خمس ترشيحات لأنيمي أثر علينا في التسعينيات

الصورة: Getty - التصميم: منشور

فريق منشور
نشر في 2021/08/13

منذ بداية نقاشنا عن هذه القائمة دخلنا في صراع ما بين «الشوجو» و«الشونين»، واستمر النقاش ليضم «جوسي» و«سينين»، هذه المصطلحات جميعها ترمز لأنواع الأنيمي اليابانية، وهي ليست الوحيدة لكنها الأكثر انتشارًا إلى حد ما. هذه الأنواع في العادة ترمز إلى الجمهور المستهدف، وهي ليست حكرًا على هذا الجمهور، لكن من خلال تحديد النوع يمكن للمشاهد أن يتوقع نوع الأنيمي.

حاولنا في هذة القائمة أن نضم الأنواع جميعها، فـ«الشوجو» يرمز عادة إلى وجود النساء كأبطال، ويتناول قصصًا عادة ما تتمحور حول العلاقات الشخصية، ولا يخلو من بعض مشاهد الأكشن والقتال. أما «الشونين» فعادة ما يرمز إلى وجود الشباب كأبطال، ويركز أكثر على الأكشن والقتال وعنصر المغامرة. بينما «الجوسي» و«السينين» يرمزان إلى المشاهدين الأكبر سنًا، وبالتالي يتناولون مواضيع أكثر جدية وواقعية من الأنواع السابقة، مثل العنف المبالغ فيه والقصص السيكولوجية وتجسيد القصص خارج نطاق المعتاد.

كان السؤال لهذه الاختيارات: كيف أثرت مسلسلات الأنيمي في التسعينيات علينا؟ وبناء على الإجابات المختلفة والنقاش حولها، اخترنا لكم خمس مسلسلات من هذا العقد.

كاوبوي بيبوب - Cowboy Bebop

لا تخلو قائمة عن أنيمي التسعينيات من ذكر «كاوبوي بيبوب»، فمنذ سماع شارة البداية من الحلقة الأولى ستجد شيئًا يجذبك لمتابعته. هذا الأنيمي مشهور بموسيقاه، التي لحنتها يوكو كانو مع فرقة «سيتبيلتز» التي ترأسها، وجمعت أعضاء الفرقة بهدف تلحين وعزف موسيقى الأنيمي عام 1998.

تدور القصة في الفضاء وفي المستقبل البعيد، حيث أصبحت الأرض غير قابلة للعيش، وتغيرت الحياة البشرية من دول وقارات إلى مستوطنات فضائية منتشرة على عدة كواكب ومراكب فضائية تحكمها مؤسسات وشركات. تبدأ القصة بمجموعة من الشخصيات الذين يعملون كصائدين للجوائز التي تعلن عنها السلطات الفضائية من مجرمين هاربين، ومن خلال مغامراتهم في صيد هؤلاء الهاربين تبدأ كمُشاهد في تفكيك ماضي الشخصيات وعلاقتهم ببعضهم البعض. اشتهر هذا الأنيمي بمشاهد القتال والموسيقى المصاحبة من الجاز والبلوز، وكذلك التمثيل الصوتي المتقن للشخصيات باللغتين اليابانية والإنجليزية.

سيلور مون - Sailor Moon

انطلق أنيمي «سيلور مون» في بداية التسعينيات، وبدأت شهرته منذ ذلك الوقت وإلى اليوم، إذ نشاهد الكثير من الميمز أو الصور المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي ترمز لذلك العالم وشخصياته المشهورة. بأكثر من 200 حلقة منذ بداية عرضه، لُقب المسلسل بـ«ملكة نحل أنيميات الشوجو»، وكان من أوائل أنيمي الشوجو التي دُبلجت إلى الإنجليزية باللهجة الأمريكية، مما زاد من شهرته حتى في الغرب، وفتح المجال أمام جيل جديد من متحدثي الإنجليزية لمشاهدته.

تحل الذكرى الثلاثون على سيلور مون هذا العام، بالتزامن مع إصدار فيلم جديد مكون من جزأين في يناير 2021. أحد أهم أسباب شهرته يكمن في عرضه للبطولة النسائية، إذ جاء ليعزز الصداقة والثقة بالنفس، وفكرة أن البطلات من النساء قادرات على مواجهة أصعب المواقف وأشدها دون التخلي عن «أنوثتهن»، عكس ما كانت عليه أميرات ديزني في ذلك الوقت. كانت الأميرة في عالم ديزني جميلة، وذات صوت غنائي، ودون أي خلل في شخصيتها، وتبحث عن رجل أحلامها، بينما جاءت شخصيات سيلور مون مثل أوساغي واقعية، تحب الأكل وتلعب الآركيد ودرجاتها متدنية في المدرسة، لكنها استطاعت أن تشق طريقها وتنمو لتحقيق مصيرها، غير معتمدة على شخصية الرجل مثل أميرات ديزني.

