تلبيةً لطلب الأصدقاء الأعزاء في موقع «منشور»، أكتب قائمة بترشيحاتي من الكتب والأفلام والموسيقى.
في الحقيقة، لا يمكنني جمع وتذكر كل الكتب الجيدة التي قرأتها، لكن بالطبع هناك كتب وأفلام ومقطوعات موسيقية تترك انطباعًا لا يُنسى في ذاكرة كل منا، وهو ما تحتويه هذه القائمة.
الكتب
- «قصة الفلسفة»، ويل ديورانت
رغم أنني متخصص في العلم، تحديدًا في الفيزياء، فإن ما شكل حياتي الفكرية كان الفلسفة لا الفيزياء. كان لدي افتتان بالفلسفة الغربية الحديثة، رغم أنني حاليًا قد فقدت الكثير من هذا الافتتان، ربما بسبب نمو الشخصية العلمية لدي مع الزمن. لكني ما زلت أرى بأنه يجب على كل إنسان أن يقرأ تاريخ الفلسفة ولو لمرة واحدة فقط في حياته.
كان كتاب ويل ديورانت المشهور «قصة الفلسفة» من أجمل وأبسط ما قرأت في تاريخ الفلسفة، حتى إنني قد قرأته ثلاثة مرات على فترات متفرقة. لدى ديورانت تلك القدرة الهائلة على تعليمك بكلمات بسيطة مع الاحتفاظ بعمق المعنى. ثم يقدم نقده لكل المدارس والفلسفات، وهذا أمر جيد، إذ يعطيك انطباعًا بأنه لا يوجد إنسان مقدس مهما بلغ من عبقرية أو حكمة أو تأثير.
- «سمات القانون الفيزيائي»، ريتشارد فاينمان
لكوني فيزيائيًا، فبالتأكيد ستكون معظم القائمة من كتب الفيزياء والعلوم. ويأتي على رأسها كتاب الفيزيائي المشهور «ريتشارد فاينمان».
نستطيع القول بأن فاينمان نجم نجوم الفيزياء. فبالإضافة لكونه عالمًا من الطراز الأول، كان قريبًا من الجمهور العام، يتحدث معهم باستمرار ويلقي المحاضرات العامة والنكات بحماس شديد. وربما كانت محاضراته «طبيعة القانون الفيزيائي»، التي ألقاها عام 1964 في جامعة كورنيل الأمريكية، خير مثال. يتحدث الرجل بأسلوب بسيط وعميق عن مواضيع مثل الجاذبية، والعلاقة بين الفيزياء والرياضيات، والتناظر، وكيف تكتشف قانونًا جديدًا في الفيزياء، وغيرها من الموضوعات. وحُوِّلت تلك المحاضرات إلى كتاب.
- «آينشتاين: حياته وعالمه»، والتر إيزاكسون
أحب بين فترة وأخرى أن أقرأ بعضًا من سيرة حياة أولئك الذين جعلوا حياتنا أجمل. وأجمل سيرة قرأتها كانت تلك التي كتبها المتخصص في كتابة السير الذاتية «والتر إيزاكسون» عن حياة آلبرت آينشتاين، الرجل الذي لا أحتاج أن أتحدث عنه، فاسمه كافٍ. كل ما أستطيع قوله لك إن القرن العشرين لا يُفهم إلا بفهم آينشتاين.
- «التدبير الإلهي: الأساس العلمي لعالم منطقي»، بول ديفيز
لدي في مكتبتي الشخصية قائمة انتظار طويلة من الكتب. وحين يأتي دور كتاب لـ«بول ديفيز»، أشعر بحماسة وسعادة بالغتين، فأخرج مباشرة من المنزل إلى أقرب مقهى وأقضي ساعات من المتعة التي أدين بها لديفيز.
بول عالم فيزياء بريطاني. وبحسب علمي، فهو أكثر من كتب في أدبيات الفيزياء. له سحره الخاص في الكتابة، يتنقل برشاقة من موضوع إلى آخر. تارة في الفيزياء وتارة في الرياضيات ومرة في البيولوجيا، ويتحدث أيضًا عن مواضيع فلسفية وصوفية ومسألة وجود خالق. لديه إلمام هائل بتلك المواضيع، وأكثر ما يعجبني فيه حياديته. لا يميل إلى الرأي العام ولا لرأي المجتمع العلمي، الذي قد يكون في أحيان كثيرة جامدًا فكريًا. لديه كتب كثيرة، لكنني سأرشح كتاب «التدبير الإلهي».
- «الكون الأنيق»، براين غرين
لا زلت أتذكر اللحظة التي اشتريت فيها هذا الكتاب من معرض الكتاب عندما كنت في سنتي الجامعية الأولى. كنت سمعت بأنه من أكثر الكتب مبيعًا، وما إن وجدت ترجمة له حتى اقتنيتها فورًا.
هذا الكتاب أحد الكتب التي أشعلت حماسي للفيزياء. يتحدث غرين بأسلوبه الجذاب المعهود عن أكبر الموضوعات الفيزيائة الحديثة والمعاصرة. ثم يشرح ببراعة تلك المشكلة التي لا تزال عصية على العلماء إلى اليوم.
