سِند نودز: كيف تتعامل الفتاة العربية مع جسدها «الافتراضي»؟
كل الفتيات اللاتي تحدثن إلى «منشور» وردت أسماؤهن في الموضوع مستعارة، حفاظًا على خصوصية أصحابها.
عندما ظهرت تقنية معرفة اتجاهات البحث المحلية على فيسبوك لأول مرة في مصر، كان الجميع بالفعل يبحثون عن صور «مدام نهى السخنة» التي لا يعرفها أحد، وهي في ما يبدو سيدة تصور نفسها في أوضاع عارية وتطلقها في الفضاء الافتراضي للجميع. لم تكن هناك أي تساؤلات بشأن الفكرة، فالتقاط صورة عارية للجسد، سواءً بغرض تأملها أو مشاركتها مع شخص أو حتى نشرها على الملأ، لم يعد فعلاً صادمًا أو احتجاجيًّا الآن.
تغيرت بالفعل نظرتنا إلى أجسادنا منذ الهاتف المحمول ذي الكاميرا الأمامية الأول، الذي جعل السيلفي أو التقاط صورة لنفسك هوسًا عالميًّا. لم يكن هذا مقصودًا بالمناسبة، كان هدف الاختراع الأساسي تسهيل اجتماعات الفيديو.
وحتى الآن، لا نتذكر كيف كان العالم قبل اختراع السيلفي، الذي أهدانا في ما يبدو تصالحًا مع صورتنا عن أنفسنا، وقدرةً على تشكيل كيف نريد أن يرانا العالم، وكيف نريد أن يرانا شركاؤنا الحميميون، والأهم: هل تغيرت نظرة الفتيات العربيات إلى أجسادهن بعد أن أصبح الهاتف الذكي والإنترنت في أيدي الجميع؟
ربما لم يتغير المجتمع العربي كثيرًا، لا تزال هناك قيود على حرية الحركة للنساء بشكل واضح، قد تصل إلى المنع من العمل أو السفر، فضلًا عن حريتها في دخول علاقة مع شاب والاستمتاع بها.
كذلك، لا تزال العذرية جاثومًا يُطبق على صدور الجميع، بهوس يتزايد كلما تزايدت الدعوات إلى اعتبار الشرف شيئًا آخر غير غشاء البكارة. هذا غير بعض المجتمعات العربية التي تحدد أنظمتها لبس السيدات المسموح، وتفرض الحجاب، وتمنع الاختلاط. بالإضافة إلى الأهل والأقارب وتقاليد العائلة أو القبيلة والمحاذير الدينية، الملقاة على أكتاف أي امرأة عربية.
يسيطر على الفضاء الإلكتروني «جنود» من النساء المحافظات والرجال الغاضبين، مهمتهم وضع صور البنات على صفحات فيسبوك ووصمهن بأنهن عاهرات.
فَتَح الإنترنت مجالًا للهروب من كل ذلك، فهناك يمكنها إنشاء هوية افتراضية تمارس فيها أنوثتها كما يحلو لها، وتتحدث مع الجميع دون خوف، طالما اسمها وشخصيتها ليسا معروفين، يمكنها التعرف إلى الجميع، وإنشاء علاقات افتراضية مع من تشاء.
تغيرت الصورة الافتراضية من السعودية إلى الكويت وتونس والجزائر وفلسطين ومصر، فلم تعد لدى الفتيات رهبة التواصل واستكشاف الآخَر، هناك فتيات اخترن خلع الحجاب بعد تغيُّر فكري سببه مواقع التواصل الاجتماعي، كما تحكي الجزائرية سهام قدري لـ«منشور».
التعامل مع الحجاب أكثر أريحيةً على الإنترنت، فالمحجبات دائمًا ما يضعن صورًا لهن دونه، أو إذا كنّ أكثر محافظةً يرسلنها في رسالة خاصة إلى المعجبين.
