في كل عام تتنافس هوليوود وشركات الإنتاج والعالم لصنع الفيلم الذي سيصبح الأفضل خلال العام، يتفانى الممثلون والممثلات لتقديم الأدوار الأروع والأفضل بالشكل الذي يجعلهم مثار الجدل، وفي بداية كل عام، ومع لحفل السنوي لجوائز الأكاديمية المعروفة بحفل الأوسكار، ينتظر الجمهور والفنانون والنقاد جميعًا إعلان الأفضل في كل الفئات.
قبل الأوسكار بأشهر تبدأ ألعاب الألغاز والتخمينات والتوقعات بخصوص حفل الأوسكار، بدءًا من مقدم الحفل مرورًا بالأفلام التي سترشح وأفضل ممثل وممثلة إلى آخر فئات الجوائز.
هذا العام هو الحفل التسعين للأوسكار، وبعد 90 عامًا يمكننا القول إن هناك بعض القواعد التي باتت من أساسيات الأوسكار، فهل سمعت يومًا عن ترشح فيلم رسوم متحركة لجائزة أفضل فيلم سينمائي؟ هل فازت أجزاء ثانية من أفلام (Sequels) بأوسكار أفضل فيلم، عدا الأيقونة «The Godfather 2؟ هناك قاعدة صارت واضحة أن فئة أفضل فيلم لا تتضمن الرسوم المتحركة أو الأجزاء الأخرى إلا في ما ندر، لكنها قد تضم مثلًا فيلمًا موسيقيًّا مثل «La La Land» أو «Chicago».
مثل هذه القواعد وغيرها ستجعلك خبيرًا في التنبؤ بالأوسكار، فقط بمعرفة بعض التفاصيل الخاصة بالجائزة على مدار التسعين عامًا، وجوائز السينما الأخرى في هوليوود.
أوسكار أفضل فيلم
هناك علاقة وثيقة بين فئة أفضل فيلم وأفضل مخرج، فطوال السنوات الماضية لم يفز فيلم بأوسكار الأفضل دون أن يترشح مخرجه لفئة أفضل مخرج، حتى ولو لم يفز بها، وتنطبق تلك القاعدة بالعكس أيضًا، فنادرًا ما يترشح مخرج لفئة الأفضل دون أن يترشح فيلمه لفئة أفضل فيلم.
شذ عن هذه القاعدة طوال التسعين عامًا أربعة أفلام فقط لم يترشح مخرجوها للأوسكار، هي «Wings» و«Grand Hotel» و«Driving Miss Daisy» و«Argo».
لذا، يمكننا التنبؤ بأن فئة أفضل فيلم لن تخرج عن «Dunkirk» و«Get Out» و«Lady Bird» و«Phantom Thread» و«The Shape of Water»، ذلك لأن «مارتن ماكدونا» مخرج «Three Billboards Outside Ebbing, Missouri» لم يترشح لأوسكار أفضل مخرج، رغم اختيار الفيلم كأحسن فيلم في حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب.
أوسكار أفضل مخرج
غالبًا ما تتوافق اختيارات جوائز نقابة المخرجين الأمريكيين «Directors Guild of America» لأفضل مخرج مع الأوسكار، وتلك القاعدة لم تنطبق على سبعة أفلام فقط على مدار السنوات السبعين منذ بداية جوائز النقابة.
فاز «كارول ريد» مخرج فيلم «Oliver» بدلًا من «أنطوني هارفي» مخرج «The Lion in Winter»، و«بوب فوس» مخرج فيلم «Cabaret» بدلًا من «فرانسيس فورد كوبولا» مخرج سلسلة «The Godfather»، وكذلك فاز «سيدني بولاك» مخرج فيلم «Out of Africa» بدلًا من «ستيفن سبيلبرغ» مخرج «The Color Purple».
وفاز «ميل غيبسون» لإخراجه فيلم «Braveheart» أمام «رون هوارد» مخرج «Apollo 13»، وفاز «ستيفن سوديربرغ» مخرج فيلم «Traffic» بدلًا من «أنغ لي» مخرج «Crouching Tiger, Hidden Dragon»، وفاز «رومان بولانسكي» مخرج فيلم «The Pianist» أمام «روب مارشال» مخرج «Chicago»، وأخيرًا فاز «أنغ لي» عن فيلمه «Life of Pi» بدلًا من «بين أفليك» مخرج «Argo».
اقرأ أيضًا: كيف تختار أكاديمية «الأوسكار» الفيلم الفائز بأفضل مونتاج؟
أوسكار أفضل ممثل وممثلة
هذه الأوسكار ستكون الثانية لفرانسيس ماكدورماند، أما غاري أولدمان فيترشح للمرة الثانية، لكنه سيحصدها للمرة الأولى على الأغلب.
