نرى في كل حدث قيام المختصين من شتى المجالات في تحليله وربطه بالسرديات التي يؤمنون بها، ولعل أهم حدث حاليا يشغل العالم كله هو الحرب على غزة.
في هذا المقال سنستعرض بعض وجهات النظر التي عرضها عدد من المتدينين اليهود والمسيحيين حول نبوءات نهاية العالم وحرب يأجوج ومأجوج التي قد لا يعلم بعضنا أنهم قد ذُكروا في الإنجيل أيضا، وليس في القرآن فقط.
سيتناول المقال ذكر يأجوج ومأجوج في الديانات المختلفة والتفاصيل المرتبطه بهم، كما سيستعرض ربط هذه القصة الدينية بأحداث غزة الحالية.
يأجوج ومأجوج في الديانة اليهودية (العهد القديم)
يتم الإشارة إلى قوم يأجوج ومأجوج في العهد القديم والجديد كذلك بـ: جُوج ومَاجُوج وتكتب بالإنجليزية: gog magog.
يرد ذكر يأجوج ومأجوج في العهد القديم في سفر التكوين وسفر أخبار الأيام وسفر حزقيال وسفر المزامير، كلها تذكر قصة حرب إسرائيل وبين يأجوج ومأجوج، حيث يشير إلى مأجوج بأنهم شعب وأرضهم تدعى جوج.
سأوضح هنا بعض الاقتباسات من سفر الرؤيا وسفر حزقيال وسيتبعه شرح علمائهم لهذه الأسفار:
أولا: ما ورد في سفر التكوين الذي يذكر أنساب الشعوب الأولى كالأقوام التي تنتسب لنوح ويافث وحام، وفيه ينسب قوم مأجوج إلى أنهم من أبناء يافث1وَهَذِهِ مَوَالِيدُ بَنِي نُوحٍ: سَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ. وَوُلِدَ لَهُمْ بَنُونَ بَعْدَ الطُّوفَانِ. 2 بَنُو يَافَثَ: جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَاي وَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشِكُ وَتِيرَاسُ. 3 وَبَنُو جُومَرَ: أَشْكَنَازُ وَرِيفَاثُ وَتُوجَرْمَةُ. 4 وَبَنُو يَاوَانَ: أَلِيشَةُ وَتَرْشِيشُ وَكِتِّيمُ وَدُودَانِيمُ. 5 مِنْ هَؤُلاَءِ تَفَرَّقَتْ جَزَائِرُ الأُمَمِ بِأَرَاضِيهِمْ كُلُّ إِنْسَانٍ كَلِسَانِهِ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ بِأُمَمِهِمْ..
وهذه مواليدُ بَني نُوحٍ: سَامٌ وَحَامٌ وَيَافَث، وَوُلِدَ لهم بَنُون بعد الطوفان، وبَنُو يَافَث: جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَاي وَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشِكُ وَتِيرَاسُ.
ثانياً: ما ورد في سفر أخبار الأيام الأولى: يتكرر في هذا السفر ذكر الأقوام الأولى والشعوب التي تنسب بها، ويتكرر قوم مأجوج بأنهم من نسل بنو يافث 21 :1 ادم شيث انوش 1 :2 قينان مهللئيل يارد 1 :3 اخنوخ متوشالح لامك 1 :4 نوح سام حام يافث 1 :5 بنو يافث جومر و ماجوج و ماداي و ياوان و توبال و ماشك و تيراس 1 :6 و بنو جومر اشكناز و ريفاث و توجرمة.
بَنُو يَافَثَ: جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَايُ وَيَاوَانُ وَتُوبَالُوَمَاشِكُ وَتِيرَاسُ.
