مطاوع عويس، اسم ربما تسمع عنه للمرة الأولى، لكنك بكل تأكيد تعرف وجه صاحبه حق المعرفة. شاهدته في مئات الأفلام التي حل عليها ضيفًا خفيفًا. لم تبحث عنه لأنه موجود دائمًا، فنجمه لم يلمع لسنوات معدودات فقط ثم توارى عن الأنظار مثل كثير من الفنانين، بل ظل حاضرًا، وبقوة، في أفلامك المفضلة وغير المفضلة.
لم يكن عويس في المقدمة، لكنه دائمًا كان أبرز مَن في الخلفية. أول من اشتبك مع عبد الحليم حافظ في عراك، لينادي «حليم» بأعلى صوت: «الحقني يا رمزي». وأول من امتدت يده لتساعد فاتن حمامة على ركوب القطار الذي يقودها في رحلة نحو الحب والحرية والكرامة.
مطاوع عويس أشهر كومبارس في مصر. شارك في كثير من الأفلام خلال مسيرة فنية تزيد عن 60 عامًا، لم يؤدِّ فيها دور البطولة قط حتى عام 2017، حين صاربطلًا لأول مرة في فيلم «عندي صورة»، وهو الفيلم رقم 1001 في حياة أقدم كومبارس في العالم، للمخرج الشاب محمد زيدان، الذي حاز جائزة أفضل فيلم تسجيلي عربي في مهرجان «الجونة» 2017، وجائزة أفضل فيلم تسجيلي في مهرجان «طرابلس» للأفلام في لبنان 2018.
من كومبارس إلى بطل، رحلة طويلة تضرب بكل توقعاتك عرض الحائط، رحلة مدهشة خاضها «منشور» مع المخرج محمد زيدان في حوار دامَ لأكثر من ساعة ونصف.
رحلة البحث عن مطاوع عويس
جمع زيدان مئات اللقطات التي ظهر فيها عويس في الأفلام، وهو أمر احتاج صبرًا ومجهودًا عظيمين.
محمد زيدان، الذي يلقبه أصدقاؤه بـ«الأرشيف السينمائي المتنقل»، مغرم بمشاهدة الأفلام من كل نوع وجنسية. لا يحفظ فقط أسماء أبطال الأفلام، بل أيضًا أسماء أصحاب الأدوار الثانوية، ومديري التصوير، ومؤلفي الموسيقى، ومصممي الإكسسوارات.
لفت نظره وجه مطاوع عويس ووجوده الدائم في أغلب الأفلام المصرية التي يشاهدها، ولم يكن يعرف اسمه، فبحث عنه في تترات الأفلام القديمة دون جدوى، حتى وجده أخيرًا في أحد تترات الأفلام الحديثة، فبحث على الإنترنت عن أي معلومات عن صاحبه، لكنها كانت معلومات قليلة جدًّا.
أبرز هذه المعلومات خبر عن وفاته في 2010. شعر زيدان أن الخبر غير حقيقي، فبدأ رحلته في البحث عن مطاوع، وقادته الظروف إلى كمال الحمصاني، أحد أشهر مساعدي المخرجين، إن لم يكن الأشهر، الذي أكد له أن مطاوع على قيد الحياة. قابله زيدان أخيرًا في القاهرة، وأخبره برغبته في صناعة فيلم عنه، فيلم يكون هو البطل فيه هذه المرة.
وافق مطاوع عويس وبدأ التصوير في الإسكندرية في ديسمبر 2010، وانتهى بالفعل 80% من التصوير في نحو سبعة أيام أو ثمانية، ثم توقف العمل بعد ثورة يناير حتى مايو 2014، حين انهمك زيدان في العمل على فيلم «أوضة الفيران»، وأيضًا في جمع مئات اللقطات التي ظهر فيها عويس في الأفلام، لقطات لا تتعدى ثواني قليلة أو دقيقة كاملة في أفضل الأحوال، الأمر الذي كان غاية في الصعوبة واحتاج صبرًا ومجهودًا عظيمين.
