3 صفات تصنع «الرجل الحقيقي» في عين المرأة
«لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع»، مثل شعبي يتحفظ كثيرون على استخدامه للتعبير عن اختيار شريك عاطفي، خصوصًا في العلاقات طويلة الأمد مثل الزواج، باعتباره الإطار الوحيد المقبول مجتمعيًّا في عالمنا العربي، ونجد أن سقف طموح الفتيات يرتفع في كثير من الأحيان إلى درجة مبالَغ فيها، حتى ينهار فوق رؤوسهن مع أول تجربة واقعية.
الصورة النمطية لشريك الحياة المثالي لم تفسح مجالًا كبيرًا لعقل الفتاة كي يحكم على المتطلبات التي تحتاج إليها في رجل يقاسمها واقعًا، لا خيالًا شكلته الأعمال الفنية على اختلافها.
في بداية مرحلة الشباب لدى الفتيات، نجد معظمهن يحلمن بالشاب الوسيم ذي الجسم الرياضي، ثم تزداد تطلعاتها ليكون ذلك الوسيم ثريًّا، ولديه سيارة فارهة، ولا بأس إن كان ذا في منصب مرموق، ويستحسن أن يكون مثقفًا وخفيف الظل.
صفات الرجل الحقيقي أشبه بالحجر الكريم المتروك في الطبيعة مغطًى بطبقات من الأتربة والأوساخ، لا تدرك المرأة قيمته إلا عند مرورها بتجارب قد تتيح لها في النهاية إزالة طبقات من الأوهام، حتى تصل إلى قائمة مركزة من الصفات تمنحها حياة متوازنة مع شريكها.
عرض مقال منشور على موقع «Medium» تلك القائمة المطلوب توفرها في رجل يقود علاقة صحية بعيدة عن أوهام المراهقة.
في المقال، تحدد «كريس كيدج» ثلاث صفات في رجلها المفضل، تمثل حصيلة تجاربها بعد مواعدة عشرات الرجال من مختلف الأصناف، وتجزم بأن المظهر لا قيمة له في ميزان العلاقات طويلة الأمد، إذ إنها واعدت الطويل والقصير والنحيف والبدين، وذا الشعر الجذاب والأصلع، بل إنها واعدت الثري ومحدود الدخل، ومن يعتنق نفس ديانتها ومعتنقي الديانات الأخرى.
1. الاستقرار العاطفي
للرجل المثالي مناعة من الغيرة المفرطة، والتعلق الشديد، واتخاذ موقف دفاعي باستمرار، ولا تتحكم فيه عواطفه، بل تأتي قراراته بعد تعقل.
ترى كيدج أن الاستقرار العاطفي والتوازن النفسي لدى الرجل يمثل حجر الزاوية لنجاح العلاقة، إذ تفترض أن رجلها المثالي ينبغي أن يحقق الاكتفاء الذاتي من الاحتياجات العاطفية ليتحمل مسؤولية مشاعره ومشاعر شريكته، ويكون قادرًا على أداء هذا الدور بصفة دائمة دون ملل.
تقصد كيدج بتحمل مسؤولية عواطفه أن يعرف الرجل جيدًا كيفية التعامل مع الكبوات والمشكلات دون أن تُلقي بظلالها على حالته النفسية، وأن تتبع أقواله أفعال، والأهم من ذلك أن يتحمل مسؤولية أخطائه.
وتقصد باكتفائه الذاتي من الاحتياجات العاطفية أن تكون لديه مناعة من الحالات المرضية، مثل الغيرة المفرطة، والتعلق الشديد، والاحتياج المستمر، والشكوى، ومقاطعة من يتحدث إليه، واتخاذ موقف دفاعي باستمرار، والسعي إلى الانتقام، والإسراع إلى خلق الأعذار، وأخيرًا أن لا تكون عواطفه هي ما تتحكم فيه، وأن تأتي قراراته بعد تعقل.
يأتي بعد ذلك في مرتبة أقل أهميةً أن يكون الرجل مثابرًا، لا يتحمل فقط مشقة الحياة اليومية، بل يستخدم تلك المشقة للتقدم في حياته المهنية، ولا يتقبل عقبات حياته بشكل سلبي وحسب، بل يصنع من تلك العقبات سلمًا نحو التفوق.
قد يعجبك أيضًا: إلى الباحثين عن الحب الأبدي: «طلع كمين»
2. التفكير الناقد
يجب على الرجل المثالي تطبيق معنى المثابرة في عمله ومسيرته الوظيفية بشكل عام، وأن يضيف إليه شيئًا ذا قيمة مهما تكن طبيعة عمله ومجاله.
