هدايا الويك إند: يقدمها المترجم السوري يزن الحاج

التصميم: منشور

يزن الحاج
نشر في 2019/05/09

ليست هذه ترشيحات بقدر ما هي تفضيلات شخصية. أتعامل مع الفن بمنطق  بسيط: الحياة أقصر من أن نضيعها في ما لا يستحق.

تبدأ تجربة تلقي الفن بعمل واحد، إما أن يدفعك للبحث عن أعمال أخرى للفنان، أو أن تبحث عن عمل آخر لفنان آخر، لذا لا أملُّ من الفن.

الكتب

هناك كُتاب لا مفر منهم. يُنقشون مثل وشم في حياتك فتعود إليهم دومًا، إن افترضنا أنهم غادروا حياتك أصلًا. أحب أعمالهم كلها، حتى «الضعيفة» منها، بل حتى تلك التي لم أقرأها.

مَن قرأ تشيخوف كاملًا؟ أو الأدب الرافدي كله؟ («جلجامش» تساوي عندي «الإنيادة» و«بيوولف» وثلاثة أرباع الملاحم الكبرى).من قرأ الأدب السنسكريتي أو المسرحيات الإغريقية؟ تلك أعمال لا تغادرني ولا أغادرها. قد أقرأ العمل من البداية إلى النهاية، أو ربما أفتحه عشوائيًا وأقرأ. إنها أعمال قليلة، بل نادرة.

أعشق شكسبير حتى في أضعف أعماله («تيتوس أندرونيكوس» مثلًا)، ورياض الصالح حسين، وإيميلي ديكنسون حتى في قصائدها التي لم أقرأها، وصافو بكل تلك الفراغات في أعمالها غير الكاملة. ولكن إن كان لا بد من خيارات، فليكن:

أجمل رواية على الإطلاق. تُغنجك وتتغنج لك، تقدم لك نفسها كاملة ثم تتمنع عليك. تعيش معها عمرًا بأكمله وتعجز عن الإحاطة بها. قصة حب أبدية، قصة صداقة لا تموت.

بإمكاني الكتابة عن هذه الرواية، وعن عالم الكتابة عند أحمد الحقيل، دون توقف. باختصار: هذه إحدى الروايات التي أتمنى لو كنت كاتبها.

  • أشعار الشعراء الستة الجاهليين

قصائد امرئ القيس، والنابغة الذبياني، وعلقمة بن عبدة، وزهير بن أبي سلمى، وعنترة، وطَرَفة بن العبد. هل هناك قصائد لآخرين أجمل من قصائدهم مجتمعة؟

رواية صدرت في غير زمنها، رواية عابرة للأزمان.

من روايات ربيع جابر الأولى. إن قسمنا تجربة جابر إلى قسمين: التسعينيات، وما بعدها، فلن نجد تجربة روائية عربية أجمل من تجربة تسعينياته. لم يتجاوزها أحد حتى هو.

  • كل ما كتبته «آن كارسون»

أحبها شاعرةً وروائيةً ومترجمةً وكاتبة مقالات. تجربة آن تمتد من عصر الإغريق إلى معنى الشعر في عصر ناطحات السحاب. تكتب عن ثقوب الذاكرة وما يتسلل منها في ضجيج الحياة.

ربما كان أعظم ما كتبه إدواردو غاليانو. يشير في العنوان الفرعي إلى أن الكتاب «ما يشبه تاريخًا للعالم». أظن أن بإمكاننا حذف هذه الـ«ما يشبه».

يميل قراء عبد الرحمن منيف إلى أعماله «الكبرى»، ويتناسون أعماله الأجمل في رأيي: «النهايات» و«قصة حب مجوسية» و«حين تركنا الجسر». لعنة القضايا الكبرى أصابتنا وأصابت منيف، فغفل عن عالمه الآخر البديع.

الأفلام

خبرتي في السينما تماثل خبرتي في الفيزياء النووية: أقل من لا شيء بقليل، لذا ستكون التفضيلات عناوين فقط دون تبريرات أو تفسيرات.

الموسيقى

 

لست كائنًا موسيقيًا أو سينمائيًا. أحب ما أحبه لأسباب مجهولة. لا أمانع الاستماع إلى أي شيء، باستثناء «صرعات» الهيب هوب والراب (ليست لي ولست لها بكل بساطة). وهذا ما أرشحه:

  • «يا طول عذابي»

أحب كل ما غنته أم كلثوم قبل ألحان محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي، لكن هذه الأغنية سكنَتْني منذ «اكتشفتها» أول مرة.

  • «اسقنيها»

أعشق أسمهان. أسمهان أم صوتها؟ لا أعلم، لكن هناك أسمهان واحدة في هذا العالم البائس.

  • «The Town I Loved So Well»

أحب أغاني فرقة «The Dubliners» ولكن حين يغنيها «بادي رايلي» (Paddy Reilly). بالأحرى، أحب بادي رايلي حتى لو صدمني وغنى الراب.

  • «نطرونا كتير»

أميل إلى فيروز زياد أكثر من فيروز الرحابنة (فليغفر لي جمهور فيروز).

  • ماجدة الرومي، من دون تفضيلات محددة.

مواضيع مشابهة