موعد مع معاليه ومسرح الإفيه

الصورة:  @Ahmadalmuthafar

ليلى أحمد
نشر في 2022/06/07

يستمر عرض مسرحية «موعد مع معاليه» بنجاح على مسرح كيفان بجمهور «فُل كومبليت»، تأليف عبد العزيز صفر وبطولة خالد المظفر وفوز الشطي ومحمد الدوسري وخالد العجيرب وزينب أحمد وأحمد المظفر وآخرين.

هذا العمل يعتمد على كوميديا الموقف، امتدادًا لمسرح ما قبل الغزو الغاشم، الذي غالبًا ما كان مسرحًا كوميديًا بمواقف اجتماعية ينتج عنه الإضحاك، فكان وسيلة الترفيه للعائلات.

من الموضوعية بمكان القول إن مسرحنا منذ تأسيسه في 1958 لم يخلُ من الإفيهات الخارجة، ولا نبالغ إن قلنا إن «ملك الإفيهات» والخروج عن النص كان الفنان عبد الحسين عبد الرضا.

إذًا هناك جذور لـ«مسرح الإفيه» في الكويت، الذي تنامى وتوحش منذ التحرير وحتى اليوم، فلقد «انعفست دنيانا فوق وحدر» على مستوى السياسة والاقتصاد والمجتمع والسوشيال ميديا كإعلام حر بديل، وتأثير كل هذا على حياتنا، فحصل فصل كبير بين تاريخنا الفني بالمسرح منذ نشأته وبين حاضرنا اليوم في الدراما والمسرح والأغنيات، فهي لا علاقة لها بماضينا الفني، ليست امتدادًا مطورًا عنه، صار واضحًا أن هناك طلاق بائن لا رجعة فيه. 

بعد التحرير وفي المسرح تحديدًا، استشرس مسرح الإفيه وصار يطرح قضية اجتماعية خفيفة، تنزاح بعيدًا عن العرض المسرحي، ليتحول العرض إلى مباراة في «الضغاط» على بعضهم.

قاد مسرح الإفيه أصحاب شركات الإنتاج محمد الرشود، ثم طارق العلي وعبد العزيز المسلم وحسن البلام، لتشحن بـ«الضغاط» على الآخر: لونك، طولك، طائفتك، 30 عامًا منذ التحرير وحتى اليوم. أثر ذلك على أجيال وأجيال، فأصبحت الكوميديا في نظر جمهور مسرح الإفيه، وغالبيتهم شباب صغير السن، عبارة عن الاستهزاء بالآخرين والنكات، وصارت سلوكًا اجتماعيًا طريفًا في نظرهم، مع أنه «ما شاف الطرافة».

الصورة: AlAnba

ربما يمكن اعتبار «موعد مع معاليه» امتدادًا لمسرح قبل الغزو العراقي نسبيًا، ففي العرض مواقف تخلق الكوميديا، وطبعا لم يخلُ الأمر من إفيهات الضغاط التى اعتادها جمهور المسرح الشبابي، فتتعالى الضحكات في فضاء المسرح. 

يأتي دور أفق الفكر المحدود المطروح في «موعد مع معاليه» في انتقاده لعناوين الفساد من خلال الشوارع المكسرة أو مجالات أخرى تراجعت فيها الكويت، وهذا يطلق عليه «مسرح التنفيس»، وهدفه أن يرتاح المواطن لمعرفته أن العرض يطرح همومه ويتبنى قضايا الفساد التى تهلك يومياته وتنغص عليه حياته. لكن كيف اعتبرت العرض ضمن مسرح التنفيس؟ هنا الأسباب.

تميل المسرحية إلى مجاملة الرقابة والحكومة الفاسدة، وعمل توازن لكي لا تُغضب أنظمة الفساد المتتالية، فتطرح فكرة أن المواطن لازم «يصفي النية»، وأن «بلاوي البلد هو جزء أساسي منها»، مع أن الخدمات التعبانة وتردي مستوى التعليم والصحة والطرقات هي شغل الحكومة. 

كيف نلوم المواطن البسيط الذي لا يملك حولا ولا قوة ولا قرارًا، ويفتقد للمشاركة السياسية أمام توحش فساد النواب والحكومة وبعض التجار، ويعيش أزمات ديون وغلاء وخدمات سيئة، وكيف نتهمه بأنه جزء من الفساد لأنه «مو خوش آدمي»؟

مسرحية «موعد مع معاليه» تعرض على مسرح كيفان

تستمر العروض حتى 12 يونيو 2022

تأليف وإخراج عبد العزيز صفر

مواضيع مشابهة