بدأت بعد ذلك عملية المونتاج التي أجرتها مي زايد، وهي أهم مراحل الفيلم، وتضمنت الالتحاق بكثير من الوِرَش لتطوير الفيلم وإعادة ترتيب أفكاره. تلك وِرَش أفادت الفيلم كثيرًا، لكنها كادت تضره وتشتت رؤية المخرج الأصلية، قبل أن ينتهي العمل على الفيلم في 2017.
فيلم عن مطاوع عويس أم عن السينما؟
قصد زيدان منذ البداية ألا تخيم على فيلمه أجواء الرومانسية أو النوستالجيا، فهو لا يبكي الزمن الجميل ولا يحن إليه، حتى وإن كان يُكنُّ له حبًّا واحترامًا، بل يُسائله ويتمرد عليه. نرى هذا واضحًا في فيلمه الذي يصعب عليك أن تصنفه كفيلم تسجيلي أو روائي، فهو مزيج من الاثنين.
لم يعتمد الفيلم على الشكل المتوقَّع من الحوارات، التي يسرد فيها مطاوع عويس تاريخه السينمائي وعلاقته بكبار النجوم ويكشف أسرار بعضهم. الهدف لم يكن الاطلاع على خبايا صناعة السينما وأسرارها بتلك الطريقة المعهودة، وإنما بطريقة جديدة وتجريبية تمامًا اعتمدها محمد زيدان في فيلمه، وأثارها في داخله وجود كمال الحمصاني، وتدخله المستمر في عملية إخراج الفيلم، فقد استعان به زيدان كمساعد مخرج تقديرًا له وامتنانًا، ليتجاوز الحمصاني أحيانًا دوره كمساعد مخرج، ويفرض بعض آرائه على عملية الإخراج، فهو في النهاية عمل في المجال ما يقرب من 50 عامًا.
بالنسبة إلى الحمصاني، فطاقم العمل يتألَّف من مجموعة من صُناع السينما المستقلين الذين لا يعرف حدود موهبتهم وقدرتهم على صناعة فيلم ناجح جماهيريًّا، إضافة إلى شعوره بالمسؤولية تجاه صاحبه، الذي يستحق أن تُتَوَّج مسيرته بفيلم قوي يليق بمشواره الطويل وعطائه الفني الذي لا حدود له.
من هنا كان قرار زيدان أن لا يكون الحمصاني خلف الكاميرا، بل أمامها، كواحد من أبطال الفيلم.
في الفيلم، يوثق زيدان توجيهات الحمصاني للشكل الذي يجب أن يكون عليه المشهد، ثم يعقبه أحيانًا بالمشهد نفسه من وجهة نظره، ما يخلق حالة من «النِّدية»، ويكشف أساسيات هذه الصناعة عن طريق الصراع القائم بين رؤيتي المخرج ومساعده.
عندي صورة: الطموح بين المجازفة والضغط المجتمعي
كان عويس يخشى أن يُجرِّب نفسه في أدوار ذات مساحة أكبر فيفشل، وبالتالي يصعب عليه العودة إلى العمل كومبارسًا.
رجل عمل كومبارسًا في ما يقرب من ألف فيلم، نراه يحكي عن نضاله من أجل أن يظهر وجهه كاملًا في بعض المَشاهد، لكنه في الوقت ذاته لا يسعى إلى دور البطولة في أحد الأفلام.
ومساعد مخرج عمل في أكثر من مئة فيلم، نراه في «عندي صورة» مستمتعًا بالتدخل في عملية الإخراج، ونعرف أنه بالفعل أخرج عددًا من الأفلام، فقد تسنى له العمل مع بعض المخرجين الهواة الذين لا موهبة لهم أو خبرة في ما يخص الإخراج، فكان هو من يُخرج الفيلم، ويوضع اسمه في النهاية مساعدًا للمخرج.
