من المؤكد أنك مررت على عدة محطات خلال رحلة بحثك عن السعادة الأبدية الخالصة، جعلتك تخفض سقف طموحاتك كلما استمررت في هذه الرحلة. قد تتخلى عن أن تكون سعادتك أبديةً مقابل أن تقضي ساعات من السعادة الخالصة، ثم تتخلى عن أن تكون سعادةً خالصةً مقابل دقائق من السعادة أيًّا كانت، وإذا بالأمر ينتهي بك تحمد الله على ما تشعر به من راحة بال بين الحين والآخر.
لا تجهد نفسك باتباع نصائح وخطوات ووصفات، فقط اقرأ ما بين السطور، فربما تكتشف بمحض الصدفة أن طريقك إلى السعادة كان أمامك طَوَال الوقت لكنك لم ترَه. هذا ما حدث مع الكاتب «جوش بينز»، الذي عثر على نصائح كتبها بعض المتفائلين وجعلته يدرك أن السعادة أقرب إليه ممَّا يتخيل، فشارك تجربته في مقال على موقع «Vice».
استمتع بالأمور البسيطة
تأكد من أن أبواب السعادة لن تُفتح أمامك فجأةً لتنبعث منها بهجة وسرور يغيران حياتك إلى الأبد، لذا عليك أن ترضى بأبسط الأمور، مثل لحظات السعادة التي تغمرك عندما تجد أن علبة الآيس كريم في الثلاجة تحتوي فعلًا على آيس كريم، أو البهجة التي تشعر بها عندما تسمع شخصًا يتحدث بسوء عن شخص آخر تكرهه.
إذا استطعت أن تجد السعادة في أشياء مماثلة فلن تصل إلى مرحلة التعاسة أبدًا، وتذكر دائمًا أنك لست أتعس مخلوق على وجه الأرض.
كن صادقًا أمام نفسك
ماذا لو كنت شخصًا متكاسلًا بطبعك؟ ماذا لو لم تكن مُتعَبًا لكنك لا تريد سوى البقاء في سريرك، الذي تغرقه بفتات الطعام خلال مشاهدة مقاطع الفيديو على الإنترنت؟ هل يمكنك أن تتقبل نفسك بهذا الشكل؟ هل يمكنك أن تكون سعيدًا بهذه الشخصية؟
طالما أن ذلك يجعلك مرتاحًا، لا تترد في فعله ولا تختلق له مبررات، وتقبَّل أن هذا الوضع يرضيك. أَنهِ ما تأكله ثم قل لنفسك إنك سعيد هكذا، وأكمل تصفح الإنترنت.
تجوَّل هائمًا
استيقِظ، واستحم، أو لا تفعل. افتح خرائط جوجل، وابحث عن مكان يبعد عن بيتك قرابة 10 كيلومترات، ثم تمشَّ إلى هناك، وتوقف لشراء طعام، فالطعام وحده كفيل بجعلك تشعر بالسعادة. بعد ذلك استأنِف رحلتك، واذهب إلى أقرب محطة حافلات، ثم استقل حافلة إلى المنزل، وهناك أخبر كل من تراه بفخر كيف أن هذه الرحلة صفَّت ذهنك.
خطِّط لرحلات مماثلة كل عطلة، لكن جرب أماكن مختلفة وأطعمة جديدة. هذه الرحلة التي لا تهدف إلى أي شيء على الإطلاق كفيلة بتصفية ذهنك وبعث السعادة في روحك.
قد يعجبك أيضًا: كيف يساعدك السفر في إعادة النظر للعالم؟
اهتم بما تملكه بدلًا ممَّا تفتقده
ربما تجد هذه النصيحة منطقية حتى تبدأ في تأمُّل ما لديك، فتكتشف أنها نصيحة غير مجدية، لكنك فجأةً تراها فعالة.
مثلًا، من المنطقي أن تتنازل عن جهاز الآيفون الذي تريده وتقتنع أن عدم قدرتك على شرائه قضاء وقدر، لكن فكِّر في هاتفك المكسور الذي يمكِّنك بالكاد من تصفح الإنترنت: ماذا سيحدث لو اختفى هاتفك المُدمَّر هذا ولم تقدر على شراء غيره؟ ستعود حينئذ لتشعر بالرضا الممزوج ببعض السعادة.