ثالثا: ما ورد في سفر حزقيال يعتبره اليهود والمسيحيون بأن قصة يأجوج ومأجوج تعتبر أحد النبوءات بنهاية العالم، وفي هذا السفر تحديدا يرد تفصيل كامل لحرب قوم مأجوج وبني إسرائيل، وهذه مقتطفات من هذا السفر:
لذلك تنبأ يا ابن آدم وقل لجوج هكذا قال السيد الرب في ذلك اليوم عند سكنى شعبي إسرائيل آمنين أفلا تعلم. 15 وتأتي من موضعك من أقاصي الشمال أنت وشعوب كثيرون معك كلهم راكبون خيلا جماعة عظيمة وجيش كثير. 16 وتصعد على شعبي إسرائيل كسحابة تغشى الأرض. في الأيام الأخيرة يكون. وآتي بك على أرضي لكي تعرفني الأمم حين أتقدس فيك أمام أعينهم يا جوج.
الصورة: رسم عتيق لاثنين من العمالقة، يأجوج ومأجوج، ١٨٨٤، القرن التاسع عشر. المرتبطة بغيلدهول، لندن. تقول الأسطورة أن العملاقين هزمهما بروتوس وتم تقييدهما بالسلاسل إلى أبواب قصره في موقع جيلدهول) المصدر: gettyimages
ويكون في ذلك اليوم يوم مَجيء جوج على أرض إسرائيل يقول السيد الرب أن غضبي يصعد في أنفي. 19 وفي غيرتي في نار سخطي تكلمت أنه في ذلك اليوم يكون رعش عظيم في أرض إسرائيل. 20 فترعش أمامي سمك البحر وطيور السماء ووحوش الحقل والدابات التي تدب على الأرض وكل الناس الذين على وجه الأرض وتندك الجبال وتسقط المعاقل وتسقط كل الأسوار إلى الأرض. 21 واستدعي السيف عليه في كل جبالي يقول السيد الرب. فيكون سيف كل واحد على أخيه. 22 وأعاقبه بالوباء وبالدم وأمطر عليه وعلى جيشه وعلى الشعوب الكثيرة الذين معه مطرا جارفا وحجارة برد عظيمة ونارا وكبريتا. 23 فأتعظم وأتقدس وأعرف في عيون أمم كثيرة فيعلمون أني أنا الرب
قال السيد الرب. الآن أرد سبي يعقوب وأرحم كل بيت إسرائيل وأغار على اسمي القدوس. 26 فيحملون خزيهم وكل خيانتهم التي خانوني إياها عند سكنهم في أرضهم مطمئنين ولا مخيف. 27 عند إرجاعي إياهم من الشعوب وجمعي إياهم من أراضي أعدائهم وتقديسي فيهم أمام عيون أمم كثيرين 28 يعلمون أني أنا الرب إلههم بإجلائي إياهم إلى الأمم ثم جمعهم إلى أرضهم. ولا أترك بعد هناك أحدا منهم 29 ولا أحجب وجهي عنهم بعد لأني سكبت روحي على بيت إسرائيل.
