هدايا الويك إند: يقدمها موقع الأخبار الساخرة «الحدود»

التصميم: منشور

الحدود
نشر في 2019/03/14

طلب منا الأصدقاء في «منشور» إعداد قائمة من الكتب والأفلام والموسيقى التي نفضلها في «الحدود»، كهدية لقراء «منشور» في عطلة نهاية الأسبوع السعيدة. بصراحة لا نعلم إن كنتم فعلًا تودون ذلك أم أن «منشور» قالوا هذا على لسانكم، لكن هذا ذنبهم وليس ذنبنا.

سنبدأ بالحديث عن «Monty Python»، فالمجموعة لم تترك شيئًا إلا ووضعت عليه لمساتها، من الأفلام إلى المقاطع القصيرة وصولًا للأغاني، مُتَحدِّين في الكوميديا الساخرة التي أنتجوها معظم التابوهات في فترة نشاطهم، وكانوا جزءًا مهمًّا من جعل الكوميديا الساخرة تستقر على شكلها الحالي اليوم.

ننصحكم أولًا بمشاهدة «Monty Python's Flying Circus»، وهو مجموعة من السكيتشات مقسمة على حلقات. أما بالنسبة لأفلامهم، فلم نتمكن من الاتفاق على ترشيح واحد، فقرر مدير التحرير أن يتصرف كقائد ويرشح لكم «The Life of Brian» و«The Holy Grail» و«The Meaning of Life».

ولأن الموسيقى عادةً ما تصاحب إنتاجاتهم المصورة، اخترنا لكم «Universe Song».

الأفلام

لقطة من فيلم «Man Bites Dog» - الصورة: AAA

اتفقنا أن لا نرشح لكم أفلامًا معروفة إلى حد ما، ولا نخفيكم أن هذا ليس كرمًا زائدًا منا بقدر ما هو رغبة في ألا نكون وضعنا مجهودًا في قائمة أفلام لن يستفيد منها أحد، ما سيدفعكم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في الدعاء علينا.

يحكي الفيلم قصة فريق إنتاج أفلام وثائقية يقررون مرافقة سفاح وشاعر يحب الموسيقى الكلاسيكية خلال ارتكاب جرائمه لتصويرها ضمن فيلم، قبل أن يفقدوا عاطفتهم تجاه الضحايا ويتحولوا إلى شركاء في جرائمه.

ما يشدُّنا تجاه هذا الفيلم ليس أننا نفتقد للعاطفة كما يظن بعض القراء، بل الكوميديا السوداء التي مُزجت ببراعة في أحداثه المروِّعة، والتي تُسهم في تصوير السفاح كإنسان، لنضحك على تعبيراته ونكاته دون أن نكون مرتاحين أو مقتنعين بأن من أمامنا شخص «جيد».

اخترنا هذا الفيلم لأننا جميعًا نرغب في تحطيم الطابعة التي أمامنا في المكتب.

الفيلم يروي قصة 3 زملاء يحاولون التخلص من أعمالهم اليومية المملة في شركة برمجيات، فيبتكرون طريقة لسرقة المال من شركتهم بعد معرفتهم أن الإدارة قررت تخيض النفقات، وأن وظائفهم باتت على المحك، ويسرقون طابعة المكتب بهدف تحطيمها في الأثناء.

يسخر الفيلم بشكل غير مباشر عبر شخصياته المختلفة من طبيعة الوظائف، وعلاقات الموظفين بزملائهم ومدرائهم. وكان الفيلم سببًا رئيسيًّا لإنتاج مسلسل «The Office»، بنسخته الأمريكية لاحقًا، إذا احتجتم سببًا آخر لينال إعجابكم.

مهاراتنا في اللغة الكورية متواضعة، لكن الفيلم من حسن الحظ مترجم، وما دفعنا لنرشح لكم فيلمًا كوريًّا (جنوبيًّا طبعًا، لأن كيم لا يحب أن نشاهد فيلمًا غيره)، أن معظم أحداثه تدور في مصحة عقلية، أي إنه قريب جدًّا من الواقع الذي نعيشه كلنا.

