جيمس بوند الحقيقي: الجاسوس الذي غير تاريخ الحرب العالمية الثانية
مدينة جنوة الإيطالية عام 1902، موسيقى «الترالاليرو» تخطو خطواتها الأولى في المدينة، والجماهير تتعرف للمرة الأولى على نادي لكرة القدم يحمل اسمها. أما هو، فكان بدوره يستنشق أنفاسه الأولى في الحياة، طفلًا لأب بريطاني يعمل مدرسًا وأم إيطالية تحترف التمثيل تُدعى «دولوريس دومينيتشي». ولم يدرك أيٌّ منهما حينها أن هذا الرضيع سيبقى اسمه محفورًا إلى الأبد في تاريخ عالم مليء بالإثارة يتغذى على الخطر ويحترف الخديعة، عالم موازٍ لعالمنا، لكن قوانينه مختلفة.
ففي حياتنا قد نتعلم من أخطائنا، لكن في ذلك العالم الموازي، خطأ واحد قد يقود صاحبه إلى حتفه. إنه عالم الجاسوسية، الذي عرفه كثيرون من خلال شخصية خيالية حملت اسم جيمس بوند، دون أن يتخيلوا أن شخصًا حقيقيًّا عاش حياتًا مشابهة، شخصًا عرفه التاريخ باسم «ريناتو ليفي».
ابن العائلة الثرية يعيش حياة صاخبة
«قليل جدًّا ما كُتب عن «تشيز» (ريناتو ليفي) لأن شيئًا لم يكن معروفًا عنه بشكل أكيد، حتى حين كشفت المخابرات البريطانية (MI5) عن ملفات الحرب العالمية الثانية في 2011. أكدت بشكل عملي أن كل ما يتعلق بشخصيته الحقيقية جرى التخلص منه، لكن الآن أصبح بالإمكان رواية قصته الرائعة كاملة لأول مرة منذ وفاته عام 1954، بمساعدة أفراد عائلته الأحياء».
بهذه الكلمات قدم السياسي البريطاني «روبيرت أليسون»، أحد أهم المؤرخين للتاريخ الاستخباراتي، والذي يكتب تحت اسم مستعار هو «نيجيل ويست»، كتابه بعنوان «Double Cross in Cairo: The True Story of the Spy Who Turned the Tide of War»، الذي روى فيه قصة رجل بقي في الظل لعقود طويلة. لم يعلم أحد خلالها كيف كان أحد أهم الأسباب في فوز الحلفاء بالحرب العالمية الثانية، ودوره المحوري في تغيير مسار الحرب من تفوُّق دول المحور إلى غلبة بريطانيا وأعوانها.
ولد ليفي في إيطاليا لعائلة ثرية. فوالدته الممثلة كانت تمتلك أيضًا سلسلة فنادق في جنوة، فيما قضى خمس سنوات من طفولته في الهند، حيث أدار والداه ورشة لتصنيع السفن. في عام 1913، انتقلت العائلة إلى سويسرا ليدرس فيها خمس سنوات أخرى، قبل أن يعودوا إلى إيطاليا في 1918، ليبقى فيها حتى 1926، حين انتقل إلى أستراليا، لتكن عودته إلى بلد والدته بعدها بنحو 11 عامًا. يتزوج من فتاة أسترالية تدعى «لينا»، ويصطحب ابنهما «لوتشيانو»، ليستقر مجددًا في جنوة.
كان ريناتو وسيمًا وساحرًا، يحمل جواز سفر بريطانيًّا وآخر إيطاليًّا، يتحدث أربعة لغات بطلاقة: الألمانية والإنجليزية والإيطالية والفرنسية، ويعشق السهر في النوادي الليلية، ويحب النساء الجميلات. بسبب حياته الصاخبة، كان عبئًا ماليًّا على والدته، فكثيرًا ما يختلفان ويتشاجران حين يتعلق الأمر بمساعدته لها في إدارة سلسلة الفنادق. إلى هنا ربما تبدو قصة حياته عادية، ولا تحمل كثيرًا من الإثارة. لكن ما حدث عام 1939، قلب كل الموازين بالنسبة إلى صاحب الـ37 عامًا حينها، قلبها تمامًا.
