يسخر الصحفيون كثيرًا من قوائم الحصاد السنوي، من تحويل أحداث العام في نهايته إلى قوائم «أفضل» و«أهم» و«أبرز»، و«أسوأ» و«أغرب»، إلخ. يقولون إن هذا عمل معتاد لا يقدم جديدًا، ثم يقدمونه كل عام. يسخر منه القارئ ويُبدع في السخرية منه على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم «يلتهمه» كل عام.
هل المشكلة في القوائم أم في محتواها؟
يمكنني أن أدّعي أن هذه السخرية منبعها تكرار الأحداث. صارت القوائم «كليشيهًا» لأن الأحداث بدورها أصبحت كذلك. لا مكان للدهشة، ولهذا السبب تحديدًا كان صحفيو الثقافة والفنون في مأمن من فخ الكليشيه، لأن قوائمهم تحتوي أعمالًا إبداعية مدهشة بطبيعتها، ومن الصعب جدًّا أن يكون القارئ قد اطّلع عليها جميعًا، بعكس الأحداث التي تتضمنها القوائم السياسية والاقتصادية والرياضية.
في الفترة الأخيرة أصبح الإبداع متوقعًا. كنت مطالبًا، بصفتي محررًا للثقافة والفنون في «منشور»، بالتفكير في قوائم الحصاد الأدبي لعام 2017، فوجدت نفسي أفكر في قوائم 2018. شاركت الفكرة مع فريق التحرير فتحمس لها الجميع. قال لي الزميل أحمد منير، مصممنا المبدع: «الأغلفة نفسها يمكن توقعها، أعطني عنوان الرواية واسم دار النشر أعطيك غلافها»، وهذا ما حدث.
عمرو حمزاوي: «استكانات القلب المهاجر»
الرواية الأولى للباحث والناشط السياسي المصري عمرو حمزاوي. تدور أحداث الرواية في الفترة التي أعقبت ثورة يناير، عن علاقة حب بين قيادي يساري وبنت تنتمي عائلتها إلى بقايا الحزب الوطني.
تحاول الرواية رصد التحولات في الشارع المصري، من غَلَبة الكهل اليساري وتصدره المشهد إلى التراجع في حياة البنت، حتى تنقلب الآية، وتتحول قصة حبهما إلى ملحمة يختلط فيها الشخصي بالعام.
الرواية مكتوبة بضمير المتكلم على لسان بطلها اليساري، كما لو كانت مذكراته الشخصية بعد هجرته من مصر، وصدرت عن دار «الآداب» اللبنانية.
يوسف زيدان: «قابَ قوسين»
«قال: كنت بين يدي السّرِيِّ ألعب، وأنا ابن سبع سنين، وبين يديه جماعة يتكلمون في الشُّكر، فقال لي: يا غلام! ما الشكر؟ قلت: الشكر أن لا تعصي الله بنِعَمِه. فقال لي: أخشى أن يكون حظك من الله لسانك! قال الجنيد: فلا أزال أبكي على هذه الكلمة التي قالها لي السّرِيّ».
رواية تاريخية جديدة عن دار «الشروق» للروائي والباحث المصري المثير للجدل يوسف زيدان، عن المتصوف الشهير «الجنيد البغدادي»، ورحلته للحج من بغداد إلى مكة التي أسلم فيها ألف نصراني.
محمد مصطفى: «شارع مسكون بالأموات»
تحكي الرواية الرابعة للكاتب السوداني محمد مصطفى، الصادرة عن دار «دَوِّنْ»، عن شارع البحر في مدينة المنصورة، عن جزء مظلم دائمًا مهما تغيرت إضاءته، وعن أساطير خروج أمواته ليلًا وتجمع القطط السوداء وموائها طوال الليل، حتى يجد بطل الرواية «سعيد» نفسه مرغمًا على المكوث في ذلك المكان، ومشاهدته لأهوال لم يستطع معرفة إذا كانت حقيقة أم خيالًا.
محمد حسن علوان: «دماء قطب المحبة»
«دماء قطب المحبة» رواية جديدة من دار «الساقي» لحاصد البوكر العربية، الروائي السعودي محمد حسن علوان، يحكي فيها كواليس تدوين الكتاب الأشهر لفريد الدين العطار «منطق الطير»، وهذه الرحلة الشاقة التي خاضها الكتاب حتى خرج إلى النور، ومحاولات المتعصبين لاغتيال صاحبه وقت كتابته وبعدها.
نائل الطوخي: «هيثم الجن»
لا تطمح الرواية الجديدة للمصري نائل الطوخي، الصادرة عن دار «ميريت»، أن تكون كسابقتيها «الألفين وستة» و«نساء الكرنتينا»، لكنها استثمار للغة، وعالَم استطاع الطوخي أن يخلقه ليكون منسوبًا إليه وحده.