ترى سهام أن مواقع التواصل الاجتماعي أعطت لشخصيات النساء بعدًا آخر، ونضجًا لا يمكن اكتسابه من واقعهن المقيّد: «هناك فتيات مررن بمراحل اكتشاف لذواتهن بفضل التواصل مع آخرين على فيسبوك، وتغيّرت أفكارهن، وأصبح الحجاب لا يمثلهن، فبدأن في إقناع الأهل بخلعه، ومع الوقت حاربن مجتمعًا كاملًا لتحقيق هذا الإنجاز، فمواقع التواصل أعطتهن شجاعة لا يحلمن بها».
تضيف رنا رائد، من فلسطين، أنها في فترة سابقة كانت ذات ميول إسلامية محافظة، وكان لديها حسابان افتراضيان، واحد فيه أدعية دينية ودون صور شخصية، والآخر عادي، تحكي فيه مع الجميع وتضع صورها الشخصية: «هذه الفترة لم تستمر ، لكن يمكن تحليلها وأشباهها بأنها نتيجة لانفصام الشخصية الذي يحكم به المجتمع على فتاة في مقتبل عمر المراهقة، هي بين البينين، تريد أن تعيش حياتها وتكتشف عالم المغرِيات، ومن جهة أخرى هناك مجتمع كله ينتظر ثدييها ليكبرا كي يصمها بأي شيء».
هناك خوف آخر يسيطر على الفضاء الإلكتروني، «جنود» من الرجال الغاضبين، وأحيانًا تشارك النساء المحافظات أيضًا، مهمتهم وضع صور البنات على صفحات فيسبوك مشهورة يتابعها الآلاف، ووصمهن بأنهن عاهرات (slut shaming). ومع بعض العوامل الأخرى، تكوّن لدى رنا حاجز نفسي كبير من وضع صور يظهر فيها جسدها على الإنترنت، خوفًا من التعليقات التي تركز فقط على المظهر، سواءً بالسلب أو الإيجاب.
كثيرات من معارف رنا يرتدين الحجاب، لكنهن يرسلن صورهن الخاصة دونه إلى الشباب في محادثات خاصة، وكثيرات يخلعن الحجاب الآن، لكنهن يواجهن معركة واقعية وأخرى افتراضية مع سيل التعليقات على أول صورة من غيره.
تحكي شيماء عن صديقة خلعت الحجاب وصارت تحب نفسها أكثر، لكنها تخاف أن تضع صورها على مواقع التواصل الاجتماعي كي لا تُتّهم باستعراض جسدها.
تعتبر سهام قدري الحجاب «مجرد عادة اجتماعية» وليس قرارًا بالاحتجاب عن الرجال والعلاقات العاطفية، كانت موضة واتبعتها ببساطة، تغطية بسيطة للشعر وحرية في الملبس، ولا يؤثر على فكرة خوضها علاقات مع رجال.
لكن شيماء تروي عن صديقة أخرى خلعت الحجاب وتقبلت جسدها وتصالحت معه، وتدريجيًّا استطاعت ارتداء المايوه، وأصبحت تحب نفسها وجسدها أكثر، لكنها تخاف أن تضع صورها على مواقع التواصل الاجتماعي كي لا تُتّهم باستعراض جسدها.
بالنسبة إلى شيماء، التربية العربية للبنت مبنية بالأساس على إشعارها بالخجل من جسدها، مما يخلق مسافة كبيرة بين الفتاة وجسدها، ويخلق أحيانًا شعورًا بالعار، مما يؤدي إلى طرفي نقيض: «إما الإفراط في استعراض الجسد لملأ المسافة بينها وبينه، أو الخجل التام منه واستبدال به أجساد آخرين على مواقع التواصل الاجتماعي».
رغم ذلك، هذا العالم ليس افتراضيًّا تمامًا، فالصورة الحميمية المرسلة إلى آخر تعني نوعًا من الممارسة الجنسية معه، وتعني استمتاعًا بالممارسة أيضًا، فهل يمكن تصنيف علاقة يتحدث طرفاها في أدق التفاصيل اليومية، وينتقلان إلى ممارسة جنسية كاملة عبر الصور والكلام، على أنها افتراضية؟
بالطبع لا، فهي ممارسة تجلب المتعة واللذة للمشاركين فيها، وتمنحهم شعورًا «واقعيًّا» بالرضا والاكتفاء، مع ميزة مضافة: عدم الشعور بالانحلال أو الانفلات الذي تسببه ممارسة هذه الخيالات الجنسية في الواقع.
