إعلانات السوبر بول: أسوأ وأفضل من أنفق 9 ملايين دولار في دقيقة
الليلة، الرابع من فبراير 2018، في الساعة 11:30 مساء بتوقيت غرينتش، ينطلق واحد من أهم الأحداث الرياضية السنوية في العالم: مباراة نهائي دوري قدم القدم الأمريكية «السوبر بول» (Super Bowl)، بين فريقي «نيو إنغلاند باتريوتس» و«فيلادلفيا إيغلز».
يشاهد المباراة الملايين عبر شاشات التلفزيون (111 مليونًا في 2017 فقط)، لذا تُعتبر أكثر الأحداث الرياضية مشاهدةً في العالم، بعد نهائي كأس العالم لكرة القدم ونهائي كأس الأمم الأوروبية.
وبينما ينتظر المتشائمون بلهفة اقتحام الإرهابيين الملعب وتفجيره، يترقّب غيرهم الإعلانات التي تبثها القنوات التلفزيونية في فواصل المبارة، التي تصل مدتها إلى أكثر من ثلاث ساعات. تصل تكلفة الإعلان الذي مدته 30 ثانية خلال المباراة إلى 4.5 مليون دولار أمريكي، ونظرًا لهذه التكلفة وأعداد المشاهدين الكبيرة، تحرص الشركات على تقديم إنتاج مبدع تلفت به الأنظار، في ظاهرة تشبه ما يحدث خلال موسم رمضان كل عام في المنطقة العربية.
إعلانات السوبر بول صارت ظاهرة تقارب أهمية المباراة ذاتها، وكثير من المتابعين يشاهدون المباراة فقط من أجل الإعلانات.
وبينما ننتظر مشاهدة ما ستقدمه عقول مبدعي التسويق في هذه الليلة، دعونا نشاهد مجموعة من أفضل وأسوأ إعلانات السوبر بول منذ بدأت هذه الظاهرة.
السوبر بول: الإعلانات الأفضل
بحسب مقال نشره موقع «Bussiness Insider»، إليكم مجموعة من أفضل إعلانات السوبر بول على الإطلاق:
«آبل» - 1984
أعلنت آبل عن جهازها «ماكنتوش» الأول في مباراة السوبر بول عام 1984. عُرض الإعلان مرة واحدة فقط، لكنه كان غريبًا ومبدعًا بما فيه الكفاية كي يُعاد آلاف المرات في نشرات الأخبار عبر البلاد لمدة أسابيع.
آبل كانت أول من يلفت الأنظار إلى أهمية وثِقَل إعلانات السوبر بول، ومن وقتها بدأت الظاهرة.
«أولويز» - 2015
في إعلان لمنتَج الفوط الصحية النسائية الأشهر «أولويز»، أعادت الشركة تقديم التعبير مثل البنات» (Like a girl)، الذي يُستخدم عادةً كإهانة، بشكل مبدع يقدم رسالة تحفيزية تعيد إلى الإناث أهميتهن وتقديرهن لأنفسهن، خصوصًا في وقت يحتفي فيه العالم بالذكورة عبر مباراة رجالية فائقة الشعبية لرياضة تمتاز بالعنف والخشونة.
«دوريتوس» - 2007
في خريف 2006، أعلنت الشركة المنتجة لدوريتوس عن مسابقة لصُناع الأفلام المستقلين لتقديم إعلان مدته 30 ثانية ليُعرض في السوبر بول، وعُرض الإعلان الفائز فعلًا في مباراة عام 2007.
ما يميز هذه التجربة أنها فتحت بابًا أمام المبدعين الشباب لتقديم أعمالهم أمام ملايين المشاهدين، وفي الوقت نفسه وفرت تكاليف صناعة الإعلان على الشركة المنتجة، التي لم تضطر إلا لدفع ثمن العرض.
«كوكاكولا» - 1980
هذا الإعلان، الذي عُرض لأول مرة في السوبر بول عام 1980، يُعَد من أنجح الإعلانات في تاريخ كوكاكولا، حتى أن الشركة أنتجت نُسخًا منه في جميع أنحاء العالم بنجوم رياضات مختلفة، مثل دييجو مارادونا في كرة القدم.
«مونستر» - 1999
قدمت وكالة «Monster.com» للوظائف إعلانًا في السوبر بول عام 1999، وجهته إلى أولئك الذين يضيعون أعمارهم في وظائف لا يحبونها، لتذكِّرهم بالسؤال الأقدم: هل هذا ما رغبت في أن تكونه عندما تكبر؟
ويبدو أن الإعلان أصاب وترًا حساسًا، فنال نجاحًا وانتشارًا كبيرًا بين المشاهدين.