يخلط كثير من الناس بين صفة الذكاء ومعرفة كثير من المعلومات والحقائق من ناحية، وأن يكون الشخص حاصلًا على شهادة دراسية عُليا، أو أن يتولى منصبًا رفيعًا من ناحية أخرى، فالذكاء الحقيقي المطلوب بحسب كيدج هو الذكاء القائم على تفكير ناقد، وعلى طريقته في حل المشكلات والتعامل معها، أي أنه يتوصل إلى إجابة لما يواجهه من معضلات، وليس مجرد أن يتذكر تلك الإجابة نتيجة تحصيل سابق.
في المرتبة الأولى من هذه النقطة، ينبغي على الرجل المثالي عند مواجهة مشكلة، ليس فقط أن يتحلى بالتماسك، بل أن يُقبِل على تلك المشكلة بشجاعة للتعامل معها وحلها، وهو ما لا يتحقق في غياب المنطق السليم وحسن التصرف، لذا ينبغي أن يكون مُحبًّا لخوض التحديات، ولا يخجل من وطء العقبات مع ما تحمله من احتمالات للفشل، ويتحمل مسؤولية أخطائه كما ذكرنا آنفًا.
ويأتي في المرتبة الثانية أن يستطيع الرجل تطبيق معنى المثابرة في عمله ومسيرته الوظيفية بشكل عام، وأن يضيف إليه شيئًا ذا قيمة مهما تكن طبيعة عمله ومجاله.
قد يهمك أيضًا: خرافة كيوبيد: الحب اختيار
3. الصداقة القائمة على التفاهم
الخيار الأفضل عند اختيار شريك حياة أن يكون صديقك المقرب، فهذه الصفة تمثل أساسًا صلبًا للعلاقة يدعمها أمام عواصف الحياة.
تؤكد كيدج شوقها لعلاقة حب قائمة على صداقة مبنية على تلاقي أفكار وتفاهم، يمثل إطارًا عامًّا لتلك العلاقة. فتحقق مفهوم الصداقة داخل علاقة الحب من أروع ما قد يحدث للإنسان، فضلًا عن أنه يبشر بعمر طويل للعلاقة العاطفية.
على الرجل أن يتفهم ما تقوله وما تشعر به شريكته بنسبة كبيرة، وأن يعرف طرق تفكيرها حتى وإن كانت الأفكار غريبة وغير منطقية. كذلك، تلعب خفة ظل الرجل وسرعة بديهته دورًا كبيرًا في هذا الصدد، فالمرأة تنجذب تلقائيًّا إلى من يُضحكها، وتجد دائمًا أكثر من موقف مضحك حدث بينهما.
نحن هنا نتكلم عما يحدث في الغالب بين الأصدقاء، فأكثر الأصدقاء انسجامًا يخلقون بينهم تعبيرات خاصة بهم، ونكاتًا قد لا يفهمها سواهم.
تؤكد كيدج أن الخيار الأفضل عند اختيار شريك حياة أن يكون صديقك المقرب، فعلى الرغم من أن بعض الناس يقلل من قدر تلك الصفة كمعيار اختيار، فإنها توفر كثيرًا من المجهود للتقارب بين الشريكين الطامحين لتكوين أسرة وحياة، وتمثل أساسًا صلبًا للعلاقة يدعمها أمام عواصف الحياة.
تمثل النقاط الثلاث سالفة الذكر مجرد بداية تأتي بعدها مكملات العلاقة، وهي ضرورية أيضًا، مثل الالتزام والاهتمام والتضحية بالمجهود، لكن كيدج تعود وتؤكد أنه لا يمكن الحديث عن تحقيق أي نجاح في العلاقة دون شريك مستقر عاطفيًّا، يمتاز بالتفكير الناقد، ويمكن بناء صداقة قوية معه.
التركيز على صفات معنوية أكثر منها حسية في الرجل لا يعني أن المرأة تقدم تنازلات، أو تخفِّض سقف طموحها، بل على العكس تمامًا، فما ذكرناها من صفات، إن وُجِدت في الرجل، تعني الأمان والسكينة بالنسبة إلى المرأة، التي تطمئن إلى عدم زوالها، بخلاف الصفات الشكلية التي تزول عاجلًا أو آجلًا، أو ما لا يوجد ضامن لبقائه أمام صعوبات الحياة.
أيمن محمود