ببحث صغير على غوغل عن «الجنس الافتراضي»، سنجد عشرات المقالات قادمةً من أقطار المنطقة العربية تحذر من الممارسات الجنسية الافتراضية، ومن إدمانها، ومن تأثيرها السيئ على نفسية الأفراد، وتهديدها لأدائهم الجنسي في الواقع، في ما يبدو هوسًا بالسيطرة على هذا الفضاء المُنفلت من أشكال الرقابة والسيطرة والتقليدية.
لكن لتونس وضع مختلف كالعادة، فالفتاة هناك في وضع أفضل قليلًا، متصالحة مع جسدها، وترغب في استكشافه. لم أكن في حاجة إلى الحديث مع صديقة تونسية لأعرف، فأحد برامج الراديو على الإنترنت كان يناقش مشكلة شاب طلبت منه فتاة تربطهما علاقة افتراضية أن يمارس معها الجنس. بالنسبة إليه كان هذا غير مقبول لأسباب مجتمعية ودينية، رغم عدم تديُّنه، لكن جرأتها أدهشته فرفض العرض الافتراضي.
تحكي صديقة سعودية مقيمة في الإمارات أن فكرة العلاقة بين الجنسين في المملكة مستحيلة.
تلك الصديقة، اسمها سعاد خالد، توضح أن التعارف الافتراضي كان الطريقة الآمنة للتواصل مع الرجال وسط قيود مجتمعها الشديدة، خصوصًا مع وجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورقابة الأهل الصارمة.
التعارف يبدأ من المنتديات أو مواقع التواصل الاجتماعي، كفيسبوك وتويتر وتمبلر، والهوية مخفية، فيكون حساب البنت في الغالب مزيفًا وليست به معلومات حقيقية عنها. عند نقل الحديث إلى الهاتف يظل الحرص ملازمًا، فالخطوط في السعودية تُسجّل باسم شخصي، وبالتالي قد تطلب الفتاة من الشاب الذي تحدثه أن يبتاع لها هاتفًا برقم جديد. ورغم شبهة الاستغلال، يفعل كثير من الشباب ذلك في سبيل الحصول على رفقة.
تقول سعاد: «كثير من البنات يلجأن إلى هذا الحل تحايلًا على القيود، مع إخفاء الهوية الحقيقية قدر الإمكان. لا يحدث تبادل للأسماء كاملةً أو أي صور تُظهر الشخصية، ربما في مراحل متقدمة جدًّا من العلاقة، بعد محادثات هاتفية لفترة طويلة، ومعرفة الشخص بعمق. ويظل التبادل مقتصرًا على صورة عادية بدون حجاب، أما الصور الحميمية فربما يتبادلها الطرفان في مرحلة متقدمة أكثر بعد الالتقاء الشخصي، وهو مغامرة كبيرة في السعودية».
كثير من الكويتيات يرسلن صورًا عارية لأشخاص لا تجمعهن بهم علاقة، وينطلقن في محادثات جنسية تصل إلى النشوة.
حتى تبادل الهدايا في السعودية يحتاج إلى ترتيب وسيط، محل يبيع الأفلام الأجنبية مثلًا، يضع عنده أحد الطرفين هديته، ويذهب الآخر لاستلامها بكلمات تدل عليه، في ترتيبات مخابراتية.
وفقًا لسعاد، في الفترة التي تسبق عام 2015 كانت فكرة مقابلة الحبيب وجهًا لوجه في شاليه خاص أو مزرعة تُعتبر انتحارًا، بسبب رجال الهيئة المنتشرين والخوف من قضايا الشرف، لكن «بعد تقليص صلاحياتهم أصبحت هناك حرية أكبر»، فتحررت المرأة السعودية قليلًا، وصارت قادرة على التقاء رجل في أماكن عامة، لكن يتبقى لها قيود الأعراف المجتمعية والقبيلة.