عندما تقرأ مثل تلك الأشياء وأنت لا تزال تخطو خطواتك العلمية الأولى، سيشتعل حماسك وتكبر أحلامك. وأعتقد أن هذا ما حدث معي عندما قرأت كتاب «الكون الأنيق».
- «ثم لم يبقَ أحد»، أغاثا كريستي
أود أن أخصص جزءًا من قائمتي للروايات. ورغم أن هناك الكثير من الروايات الرائعة التي قرأتها، فإني لا أزال أذكر حالتي عندما انتهيت من رواية «ثم لم يبقَ أحد». كنت جالسًا في الخارج في شهر ديسمبر وبرده القارس، وكان جسدي يرتجف، إلا إنني لم أستطيع ترك الرواية من يدي، فتحملت البرد من شدة الحماس حتى أنهيتها.
ومن بعدها قرأت أكثر من 13 رواية لملكة الغموض والروايات البوليسية «أغاثا كريستي».
الأفلام
لا أعتقد بأن رأيي هنا مهم جدًا، فهذا الفلم الأسطوري قد تغنى به النقاد والمشاهدون والفنانون منذ صدوره في أول السبعينيات.
عندما شاهدت الفيلم لأول مرة حلمت به في نفس الليلة، عرفت حينها مدى تأثري، خصوصًا بالموسيقى التصويرية الرائعة.
نشأ عندي حب كبير لأفلام الغرب الأمريكي، أو ما يسمى «الكاوبوي»، بسبب هذا الفيلم. القصة محكمة ومَشاهد الصمت مهيبة. أحب البيئة البسيطة التي نفتقدها اليوم. أتساءل دائمًا أيهما أسعد للإنسان: الحياة البسيطة أم التكنولوجية؟
تصوير الفيلم رائع جدًا، والموسيقى التصويرية أجمل ما سمعت من موسيقى الأفلام على الإطلاق.
أعتبره أجمل فيلم شاهدته لتجسيد حياة عبقري. قدم النجم «راسل كرو» أداءً مبهرًا لشخصية عالم الرياضيات والاقتصاد الحائز على جائزة نوبل «جون فوربس ناش».
قد تعتقد أن حياة الإنسان العبقري سهلة وأنه شخص محظوظ، لكن هذا الفيلم سيغير رأيك، وربما تحمد الله أنك لست عبقريًا.
من منا لم يسمع عن «ستيفن هوكينغ»؟ عالم الفيزياء المُقعَد الذي رحل عن عالمنا في 2018. يروي الفيلم السيرة الذاتية والرومانسية لحياة العالم البريطاني الكبير، وكيف أُصيب بداء العصبون الحركي الذي أجلسه على كرسيه المتحرك طوال حياته.
كان لهذا الرجل عزيمة فريدة من نوعها، فكافح وأنجز في الفيزياء ما جعله أشهر العقول بعد آينشتاين. وقد ترجمت له قبل عامين كتابًا بنفس عنوان الفيلم: «نظرية كل شيء»، يشرح فيه نظريات الفيزياء الكبرى حول الكون والثقوب السوداء، وكيف أسهم هو شخصيًا في نظرتنا الحالية للكون.
-
«Amadeus»
فيلم رائع جدًا عن حياة الموسيقار النمساوي المعجزة «وولفغانغ أماديوس موتسارت». لدي حب شديد للموسيقى الكلاسيكية، فمن الطبيعي أن أُعجب بشدة بهذا الفيلم. أكتب هذه التوصيات الآن على أنغام موسيقى موتسارت. يقول آينشتاين إن موسيقاه انعكاس للجمال الكوني.
لكن للأسف، غالبًا ما تكون حياة العباقرة صعبة ومؤلمة. وهذا الفيلم سيؤكد لك تلك الحقيقة، وقد تشعر بالحزن في النهاية.
فيلم يحكي حياة عالم الرياضيات الهندي الظاهرة «سرينيفاسا رامانوجان». يستند الفيلم إلى كتاب يحمل الاسم نفسه، كتبه «روبرت كانيغل»، ويحكي قصة رامانوجان الذي نشأ فقيرًا في مدراس الهند، ثم حصل على قبول في جامعة كامبريدج خلال الحرب العالمية الأولى، بتوجيهات من عالم الرياضيات البريطاني «غودفري هاردي»، الذي عرف لاحقًا أنه قد اكتشف معجزة رياضية.
الموسيقى
بالنسبة للموسيقى، أميل إلى الكلاسيكيات العالمية. وهذا النوع من الموسيقى غير منتشر لدينا، وهو أمر طبيعي لاختلاف الثقافات والذوق العصري أيضًا.
سأضع أول أربع مقطوعات تخطر في بالي مباشرة دون ذكر أسباب، فقد تكون مدخلًا لك لحب هذا النوع من الموسيقى العظيمة.
- «السيمفونية التاسعة»، بيتهوفن
- «السيمفونية السادسة»، بيتر تشايكوفسكي
- «Canon in D»، يوهان باتشيلبيل
- «Air»، يوهان باخ