الخطوات الأولى في عالم الجاسوسية
في أحد أيام عام 1939، فوجئ «ألفريد جي ميجور»، القنصل البريطاني في جنوه، بطلب مقابلة عاجل من شاب يهودي إيطالي يُدعى ريناتو ليفي. لم يعرفه القنصل حينها، لكن ما ألقاه الأخير على مسامعه كان في غاية الأهمية والخطورة، إذ كشف له أن المخابرات الحربية الألمانية «أبفير»، تواصلت معه وحاولت تجنيده.
كان ليفي عميلًا لثلاثة أجهزة مخابرات في الوقت نفسه.
«لم يملك ليفي أي حب تجاه النازيين، وحين أخبر القنصل بتواصل المخابرات العسكرية الألمانية معه، وضعه في اتصال مع جهاز الاستخبارات البريطاني الذي طلب منه قبول عرض الألمان والبقاء على اتصال»، هكذا يروي كتاب «Deceiving Hitler: Double-Cross and Deception in World War II» للمؤرخ العسكري المختص في تاريخ الجاسوسية «تيري كرودي».
كان هدف البريطانيين من قبول الشاب لعرض المخابرات العسكرية الألمانية، هو استخدامه عميلًا مزدوجًا، يمدهم بمعلومات عن النازيين، وفي المقابل يمد النازيين بمعلومات مغلوطة عنهم.
أصبح ليفي جاسوسًا نشطًا عام 1940، حين أرسلته المخابرات الألمانية إلى فرنسا، وهناك اتصل بالمخابرات الحربية الفرنسية أو ما أُطلق عليها «المكتب الثاني»، حين كان الضابط السابق بالمخابرات البريطانية «جيوفري كورتني»، رئيسًا لها في باريس، ليصبح ليفي في تلك اللحظة عميلًا لثلاثة أجهزة مخابرات في الوقت نفسه.
ومع سقوط باريس في يد أدولف هتلر في 14 يونيو 1940، عاد ليفي إلى إيطاليا، وهناك تواصل مع «المخابرات الحربية الإيطالية» (SIM)، ليلتحق بالعمل فيها. وللتفخيم من نفسه في عمله الجديد، أخبر رؤساءه كذبًا بأنه يملك علاقات قوية مع أعضاء في الجيش المصري، مناهضين للبريطانيين، ويتمتع بعلاقات كبيرة مع الإيطاليين المقيمين هناك.
اقرأ أيضًا: الإنسانية في الحرب: كيف تحول الأعداء إلى أصدقاء في أرض المعركة؟
الطريق إلى القاهرة
كادت الخطة تفشل منذ الخطوة الأولى، إذ أُلقي القبض على ليفي في تركيا بتهمة تداول أموال مزيفة.
اتفق الضابط الألماني المسؤول عن ليفي مع الكونت «سكيرومبو»، أحد كبار رجال المخابرات الإيطالية والقنصل الإيطالي السابق في القاهرة، على إرسال رجلهم الجديد إلى العاصمة المصرية، وتكليفه بتكوين شبكة جاسوسية لجمع معلومات عسكرية.
كانت الخطة الأساسية تتضمن إرساله ومعه جهاز لاسلكي، لكن الخطة تغيرت في أثناء مرور ليفي بمدينة باري الإيطالية، إذ تقرر إرساله هو أولًأ إلى القاهرة قبل إرسال جهاز اللاسلكي إليه، فيما اصطحب الشاب الثلاثيني مختصًّا في الراديو، ليتجه العميلان في طريقهما الذي بدأ في تركيا، ومنها كان عليهما التصرف لعبور سوريا ولبنان اللتين كانتا تحت سلطة حكومة «فيشي» الفرنسية المعادية، قبل إيجاد طريق لدخول فلسطين الواقعة تحت الحماية البريطانية.
