ألو فضاء: بعد اكتشاف «ترابيست-1»، هل اقتربنا من الحياة خارج الأرض؟
فيما ينتظر البعض نزول كلمة النهاية على كوكب الأرض، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» اكتشاف سبعة كواكب قريبة من حجم الأرض وتدور حول نجم اسمه «ترابيست-1»، يبعد عن كوكبنا فقط 39 سنة ضوئية (السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة).
ويشرح مقال على موقع «Quartz» تبعات هذا الاكتشاف، وما يفتحه من مجالات جديدة في أبحاثنا عن الحياة في الفضاء.
كواكب شبيهة.. نجوم قزمة
كان اكتشاف كواكب خارج المجموعة الشمسية يمثل حدثًا ضخمًا في الماضي، لكن ليس الآن.
يطلق العلماء على الكواكب التي يكتشفونها اسم «إكسوبلانيتس»، وهي كواكب لها مدارات حول نجوم خارج المجموعة الشمسية. وفي عام 2016 وحده، أعلنت «ناسا» تحديد مواقع نحو 1300 «إكسوبلانيت»، كما اكتشفت النجم «بروكسيما سنتوري»، الذي يبعد نحو أربع سنوات ضوئية فحسب عن الأرض، ويدور حوله كوكب مشابه في ظروفه لكوكبنا.
قد يعجبك أيضًا: ثورة الكوكب: لماذا تدعونا الأرض لإسقاط النظام؟
لا يشبه «ترابيست-1» الشمس، فكيف سيفيدنا؟
لو لم تكن القيمة التي نستفيدها في اكتشاف كواكب جديدة تدور حول نجوم أخرى، ولا في عددها، ولا في ظروفها الشبيهة بالأرض، ولا كونها قريبة من كوكبنا، فما الجديد الذي تقدمه مجموعة «ترابيست-1»؟
إن مظاهر الحياة الوحيدة التي نعرفها حتى الآن محصورة في كوكب الأرض داخل مجموعتنا الشمسية، فكان العلماء يركزون جهودهم في البحث عن نجوم شبيهة في حجمها وحرارتها بالشمس، وتدور حولها كواكب تشبه ظروفها الأرض، وهذا جعلهم يتجاهلون نجومًا لا تشبه شمسنا في شيء، وبالتالي يتجاهلون الكواكب التي تدور حولها.
لا يشبه «ترابيست-1» الشمس، فهذا النجم الصغير حرارته منخفضة وحجمه أضخم قليلًا من المشترى، أكبر كواكب المجموعة الشمسية، ممَّا يجعله نجمًا قزمًا، وهذا النوع من النجوم متوفر في مجرتنا لكن لم يتعامل معه العلماء بالاهتمام اللازم.
طالما وجدنا عددًا من الكواكب شبيهة الحجم بالأرض تدور حول نجوم قزمة مثل «ترابيست-1»، فهذا يغير من وجهة البحث باتجاه النجوم المشابهة. وبالنظر إلى وجود الكثير منها بالفعل، فإن إجراء الأبحاث على هذه النجوم تحديدًا سيؤكد أن اكتشاف كواكب مماثلة للأرض ليس أمرًا غريبًا.
حياة على كواكب أخرى
الطريقة الشائعة للبحث عن الكواكب تعتمد على قياس كمية الضوء المنبعثة من النجوم التي تشبه الشمس، لأن أي تغيير في كمية الضوء يعني وجود كوكب يعترض طريقه بين النجم ومركز المراقبة، فيما يقيس العلماء احتمالات وجود حياة على الكوكب بتحليل الخواص الكيميائية للضوء الذي يمر من خلاله.
ومع انطلاق تلسكوب الفضاء «جيمس ويب» عام 2018، سيصير بإمكان العلماء مراقبة الخواص الكيميائية للمجالات الجوية للكواكب البعيدة بشكل أكبر. الميزة هنا أن نجم «ترابيست-1» أصغر في الحجم وأقل في شدة الإضاءة من النجوم الأخرى المشابهة للشمس، وهو ما سيعطي إمكانية أكبر لمراقبة الضوء الذي يمر خلال المجال الجوي للكواكب ويحمل معه إشارات بوجود عناصر كيميائية، ولهذا من المتوقع أن تكون كواكب «ترابيست-1» هي الوجهة الأولى لتلسكوب «جيمس ويب».
نرجو أن نجد الحياة في الفضاء أقرب إلى «.E.T» من تلك التي ظهرت في فيلم «Aliens».
في حالة العثور على إشارات تدل على وجود عناصر مثل الأكسجين أو مركَّب الميثان، وكلاهما من الدلائل على وجود حياة، فإن هذا سيعني أن الحياة ليست حكرًا على الأرض، وبالإمكان العثور على دلائل أخرى على سطح كواكب مشابهة لمجموعة «ترابيست-1».
اقرأ أيضًا: كيف عبَّرنا عن أنفسنا للكائنات الفضائية؟
ترجح الأبحاث الأولية أن ثلاثة من الكواكب السبعة التي حددها العلماء حول النجم «ترابيست-1» قد تحوي مياه على سطحها، وهو ما يجعلنا متحمسين كثيرًا لاكتشاف النجم الجديد وكواكبه، لأنها سترفع احتمالات العثور على حياة خارج الأرض.
ربما تكون خيالات صُنَّاع السينما، خصوصًا «ستيفن سبيلبرغ» المهتم بأفلام الكواكب البعيدة والفضائيين، في طريقها إلى أن تصير حقيقة، وإن كنا نرجو أن نجد الحياة في الفضاء أقرب إلى «.E.T» من تلك التي ظهرت في فيلم «Aliens».
أندرو محسن