رابعا: سفر المزامير (المزمور ٨٣):
83 :1 اللهم لا تصمت لا تسكت ولا تهدأ يا الله
83 :2 فهوذا أعداؤك يعجون ومبغضوك قد رفعوا الرأس
83 :3 على شعبك مكروا مؤامرة وتشاوروا على أحميائك
83 :4 قالوا هلم نبدهم من بين الشعوب ولا يذكر اسم إسرائيل بعد
83 :5 لأنهم تآمروا بالقلب معا عليك تعاهدوا عهدا
83 :6 خيام أدوم والإسماعيليين موآب والهاجريون
83 :7 جبال وعمون وعماليق فلسطين مع سكان صور
83 :8 أشور أيضا اتفق معهم صاروا ذراعا لبني لوط سلاه
83 :9 افعل بهم كما بمديان كما بسيسرا كما بيابين في وادي قيشون
83 :10 بادوا في عين دور صاروا دمنا للأرض
83 :11 اجعلهم شرفاءهم مثل غراب ومثل ذئب ومثل زبح ومثل صلمناع كل أمرائهم
83 :12 الذين قالوا لنمتلك لأنفسنا مساكن الله
83 :13 يا إلهي اجعلهم مثل الجل مثل القش أمام الريح
83 :14 كنار تحرق الوعر كلهيب يشعل الجبال
83 :15 هكذا اطردهم بعاصفتك وبزوبعتك روعهم
83 :16 إملأ وجوههم خزيا فيطلبوا اسمك يا رب
83 :17 ليخزوا و يرتاعوا إلى الأبد و ليخجلوا ويبيدوا
83 :18 و يعلموا أنك اسمك يهوه وحدك العلي على كل الأرض
شرح السفر الخاص بحرب يأجوج ومأجوج:
علينا أن نفرق بين شرح السفر النصي وبين شرحه الرمزي وهو الذي يهمنا هنا، فأولئك الذين يربطون قصة يأجوج ومأجوج يستندون على الشرح الرمزي لهذا السفر الذي يقول أن قوم جوج من أرض ماجوج يتحالفون من أجل حرب ضد إسرائيل، وأن هذا التحالف يتكون من ٤ محاور، حيث يقولون أن هذه الحرب الشاملة ستأتي في آخر الدهر ويتحالف أعداء إسرائيل ويشنون حربا عليها ويقضون أمنهم بحرب مباغتة تبدد هدوءهم وسلامهم، ولكن الرب سيتولى حمايتهم وسيقف معهم ليهزموا تلك الأحلاف المتكالبة عليهم، حيث يتفق أصحاب هذا الرأي على تحقق حلفين رئيسيين هما: إيران وروسيا.
يأجوج ومأجوج في العهد الجديد:
يرد ذكرهم في العهد الجديد في موضع واحد هو سفر الرؤيا الذي ورد فيه:
[ثم متى تمت الألف السنة يحل الشيطان من سجنه. و يخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج وماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر. فصعدوا على عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة فنزلت نار من عند الله من السماء وأكلتهم. وإبليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارا وليلا إلى أبد الآبدين] [رؤيا 20 : 7 – 10]
وفي تفسير هذا السفر كما جاء في موقع Bible info:
أن جوج وماجوج هم حزب الشيطان الذين يتكالبون على أبناء الرب (بنو إسرائيل) من ٤ جبهات في العالم، وسوف يغلبون بالنار والبارود.
يأجوج ومأجوج في القرآن:
ورد ذكر يأجوج ومأجوج في سورة الكهف ٩٤ و الأنبياء ٩٦:
الكهف - قال تعالى: قَالُواْ يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَاجُوجَ وَمَاجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰ أَن تَجۡعَلَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَهُمُۥ سَدّٗا.
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ، وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ.
ذكر يأجوج ومأجوج في الأحاديث النبوية:
إن كان القرآن الكريم يذكر قوم يأجوج ومأجوج مرتين فقط، فإن الأحاديث التي ورد فيها ذكرهم فعددها (١٣١) حديث صحيح، ومنها عدد كبير يمكننا القول أنه مكرر بسبب تشابه الفحوى واختلاف اللفظ والصياغة، بينما بلغ مجمل الأحاديث بصحيحها وضعيفها (٢٣٠) حديثا، ومن الصعب ذكرها هنا ولكننا سنذكر بعضا منها:
أنَّ رَسولَ اللَّهِ ﷺ دَخَلَ عَلَيْها يَوْمًا فَزِعًا يقولُ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، ويْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه، وحَلَّقَ بإصْبَعَيْهِ الإبْهامِ والَّتي تَلِيها، قالَتْ زَيْنَبُ بنْتُ جَحْشٍ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أفَنَهْلِكُ وفينا الصّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ إذا كَثُرَ الخبث.
