لماذا قررت نتفليكس دخول عالم ألعاب الفيديو؟

الصورة: Getty - التصميم: منشور

سارة الفالح
نشر في 2021/09/25

تعد نتفليكس اليوم من أشهر المنصات لمشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية، لاحتوائها على ملايين الأفلام والبرامج، إلى جانب أنها توفر هذه الخدمة دون إعلانات، وبخيارات أسعار في متناول الجميع. ويذكر بيتر كافكا في مقال له عن تفكير نتفليكس بجدية في الاندفاع نحو ألعاب الفيديو، أن المنصة لم تتراجع عن كونها الخيار الأساسي كمزود للبرامج التلفزيونية والأفلام. فما الذي يعنيه ذلك لشبكة نتفليكس الضخمة؟

التوسع في مجال الألعاب بهدوء

الصورة: Getty

بحسب مقالة كافكا فإن الصحفي الفني آدم إبستين أكد أن نتفليكس تفكر بهدوء في دخول عالم ألعاب الفيديو. وذكرت ذا إنفورميشن في تقرير لها أن الشركة تتطلع إلى تعيين مسؤول تنفيذي لقيادة «التوسع» في مجال الألعاب. وأضاف التقرير أن نتفليكس تحدثت إلى «المديرين التنفيذيين المخضرمين في صناعة الألعاب» حول زيادة استثمارها في هذا المجال، ومن غير الواضح بالضبط ما قد يترتب على هذا التوسع، ولكن وفقًا لذا إنفورميشن، فإن أحد الاحتمالات أن خدمة الاشتراك في الألعاب ستكون مثل آبل أركيد.

يؤكد كافكا أن نتفليكس أبلغت المستثمرين رسميًا أنها في «المراحل الأولى من التوسع الإضافي في الألعاب»، قائلة إن هذا التوسع هو امتداد للتجارب التي أجرتها مع عدد قليل من البرامج التفاعلية، على غرار حلقة Bandersnatch من مسلسل Black Mirror.

يعتقد آدم إبستين أن ألعاب الفيديو تعتبر، من الناحية الفنية، ترفيهًا تفاعليًا، لذلك من الممكن أن تدخل نتفليكس هذا المجال دون أن تبتعد كثيرًا عما تفعله. وربما يكون هذا التوقيت مناسبًا، فمبيعات ألعاب الفيديو تزدهر، ويعود ذلك بشكل جزئي إلى وباء كوفيد-19، إلى جانب أنها أكثر ما يفضله المستهلكون من الجيل زد.

خطوات إتاحة الألعاب عبر نتفليكس

معرفة كيفية صناعة الألعاب هي مهارة مختلفة تمامًا عن صناعة البرامج والأفلام، وهذا هو سبب فشل معظم الشركات الكبرى عندما حاولت الدخول إلى عالم صناعة الألعاب.

يوضح كافكا أن هذه الخطوة تعتبر واضحة ومفاجئة، مشيرًا إلى كيفية عمل هذه المبادرة وفقًا لنتفليكس:

من جانب آخر، يذكر كافكا أن هذا يعد خروجًا حقيقيًا عن استراتيجية الشركة، وهو إصرارها على فعل شيء واحد بشكل جيد. ولطالما سُئل المديرون التنفيذيون في نتفليكس لسنوات عن دخولهم في مجال الأخبار والرياضة المباشرة، أو متى سيضيفون إعلانات على الخدمة، والإجابة كانت هي نفسها كل مرة: تعتقد نتفليكس أن التركيز على شيء واحد هو أفضل طريقة للنجاح، وأن التوسع إلى ما هو بعيد عن الأفلام والبرامج التلفزيونية ما هو إلا إلهاء عن الهدف الأساسي. والآن، تقول الشركة إنها على استعداد لتجربة شيء جديد، بينما تجادل بأن فكرة الألعاب المجانية هي امتداد منطقي لما تقدمه بالفعل.

خروج عن المألوف وتجربة جديدة

الصورة: Getty

إضافة إلى ذلك، يشير كافكا إلى أنه عندما تروي نتفليكس تجربتها الأولى في صناعة المحتوى الخاص، يبدو الأمر وكأنه امتداد لما تفعله بالفعل. تقول الشركة إنها كانت مؤمنة بأن عملاءها سيحبون House of Cards، لأنها تعرف أنهم يحبون المسلسلات السياسية المظلمة. وعلى الرغم من أن نتفليكس لم تكن تفقه في تقديم العروض عندما بدأت قبل 10 سنوات، فإنها لم تكن بحاجة لمعرفة ذلك، لأنها ببساطة دفعت إلى ديفيد فينشر وكيفن سبيسي وشركة الإنتاج ميديا رايت كابيتال لصناعة المسلسل ثم بثه للمشاهدين، بنفس الطريقة التي تبث بها الأفلام والبرامج الأخرى.

يضيف الكاتب أن معرفة كيفية صناعة الألعاب هي مهارة مختلفة تمامًا عن صناعة البرامج والأفلام، وهذا هو سبب فشل معظم الشركات الكبرى عندما حاولت الدخول إلى عالم صناعة الألعاب بنفسها (شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون وآبل وغوغل، وقد تأرجحت جميعًا وانسحبت بدرجات متفاوتة)، لذلك من المحتمل تمامًا أن تفشل نتفليكس في الانتقال إلى الألعاب.

يشير آدم إبستين إلى أنه في النهاية قد يكون اندفاع نتفليكس الواضح نحو الألعاب مجرد شكل من أشكال التسويق للمحتوى الخاص بها، فالشركة بدأت بالفعل الانتقال إلى المدونات الصوتية (البودكاست) لأسباب تسويقية. وتعد المدونات الصوتية والألعاب والمنتجات الاستهلاكية وشراكات العلامات التجارية كلها مجالات انخرطت فيها نتفليكس، بغرض بناء امتيازات حول الملكية الفكرية للشركة.

مواضيع مشابهة