وبذكر حرية الحركة، ترى سعاد أن القيود الشديدة خلقت مساحة أوسع للعلاقات المثلية، فهي أسهل كثيرًا في المجتمع السعودي المتشدد، إذ تستطيع الفتيات مقابلة صديقاتهن والنوم لديهن دون جهد، وبالمثل الرجال، يستطيعون عمل علاقات كاملة دون أن يعترض طريقهم أحد.
وفي الكويت كذلك، وقد يتزوجون بعد ذلك ويتركون هذه العلاقات، في إشارة ربما إلى أنها ليست هوية جنسية أصيلة، وإنما رغبة في التجريب والاستكشاف والحصول على المتعة في حدود المتاح.
لدى الكويتية شيماء عديد من الصديقات المتدينات في الواقع، لكنهن افتراضيًّا يرسلن صورًا عارية (Nudes) إلى أشخاص غرباء: «لا تجمعهن بهم أي علاقة من الأساس، وينطلقن في محادثات جنسية كاملة تصل إلى النشوة الجنسية (sexting)، رغم أنهن لا يدخلن تجارب جنسية في الواقع بسبب الخوف».
لدى النساء في الخليج اهتمام كبير ببرامج الدردشة التي تُخفي الهوية، وفي أوساط معارف شيماء، ينتشر برنامج بعينه يخفي هوية جميع الأطراف عليه، بحيث لا يستطيع أيٌّ من المتكلمين معرفة الطرف الآخر في الواقع، ولا يسمح بتبادل أرقام الهواتف أو حسابات أخرى على مواقع التواصل، هو «Anti chat».
سهّلت مثل هذه التطبيقات، بجانب كاميرا السيلفي، تبادل المتعة افتراضيًّا، والدخول في علاقات افتراضية، لكنها لم تقهر تمامًا ازدواجية التفرقة بين الواقع والخيال.
تحكي سهام عن صديقاتها في الجزائر: «لديهن ازدواجية شديدة تحكمهن بسبب تحكُّمات المجتمع والأهل. إحداهن مثلًا لا تضع صورًا لها على فيسبوك ولا تكلم أحدًا في الحقيقة، لأنها تعتبر ذلك خطيئة أو خوفًا من العائلة، في حين تمارس علاقة كاملة افتراضيًّا مع شخص لا تعرفه، وتعتبرها وسائل بديلة، هربًا من المواجهة والتجربة، وخوفًا على العذرية، وحفاظًا على نفسها للارتباط الرسمي».
لا تزال مجتمعات كثيرة تعتبر التعري في سياق حميمي افتراضي شيئًا يمكن معاقبة فاعله.
كأي شعور بالمتعة أو السعادة في الواقع، تكوّنت بعض المحاذير لهذا الشعور افتراضيًّا، ونتج عنه سلبيات مثل الشعور بعدم الرضا عن الممارسة الافتراضية أو الحديث الذي يحمل إيحاءات جنسية، وكذلك الشعور بالتحرش افتراضيًّا، والوصم بالعُهر حين تتداول مجموعة من الأشخاص صورًا عارية لفتاة على أنها عاهرة، وينادون بنشرها والنّيل منها.
هناك كذلك الصور الإباحية الانتقامية (revenge porn)، حين تفاجأ فتاة بأن حبيبًا سابقًا تركته أو اختلفا على شؤون الحب قد نشر صورها التي أرسلتها إليه على المواقع الإباحية انتقامًا منها، وربما رغبةً في ابتزازها، سواءً من أجل العودة إليه أو من أجل بعض المال.
في حلقة من برنامج راديو أمريكي معني بمستقبل الجنس، قالت المذيعة «بريني كول» إن واحدًا من كل خمسة أستراليين بالغين تعرضوا للانتقام عن طريق نشر صورهم الحميمية. فرغم انتشار مواقع تواصل مثل تمبلر، المليئة بالصور الإيروسية، لا تزال مجتمعات كثيرة تعتبر التعري في سياق حميمي افتراضي فعلًا يمكن معاقبة الشخص الذي فعله.
