«مسرح الأمة المحفوف»: ست قنوات رقمية برزت خلال الجائحة

الصورة: Shenoya3ni - التصميم: منشور

فريق منشور
نشر في 2021/06/25

بعد مرور أكثر من سنة على جائحة كورونا، أصبح المحتوى الرقمي من أهم المحتويات صنعًا ومحتوى، لكونه متوفر عبر أبسط وسائل التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام ويوتيوب. من هذه الفكرة ناقشنا في «منشور» موضوع المحتوى الرقمي في الكويت، وكيف تغيرت خارطة المصادر والمعرفة من كونها صحف والديوانية إلى الفضاء الإلكتروني والتواصل الاجتماعي.

حصرنا لكم في هذه القائمة ستة من صناع المحتوى في الكويت، يتقاطع عملهم ومحتواهم مع حياتنا اليومية من جوانب اجتماعية وحقوقية ووجودية وسياسية. هذه القائمة لا تحصر جميع صناع المحتوى، ولكننا نبدأ بها على أمل أن تزيد القائمة في المستقبل بمشاركاتهم. 

بدون ورق

انطلق بودكاست «بدون ورق» في فبراير 2020، ويبدو أن الانطلاقة تزامنت مع بداية الجائحة، فكانت أفضل وقت لجذب انتباه السامعين خلال فترات الحظر الجزئي والكلي. يُعرف فريق العمل هذا البودكاست بأنه «برنامج أسبوعي يناقش ما يهم الشباب، ويسلط الضوء على شخصيات مؤثرة». ومن خلال ذلك يعمل الفريق المكون من المعدة منيرة الشريفي والمحاور فيصل العقل على إعداد الحلقة والمحاور، وطرحها بشكل عفوي خلال حلقة تتراوح مدتها بين ساعة ونصف وساعتين.

منذ الانطلاقة قدم «بدون ورق» حلقة كل أسبوع، وخلال فترة الانتخابات أطلقوا سلسلة من الحلقات سُميت «مقر بدون ورق»، وخلالها استضافوا عدة شخصيات تتناول مواضيع سياسية مختلفة. أتت تسمية الحلقات إشارة إلى المقرات الانتخابية التي عادة ما تملأ الشوارع خلال فترة انتخابات مجلس الأمة، إلا أن هذه المرة وبسبب ظروف الجائحة مُنعت المقار الانتخابية واستُبدلت بمقار إلكترونية.

أهم ما يميز «بدون ورق» هو الدمج بين البودكاست الصوتي والمرئي، فتجد أن محتواهم متوفر بشكل مرئي عبر قناتهم على يوتيوب، ولك خيار المشاهدة ومتابعة تعبيرات فيصل وضيوفه، أو الاستماع عن طريق خدمات البودكاست مثل آبل بودكاست وغوغل بودكاست.

عالم «أبيه»

بدأ «أبيه» كبودكاست حواري بين مؤسسيه الثلاثة، يتناولون أفكارًا مختلفة في كل حلقة من الموسم الأول منذ 2018 على إنستغرام، إذ يجلس المحاورون ويتناولون موضوع الساحة بطرق ووجهات نظر مختلفة. تطور «أبيه» وأصبح أكثر من مجرد بودكاست مع الوقت، وازداد فريق العمل من ثلاثة إلى عشرة أشخاص، عملوا على عدة مواسم من مشروع «أبيه».

مر «أبيه» منذ انطلاقته بعدة تطورات وتغييرات تجعل منه حالة فريدة من إعادة الابتكار والتنوع من حيث الطرح والمواضيع، فخلال المواسم المتعددة وسنة الجائحة، تطورت فكرة «أبيه» من مجرد جلسة حوارية إلى منتجات مختلفة من المحتوى الرقمي، فأصبح هناك عدة وسائل تعبيرية تحت قناة «أبيه»، منها فقرة «إفففت!»، التي تحاورنا خلالها شيخة الخالدي بطريقة ذكية وساخرة عن مواضيع الساحة من سياسة ومجتمع، وتجاوزت نسبة المشاهدات أكثر من 50 ألف مشاهدة.

بالإضافة لذلك، هناك فقرة «أعزائي المواطنين» التي تقدمها في العمران، وتتناول فيها مواضيع جادة يتسم بعضها بالحساسية الاجتماعية، مثل زيارة المرأة للمخافر. إلا أن طرح مي لهذه الافكار والقيمة الإنتاجية المصاحبة لهذا الطرح تجعل من الفكرة سهلة الهضم وسريعة الانتشار، وهو ما ساعدها على تجاوز عدد مشاهداتها 200 ألف.

بلاتفورم

وصل عدد متابعي صحيفة «بلاتفورم» على تويتر إلى أكثر من 11 ألفًا، وأصبحت واحدة من أهم القنوات للتعبير عن قضية البدون في الكويت.

بدأت صحيفة «بلاتفورم» كحساب على تويتر باسم «منصة الدفاع عن بدون الكويت»، وخلال سنة الجائحة تطور المشروع وحصل على ترخيص منصة رقمية تنشر موضوعات مختلفة عن البدون. أتت الفكرة لتكون المنصة وسيلة لطرح أفكار وواقع عديمي الجنسية في الكويت، من خلال مشاركة البدون وغيرهم من مناصري القضية: «بتتبع خطوهم اليومي، والذي من خلال تفهُّمه وقراءته، يمكن البدء بفهم المعاناة اليومية الحياتية، المعاناة الجمعية السياسية والاجتماعية، والمعاناة النفسية والروحية».

