ليسوا وحيدين: 7 سمات مهمة للأشخاص الانطوائيين

الصورة: StockSnap

أيمن محمود
نشر في 2017/09/26

شاب يرفض وظيفة في قسم المبيعات بحجة أنه انطوائي ولن يمكنه إقناع العملاء أو إتمام الصفقات، وآخر حاصل على درجة علمية عالية لكنه لا يستطيع إلقاء المحاضرات بدعوى أنه غير اجتماعي ولا يستطيع مواجهة الجماهير، وثالث يعاني الوحدة وقلة الأصدقاء بسبب إحجامه عن التفاعل الاجتماعي. هذه عقبات تواجه الأشخاص الانطوائيين، وتجعلهم يرسخون صورة سيئة لأنفسهم، قبل أن ينظر إليهم غيرهم نظرة دونية.

يرى عالم النفس السويسري الشهير «كارل يونغ» أن شخصية أي إنسان لها جانبان، أحدهما انطوائي والآخر اجتماعي، ويغلب أحدهما على الآخر بدرجات مختلفة باختلاف الأشخاص.

مع ذلك، جرت العادة على مدح الأشخاص الاجتماعيين وانتقاد الانطوائيين، إلا أن ما لم يلتفت إليه أحد أن الشخص الانطوائي في أغلب الأحيان لا يقل موهبةً ولا مهاراتٍ عن غيره، لكن ما ينقصه هو إظهار ذلك، بل إن الانطوائيين يمتازون عن غيرهم بقدرات خاصة يعرض موقع «سايكولوجي توداي» سبعة منها.

1. لا سقف لإبداع الانطوائيين

الممثل الأمريكي «ستيف مارتن» - الصورة: celebrityabc

يقول الفيزيائي الشهير ألبرت آينشتاين إن «الرتابة والوحدة والحياة الهادئة تحفز الإبداع». ففي حين يعتمد الأشخاص الاجتماعيون على العوامل الخارجية لتحفيز عقولهم، يفضل الانطوائيون عالمهم الداخلي المليء بالخيال، الذي يُعَد منبع الابتكار والإبداع، وهو ما يفسر في رأي الكاتبة مَيْلَ عدد كبير من الكتاب والفنانين والرياضيين الموهوبين إلى الانطوائية، مثل الممثل والكاتب الكوميدي «ستيف مارتن»، والروائية «جيه كيه رولينغ»، وغيرهما.

قد يهمك أيضًا: هل ترى العالم بعيون مختلفة؟ أنت عبقري

2. يفكرون خارج الصندوق

قد يكون المنطوي أكثر أعضاء المجموعة هدوءًا وصمتًا، لكنه أكثرهم قدرةً على الملاحظة ومراقبة التفاصيل.

يمتاز الانطوائيون وفق الكاتبة بميلهم أكثر إلى اعتراض الثوابت الاجتماعية ووضع قواعد خاصة بهم، وذلك يرجع إلى أن عقولهم تُربة خصبة لنمو الأفكار المبدعة، ولقدرتهم على شق طريق تطوير ذاتهم بما يناسبهم، وليس عن طريق اتخاذ طرق محددة سلفًا.

يضرب المقال مثلًا على ذلك بمارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك، وبيل غيتس مؤسس مايكروسوفت.

3. لديهم إحساس قوي بالآخرين

ربما تندهش من هذه المعلومة، لكن كثيرًا من الانطوائيين قادرون على أن يصيروا معالجين نفسيين ناجحين، إذ يتمتعون بحس عالٍ بما يدور داخل الآخرين، مما يجعلهم أكثر إحساسًا وتعاطفًا معهم، وربما يجعلهم ذلك أكثر نجاحًا في العلاقات والتعاملات مع الأفراد، وليس التعامل وسط جماعات كبيرة، فتفضيلهم علاقةً بشخص واحد يجعلهم يُحجِمون عن المشاركة الاجتماعية.