السوبر بول: الإعلانات الأسوأ
لصنع إعلان يُعرض في السوبر بول، تبذل الشركات عادةً مجهودات عُظمى ونفقات باهظة لإنتاج أفضل الإعلانات وأكثرها إبداعًا، فإذا كنت ستنفق 4.5 مليون دولار لعرض إعلان (أو 9 ملايين لو كان زمنه دقيقة)، وسيشاهده ما يزيده عن مئة مليون شخص، ستبذل بالتأكيد كل ما في وسعك لإخراج أفضل عمل فني ممكن وإبهار كل هؤلاء.
مع كل هذه المجهودات الخارقة، يصعب تخيل أن هناك من سينفق ويبذل كل هذا ويخرج منه الناتج سيئًا، لكن هذا يحدث فعلًا للأسف. إليكم مجموعة من أسوأ إعلانات السوبر بول بحسب اختيار شبكة «ESPN» الرياضية.
«نيشن وايد» - 2015
شركة «Nation Wide» للتأمين قدمت إعلانًا يصوِّر طفلًا يتحدث طوال الوقت عن أنشطة لا يستطيع أداءها، والسبب يقوله في نهاية الإعلان: لقد مات في حادث.
تلقى الجمهور الإعلان بشكل سلبي للغاية، ونالت منه سخرية جمهور السوشيال ميديا، الذين اتهموا شركة التأمين بأنها تستغل الأطفال الميتين كي تبيع «بواليص» التأمين للناس، بينما دافعت «نيشن وايد» بأنها حاولت فقط أن تفتح نقاشًا وتحذر الناس من الحوادث التي يتعرض لها الأطفال.
«مكتب تعداد السكان الأمريكي» - 2010
حاول مكتب تعداد السكان في الولايات المتحدة الأمريكية «The U.S. Census Bureau» تقديم إعلان يحُث المواطنين على ملء الاستمارات وتقديم البيانات الإحصائية المطلوبة. لكن يبدو أن الحكومات في كل مكان تعاني نفس الأمراض الفكرية البيروقراطية، التي جعلت من إعلان ثمن عرضه 2.5 مليون دولار (بأسعار 2010) لقطة دعائية ساذجة خالية من أي حس إبداعي دعائي.
«جنرال موتورز» - 2007
بطل الإعلان «روبوت» يعمل في مصانع «جنرال موتورز»، يسقط منه مسمار سهوًا خلال عملية تصنيع السيارات، فيُطرد من المصنع لأن الشركة تهتم بالجودة بصورة فائقة، وهي الرسالة التي أراد صانعو الإعلان توصيلها.
يقدم الإعلان حياة الروبوت بعد طرده من الوظيفة، فينتقل من انحدار إلى انحدار حتى يصل به الحال إلى الانتحار من فوق كوبري في الماء.
أثار الإعلان استياءً على نطاق واسع، ورأى فيه كثيرون إهانةً واستهانةً بمن يمرون بحالة شبيهة في حياتهم بعد ترك وظيفة لسبب أو لآخر. ولاحقًا، قُطع الجزء الخاص بالانتحار من الإعلان عند إعادة عرضه.
«بيتس» - 2000
كان موقع «Pets.com» يعمل في بيع وشراء الحيوانات الأليفة، وحاول كسب شهرة عن طريق شراء إعلان في السوبر بول، لكن الإعلان كان سخيفًا ومزعجًا إلى حد جعل منه مزحة شهيرة وسيئة.
لم يعد الموقع موجودًا على الإنترنت، لكن بقي الإعلان المزعج في ذاكرة من شاهدوه حتى الآن، كنكتة ساخرة لا أكثر.
«جني المبيعات» - 2008
موقع «Salesgenie» (جِنِّي المبيعات) حاول أيضًا أن يقدم نفسه عبر إعلان كارتوني، يتخيل مجموعة من حيوانات الباندا لديها محل يعاني انخفاضًا في المبيعات، فيستعينون بمؤسسة «جني المبيعات» لتساعدهم في إيجاد أفضل الحلول.
كل حيوانات الباندا في الإعلان تتحدث بلغة إنجليزية مكسرة ولهجة صينية، مما عده كثيرون عنصرية مهينة للصينين، وهو ما دافع عنه كاتب الإعلان والمدير التنفيذي للموقع قائلًا: «لم نظن أن الأمر سيكون مهينًا بأي شكل، فالباندا حيوانات صينية، والصينيون لا يتكلمون الألمانية مثلًا».
ترجمات