لماذا ظل كلٌّ منهما في موقعه دون محاولة الترقي في الوسط السينمائي؟ سؤال طاردني كثيرًا، وجعلني أعيد التفكير في مفهوم «الطموح»، وساعدني زيدان على تكوين صورة كاملة لهذا المفهوم:
«كانا يشعران بالخوف، فعويس كان يخشى أن يُجرِّب نفسه في أدوار ذات مساحة أكبر فيفشل، وبالتالي يصعب عليه العودة إلى العمل كومبارسًا، وكذلك بالنسبة إلى الحمصاني. فالطموح يرتبط أحيانًا بالمجازفة، وأحيانًا يحتمل الطموح كثيرًا من التعريفات. الذين يُخلصون ويجتهدون في مجالاتهم، كعويس والحمصاني، حتى يُصبحون الأفضل، طموحون، وليس عليهم دائمًا أن يُغيروا مجالاتهم أو يتدرجوا فيها لينالوا هذه الصفة».
«الفكرة هي أن يكون الإنسان عاديًّا، وفي الوقت ذاته لا يقتل هذا شيئًا في صراعه مع الحياة أو مع البشر، فيكون الأفضل في مجاله. لماذا يتوجب على أفضل مساعد مخرج أن يتدرج حتى يُصبح مخرجًا؟ ولماذا يجب على أفضل كومبارس أن يُصبح بطلًا، أو أفضل مدرس أن يُصبح مديرًا؟ كل هذه الأفكار أثيرت داخل عقلي بمجرد ظهور شخص مثل مطاوع عويس في حياتي».
مطاوع عويس: الكومبارس من وجهة نظر فلسفية
«الكومبارس أقل العاملين في السينما، وأكثر فئة تهميشًا. هو ديكور إنسان، أشياء ثابتة، أو تتحرك بطريقة ميكانيكية. من دونه يصبح المشهد فارغًا. إنسان ممنوع من الإبداع، لا يملك حق التجويد أو الخروج عن النص. مطلوب منه أنه يحقق الصورة الطبيعية، صورة عن شكل الحياة، ويترك مقدمة الكادر للبطل راجعًا إلى الخلف، يجعله نجمًا ينعم بحب الناس والشهرة والظهور، بينما يقف هو في الخلف ليراه عن قرب ككل مشاهدي السينما».
كان هذا تعليق زيدان الصوتي على واحد من أجمل مشاهد الفيلم، مشهد يتعاطف فيه بدرجة كبيرة مع الكومبارس وكل المهمشين في الحياة مثله. يستخدم في هذا المشهد لقطات حية من الشارع المصري على مدار السنوات، ليمزج بين فكرة الكومبارس في السينما والإنسان العادي المهمش في الحياة.
ذكرني هذا المشهد بفيلم أحبه يُدعى «Bee Movie»، يحكي أن النحل يكتشف استخدام البشر للعسل الذي ينتجه دون توثيق ملكية النحل له. وفي قصة شديدة الخفة والعمق في الوقت ذاته، يثور النحل على الإنسان، ويُضرِب عن العمل احتجاجًا على هذه السرقة الواضحة، فيحدث خلل في التوازن البيئي، وتذبل الزهور، فيدرك النحل أهمية كل كائن حي أيًّا يكن موقعه، والمساواة في الأهمية بين الهامشي والأساسي في هذه الحياة.
لم تختلف حالة الكومبارس منذ 70 سنة، ولا تختلف في أي مكان في العالم، فما زال الشخص الذي يحاول سرقة الكاميرا لثوانٍ معدودات.