هناك كان خبير الراديو يحمل تعليمات بتسلم اللاسلكي الذي سيُرسل إليه في حقيبة دبلوماسية للسفارة المجرية، وبوصولهم إلى مصر وتكوين ليفي الشبكة المطلوبة، عليه أن يعود إلى إيطاليا لتقديم تقريره.
كل هذه الخطة كادت تفشل منذ الخطوة الأولى، إذ أُلقي القبض عليهما في تركيا بتهمة تداول أموال مزيفة، ومن محبسه استطاع ليفي بشكل ما الاتصال بالمخابرات البريطانية وشرح موقفه لها، ليرتب البريطانيون خروجه، بل ويساعدونه لإكمال طريقه إلى القاهرة. أما خبير الراديو، فما حدث له في زنزانته التركية قتل كل رغباته في خوض المغامرات، ليعود إلى بلاده بمجرد الإفراج عنه، كما يروي كرودي.
وصل ليفي إلى القاهرة مع بداية عام 1941، ليتواصل مع المخابرات البريطانية مجددًا، أو مكتبها في الشرق الأوسط الذي حمل اسم «SIME». وهناك شرح لهم مجددًا قصته، موضحًا أنه كيهودي لا يجد التحالف بين بلاده إيطاليا وألمانيا متوافقًا مع ضميره، وكشف لهم أنه قضى بعض الوقت في أستراليا قبل الحرب، مقدمًا عرضًا بالسماح له بالاستقرار هناك بعد الحرب في مقابل مساعدته إياهم، قبل أن يخبرهم بأن علاقاته في مصر التي أخبر بها الألمان والإيطاليين ليست سوى كذبة. الأمر الذي أسعد البريطانيين، فخطتهم القادمة ستصبح أكثر سهولة.
شبكة جاسوسية ألمانية-إيطالية يديرها البريطانيون
بمجرد استقرار ليفي في القاهرة، أو كما أُطلق عليه حينها في أوساط المخابرات البريطانية: «تشيز»، طلب من رؤسائه الإيطاليين تزويده بجهاز لاسلكي وقائمة بأسماء أشخاص يُعتمَد عليهم، يمكنه التواصل معهم في العاصمة المصرية. وبينما كان ينتظر تحقيق مطالبه، انطلق الشاب الثلاثيني الوسيم في مطاردة النساء، فيما أصبح وجهه مألوفًا في حانات القاهرة.
ومع الوقت بدأت أمواله تنفد، بينما أصبح واضحًا أن الإيطاليين لن يلبوا له مطالبه، وسيتركون هذه العملية لتفشل. لكن المخابرات البريطانية لم يكن لديها استعداد لإفشال عملية ستكون ناجحة بشكل مبهر بالنسبة إليها.
امتلك ليفي قدرة عبقرية في الكذب، وأقنع الألمان بوجود ما يسمى «لواء الخدمة الجوية الخاص الأول»، والذي كان اسم من اختراعه.
قرر الضابط البريطاني المسؤول عن ليفي أنه على العميل أن يخبر رؤسائه في مخابرات دول المحور، أي ألمانيا وإيطاليا، بأنه سيتحصل على الراديو بنفسه، من خلال علاقاته في القاهرة. لكن الحقيقة أن المخابرات البريطانية كانت هي التي ستزوده به، ولئلا يتمكن الإيطاليون من التعرف إلى جهاز اللاسلكي البريطاني، استعان «SIME» بخبير من فيلق الإشارات الملكي البريطاني يُدعى «إليس»، ليصنع له جهاز لاسلكي من العدم.
أقنع ليفي الإيطاليين بتجنيده إليس، الذي صنعت له المخابرات البريطانية هوية جديدة حمل فيها اسم «بول نيكوسوف»، سوري من أصل روسي. أما القصة التي قدمها إلى الإيطاليين والألمان، فكانت أن إليس روسي معادٍ للفكر السوفيتي، يرى في المحور الأمل الوحيد للخلاص من الشيوعية.