في المصحة تقيم فتاة كانت تعمل في مصنع إلكترونيات، وقررت أن تُدخل سلكًا في يدها لتعيد شحن ذاتها لاعتقادها أنها آلة، ولا تتحدث في الغالب سوى مع الأجهزة الإلكترونية وأدوات المنزل، وتأخذ النصائح من مذياعها كي تصير آلة أفضل.

هناك سبب آخر لترشيح الفيلم: كثير من الموظفين في مختلف القطاعات يشعرون أنهم آلات، لكن ربما كان من الصعب عليهم تخيل ذلك، وهذه فرصة جيدة لمعرفة كيف يمكن لكم التأقلم مع وضعكم والتصرف كآلة فعلًا. تجربة ممتعة نتمناها لكم.

فيلم فرنسي تدور أحداثه خلال فترة ما بعد دمار العالم (أي في زمان ما قريب جدًّا، طالما أن ترامب على رأس الإدارة الأمريكية). في ذلك الوقت، يُستعمل الطعام كعملة في بناية شبه منهارة يملكها جزار افتتح متجرًا فيها، وينشر إعلانات وظائف في جريدة «الأوقات الصعبة» ليجذب الناس إلى متجره، حيث يقتلهم ويقطعهم ثم يعيد بيع لحومهم لسكان البناية. وللعلم فقط، هذا فيلم كوميدي وليس فيلم رعب.

فيلم خيال علمي من إنتاج وكتابة وإخراج وبطولة «شين كاروث»، خريج كلية الرياضيات، الذي قرر عدم تبسيط الحوارات والمصطلحات المبنية عليها فكرة الفيلم، والتعامل معه كأنه مشروع علمي حقيقي.

لا يقارَن الفيلم بأفلام الخيال العلمي الأخرى في هوليوود من حيث ضخامة الإنتاج وكمية المؤثرات البصرية، نظرًا لتكلفته المنخفضة جدًا. الأمر الذي يذكرنا دائمًا بالقدرة على الإبداع والإنتاج الجيد دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة، بمعنى أنه يشكل فرصة جيدة لمدربي «التنمية البشرية لإحداث تغيير» على الأمثلة التي يعطونها.

في أقل من ساعة، يلخص عمر أميرالاي مخرج الفيلم النظام التعليمي في سوريا، ويوثق لحظة دخول الكمبيوتر إحدى مدارسه، مستعرضًا تأثير سياسات حزب البعث على البلاد، دون توجيه نقد مباشر للنظام أو الحزب. طبعًا، الفيلم محظور في سوريا.

الكتب

مجموعة من ثلاثة أجزاء هي «الكون» و«عبور البشروش» و«كبد ميلاؤس»، والأخير هو الذي نذكره هنا.

يروي سليم بركات قصة نحات يعيش داخل عالمه الخاص ويكره تجريد الكائنات من طبيعتها. بتشويق وإثارة، يُبقي بركات القارئ محتارًا إن كان النحات مرَّ بهذه التجارب فعلًا أم أنه يتخيلها فحسب.

ومع أن الرواية مجازية تمامًا وتدفعك لتسرح بخيالك، فإنك لن تنفصل بذلك عن الواقع أبدًا. إضافة إلى لمسات بركات في التشويق والغموض في السرد القصصي، نرشحها لأننا نعتقد أنها أفضل من روايات أحلام مستغانمي، لكن سليم لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي.

نبيل ملين باحث مغربي، يسلط في كتابه هذا الضوء على تاريخ ونشأة إحدى أهم وأقوى أشكال التحالف بين السلطة الدينية والسياسية في العالم المعاصر، والتي أثرت في شكل وطبيعة الدين والسلطة في المنطقة ككل.