نيون جينيسيس إيفانجليون - Neon Genesis Evangelion

يعتبر «نيون جينيسيس إيفانجليون» من أكثر مسلسلات الأنيمي التي أثارت الجدل بعد نهايته، إذ تعرض المؤلف هيداكي آنو لتهديدات بالقتل لتغيير النهاية. تدور أحداث المسلسل في طوكيو المستقبلية، حيث تعرض العالم لكارثة تدعى «Second Impact» بسبب تجارب العلماء التي أدت إلى انهيار القطب الثلجي وذوبانه، وتغير مسار كوكب الأرض في الفضاء. أما اليوم فالقارات مختلفة، وتعتبر مدينة طوكيو النسخة الثالثة، مع استعداد العلماء والباحثين لكارثة جديدة بسبب ظهور الملائكة مجددًا.

من أهم ما يميز هذا الأنيمي وجود العديد من الرمزيات في القصة، مثل الأسماء، وطريقة عرض الأحداث المقتبسة من حياتنا الواقعية والدين والفلسفة، والتي عُرضت من خلال الأنيمي لتعطي أبعادًا أعمق لتسلسل الأحداث. أما ما جعل المسلسل مشهورًا ويُعاد مشاهدته إلى اليوم فهو طريقة عرض الصراعات الشخصية لأبطاله.

شينجي أحد أبطال المسلسل، وقائد لرجل آلي يدعى إيفانجليون (أو إيفا اختصارًا)، يستعرض مشاعر مثل الاكتئاب، والوحدة، والإهمال، وكيف لنا أن نكره أنفسنا. يستعرض المسلسل هذه المشاعر من خلال مشاركة شينجي في مؤسسة نيرف التي تقع إدارتها وتمويلها تحت منصة الأمم المتحدة، وتملك عددًا من الإيفانجليونين الذين يُستعملون لقتال الملائكة.

سيريال إكسبيرمنت لاين - Serial Experiments Lain

في العادة لن تجد هذا المسلسل على قائمة أنيمي التسعينيات، وذلك لكونه أحد المسلسلات التي لم تكن مشهورة كثيرًا، لكنها كوَّنت لها جمهورًا خاصًا بها. عرض المسلسل في 1998 مع بدايات انتشار الإنترنت بشكله التجاري الذي نعرفه الآن. وتتمحور القصة حول الشخصية الأساسية «لين» الطالبة في المدرسة، والتي يدفعها فضولها للاهتمام بالإنترنت (تدعى The Wired في الأنيمي)، بعد تلقيها رسالة إلكترونية من زميلتها في المدرسة التي انتحرت، وهو ما يقتلها فضولًا. من بعد هذه الرسالة، تخوض لين رحلة اكتشافها لذاتها من خلال الإنترنت، فشخصيتها الخجول الهادئة على أرض الواقع، هي نفسها المتمردة والسلطوية على الإنترنت، لكن أيهما الحقيقي: لين الواقع أم لين الافتراضية؟ هل هي نفس الشخص أم مختلفة؟

أهم ما يميز هذا الأنيمي أنه كان سابقًا لعصره، ويتناول مواضيع ونظريات لا نزال نناقشها حتى اليوم مثل صراع الهوية، والإنترنت والعالم الافتراضي، والمثالية، والوجودية. يتناول المسلسل موضوع خلق الشخصية الافتراضية على الإنترنت، وكيف يمكن لهذه الشخصية أن تصارع الشخصية الواقعية، ويبدأ الشك بين حياة الواقع والحياة الافتراضية من خلال رحلة اكتشاف لين لذاتها.

 ريفولوشناري غيرل أوتينا - Revolutionary Girl Utena

عند مشاهدة أي مقطع من أنيمي «أوتينا»، ستلاحظ طريقة الرسم وملامح الشخصيات المختلفة عما رأيته في أي أعمال أخرى. من نفس مخرج سيلور مون، تأتي قصة أوتونا لتعزز مفهوم الاختلاف، وتطرح أفكارًا جديدة في عالم الأنيمي. تدور الأحداث حول أوتينا، الفتاة التي تطمح إلى أن تكون أميرًا، وتسعى من خلال انضمامها إلى أكاديمية أوهتوري الخاصة بالمبارزة إلى الفوز بدوري المبارزة الخاص بالأولاد.

انطلاقًا من شخصيتها، تبدو أوتينا مختلفة عن باقي الشخصيات في عالم الأنيمي، فهي كثيرًا ما تظهر بملابس الرجال، بالإضافة إلى شخصيتها الجذابة التي عادة ما تكون مقرونة بشخصيات ذكورية. هذا التباين في شخصية أوتينا وكسرها لقوالب الجندر في تلك الفترة جعل هذا الأنيمي من أشهر المسلسلات في التسعينيات، إذ يذكر مؤسس موقع Anime News Network أن أوتينا وكاوبوي بيبوب ولين من أهم مسلسلات التسعينيات التي أثرت في عالم الأنيمي.

احتوى عقد التسعينيات على العديد من المسلسلات التي غيرت نظرتنا إلى هذا النوع من الفنون، وهناك عدة مسلسلات أخرى لا تقل جمالًا عن ما استعرضناه هنا، مثل «بوكيمون» و«بيرسيك» و«سلام دانك»، وغيرها العديد. من خلال قائمتنا أعلاه استعرضنا أكثر خمسة مسلسلات كان لها صدى وتأثير من الناحية الاجتماعية والنفسية، وكذلك من الناحية الزمنية. وأغلب ما استعرضناه قابلٌ للمتابعة اليوم، وصالح للمشاهدة كما كان في وقت عرضه، ويحاكي واقعنا الآن.

مواضيع مشابهة