بدأت الصحيفة بعددها الأول في شهر ديسمبر 2020 برمزية تمثلت في اسم العدد: «سالب واحد»، وبالنزول سلبًا مع كل عدد جديد، في إشارة إلى الهبوط عن درجة الصفر، والتي تعكس حالة التقاعس والتراخي عن مد الحلول لهذه القضية الإنسانية.

منذ انطلاقتها كصحيفة، شارك العديد من الأشخاص في الكتابة والرسم ونشر مقالات أدبية ونقدية، بالإضافة إلى رسوم كاريكاتيرية وتحقيقات شهرية تناقش القضية وتبحث فيها. وصل عدد متابعي الصحيفة على تويتر إلى أكثر من 11 ألفًا، وأصبحت واحدة من أهم القنوات للتعبير عن قضية البدون في الكويت.

مسرح الأمة

بدأ الموسم الأول من «مسرح الأمة» في بداية عام 2021 عبر حساب على إنستغرام، في حلقات يتناول خلالها صانع المحتوى والمقدم ساير العتيبي موضوعًا معينًا يخص الشباب بتوجه فني وإخراجي جديد. كانت أول حلقة عن موضوع هجرة الشباب، وتلتها مواضيع أخرى مثل الشائعات والرقابة والتجربة الديمقراطية، وغيرها.

يتكون الموسم الأول من خمس حلقات، تتراوح مدة الواحدة بين سبع وثماني دقائق، وكل حلقة تأتي على شكل فيديو يتضمن عدة فواصل منها التمثيلي، وبعدها الطرح المرئي للمعلومات واستعراض موضوع الحلقة من مصادر مختلفة، ثم الختام بفقرة يحاور فيها العتيبي الشاشة متناولًا الموضوع من عدة زوايا.

أتت فكرة «مسرح الأمة» كمحتوى سريع وجديد على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تُنشر الحلقات عبر منصة IGTV على إنستغرام. وتعد كل حلقة بمثابة فيلم وثائقي مضغوط يتضمن كل عناصر الإنتاج والمحتوى الرقمي، من سيناريو وتمثيل واستعراض لتاريخ الموضوع وحوار مونولوجي مع الشاشة. ويتراوح عدد مشاهدات الحلقة الواحدة بين ألفين و10 آلاف مشاهدة.

شنو يعني

بداية انطلاق «شنو يعني» كانت في 2011، عندما اجتمع محمد عفانة وبشار الجزاف وأحمد الشمري مع المخرج نزار القندي، لإطلاق قناة على يوتيوب تقدم محتوى رقميًا ساخرًا عن الوضع السياسي والاجتماعي في الكويت. وجاء الاسم كنوع من السخرية على رد فعل بعض الناس تجاه الحقائق مستخدمين وصف «شنو يعني؟». واليوم، يضم فريق «شنو يعني» أكثر من 30 شخصًا يعملون على صناعة المحتوى.

منذ الانطلاقة، تطورت الشخصيات التي تظهر على قناة «شنو يعني»، فهناك شخصيات تعاود الظهور وتتطور كل مرة بشكل أعمق، وهو ما يدفعك إلى التعلق بها بشكل أكثر. من تلك الشخصيات نتذكر «أبو باقوم» و«شاهين المغراف» و«ترفي اللوتي»، تلك الشخصيات تطورت خلال السنوات لتظهر كل مرة بإضافة جديدة، مما يجعلها مرجعًا لحياتنا اليومية، واصفًا لمشهد أو لحادثة حصلت نربطها بتلك الشخصيات.

خلال سنة الجائحة أطلق الفريق عدة مقاطع تتناول مواضيع ساخرة، مثل علاقتنا بالتواصل الرقمي عن طريق الفيديو والتباعد الاجتماعي وفيروس كورونا، بالإضافة إلى سلسلة فيديوهات عن انتخابات مجلس الأمة تتناول إعلانات مرشحي مدينة «طليطلة» الخيالية. دائمًا ما تتناول طروحاتهم مواضيع تعكس حالة البلاد، فمثلًا تناولت إعلانات انتخابات طليطلة كلمات عادة ما تكون متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل «الفساد» و«الاحتياطي العام» والحالة الاجتماعية السياسية في البلد.

محفوف

كانت انطلاقة «محفوف» خلال منتصف جائحة كورونا في شهر يونيو عبر حساب على إنستغرام. وفي الحلقة الأولى مع النائب السابق عمر الطبطبائي، تطرق المحاور محمد الزايد، وهو أحد مؤسسي البودكاست مع عبد العزيز السليم، إلى فكرة «محفوف» الذي انطلق من الديوانية، والتي عادة ما يجتمع فيها الزايد مع شخصيات مختلفة للحوار حول موضوع معين، وكيف أن حوار الديوانية «كلام مو منتج ومحفوف وغير مشفر»، إشارة إلى أن البودكاست ينقل هذه الحوارات من الديوانية إلى الفضاء العام لمشاركته مع العامة.

يتناول البودكاست شخصيات ومواضيع سياسية واجتماعية واقتصادية، مثل أعضاء مجلس الأمة السابقين، والمحللين الماليين، وممثلي المنظمات والجمعيات المدنية، وغير ذلك. كل الحلقات موجودة بشكل مصور على قناة يوتيوب الخاصة بهم، أما المحتوى الصوتي فعلى آبل بودكاست وسبوتيفاي. ويتراوح طول الحلقة عادة بين ساعة وساعة ونصف.

مواضيع مشابهة