هذه المرة الرواية تعيش الزمن الماضي، البعيد، ليس بعيدًا تمامًا، تروي سيرة تاجر مخدرات في عشرينيات القرن الماضي، يستخدم الكوكايين المخلوط لمقاومة الإنجليز، إذ يسبب شلل من يستنشقه، وهو ما سبّب ارتباكًا كبيرًا للمصريين: هل يعتبرونه مقاومًا أم مستغلًّا؟
«لأن هيثم كَرِه اسمه، كره أن كل الحارة تنطقه على هواها، مرة (هااايسم) ومرة (هَيسم)، كره حتى النطق الصحيح من إمام الجامع (هيثم)، بكل التفافة التي تخرج من فمه. لم يرَ اسمه منطقيًّا، إنه لا ينتمي إلى هذه المنطقة، يصلح أن يكون اسم ابن ذوات، ففرض على الحارة أن يقولوا عليه (الجن). لقد تعب حتى استحق اللقب، استمر في بعبصة الخواجة خرالامبو كل يوم ويجري، يختفي من أمامه بعد البعبوص وهو يغني له (يا خرا.. لامبو). الجن سهلة وينطقها الجميع نطقًا صحيحًا، وتمنحه هيبة يحتاجها، والأهم أنه سيعرف بها القريب من الغريب والجار من البعيد، من يقول الجن فهو ابن الحارة أكيد، ومن يقول هيسم فهو غريب يفتش عنه لمصيبة فعلها (يُحب عمل المصائب خارج الحارة)».
محمد المخزنجي: «في نهر المجانين»
الرواية المنتظرة للقاص المصري محمد المخزنجي عن دار «الكرمة»، تدور أحداثها في مستشفى العباسية الشهير، وفيها يحكي عن التماس بين الخيال والجنون في حيوات أبطاله.
من أجواء الرواية:
كان نهارًا تبتلعه راحة الظهيرة في غرفة الأطباء، حيث يهيم مع أغنية كاملة لأم كلثوم حتى نهاية دقائق الراحة. أيُّ بهجةٍ تشوبه مع صوت «الست» وهو الموشك على الحياة، الموشك على الانفجار؟ يطل على بقايا نفسه التي تمزقت بين آهات المرضى وحكاياتهم. وهو من الشاردين الهائمين بين حقائق الطب النفسي التي ينبذها شيئًا فشيئًا، وبهجة اللامعقول في سماحة الميتافيزيقا. حينما أضاء خاطره بسؤال: لماذا يُكمل هذه المسيرة وثَمّة حكاية ظهرت على سطح ذاكرته، فتداعى كيانه في تفاصيلها؟
داخل شرنقة من الغرور كانت فترة التحضير للدكتوراه، الطبيب اللامع، تلميذ العظماء في قسم الطب النفسي في كلية الطب جامعة القاهرة. المستقبل الواعد والمِنحة الوشيكة للتدريس في إحدى الجامعات الأوروبية. تكسّرت شرنقة غروره على وداعة ابتسامة الشيخ المتصوف الأريب. كان يختال حين أعطاه الشيخ درس حياته، وربما لعنته التي بقيت معه ونسي من أي الطرق جاءته.
نواه كيني: «The Public Affair»
الرواية التي تصدرت قائمة النيويورك تايمز لثمانية أسابيع متواصلة، تحكي الرواية عن أن أحد رؤساء الولايات المتحدة يطرح علاقته بصديقته لاستفتاء شعبي: هل يمكن للرئيس الأمريكي الشاب أن يكون على علاقة علنية وهو متزوج أم لا؟ وكانت المفاجأة قبول الشعب بنسبة تزيد على 60%، ليدخل الرئيس التاريخ من باب غرفة النوم.
رواية «The Public Affair» هي العمل الأول لكاتبها الشاب «نواه كيني»، المولود عام 1980 في ألاباما جنوب الولايات المتحدة.
تخرج كيني في جامعة ألاباما، ودرس العلوم السياسية، وعمل محررًا لجريدة «ألاباما نيوز». تقول مجلة النيويوركر إنه «الصحفي المغمور الذي استطاع أن يسلب لُبّ المجتمع الأمريكي، ويثير نقاشات واسعة عن الحياة الشخصية للرئيس ومدى تدخل العامة فيها (...) امتازت روايته بالقدرة على بناء خط سرد واقعي، جعل قراءها يتفاعلون معها باعتبارها مستقبل الرئاسة الأمريكية من غرفة نومه».
أثارت الرواية جدلًا واسعًا، خصوصًا في ظل حكم الرئيس الحالي دونالد ترامب.
غاري روبرتسون: «All in One»
هاجم غاري روبرتسون «جورج آر. آر. مارتن»، واتهمه بسرقة تيمات وأفكار من صاحب «ملك الخواتم» تولكين، واعتبر أن الأخير هو الأب الروحي الوحيد للفانتازيا التاريخية.
تحكي رواية «All in One» عن الملك الأيرلندي «كوخولين» ابن الإله «لوغ»، الذي ضجر الحياة في السماء وقرر أن تكون له مملكة على الأرض، ولما رفض لوغ نزوله، استعان كوخولين بأربع ساحرات خلقن بديلًا له يعيش مع الإله الأب، ونزل هو إلى الأرض ليحكم المنطقة التي تُعرف الآن بأيرلندا.