هناك بعض الجوائز المميزة في هوليوود التي تعطي مؤشرًا قويًّا لأفضل ممثل وممثلة للعام، تبدأ تلك الجوائز بالغولدن غلوب، وأُقيم الحفل في 7 يناير، ثم جوائز الأكاديمية البريطانية للسينما «بافتا» (BAFTA)، التي ستُعلن في 18 فبراير، ثم جوائز النقاد، وأخيرًا جوائز نقابة الممثلين الأمريكية المعروفة باسمها المختصر «SAG»، والتي أَعلنت بالفعل فوز «غاري أولدمان» عن دوره في فيلم «Darkest Hour»، و«فرانسيس ماكدورماند» عن دورها في «Three Billboards Outside of Ebbing, Missouri».
خلال الـ11 سنة الماضية، كل الممثلين الذين فازوا بجوائز نقابة الممثلين الأمريكية حصدوا أوسكار أفضل تمثيل. ليس هذا فقط, بل إنهم فازوا بجائزة أفضل تمثيل أيضًا في الغولدن غلوب، وفي جوائز النقاد، لذا يمكننا القول بأنه غالبًا ما سيحصل أولدمان وماكدورماند على أوسكار أفضل ممثل وأفضل ممثلة، بخاصة بعد إعلان جوائز «البافتا»، التي غالبًا ما ستؤكد فوزهما.
هذه الأوسكار ستكون الثانية لفرانسيس ماكدورماند، فقد فازت في 1997 بأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «Fargo»، أما غاري أولدمان فيترشح للمرة الثانية للأوسكار، لكنه سيحصدها للمرة الأولى على الأرجح.
أوسكار أفضل ممثل وممثلة مساعدة
ينطبق حال أوسكار أفضل تمثيل على فئتي أفضل ممثل مساعد وممثلة مساعدة، فجوائز نقابة الممثلين الأمريكية قَلّما تخطئ في اختيار الفائزين بتلك الفئة. وخلال 2018، فاز «سام روكويل» بجائزة أفضل ممثل مساعد في الغولدن غلوب ونقابة الممثلين وجائزة النقاد أيضًا، بجانب ترشحه لعدد من الجوائز عن دوره في فيلم «Three Billboards Outside Ebbing, Missouri»، لذا من الجلي أنه سيحصد مزيدًا من الجوائز وصولًا إلى الأوسكار.
أما جائزة أفضل ممثلة مساعدة فستفوز بها «أليسون جاني»، التي قدمت أداء مميزًا في فيلم «I Tonya»، وحصدت حتى الآن، مثل روكويل، ثلاثة جوائز عن نفس الدور لفئة أفضل ممثلة مساعدة، من نقابة الممثلين والغولدن غلوب والنقاد.
قد يعجبك أيضًا: «الأوسكار» ثوريًّا: 5 لحظات نادرة من الخروج عن النمط
أوسكار أفضل رسوم متحركة
تلك الفئة لا تخضع لقواعد أو تعقيدات، الأمر بسيط: الأفضل يفوز.
في 2018، تشمل المنافسة خمسة أفلام هي «The Boss Baby» و«The Breadwinner» و«Coco» و«The Lego Batman Movie» و«Loving Vincent».
وبين هؤلاء، نال فيلم «Coco» نقدًا إيجابيًّا كبيرًا وفاز بالغولدن غلوب كأحسن فيلم رسوم متحركة، فصار الأمر بديهيًّا: سينال الأوسكار ويفوز على منافسيه. ولا تبدو المنافسة في فئة الرسوم المتحركة لهذا العام قوية بأي حال.
لكل قاعدة شواذ
كل تلك القواعد التي رصدناها جاءت بعد دراسة نتائج جوائز الأوسكار خلال السنوات التسعين الماضية، منذ بدأت أكاديمية الفنون وعلوم الصور المتحركة تقديمها في 1929.
لكن لكل قاعدة شواذ بالتأكيد، فقبل إعلان ترشيحات أوسكار 2018، لم نكن لنتصور ترشح مخرجة في فئة الأفضل، فالأكاديمية لم ترشح سيدات من قبل سوى «كاثرين بيغلو»، التي فازت بالأوسكار عام 2008 عن «The Hurt Locker»، لتصبح أول سيدة تفوز بفئة الإخراج، ومنذ ذلك الحين لم تترشح سيدة أخرى حتى «غريتا غيرويغ» هذا العام.
لكل قاعدة شواذ، لكن دعونا ننتظر حتى الرابع من مارس، دعونا نترقب حفل توزيع جوائز الأوسكار لنرى من يفوز.