هذا الكتاب لا نرشحه لكم وحدكم، بل للجهات الرقابية التي تقرأ أيضًا، فمن غير المعقول أن تذهبوا في إجازة ولا تأخذوهم معكم.

نرشح هذا الكتاب الذي رأيناه في أحد معارض الكتب، رغم أننا لم نقرأه، لأن موضوعه بطبيعة الحال سيتمحور حول أهمية العفة للفتيات (هناك نسخة تهمس في أذن الذكور أيضًا)، وضرورة الابتعاد عن «الزنا» أو أي شيء قد يؤدي إليه.

هذه النوعية من المؤلفات تزين معارض الكتب دائمًا، ولا بد لأحد أن يقرأها ويخبرنا إذا كنا مخطئين.

يرصد الكتاب تصاعد وتطور الاحتقان الشعبي في سوريا، الذي أدى لاحقًا إلى الثورة، ويحللها من النواحي الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، وبالأرقام والدلائل.

الكتاب شامل ومهني وغير منحاز لطرف على حساب الآخر، وهو ما يندر حدوثه في ظل انقسام العالم حول الأزمة السورية. يقدم الكتاب كذلك منهجًا وتحليلًا وتفكيرًا سلسًا لغير المختصين وللقارئ العادي، وقد رشحناه لأن طريقة العرض يمكن أن تنبه إلى مدى تشابه الوضع في معظم بلداننا العربية، النفطية منها والمُمانعة والمُماحكة، كلها تغلي من أسفل أو من فوق.

الرواية مُنعت لأكثر من 40 عامًا من النشر أو التوزيع في المنطقة العربية، ولم تُتَح للقارئ العربي إلا في نهاية الثمانينيات، لأنها مستمدة من أحداث واكبت فترة حكم رئيس غواتيمالا في الأربعينيات.

نعم، هذا هو السبب. الرواية عن غواتيمالا وليس مصر، لكنها احتاجت 40 عامًا كي يقرأها موظف الرقابة في وزارة الثقافة.

هل هناك حاجة لذكر أدلة على أهمية الرواية وما فيها من إسقاطات تمثل واقع الشعوب العربية وحكامها، وطريقة إدارة الدول القمعية للبلاد كملكيات خاصة؟ الرواية فيها كم هائل من الجمال التعبيري والتفاصيل التي لا تُشعرك ولو للحظة أن النص مرتبط بمجتمع ودولة وثقافة غريبة عنك.

غاليانو صحفي من الأوروغواي، لخص تجربته البحثية والمعرفية في القارة الأمريكية على شكل قصص قصيرة في مجموعات عديدة، «المعانقات» إحداها.

يقول فيها: «إذا لم يكن عند الماضي شيء يقوله للحاضر، يمكن أن يتابع التاريخ نومه دون إزعاج في الخزانة التي يضع فيها النظام أقنعته الكاذبة. يفرِّغ النظام ذاكرتنا ويملؤها بالقمامة، وهكذا يعلمنا أن نكرر التاريخ بدلًا من أن نصنعه، تكرر المأساة نفسها كمسرحية ساخرة، كما النبوءة القديمة أعلنت. ولكن معنا، الأمر أكثر سوءًا: المأساة تتكرر كمأساة». وهذا الاقتباس يعطينا لمحة عن المكان الذي سيأخذنا إليه غاليانو في مجموعته، لأننا تعبنا من تقديم مبررات فحاولنا أن نعتمد على الكاتب نفسه لإغرائكم.

الموسيقى

 لا نعلم لماذا نحب الموسيقى التي نستمع إليها. حاولنا أن نجد أسبابًا منطقية، وفشلنا. حتى إننا تأخرنا في تسليم هذه القائمة لأصدقائنا في «منشور» لهذا السبب، إضافة إلى كسل زميلنا لؤي طبعًا.

لذا، سنترك لكم قائمة أطول من المطلوب عوض تقديم الأسباب:

مواضيع مشابهة