سألت زيدان عن مفهوم «البطولة»، وهل يقدر أي إنسان أن يكون بطلًا في قصص السينما كما في الحياة؟
لا يقتنع المخرج الشاب بهذه التصنيفات: «كلٌّ منا بطل قصته، وجميعنا يصلح لدور البطولة، وما تفعله السينما في كل زمان ومكان أنها تختار أحدنا وتصنع منه بطلًا، وتُسلط الضوء على قصته. وهذا ما فعلته في فيلمي مع مطاوع عويس. الرجل كان موهوبًا ومُكافحًا، وما لا يعرفه كثيرون أنه لم يعمل فقط كومبارسًا، بل عمل أيضًا في مجال إكسسوارات السينما، مثل فيلم العوامة 70، وبعض أفلام محمد خان».
يستطيع جميع الناس أن يؤدوا دور البطولة في قصص الحياة، لكن الأمر ليس مماثلًا في السينما. فالبطولة السينمائية تتطلب قدرًا كبيرًا من الموهبة والثقافة لا يتوفر لكل الناس. ربما كان مطاوع عويس يصلح لأداء أدوار ذات مساحة أكبر، بشرط أن تكون تلك الأدوار ملائمةً لشخصيته وخلفيته الثقافية.
قد يهمك أيضًا: «النسور الصغيرة»: رحلة مرتبكة للبحث عن أب
الكومبارس في كل زمان ومكان
وفقًا لمحمد زيدان، لم تختلف حالة الكومبارس عما كانت عليه منذ 70 سنة مثلًا. ولا تختلف أيضًا حالة الكومبارس المصري عن حالة الكومبارس في أي مكان في العالم، فما زال هو الشخص ذاته الذي يحاول سرقة الكاميرا من البطل لثوانٍ معدودات. ما زال الشخص الذي يكافح من أجل حقه في الظهور، تمامًا كرجل يظهر في برنامج لطارق علام ويفوز بالجنيه الذهب، فيهمُّ أحد المارة في الخلفية بتقبيله تهنئةً له على فوزه، ليسرق منه الكاميرا للحظات قليلة.
إن كان هناك اختلاف، فسيكون في احتمال وجود قوانين أو نقابات خاصة بالكومبارس، تحمي حقوقهم في جميع أنحاء العالم، وهو الأمر الذي نفتقده في مصر. يذكر زيدان محاولة مطاوع عويس إنشاء نقابة خاصة بالكومبارس منذ سنوات، لكنها محاولة لم يُكتب لها النجاح.
مطاوع عويس: التهميش وأصالة الفكرة
هناك دائمًا جدل حول مفهوم الأصالة في الفن. ويرى كثير من الفنانين أنه لا توجد فكرة أصلية تمامًا، فالفنان في النهاية مجموع كل ما قرأه وشاهده وجربه، والأصالة لا تكون في الفكرة بقدر ما تكون في طريقة تناولها، فهذه الطريقة تكشف شخصية صاحبها وطبيعته بعيدًا عن أي مؤثرات.
إلا أننا جميعًا نسعى إلى فكرة الأصالة، إلى قول شيء جديد أو فعله، شيء لم يخطر على بال أحد قبلنا. وتساءلت إن كان سبب اختيار زيدان لمطاوع عويس موضوعًا لفيلمه هو البحث عن الأصالة، فكان رده مؤثرًا ومفاجئًا، أحب أن أذكره كما قيل بالضبط:
«رغبة إنسان في تسليط الضوء على حياة إنسان مهمَّش تنبع من شعوره بالتهميش. كان اختياري لتوثيق هذه الفترة من صناعة السينما المصرية لإيماني بعظمتها، لكني في الوقت ذاته لم أتعامل معها بالرومانسية المعهودة، بل بقدر كبير من العملية. ورغم عظمة هذه الفترة من السينما، فإن أحد أقوى عيوبها كان تهميشها أو تجاهلها لمثل هذه الأدوار. دائمًا ما كانت تخدم أدوارًا أعلى، ولم تخدم قط أدوار من يشبهوننا. تجارب تُعد على أصابع اليد الواحدة تناولت موضوعات مشابهة عن أحد المهمشين».
