هذا الأسبوع يختار لنا صديق «منشور» صانع الموسيقى الأردني «الفرعي» ما يفضله من كتب وأفلام وموسيقى.
أنا أحد الذين لا يقرؤون كثيرًا من الكتب، ولا يشاهدون كثيرًا من الأفلام، ولا حتى يجيدون جمع الموسيقى التي يحبون. لا أعرف السبب، لكن بالطبع تأثرت في مراحل مختلفة بكل ما ذكرت، وأريد أن أنتهز هذه الفرصة للحديث عنها.
الكتب
تتبعثر قراءاتي بين علم النفس والفلسفة الإسلامية، وأعتقد أن كتاب المفكر السوري الدكتور محمد شحرور «الكتاب والقرآن» مهم جدًّا لفكر الإنسان العربي اليوم، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع المؤلف في منهجه، وبغض النظر عن العقيدة.
رأيي أنه يجب علينا، نحن الشباب، أن ننتبه لكتب فلاسفة عصرنا: المفكر الجزائري محمد أركون والمغربي محمد عابد الجابري، اللذين توفيا سنة 2014. أقول ذلك لأننا غالبًا ما نستفيق على مفكري العقل العربي بعد فوات الأوان، ومن ثَم لا تتفاعل الأفكار معنا لحظة ولادتها التفاعل الطبيعي، وتُتَرجم لغير صالحنا لاحقًا.
إذا سُئلت عن مدى تمسكي بالفلسفة الإسلامية، ستكون إجابتي: لو أراد الفكر العربي أن يمارس الحياة المدنية بمعناها الإيجابي، فعليه أن يدرس نفسه. وهناك مفكرون من أمثال المذكورين أعلاه هم امتداد للفكر التنويري الأوروبي بشكله المجرد من الاستعمار، الذي يسلبنا القدرة على الدراسة الجادة للمسائل المعقدة.
كل الأفكار، من وجودٍ وإيمانٍ وثورةٍ وعدلٍ وبطالةٍ ونضالٍ وحبٍّ وقيودٍ ومجتمعٍ وأسرة، تبدأ من هنا في رأيي.
بالطبع هناك مفكرون كثيرون من هذا القبيل، كي لا أكون متحيزًا للمفضلين لديَّ، أمثال العراقي علي الوردي، والتونسي يوسف الصديق، واللبناني حسين مروة، والفلسطيني إدوارد سعيد، والسوريين جورج طرابيشي وفراس السواح، والمصريين نصر حامد أبو زيد وحسن البنا وطه حسين.
الأفلام
بشكل عام، أحب الأفلام التي تحتوي على الفلسفة وعلم النفس والحبكة العظيمة، مثل فيلم «Se7en»، إخراج «ديفيد فينتشر» وبطولة «براد بيت»، وفيلم «The Shawshank Redemption»، إخراج «فرانك داربونت» وبطولة «تيم روبنز»، وفيلم «The Internet's Own Boy»، إخراج «براين كنابنبرغر» وبطولة «آرون شوارتز»، وفيلم «The Life of David Gale»، إخراج «آلن باركر» وبطولة «كيفن سبيسي».
أحب أيضًا مشاهدة أفلام هوليوود الشبابية، لأبقى مطلعًا على الكيفية التي تروَّج بها الأفكار المختلفة في كل جيل.
الموسيقى
«قلبي دق» للعندليب عبد الحليم حافظ من أغانيَّ المفضلة، وكذلك «اوعديني بكلمة» لجورج وسوف، وأستمتع بأغنية «يا طير يا طاير» الأردنية من محمد منير.
أستمع إلى الراب العربي الذي يقدمه الفلسطيني «مقاطعة» والمصري «أبيوسف»، وأحب العلاقة بين الموسيقى الغربية والشرقية والإنتاج المختلف، مثل ألبومات النوبي الجميل أحمد منيب.
أنا من عشاق الرابر الأمريكي «لوبي فياسكو»، لأنه متنوع ومثقف ولا يهتم بحيتان صناعة الموسيقى، وعندما وصل إلى أعلى المراتب كان جادًّا في رسالته، وأعتقد أن ذلك أثَّر في مسيرته من الناحية الإعلامية، لكنه أثبت أن الاستقلال الفكري للفنان هو الأهم.
ولا يزال فياسكو يستفيد مما أسس له على صعيد الاستثمار المستقل، وأعتقد أن ذلك نادر، فعادةً إما نحصل على «جيفارا الحارة الذي لا يهِش ولا ينِش» كما نقول، وإما على الذي باع الحارة مقابل الشهرة.
أحب أيضًا فرقة الروك «دِفتونز»، وخصوصًا أعمالها القديمة. أعضاء الفرقة يعرفون من أين يؤكل الغضب في حالات القشعريرة. ورغم أني أمارس الجاز وأعزفه، فإني لا أستمع إليه كثيرًا.