيان، وبالاستعداد التام لطلب المساعدة من الآخرين.

في هذه الأوقات والظروف التي لا مثيل لها، لا يمكن لهذا النمط من القيادة أن ينتظر لحين رسم خارطة لكل شيء بشكل مثالي، بما يضمن القضاء على جميع المخاطر، ويضمن لكل طالب الحصول على قدر متساوٍ من نفس المنهج الدراسي. الكمال عدو العمل الجيد. سيرتكب المعلمون بعض الأخطاء الآن، ولن يكونوا مثاليين مع الجميع طوال الوقت، لكن هذا أفضل من انتظار الخطة المثالية والتأخر وعدم فعل أي شيء على الإطلاق لحين تصبح الأمور جاهزة تمامًا.

19. دع المعلمين يستلمون زمام المبادرة

في الأيام الأولى لانتشار الوباء، كان هناك الكثير من الارتباك الذي لا يمكن تجنبه حول أنواع المنصات والموارد عبر الإنترنت التي يمكن إعدادها لجميع المعلمين، واستخدامها في المناطق التعليمية أو على مستوى الدولة.

قد يكون هذا محبطًا للمعلمين وأولياء الأمور والأطفال كذلك. ودعونا لا نظهر أسوأ ما في أنظمتنا التعليمية والبيروقراطية الوطنية. لا نطلب من المعلم أن ينتظر القرار من مدير مدرسته أو المسؤولين في إدارة التعليم أو كل التسلسلات الهرمية التي عفى عليها الدهر قبل أن يفعل أي شيء. يجب السماح للمعلمين بأن يكونوا أبطال التعليم، مثل العاملين في القطاع الصحي الذين هم أبطال مكافحة الأمراض المعدية.

المعلمون محترفون، يعرفون أين هم في ما يتعلق بالمناهج الدراسية، ويعرفون مستوى كل طالب لديهم، ومن منهم يحتاج للمساعده أكثر من الآخرين. لذا، من خلال بعض الإرشادات الأساسية فقط، دع الأطفال يهتمون بالتعلم، وادعمهم بالاهتمام و الأنشطة والتواصل معهم شخصيًا بشكل فردي وجماعي قدر الإمكان. أطلق العنان للمعلمين لاستخدام أي منصة تمكنهم من بدء العمل والتواصل مع الطلاب في أسرع وقت ممكن، ثم قدم لهم طرقًا ليتواصلوا مع باقي زملائهم لكي يتقدموا معًا إلى الأمام. لا تجعل المدرسين ينتظرون كثيرًا، دعهم يبدأون وينطلقون.

مواضيع مشابهة