تحكي الفلسطينية رنا أن صديقتها المغربية التي تعيش في منطقة محافظة للغاية تعرفت إلى رجل من مصر على فيسبوك. كان الرجل الأربعيني يستغل أي حوار بينهما ليسألها عن أشياء جنسية وحميمية، وكانت تنتظر عرضًا منه للزواج. طالت القصة لعام كامل افتراضيًّا، وعرفت بالصدفة أنه متزوج عندما شاهدت مقطع فيديو لحفل زفافه، ولم تخبره أملًا في مستقبل يشاركها فيه، وكانت تهتم جدًا بمحادثات السكايب، لدرجة شراء ملابس خاصة لكل محادثة.
سيرسل إليكِ الرجل صورة يُظهر فيها جسده بطريقة حلوة، ويقنعك أنه سيهتم بمتعتك ومشاركتك. في الحقيقة، إنه أبعد ما يكون عن ذلك.
في حادث يتكرر كثيرًا، أحبّت صديقة أخرى لها شابًّا عرفته على الإنترنت، واتفقا على اللقاء. وفي اليوم الموعود ذهبت رنا معها، لم تكن مثل الصور، وهو كذلك، لكنه عندما رآها صُدم، سلّم عليها وذهب، وأرسل إليها رسالة يقول: «لم تعجبيني. عليكِ أن تضعي صورًا حقيقية أكثر»، ودُمِّرت الصديقة نفسيًّا بسبب شخص لم تلتقِهِ غير مرة واحدة.
من تجربتها الشخصية، ترى رنا أن العلاقات الافتراضية قد تتطور إلى علاقة حقيقية، لكن التعامل من خلف شاشة ليس مثل التعامل الواقعي، تفاصيل الوجه، تعبيراته، الحديث العفوي المسترسِل، كل هذا مهم في الحُكم على الشخصية، ولا يظهر في محادثات الإنترنت، والعلاقة الجنسية كذلك.
«سيرسل إليكِ صورة يُظهر فيها جسده بطريقة حلوة، ويقنعك أنه يرى العلاقة الجنسية كما في اليوتوبيا (المدينة الفاضلة)، بحسب تفكيرك وحسب ما تفضلينه. سيقنعك أنه يحترم الجسد ويقدس المتعة، ولا يمارس حركات ذكورية في الجنس، ولا يهمه الشعر الزائد في جسدك، ويهتم بمتعتك ومشاركتك. في الحقيقة، إنه أبعد ما يكون عن ذلك، ولا يستطيع الكذب وقت النشوة الجنسية».
في حلقة الراديو سالفة الذكر، قالت «سلون كاميرون»، وهي فتاة أسترالية في الثانية والعشرين من عمرها ولها مدونة مشهورة على تمبلر، إنها تحب مشاركة صور عارية لجسدها، فهي تشعر بالقوة، وبالسيطرة على رغبات الآخرين في رؤية جسدها من عدمه. تخرج سلون إنها تخرج في صورها عن التصور الجمالي النمطي، فتُظهر جمال جسدها كما هو بندوبه وتعرجاته، وتشعر بدرجة من الراحة في رضاها عن صورة الجسد، والعلاقة بالنفس وبالآخَر، فهذه الصور تقوِّي الرابطة بين الأحبّة بعيدًا عن القوالب التقليدية.
بحسب كاميرون، حين تستخدم المرأة هذه الصور تكون مصدر قوة، وتُشعرها بالثقة، وتستكشف عبرها جسدها ورغبتها، وجسد الآخَر واحتياجاته كذلك، دون الحاجة إلى دخول علاقة مثلية لا تناسب ميولها الحقيقية كما يحدث في بعض دول الخليج، أو يمكنها أن تكون مهربًا من الشروع في حوار حقيقي حول الجنس أو حول أسئلة العلاقة المصيرية.
لكننا دون جدال على مشارف عصر سيصبح فيه الجنس الافتراضي مصدرًا للتعرف إلى الهوية الجنسية وتعريفها بشكل إيجابي، فهذه التكنولوجيا أعطت النساء العربيات فرصة لاستكشاف أجسادهن وعلاقتهن به وبالسياق المحيط، ومنحت شريكًا، ولو مؤقتًا، لمن تواجه صعوبة في ذلك في العالم الواقعي.
وئام مختار