وكجزء من خطة الخداع التي أرادها البريطانيون لتصدير معلومات خطأ للألمان والإيطاليين، أنشأ البريطانيون بأنفسهم شبكة جاسوسية لهما، أو هكذا ظنا أنهما يمتلكان شبكة جاسوسية، كانت في حقيقتها وهمية يديرها عملاء «MI5»، فيما سلم ليفي قيادة الشبكة لإليس (أو نيكوسوف)، حين غادر عائدًا إلى إيطاليا بعد بضعة أشهر.
«كذاب بالفطرة»
امتلك ليفي قدرة عبقرية في الكذب والخداع، إذ استطاع إقناع الألمان بوجود ما يسمى «لواء الخدمة الجوية الخاص الأول»، والذي لم يكن حينها سوى اسم من اختراعه. واستطاع إقناع الألمان بوجود 14 فرقة عسكرية للحلفاء كانوا وهميين لا وجود لهم على أرض الواقع.
استطاع ليفي أيضًا إقناع قائد القوات الألمانية في شمال إفريقيا، الجنرال «إيرفن روميل»، بالخطر الذي تُمثله الفرقة 74 مدرعات على قواته، فيما لم تكن هناك فرقة تحمل هذا الاسم من الأساس. لكن المعلومة التي نقلها ليفي إلى روميل جعلت الأخير يقرر تأجيل هجومه حتى نهاية أغسطس 1941، ما أعطى الوقت للحلفاء للاستعداد لهزيمة الفيلق الإفريقي في «معركة العلمين» الشهيرة، التي غيرت مسار الحرب.
عقد ليفي علاقة جيدة مع الضابط البريطاني «إيفان سيمسون»، الذي تولَّى أمره، فيما كتب لاحقًا واصفًا الشاب الوسيم: «كان كذابًا بالفطرة. لديه القدرة على اختراع أي نوع من القصص في لحظة للخروج من مشكلة، لديه حب للمغامرة، وغرام شديد بالنساء. هذا العمل أتاح له فرص السفر والحصول على كميات كبيرة من المال، والتي لن يحصل عليها بأي شكل آخر».
من ضمن إسهامات ليفي في تغيير مسار الحرب، ادعاؤه أن هجومًا حتميًّا سيقوده الحلفاء على جزيرة كريت، لتشتيت القوات الإيطالية من مالطة، ليسهم في رفع الحصار عن الجزيرة. نجح ليفي أيضًا في إقناع الألمان بأن الحلفاء يستعدون لغزو وشيك لليونان، بعد إخبارهم بأن تدريبات عسكرية لقوات يونانية تجري في مصر. تسبب ذلك في التزام 20 فرقة عسكرية ألمانية بالبقاء في البلقان، الأمر الذي كان في غاية الأهمية، إذ يعني عدم قدرتهم على إطلاق هجمة مرتدة في فرنسا عقب إنزال «نورماندي»، أو ما يعرف بـ«D-Day».
العودة والسقوط
استمرت شبكة الجاسوسية الوهمية التي كونها ليفي في القاهرة تزود الألمان بمعلومات خطأ حتى نهاية الحرب.
عقب تكوينه شبكة الجاسوسية التي عُرِفت لاحقًا بـ«شبكة تشيز»، قرر ليفي العودة إلى إيطاليا لمقابلة رجال المخابرات الألمانية المسؤولين عنه. في أبريل 1941، سافر إلى روما عبر تركيا، قبل أن يعود إلى فندق والدته في جنوة. لكن في الثاني من أغسطس 1941، اعتقلته السلطات الإيطالية بتهمة التجسس، ووجهت إليه الادعاءات بالعمل لصالح المخابرات البريطانية، وأن الشبكة التي كوَّنها في القاهرة، وعرفتها المخابرات الإيطالية، باسم حركي هو «روبيرتو»، تديرها المخابرات البريطانية، الأمر الذي أنكره ابن مدينة جنوة، رغم تعرضه للتحقيقات المتكررة، بل طلب المساعدة من رؤسائه الألمان.