4. الانطوائيون يلاحظون بدقة رغم صمتهم

الصورة: picjumbo.com

ربما يكون الشخص المنطوي أكثر أعضاء المجموعة هدوءًا وصمتًا، لكنه في المقابل أكثرهم قدرةً على الملاحظة ومراقبة التفاصيل، ومن ثَمَّ على فهم الناس والإنصات إلى الآخرين.

يُعتبر الإنصات الجيد أحد أهم شروط التواصل الناجح مع الآخرين في رأي الكاتبة، والتواصل الجيد مع الآخرين يؤهل الإنسان للقيادة، فحتى إن كان الشخص انطوائيًّا، فإنه يصبح قادرًا على القيادة بما لديه من قدرة على اكتشاف ما بين السطور وإدراك المعاني التي لم يُفصح عنها المتحدث، فهو يدرك جيدًا أن المعرفة لا تتحقق بتحريك الشفاة، بل بالإنصات.

اقرأ أيضًا: وصفة شخصية لحياة سعيدة تُغلِّب القلب على العقل

5. يتغلبون على التحديات

لا نستطيع وصف جميع الانطوائيين بالخجل، فقد كانت الناشطة «روزا باركس» تتمتع بشخصية انطوائية، وكانت من أحد أبرز المدافعين عن حقوق الأفارقة الأمريكيين.

يمتلك الشخص الانطوائي مهارة التكيُّف والتعامل مع الظروف الصعبة والتحديات المستمرة، سواء كان ذلك الانطوائي طفلًا يتعرض للإهمال في حجرة الدراسة، أو لاعبًا لم يختاره المدرب ضمن قائمة الفريق للمشاركة في المباراة، أو موظفًا لم ينَل حقه في الترقية، فجميع هؤلاء سيجدون الطريقة التي يطورون بها استراتيجياتهم للتكيُّف مع الموقف بسهولة تفوق غيرهم.

6. علاقات الانطوائيين صادقة

الصورة: Getty/Muslim Girl

نتيجةً لما ذكرت الكاتبة من أن الانطوائيين يتمتعون بإحساس أعلى بالآخرين، فإن هذا يؤهلهم لإقامة علاقات أكثر صدقًا وأطول عمرًا، إذ إن علاقاتهم القليلة تُشبع حاجاتهم الاجتماعية المحدودة، واكتفاؤهم بعدد محدود من العلاقات لا يزعجهم، فحتى عندما يجلس الانطوائي وحيدًا لا يشعر بالوحدة، بل لا يراها كلمة مخيفة من الأساس.

اقرأ أيضًا: لماذا يجب عليك التخلص من معظم أصدقائك؟

7. الانطوائيون قادرون على تغيير العالم

بعكس ما هو شائع عن أن الأشخاص هادئي الطباع غير قادرون على إحداث تغيير كبير في محيط وجودهم، وأنهم يميلون إلى التحفظ، فإننا لا نستطيع وصف جميع الانطوائيين بالخجل، بحسب الكاتبة، فقد كانت الناشطة «روزا باركس» مثلًا تتمتع بشخصية انطوائية، وكانت رغم ذلك أحد أبرز المدافعين عن حقوق الأفارقة الأمريكيين، وذاع صيتها عندما رفضت التخلي عن مقعدها في حافلة لشخص أبيض البشرة، لتشكِّل بداية إلغاء التمييز العنصري، وهو أحد أهم المحطات في التاريخ الأمريكي.

وهناك غير روزا باركس كثير من الأمثلة لأشخاص حولوا مسار التاريخ، رغم أنهم وُصفوا بالانطوائيين.

يقول المهاتما غاندي: «إذا دخلت علاقة مع شخص انطوائي فلك أن تفخر بذلك، فمثل هؤلاء لا يسمحون لكل من يصادفونه بدخول حياتهم، لكن عندما يفعلون، يجعلهم ولاؤهم وتعاطفهم من أفضل الأصدقاء والشركاء وزملاء العمل، بل والزعماء أيضًا، فوجود الانطوائيين في حد ذاته نعمة».

مواضيع مشابهة