توقف عن القلق بشأن المال
فكِّر أنه ربما يكون قريبًا لا تعرفه يبحث عنك ليهبك كل ممتلكاته.
حسنٌ، هذه ليست نصيحة واقعية تمامًا، لكن حاول أن تتبعها. إن لم يكن لديك كثيرًا من المال، توقف عن القلق بشأنه من أجل صحتك.
لا تضع في بالك أن مرتبك أو مصروفك بالكاد يكفيك، وأن عليك أن تدَّخر طَوَال شهر أو اثنين حتى تذهب في رحلة. حاول أن لا تنظر إلى ما تدفعه من مال كأنه ابنك الذي عملت جاهدًا على تربيته (أو جمعه). إن عجزت عن فعل ذلك، حاول فقط أن تسدد ديونك بدلًا من الهرب منها.
تسديد ديونك ليس فكرة جديدة ومن المؤكد أنها خطرت على بالك، لكن إن لم يكن هناك سبيل على الإطلاق لسدادها، فلا تجعل ذلك يضغط على أعصابك. فكِّر في أنه ربما يكون لك قريبًا لا تعرفه يبحث عن عائلته، وسرعان ما سيعثر عليك ويهبك كل ممتلكاته. هذه الفكرة وحدها من شأنها أن تجعلك سعيدًا لفترة على الأقل.
قد يهمك أيضًا: الكنز في الرحلة: لا تشترِ السلعة، اشترِ التجربة
كُن بطلًا لبعض الوقت
لا شيء يبعث السعادة في نفس الإنسان أكثر من مديح الناس. غالبًا ما يتذكر كل واحد منا موقفًا من طفولته، لا يزال الجميع يتحاكون حتى الآن بشجاعته أو ذكائه فيه، وهذا هو ما عليك أن تتذكره. كرِّر ذلك متى ما أتيحت لك الفرصة، وستشعر بالرضا عن نفسك والفخر كلما هنَّأك أحد على بطولتك.
يا حبذا لو كانت هذه البطولة تتعلق بفتاة ما، ستقع على الأرجح في حبك، لتجد نفسك أمام حب حياتك بمحض الصدفة، وستكون ذكرى لقائكما تخليدًا لموقفك البطولي، وتخيل بعد ذلك مدى سعادتك بأن تُكوِّن أسرة تشاركك حياتك.
أما إذا لم تكن قادرًا على تحمل مسؤولية كل ذلك، فاكتفِ بالموقف البطولي فقط، سيفي بالغرض.
تبنَّ حيوانًا أليفًا
ما رأيك في أن تنقذ حيوانًا وتجعل من بيتك مأوًى له؟ ليس من أجل التفاخر، بل من أجل حبه غير المشروط (إلا بالطعام) الذي سيدخل السعادة على حياتك. ستجد تحمُّل المسؤولية شيئًا ممتعًا لأول مرة في حياتك.
لو لم تكن قادرًا على تربية حيوان ذي متطلبات كثيرة، يمكنك الاكتفاء بسمكة ذهبية تضع لها بعض الطعام، وتشاهدان التليفزيون معًا.
أسعِد مَن حولك
السعادة كالعدوى. لست مضطرًا للجوء إلى قليل من الجنون وعمل حركات مضحكة للمارة في الشارع، ولا إنفاق نقود على هدايا لِمَن حولك، بل يكفي أن تبادر بابتسامة لطيفة لشخص وجدته ينظر إليك في الشارع لتجد أنه يبادلك الابتسامة، وربما يتحسن مزاجه فيبادر بالابتسام في وجه شخص آخر، وهكذا.
اقرأ أيضًا: مساعدة الآخرين تعينك في التغلب على اكتئابك
حقِّق إنجازات
إذا تجاهلت كل ذلك واعتقدت أنك ستشتري السعادة بالمال، فأنت على الأرجح محق. لو كنت تمتلك المال، الكثير منه، يمكنك السفر إلى مختلف دول العالم، وشراء كل ما تحتاج إليه، لكن قد تعاني في ما بعد تأنيب الضمير بسبب شعورك بأنك تهدر المال أو تسيء استغلاله.
لو لم تكن تريد إهدار هذا الكَمِّ من المال، أو لم يكن لديك من الأساس، فانظر إلى ما بين يديك. ستكتشف السعادة في كل ركن في حياتك إذا أمعنت النظر، لكن لا تهرب أبدًا إلى واقع افتراضي بديل.