نتفليكس وأمازون: لا مكان لكما في المهرجانات المحترمة

الصورة: Getty/Todd Williamson

أحمد ليثي
نشر في 2018/04/18

رغم مرور سنوات قليلة على تأسيسها، جذبت منصات إنتاج المسلسلات والأفلام على الإنترنت، مثل «نتفليكس» و«أمازون»، كثيرًا من المشاهدين من كل مكان في العالم، بل وجذبت عددًا من الممثلين العالميين الذين أدُّوا أدوارًا رئيسية في بعض مسلسلاتها، مثل «كيفين سبيسي» الحاصل على جائزتَي أوسكار، الذي يؤدي دور البطولة في مسلسل «House of Cards».

لكن رغم النجاح الذي حققته تلك المنصات، وربما بسببه، هاجمتها شركات الإنتاج الكبرى، وادَّعت في بعض الأحيان أن العروض التي تبثها هذه المنصات قد تُسهم في انخفاض إيرادات شباك التذاكر المحلي.

ويستعرض هذا التقرير المنشور على موقع «Forbes» تداعيات هذا الصدام بين شركات البث المنزلي وشركات الإنتاج السينمائي

نتفليكس: ممنوعون من المشاركة في كان

ظهور منصات شراء المحتوى واستهلاكه، يدعم دور العرض وشركات الإنتاج، ولكن تلك الشركات ترفض تبني التغيير والاستفادة الكاملة من المنصات الترفيهية الجديدة.

اشتعل العداء بين شركات الإنتاج التقليدية وشركات البث الجديدة في إبريل 2018، عندما أعلن مهرجان «كان» السينمائي الدولي أن الأفلام التي تنتجها شركات البث مثل «نتفليكس» و«أمازون» لن يُسمح لها مستقبلًا بأن تنافس.

كان رد «نتفليكس» سريعًا، إذ أعلنت رفضها المشاركة في المهرجان أصلًا، طالما استمرت القوانين التي تمنع عروضها من المشاركة في المسابقة الرسمية.

جاء هذا التغيير في قواعد المهرجان بالترافق مع عدة تقارير متفرقة مفادها أن المخرج الأمريكي «ستيفن سبيلبرغ» يؤمن بأن الأفلام التي تنتجها شركات البث لا يجب أن يُسمَح لها بأن تنافس في مسابقات الأوسكار. وغيرت أكاديمية الأوسكار قواعدها لتُجبر الأفلام التي تود المنافسة في المسابقة على العرض في دور السينما لفترة أطول.

ربما شعرت دور العرض وشركات الإنتاج الكبرى ببعض الضغط التنافسي من «نتفليكس» و«أمازون»، وغيرها من المنصات التي تبث عبر الإنترنت. غير أنه رغم المنافسة التي تشهدها السينمات وشركات الإنتاج، فإن إيراداتها تزيد بشكل عام في كل مكان سنة بعد أخرى، مع انخفاضات نادرة في بعض الأحيان خلال فترات انكماش اقتصادي معينة.

ازدهار الترفيه المنزلي وظهور منصات جديدة لشراء المحتوى واستهلاكه يدعم دور العرض وشركات الإنتاج الكبرى، غير أن المشكلة التي تواجه تلك الشركات، بحسب المقال، ليس خدمات البث عبر الإنترنت، بل أن تلك الشركات ترفض تبني التغيير والاستفادة من تلك الطرق الجديدة في العرض.

قد يهمك أيضًا: مسلسلات الإنترنت: هل نودع التلفزيون قريبًا؟

عادات المشاهدين تغيرت

يدَّعي بعض الناس أن أفلام «نتفليكس» لا تستحق الجوائز لأن جودتها لا تناسب معايير دور العرض، وهو أمر غريب لأن معظمها ذات جودة عالية بالفعل.

في تقريرها السنوي، توضح هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، على لسان رئيسها السير «ديفيد كليمنتي»، أن صناعة الإعلام تستمر في التغير بسرعة مذهلة، ومنصات الإعلام الكبرى تُباع وتُشترى في سباق من أجل الحفاظ على وزن المؤسسة. ويترافق مع ذلك التغير السريع في سوق الإعلام، وتغير عادات المشاهدة.

لكن مثل كثير من المؤسسات الإعلامية الكبرى، تواجه «BBC» منافسة كبيرة من منصات البث الأحدث مثل «نتفليكس» و«Spotify»، وغيرها، إذ يفضِّل المشاهدون الاستفادة من العروض الحصرية التي تقدمها لهم تلك الشبكات، أو الاشتراك في نماذج الخدمة المدفوعة لمشاهدة أحدث الإصدارات.

يذكر كاتب المقال أنه شاهد عددًا من السينمات تعرض أفلامًا لا تستحق اهتمام الجوائز، مقارنةً بالمحتوى الاستثنائي الذي تبثه بعض منصات العرض على الإنترنت مثل «أمازون» و«نتفليكس».  بل وهناك بعض الأفلام التافهة التي تدخل في اعتبارات الجوائز رغم ظهورها السريع والمحدود في بعض دور العرض، وذلك لمجرد أنها تناسب «المعايير» التي تضعها الجوائز.

أما من يدَّعي أن هذه الأفلام لا تستحق الجوائز لأنها تُصنَع بطريقة غير ملائمة للتلفزيون، أو أن المعالجات الفنية وجودة تلك الأفلام لا تناسب معايير دور العرض، فهذا أمره غريب بعض الشيء، لأن معظم تلك الأفلام ذات جودة عالية بالفعل.

حين قرر مهرجان «كان» منع أفلام «نتفليكس» و«أمازون» من المنافسة، وضع قواعد لا علاقة لها بالمميزات الفنية أو الجودة.

السبب الحقيقي خلف كل ذلك، بحسب المقال، هو المنافسة المستمرة بين شركات الإنتاج الكبرى والمنصات الجديدة والمحتوى الذي تصنعه.

يبدو أن ما ترغب فيه شركات الإنتاج السينمائية الكبرى هو إغلاق «نتفليكس» و«أمازون» نهائيًّا، أو السماح لهما بالوجود لكن بشروط.

مواضيع مشابهة