«ولأنني أشعر أيضًا بالتهميش، كان عليَّ أن أبحث عمَّن يشبهني في هذه الصناعة. أنا مثلًا لا يمكنني صناعة فيلم عن عادل إمام، لكن يمكنني أن أصنع فيلمًا عن تأثير عادل إمام في الشارع المصري. هناك أسباب ظاهرية وأسباب ضمنية، صناعة هذا الفيلم كسد فجوة من فجوات التاريخ سبب ظاهري وليس ضمنيًّا. وبالنسبة إلى أصالة الفكرة، فهي شيء يبحث عنه كل فنان قبل أن يخلق أي عمل فني، ويمكن اعتباره سببًا ضمنيًّا ثانويًّا، لكن يظل الشعور المشترَك بالتهميش هو الدافع الحقيقي».
اقرأ أيضًا: عادل إمام، وحيد حامد، شريف عرفة: ثلاثي نبوءة المستقبل
عندي صورة: الجميع أبطال
شكك كمال الحمصاني في قدرة الشباب على تقديم فيلم يليق بمسيرة عويس، فأدهشه استغلالهم لمَشاهد من عملية الصناعة في الفيلم.
مات مطاوع عويس وكمال الحمصاني قبل عرض «عندي صورة»، وقبل أن يشهدا احتفاء النقاد والجمهور بهما، لكن لحسن الحظ تسنَّى لهما مشاهدة ما يمكن أن نقول إنه النسخة الأخيرة من الفيلم.
شارك الاثنان في عملية «الدبلجة»، التي لجأ إليها زيدان باقتراح من مهندس الصوت مايكل فوزي، بعد اكتشافه أن الصوت في معظم مَشاهد الفيلم غير واضح بسبب قلة الإنتاج وإمكانات التصوير، فاضطر إلى استدعاء عويس والحمصاني لتسجيل الصوت في 80% من المشاهد، وهي عملية بالغة الصعوبة، أولًا لأنها مهمة ثقيلة بالنسبة إلى رجلين يتجاوزان الثمانين، وثانيًا لأن الفيلم احتوى على مزيج من الأداء التمثيلي والمشاهد التلقائية.
يوضح زيدان أنه من السهل على الممثل أن يتذكر أداءه التمثيلي في مشهد ما أو يستحضره، لكن من الصعب للغاية أن يستعيد لحظة تلقائية تصرَّف فيها بعفوية. لكن لحسن الحظ نجحت التجربة بسبب صبر عويس والحمصاني وتعاونهما.
أعجبهما الفيلم. لم يكن إعجاب مطاوع مفاجئًا، فقد جمعته علاقة قوية بزيدان طوال فترة تصوير الفيلم، أظهر خلالها دعمًا وثقة فيه كمخرج، وفي طاقم العمل كله. المدهش كان انبهار الحمصاني، فقد بدا مُشكِّكًا في قدرة هؤلاء الشباب على تقديم فيلم قوي يليق بمسيرة عويس الحافلة. لذلك عند مشاهدته الفيلم كان منبهرًا بقدرتهم على تقديم فيلم مختلف ومؤثر ومتحرر من قواعد السوق، وما أدهشه أكثر استغلالهم مَشاهد من عملية الصناعة نفسها وإدراجها في الفيلم، وأن الفيلم لم يركز على مطاوع فقط، بل على كل من يعمل خلف الكاميرا.
«عندي صورة» تجربة مؤثرة ومختلفة. يمكنك أن تراه تحيةً لكل المهمشين في صناعة السينما، وعلى رأسهم مطاوع عويس وكمال الحمصاني، وكل المهمشين في الحياة، ويمكنك أيضًا أن تركز على ثورية طريقة طرحه، لكن الأكيد أن البداية ستكون عن طريق حبك له، ورغبتك في مشاهدته كثيرًا من المرات، لتكتشف شيئًا جديدًا عنه وعن نفسك في كل مرة.