طعامي أورغانيك: لماذا ينجح الأغنياء في الالتزام بالأكل الصحي؟

ترجمات
نشر في 2017/06/12

يرى الآباء والأمهات عادةً أن وقت تناول الطعام من أصعب الأوقات التي يقضونها مع أطفالهم، فهناك دائمًا مخاوف بشأن كمية أكل الطفل، وما إذا كان يأكل الطعام الصحي المناسب.

يكره كثير من الأطفال تناول الخضراوات والطعام الصحي عمومًا، ويؤدي هذا إلى انتهاء الأمر بالتخلص من الطعام في صناديق القمامة، وهذه الظاهرة بالذات تفسر مَيْل الأطفال من الأُسُر الأغنى إلى تناول الطعام الصحي، بحسب مقال نُشر على موقع «Vice».

وفقًا للمقال، تنجح مناشدات الآباء والأمهات وإلحاحهم عادةً في إقناع الأطفال بتناول الخضراوات أو أي طعام آخر، إذ وجدت دراسة أُجريت عام 1990 أن الأطفال بحاجة إلى التعامل مع طعام معين من ثماني إلى 15 مرة حتى يتقبلوه، وبمجرد اعتيادهم على أطعمة معينة فلن يكتفوا بأكلها إذا قُدِّمت لهم فقط، بل سيختارونها كذلك من تلقاء أنفسهم.

الدخل يتحكم في نوعية الأطعمة

أطفال يأكلون الطعام
الصورة: Courtney Garrard

تختار الأسر منخفضة الدخل أطعمة مجمدة بدل الصحية الطازجة، رغم رغبتها في شراء طعام مغذٍ.

يختلف الأمر بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض، فيقول كاتب المقال إن أطفال هذه الأسر بالذات لا يفضلون تناول البازلاء أو البروكلي، لأن إهدار هذا الطعام يعني إهدار المال، ومن ثَمَّ تشعر الأسر ذات الميزانيات المنخفضة بضغط أكبر عند امتناع الأطفال عن تناول الأطعمة الصحية، فلا يلحُّون عليهم مجددًا لأكلها تجنبًا لإهدارها.

قد يهمك أيضًا: لماذا يتجه فقراء العالم لطعام الأغنياء، والعكس؟

وجدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة العلوم الاجتماعية والطب أن الأسر ذات الدخل المنخفض أكثر عرضةً للتخلي عن محاولات إطعام أطفالهم وجبات صحية، مثل ملفوف الكرنب، واللجوء بدلًا من ذلك إلى الأطعمة الأقل فائدةً التي يحبها أطفالهم، في حين أن العائلات الغنية تصرُّ على الأكلات الصحية حتى يعتاد الأطفال تناولها.

يروي الكاتب أن الباحثة «كيتلين دانيال» قضت بعض الوقت مع 73 من الآباء والأمهات في مدينة بوسطن الأمريكية، وأجرت مقابلات وتسوَّقت معهم، ولم يؤثر وجودها في خيارات شراء الوالدين، إلى حدِّ أن ثلاثة من المشاركين في الدراسة سرقوا بعض السلع من المتجر بينما كانت بصحبتهم.

لاحظت دانيال أن الأسر ذات الدخل المنخفض اختارت الأطعمة المجمدة بدلًا من الصحية الطازجة، رغم رغبتهم في شراء وجبات مغذية لأطفالهم.

يورد المقال أن واحدة من الأمهات قالت لدانيال إنها تحاول عدم شراء الأطعمة التي لا تعرف إذا كان أطفالها سيحبونها أم لا. وفي حين كانت العائلات الثرية منزعجة أيضًا من إهدار الطعام، فإنها أكثر قدرةً على تحمُّل النفقات الإضافية، والتأكد من أن الطعام الذي يرفضه أحد الأطفال سيتناوله عضو آخر داخل الأسرة.

تشير دانيال إلى أن «كثيرًا من الأسر المشاركة ذات الدخل المنخفض لا تغامر بإهدار الطعام وتشتري الأكل الذي يحبه الأطفال، مثل الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والفقيرة من حيث القيمة الغذائية».

اقرأ أيضًا: ماذا تخبرنا ثلاجات المصريين عن الوضع الاقتصادي في البلاد؟

ما الحل؟

أطفال يتعلمون الطبخ
الصورة: Sgt. Sinthia Rosario

أظهرت دراسات سابقة أن الأشخاص ذوي الدخل المرتفع يميلون إلى تناول الوجبات الصحية، وأولئك الذين ينفقون المزيد من الأموال على الأطعمة يميلون إلى تناول الطعام الصحي والمزيد من الفاكهة والخضراوات.

ومع تشكُّل العادات والتفضيلات الغذائية في سن مبكرة، وتحكُّم القيود الاقتصادية في مسألة إهدار الطعام، يرى كاتب المقال أن دراسة كيتلين دانيال تقدم لنا فكرة عن كيفية معالجة هذه المشكلة من منظور الصحة العامة.

تقترح دانيال أن تتحمل المدارس بعض التكاليف الثابتة للتشجيع على اتباع نظام غذائي صحي، بتقديم الأطعمة الصحية للأطفال،  ويمكن أن يشتري الآباء والأمهات الخضراوات المجمدة، لأنها تبقى لفترة أطول ويمكن تقديمها على أكثر من مرة، وبالتالي تجنب إهدارها.

لكن بالنسبة للآباء والأمهات من جميع الخلفيات الاقتصادية، لا تقتصر المعاناة على تغذية الأطفال بطعام صحي، بل يواجهون بعد ذلك مراحل مهمة أخرى في رحلة نضوج أطفالهم، كأن يكونوا المصدر الرئيسي لكراهية وغضب أطفالهم خلال سنوات المراهقة، وبعد ذلك يواجهون تحدي دفع تكاليف الكلية أو أي مصاريف أخرى في جميع مراحل الحياة، فتربية الأطفال ليست أمرًا هينًا في النهاية.

مواضيع مشابهة