خرافة كيوبيد: الحب اختيار
ما الحب؟ هل هو شرارة تشتعل في لحظة، ثم تتوهج، فيغمرنا شعور جارف؟ أم هو سهم يصيب القلب، فنعرفه، فلا أحد يخطئ الحب متى أطلق سهامه؟
هذا ما يسعى مقال منشور على موقع «Medium» إلى إجابته، فكاتب المقال بعد تجربته خلال سنوات حياته، وخوضه زواجًا ثم الانتهاء منه، لم يعد يرى الحب بهذه الصورة، وصار يعتبر «كيوبيد» وسهمه خرافة لا تقل سذاجةً عن بابا نويل.
الحب في أوله
الحب سلسلة من الاختيارات، والاختيار الأول تحكمه عوامل عدة مثل درجة الانسجام بين الطرفين، ومبادئ كلٍّ منهما، وأمور أخرى مثل درجة الذكاء والمنطق والمزاج والشكل، وما حققناه في حياتنا وما نريده، ولكلٍّ من هذه العوامل أهمية نحددها نحن.
بناءً على هذه العوامل، تتحدد رغبتنا في الوقوع في الحب. فلو قررنا خوض تجربة الحب، فإن شرارات الحب تنطلق، فنجد الفتاة المُحِبة تتحدث عن الطريقة التي يتطلع بها حبيبها إليها، ونجد الفتى العاشق يتحدث عن خِفة ظل حبيبته التي تجعله يضحك حتى البكاء، ويبدأ الحبيبان في تبادل رسائل الحب والهيام.
اقرأ أيضًا: عن الغزل: لأن أحدًا لا يحب أن يموت وحيدًا
الحب رحلة.. بالطائرة
الحب يتذبذب صعودًا وهبوطًا خلال العلاقة، والمشاعر تعلو وتهبط تبعًا لجودة العلاقة ومدى سعادتنا في الحياة.
يقول الكاتب إن الحب يشبه رحلة على طائرة، فثَمّة مطبات تتمثل في الخلافات وأمور أخرى صغيرة قد تدفع كل طرف إلى الجنون، فهي تثور ثائرتها إذا وجدت جوربه مُلقًى على الأرض، وهو يتهمها بالإسراف في رحلات تسوقها المتكررة. قد تدفع هذه الأمور كل طرف إلى التساؤل عما إذا كان اختار الشخص المناسب. وحين يضرب الشك، يأتي التفكير في القرار بالقفز من الطائرة أو الاستمرار في الرحلة رغم العثرات.
هذا الاختيار بدوره تحدده عوامل تتوقف على الشخص وعلى محطته في رحلة الحياة. فإذا قفزت، فإن السقوط إما أن يجعلك شخصا أقوى أو يدفعك إلى الاكتئاب، أنت الذي تحدد إن كانت القفزة ستصبح ولادة جديدة أوستكتب نهايتك.
في كل الأحوال، ستجد نفسك في المطار تنتظر رحلتك الجديدة، التي قد تكون صعبة أو سهلة، وستواجه مجددًا الاختيار الحتمي إما بالقفز أو الاستمرار في الرحلة.
الحب اختيار وفعل
يرى كاتب المقال أن الحب هو أن تختار كل يوم أن «تحب» أو «لا تحب»، أن تكمل الطريق أو تستدير عائدًا. الحب يتذبذب صعودًا وهبوطًا في أثناء العلاقة، والعلاقات لا تنتهي لأننا لم نعد عاشقين متيمين، والمشاعر تعلو وتهبط تبعًا لجودة العلاقة ومدى سعادتنا في الحياة.
أما عندما تنجرف بعيدًا فلا تعود تحب نفسك أو حتى تعرفها، فقد يكون هذا هو الوقت الصحيح للقفز. لكن هناك فارقًا بين أن تشعر بالحب تجاه شخص، وأن تختار أن تحب شخصًا، فقد تحب أحدهم ما حييت، لكن أن تختار أن تحبه وتبقى معه، هذا شيء آخر.
اختيارك أن تحب هو «فِعل»، وهنا تكمن صعوبته، فهو يتطلب منك الإقدام على عمل أكبر من شراء باقة ورود، وقد يعني أن تُنحِّي رغباتك جانبًا لبعض الوقت. كيمياء الحب أيضًا تتذبذب، حسب الكاتب، وتتغير بتغير ظروف حياتك وشكل صراعاتك، فقد يكون الحب سهلًا في بعض الأحيان، وصعبًا جدًّا في أوقات أخرى، لكنه يظل اختيارًا في النهاية.
يتذبذب الحب، ولكنه قد يصبح أكثر عمقًا كذلك، فكلما طالت الرحلة، توثقت العلاقة وظهرت نتائج ذلك الاستثمار، وصارت خياراتكما أسهل. ستصبحان أقوى كزوجين، وكأفراد في الوقت نفسه. اختيار أن يحب كلٌّ منكما الآخر يبلِّغكما أهدافًا في الحياة لا قِبَل لكما ببلوغها لو كان كل واحد منكما وحده، ولهذا يستحق اختياركما ما بذلتماه من أجله.
لا ينبغي أن يكون السؤال «كيف أعرف أن هذا حب؟» فالسؤال الصحيح هو «هل سأختار أن أحب هذا الشخص أم لا؟». وليكن اختيارك اليوم، ليس غدًا، فإذا اخترت أن تحبه، اعشقه بكل ما فيك من طاقة، أما إذا لم تختر أن تحبه، فاقفز، ولكن لتكن القفزة ميلادًا جديدًا لك.
دينا ظافر