سئل ليفي أيضًا عن ديانته، ليرد بأن أصوله يهودية، لكن ديانته المسيحية الكاثوليكية. وفيما يبدو أن الأمر لم يكن يعني الإيطاليين كثيرًا. في أكتوبر، أخبِر الشاب الثلاثيني أنه سيُطلَق سراحه. لكن على النقيض، وجد نفسه أمام محكمة سرية بعدها بأيام، وحُكِم عليه بالسجن خمس سنوات لارتكاب «جرائم سياسية»، وأُرسل إلى جزيرة «تريميتي»، حيث قضى عامين من العقوبة، قبل تحريره على يد القوات البريطانية في أغسطس 1943.
بين هذه اللحظة وتلك، استطاع زميله إليس، أو من عرفه الألمان باسم بول نيكوسوف، الحفاظ على نشاط الشبكة التي كوَّنها ليفي، ونجح في كسب ثقة الإيطاليين والألمان، رغم ما حدث مع مؤسس الشبكة، واستمرت شبكة الجاسوسية الوهمية في القاهرة تتصل بالألمان، وتزودهم بمعلومات خطأ حتى نهاية الحرب، ولم يكتشف الألمان الخدعة قط، وسُجلت عدد الرسائل بين الشبكة التي أدارها البريطانيون والمخابرات الألمانية بـ432 رسالة، بمعدل رسالتين أسبوعيًّا.
مصير مجهول
ما يجعل ليفي رائعًا جدًّا، هو تكوينه شبكة جاسوسية اتسعت لكل أنواع المخبرين، من جنرال أمريكي، إلى فنانة في كباريه.
أما مصير ليفي، الذي أطلقت عليه الصحف الإنجليزية لقب «جيمس بوند الحقيقي» لتعدد علاقاته النسائية، ربما كالعميل البريطاني 007، يبقى مجهولًا.
إذ تقول بعض الروايات إنه عاد إلى زوجته بعد إطلاق سراحه ليعيش معها حياة هادئة في أستراليا، حتى توفي عام 1954. وتقول رواية أخرى إنه لم يكن متزوجًا من الأساس، بل تزوج بعد الحرب من فتاة أسترالية، وعاشا معًا في مومباي الهندية، حيث أدار شركة السفن الخاصة بعائلته. فيما تقول رواية ثالثة إنه ربما عاد إلى العمل مع «شبكة تشيز» بعد إطلاق سراحه، لكن ما يبقى أكيدًا أن «تشيز»، الذي لا تعرف له سوى صورة واحدة فقط، أسهم في تغيير تاريخ العالم، الذي ربما كان سيصبح مختلفًا الآن إذا لم ينجح في خداع الألمان.
يوضح «ويست» أهمية الدور الذي لعبه الثري البريطاني الإيطالي: «ما يجعل تشيز رائعًا جدًّا، رغم غياب أي إشارة إليه من مؤرخي المخابرات البريطانية، هو تكوينه شبكة جاسوسية اتسعت لكل أنواع المخبرين، من جنرال أمريكي، إلى فنانة في كباريه.
وربما الأهم من كل شيء أن تشيز أصبح القناة الأساسية لتمرير المعلومات الاستخباراتية المفبركة، والتي اخترعها فريق كبير من الضباط والمحللين الذين شكلوا بطريقة مؤثرة فكرة الخداع العسكري. كعميل للمخابرات البريطانية، حقق كثيرًا من الإنجازات على المدى الطويل، أكثر من أي عميل آخر. ببساطة أصبح واحدًا من الرموز الأكثر تأثيرًا في المعركة، ورغم ذلك بقي دوره غير معروف حتى الآن».
أحمد حمدي