يقولُ اللَّهُ: يا آدَمُ، فيَقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ والخَيْرُ في يَدَيْكَ، قالَ: يقولُ: أخْرِجْ بَعْثَ النّارِ، قالَ: وما بَعْثُ النّارِ؟ قالَ: مِن كُلِّ ألْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وتِسْعَةً وتِسْعِينَ، فَذاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ (وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وتَرى النّاسَ سكارى وما هُمْ بسكارى ولَكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) فاشْتَدَّ ذلكَ عليهم فقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّنا ذلكَ الرَّجُلُ؟ قالَ: أبْشِرُوا، فإنَّ مِن يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ ألْفًا ومِنكُم رَجُلٌ ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنِّي لَأَطْمَعُ أنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أهْلِ الجَنَّةِ قالَ: فَحَمِدْنا اللَّهَ وكَبَّرْنا، ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنِّي لَأَطْمَعُ أنْ تَكُونُوا شَطْرَ أهْلِ الجَنَّةِ، إنَّ مَثَلَكُمْ في الأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعَرَةِ البَيْضاءِ في جِلْدِ الثَّوْرِ الأسْوَدِ، أوِ الرَّقْمَةِ في ذِراعِ الحِمارِ.
اطَّلَعَ النبيُّ ﷺ عَلَيْنا وَنَحْنُ نَتَذاكَرُ، فَقالَ: ما تَذاكَرُونَ؟ قالوا: نَذْكُرُ السّاعَةَ، قالَ: إنَّها لَنْ تَقُومَ حتّى تَرَوْنَ قَبْلَها عَشْرَ آياتٍ، فَذَكَرَ، الدُّخانَ، والدَّجّالَ، والدّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، وَنُزُولَ عِيسى ابْنِ مَرْيَمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَآخِرُ ذلكَ نارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ.
سيوقِدُ المسلمونَ منْ قِسِيِّ يأجوجَ ومأجوجَ ونُشّابِهمْ وأَتْرِسَتِهمْ سبعَ سنينَ
إنَّ يأجوجَ ومأجوجَ أقلُّ ما يتركُ أحدُهم لصلبِه ألفًا من الذريةِ
إنَّ يأجوجَ ومأجوجَ يحفُرونَ كلَّ يومٍ حتّى إذا كادوا يَرونَ شُعاعَ الشَّمسِ قالَ الَّذي عليهم ارجِعوا فسنَحفرُهُ غدًا فيعيدُهُ اللَّهُ أشدَّ ما كانَ حتّى إذا بلَغت مُدَّتُهم وأرادَ اللَّهُ أن يبعثَهُم على النّاسِ حفروا حتّى إذا كادوا يَرونَ شعاعَ الشَّمسِ قالَ الَّذي عليهِم ارجِعوا فستحفُرونَهُ غدًا إن شاءَ اللَّهُ تعالى واستَثنَوا فيعودونَ إليهِ وَهوَ كَهَيئتِهِ حينَ ترَكوهُ فيحفُرونَهُ ويخرجونَ على النّاسِ فيُنشِفونَ الماءَ ويتحصَّنُ النّاسُ منهم في حصونِهِم فيرمونَ بسِهامِهِم إلى السَّماءِ فترجِعُ عليها الدَّمُ الَّذي اجفَظَّ فيقولونَ قَهَرنا أهْلَ الأرضِ وعلَونا أهْلَ السَّماءِ فيبعثُ اللَّهُ نَغَفًا في أقفائِهِم فيقتلُهُم بِها قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ والَّذي نفسي بيدِهِ إنَّ دوابَّ الأرضِ لتَسمنُ وتَشكَرُ شَكَرًا من لحومِهِم.
الصورة: bibleinfo
التشابه في رواية يأجوج ومأجوج بين القرآن الكريم والعهدين القديم والجديد:
• أن يأجوج و مأجوج من علامات الساعة ونهاية العالم.
• أنهم أعداء المسلمين وخصمهم، وهم كذلك الأشرار وقوى الشر التي تتكالب حول بني إسرائيل.
