سيبدو هذا الموضوع تحديًا لتقرير المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري عن مسلسلات رمضان، الذي جاء فيه أن كثيرًا من المسلسلات حَوَت مشاهد وإيحاءات جنسية خادشة للحياء. لكن هناك أربعة أعمال دخل الجنس في نسيجها وأساس قصتها، كان في بعضها مؤثرًا في سياق الأحداث وليس دخيلًا لمجرد الإثارة، أما بعضها الآخر فكان الجنس فيه مجرد وسيلة دعائية.
هذه ليست وصاية على الجنس في الأعمال الرمضانية، خصوصًا أنه الموضوع الأكثر حرجًا في أعمال الدراما خلال موسم رواجها الأهم، فكيف يمكن الوصول إلى حل وسط بين سُلطة رمضان الدينية وموضوع مهم لا يمكن أن يخلو منه عمل درامي؟
وضع أمني: حمدي الوزير يغتصب مجددًا
في مسلسل «وضع أمني»، الذي كتبه مصطفى حمدي وأخرجه مجدي أحمد علي، يستأجر المعلم سيد (حمدي الوزير) مجموعة سيدات لاغتصاب هبة (ريهام حجاج) داخل سوق السمك أمام عينيه كي يجبرها على الزواج منه، لرد اعتباره بعد أن لقَّنه خطيبها حسن (عمرو سعد) علقة ساخنة، وطلب منها أن تضربه بالحذاء أمام أهل المنطقة لتحرشه بها، وبالفعل تتزوج هبة من سيد.
خرج المشهد مؤثرًا وطبيعيًّا، ربما لأن الجمهور اعتاد مشاهدة حمدي الوزير يؤدي مشاهد اغتصاب. الوزير استطاع أن يستثمر الميراث والصورة العامة، الفنية بالطبع، المطبوعة عنه لدى الناس، فلعب بعينيه ليمثل نظرات الشهوة والانتقام معًا.
بحسب ما أوضحت الناقدة خيرية البشلاوي لـ«منشور»، جاء استخدام المخرج للموسيقى التصويرية والإضاءة جيدًا، ونجح في بث جو من الرعب خلال المشهد، كما بدا الديكور طبيعيًّا، إلا أن شكل السيدات اللاتي اغتصبن هبة بدا مبالَغًا فيه، فعددهن أكثر من اللازم، كما أن جميعهن يرتدين الأسود. أما أداء ريهام حجاج فكان طبيعيًّا ومعبرًا عن فداحة الموقف الذي تمر به.
قد يعجبك أيضًا: متى تثور الدراما في الخليج على النمطية؟
لأعلى سعر: كلنا خائنون.. لا أستثني أحدًا
الشهوانية والخيانة التي بدت عليها شخصية سارة سلامة في المسلسل مقصودة.
بعيدًا عن الصراع بين جميلة (نيللي كريم) وليلى (زينة) على حب الدكتور هشام (أحمد فهمي) في مسلسل «لأعلى سعر»، الذي كتبه مدحت العدل وأخرجه محمد العدل، تأتي خيانة عبلة (سارة سلامة) لزوجها رامي (محمد حاتم) مع زميلها عبد الله (محمد علاء)، فتقع في أزمة بعد اكتشافها أنها حامل من عشيقها، في الوقت الذي تعلم فيه أن زوجها عقيم.
بدأت علاقة عبلة بعبد الله عقب توتر علاقتها بزوجها، حين اكتشف خيانتها له مع أخيه كريم (أحمد مجدي)، الذي طلبت منه عبلة الدخول في علاقة جنسية معها.
يرى الناقد نادر عدلي أن الشهوانية والخيانة التي بدت عليها عبلة في المسلسل مقصودة، لمعادلة خيانة الدكتور هشام لجميلة.
يقول عدلي لـ«منشور» إن المَظلَمَة التي تعيشها نيللي كريم لا تعبِّر عن النساء جميعًا، وإن أداء سارة سلامة كان ضعيفًا، ولولا الجدل الذي يثيره دورها في المسلسل، خصوصًا زنا المحارم في علاقة الشخصية التي تمثلها بكريم، ما كان الإعلام قد اهتم بها.
اقرأ أيضًا: لماذا لا يتابع المشاهد العربي المسلسلات المغاربية؟
الحلال: مراهقة متأخرة لبيومي فؤاد
يكتسي الزوج في هذا النوع من المسلسلات بمظهر ديني، فيرتدي الجلباب ويلقَّب بـ«الحاج».
في مسلسل «الحلال» يعاني الحاج أنس (بيومي فؤاد) من مراهقة متأخرة ويطارد النساء، حتى أنه يتزوج من أربعة، هن نرجس (فادية عبد الغني) وذهبية (سمية الخشاب) وسلمى (دينا فؤاد) وفاطيمة (يسرا اللوزي).
المسلسل، الذي كتبته سماح الحريري وأخرجه أحمد شفيق، يعتبر امتدادًا لسلسلة من المسلسلات ظهرت مع الألفية الجديدة، بدأها نور الشريف بـ«عائلة الحاج متولي»، ثم أكمل من بعده مصطفى شعبان بسلسلة مسلسلات منها «الزوجة الرابعة»، وكلها تدور حول الرجل المزواج الذي تحاول زوجاته إرضاءه.
يشير نادر عدلي إلى أن هذا الزوج يكتسي غالبًا بمظهر ديني، فيرتدي الجلباب ويُلقَّب بـ«الحاج» ويمسك بالمسبحة، لكن «الحلال» كان مسلسلًا ضعيفًا وليست فكرته جديدة، بحسب عدلي.
الحرباية: الشائعات الجنسية لا تكفي
حين تتعلق الشائعات بالجنس تصبح مثيرة للكثيرين، وتدفعهم إلى مشاهدة العمل.
الدعاية التي سبقت مسلسل «الحرباية» بُنيت على الجنس، فأشيع أن العمل يحوي مشهد اغتصاب لهيفاء وهبي في ميكروباص، لكن المنتج أنكر ذلك، ثم أنكرت هيفاء.
تُتَّهم هيفاء دومًا بمحاولة الظهور بشكل مغرٍ للرجال في أعمالها الغنائية والفنية، وأشهر أزماتها كانت مع فيلم «حلاوة روح»، الذي أوقف عرضه بأمر من رئيس الوزراء المصري.
توضح الناقدة ماجدة خير الله لـ«منشور» أن الشائعات إحدى أساليب الدعاية للأعمال الفنية قبل صدورها، وحين تتعلق الشائعات بالجنس تصبح مثيرة لكثيرين وتدفعهم إلى مشاهدة العمل، كما أن بعض الناس يقتنع بأن نفي الشائعة يؤكد وجودها.
ترى خير الله أن مسلسل «الحرباية» ضعيف، وربما اهتم به الناس بسبب هذه الشائعة الجنسية فقط.
الأمر يختلف مع المسلسلات الكوميدية، فهي تحاول طَوَال الوقت أن تحوم حول التابوهات لأنها منطقة الضحك المضمونة، لذلك كان التركيز على الأعمال الدرامية التي لم يكن الجنس فيها مجرد مادة عارضة، وإنما جزءًا أساسيًّا من موضوع المسلسل، وربما سببًا لرواجه.