تدور الرواية حول الصراع الذي خاضه كوخولين على الأرض، وتدخلات إخوته وأبيه في حياته الأرضية الجديدة، وعن حربه مع الإله الطريد «كونخوبار» وكلبه «كولان».
في حوار أجرته محطة «CBS» مع روبرتسون، هاجم جورج مارتن بشدة، واتهمه بسرقة تيمات وأفكار من صاحب «سيد الخواتم» تولكين، واعتبر أن الأخير هو الأب الروحي الوحيد للفانتازيا التاريخية.
غاري روبرتسون من مواليد ولاية نيويورك عام 1965، عن أب أيرلندي وأم إيطالية، ويدرس التاريخ الوسيط في جامعة نيويورك.
سوزان أورايلي: «The Last Air»
الأرض عام 2253، وبعد أن غمرها التلوث وانهارت الدولة القومية وسيطرت الشركات الكبيرة على الحكم، تغير كثير من قوانين الكوكب بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة، وهو الرئيس الأخير لما عُرف سابقًا بالولايات المتحدة الأمريكية.
اختفت النباتات من على سطح الأرض بعد سيطرة المصانع على كل شيء، لتظهر شركات بيع الهواء، وتختفي طبقة الأوزون تمامًا، ويعيش البشر جميعًا في معسكرات زجاجية.
تحكي «The Last Air» لـ«سوزان أورايلي» عن خط إنتاج البشر القادرين على إخراج الأكسجين وتنفس ثاني أكسيد الكربون، وعن ظهور مقاومة تدربت على ندرة التنفس لمقاومة هذه الشركات وتحرير السلالة البشرية الجديدة.
كتب عنها الناقد «لورنس رايت» في صحيفة الغارديان: «أكثر من كابوسية، فالعالم الذي تبنيه يحمل بعض السمات الواقعية. إنها أكثر روايات البوست أبوكاليبس دمويةً وعنفًا في تاريخ الرواية الأمريكية الحديثة».
سوزان أورايلي من مواليد مدينة نيويورك عام 1990، ورغم صغر سنها، فإنها الرواية الثالثة لها بعد روايتين لم يحوزا النجاح الكافي.
ماري جين وايت: «Interval Times»
لو لم يَثُر القس الأمريكي الشهير «مارك ويليامز» على رواية «Interval Times» في واحدة من عظاته المذاعة على الهواء ويتابعها الملايين، لما عرفها الناس، إذ وصفها بـ«الفاسقة، المفترية على عضوات حزب الشاي المتدينات».
تحكي الرواية عن نائبة من الحزب الجمهوري معروف انتماؤها إلى حركة الشاي المحافظة المناهضة للمهاجرين، ومواقفها المعلَنة تدين الإجهاض والمثلية، وتكشف الرواية علاقاتها المثلية المتعددة، وتحكي تفاصيل جنسية عن نفورها من زوجها والجفاء في العلاقة بينهما، وافتتانها بخادمتها المكسيكية وطبيعة العلاقة معها.
أحد أهم أسباب الضجة حول الرواية ما أعلنته كاتبها «جين ماري وايت»، المعروف مثليتها: «ليست كل أحداث الرواية محض خيال»، وهو ما فتح شهية الصحفيين لتخمين أسماء الأبطال الحقيقية، وبعضهم ذهب إلى أن بطلة الرواية هي النائبة الأمريكية الشهيرة «سارة بالين».
ستيفن كينغ: «Spring's Tales»
في الرواية الجديدة للكاتب الأمريكي الأشهر «ستيفن كينغ»، «Spring's Tales»، يحكي عن قرية في الجنوب الأمريكي تختفي فيها البنات الصهباوات (ذوات الشعر الأحمر) كل ربيع، حتى صارت لعنة توجب رحيل الأسرة التي تولد لها فتاة صهباء.
لكن محققة صحفية تقرر أن تتتبع القصة لعدم اقتناعها بالجزء الخرافي الذي يحكيه الناس، وتكتشف حقائق مزلزلة في سبيل بحثها عما وراء الأسطورة.
مارغريت آتوود: «Helda»
تزامَن صدور رواية «Helda» مع نَيْل الكاتبة «مارغريت آتوود» جائزة نوبل للآداب لهذا العام، وهو ما ضمن لها مكانًا في الروايات الأعلى مبيعًا.
تحكي الرواية سيرة حياة فتاة كندية عُثر عليها مقتولة ولم تستطع الشرطة كشف قاتلها، وهي القصة التي زلزلت كندا في سبعينيات القرن الماضي.
في جو من الخيال العلمي، تحكي آتوود عن «المؤامرة» الحكومية للتخلص من هذه الفتاة، التي كَشفت بطريق الصدفة تجربة علمية تنفذها الحكومة على البشر لإمكانية العيش في ظروف بيئية قاسية ودرجات حرارة تقترب من 30 تحت الصفر. وأعلنت شبكة «نتفليكس» عزمها إنتاج مسلسل عن الرواية من بطولة «جينيفر لورنس»، في أولى بطولاتها التلفزيونية.