• أن حرب يأجوج ومأجوج ستكون في فلسطين.
• أن الروايات الإسلامية واليهودية والمسيحية تقول بأن يأجوج ومأجوج من أبناء يافث بن نوح.
يأجوج ومأجوج والحرب على غزة:
ذكر بعض علماء الدين اليهود أن علامات الساعة قد ظهرت بحرب غزة في تحالف الشيطان الذي ذكر في كتبهم بأنهم قوم جوج من بلاد مأجوج، وأن الله سيقف مع بني إسرائيل من تحالف هذه الأمم عليهم وأنهم سيلحقون الهزيمة بهم.
ويقول أحد علماء الشيعة السيد علي طلال في مقطع له عن حرب غزة وقوم يأجوج ومأجوج أن يأجوج ومأجوج هم الذين أتوا بالصهيونية إلى فلسطين المحتلة وهم الذين ورد ذكرهم في سورة الأنبياء والمقصودون في جلب شتات الأقوام من كل حدب وصوب إلى فلسطين، وأن انتصار غزة هو انهيار للغرب وانهيار يأجوج ومأجوج ومشروعهم الصهيوني.
ويقول ابن باز أن "يأجوج ومأجوج هم من شعوب الجهات الشرقية، الشرق الأقصى، والظاهر والله أعلم أنهم في آخر الزمان يخرجون من الصين الشعبية وما حولها؛ لأنهم تركوا هناك من حينما بنى ذو القرنين السد صاروا من ورائه من الداخل وصار الأتراك والتتر من الخارج، فهم من وراء السد والله جل وعلا إذا شاء خروجهم على الناس خرجوا من محلهم إلى الناس وانتشروا في الأرض وعثوا فيها فساداً، ثم يرسل الله عليهم نغفاً في رقابهم فيموتون موتة حيوان واحد في الحال إذا أراد الله عليهم بعدما ينتشرون في الأرض يرسل الله عليهم جنداً من عنده مرضاً في رقابهم يموتون به، ويتحصن منهم عيسى عليه الصلاة والسلام والمسلمون؛ لأن خروجهم في وقت عيسى بعد خروج الدجال وبعد قتل الدجال، وبعد نزول عيسى عليه الصلاة والسلام" 3: هم من بني آدم ويخرجون في آخر الزمان، وهم في الشرق من جهة الشرق، وكان الترك منهم فتركوا وراء السد وبقي يأجوج ومأجوج من وراء السد، والأتراك كانوا خارج السد، فالمقصود أن يأجوج ومأجوج هم من شعوب الجهات الشرقية، الشرق الأقصى، والظاهر والله أعلم أنهم في آخر الزمان يخرجون من الصين الشعبية وما حولها؛ لأنهم تركوا هناك
الخلاصة:
إن هذه المقارنات مهمة جدا لنكشف تشابه القصص والسرديات في الديانات الإبراهيمية، وكيف يسقطها رجال الدين على الواقع وأحداثه، كلا الطرفين لهما عدو واحد (يأجوج و مأجوج) وكلاهما موعودان بالنصر الإلهي عليهم، من رجال الدين من يعتمدون النص المقدس بكل تفاصيله فيبتعدون عن التفسير الرمزي للنصوص المقدسة، ومنهم من يحاول ربط الواقع بالنص المقدس فيعتمدون التأويل الرمزي للنصوص، وهؤلاء في الغالب يقومون بهذا لإحياء الأمل في نفوس الشعوب وإعادتهم إلى النصوص المقدسة التي تحمل في طياتها ما يخاطب واقعهم، وكما استعرضنا فهناك علماء من الجانبين اليهودي والإسلامي ربطوا قصة يأجوج ومأجوج بحرب غزة، وكلا الطرفين زرعوا الأمل في نفوس أتباعهم بأن هذه التحالفات ضد دينهم الحق سوف تندحر بالنصر الإلهي الذي وعد الله به اليهود والمسلمين على حد سواء.