انت معلِّم؟ 3 مشاهير احتقروا النساء وعظَّمتهم الجماهير

أحمد سمير
نشر في 2016/11/17

ليس عالمنا العربي مكانًا آمنًا للنساء، إذ تتصدر بعض دوله أعلى بلاد العالم في معدلات التحرش الجنسي والتحرش في أماكن العمل والعنف ضد المرأة وتجارة الجنس. يكفي أن تكتب على يوتيوب «رجل يضرب امرأة في الشارع» لتنهال عليك عشرات الفيديوهات؛ إذ لا يعد جُرمًا كبيرًا ضرب الرجل زوجته أو ابنته أو إحدى نساء أسرته؛ فالدين والعرف الاجتماعي يبرران له فعلته.

الأدهى أن يمارس أحدهم عنفًا ضد النساء ومع ذلك يعتبره الناس بطلاً ورمزًا لا يُمَس؛ أبرزهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي اعترف بإجراء الجيش كشوف عذرية للنساء إبان عمله رئيسًا للمخابرات الحربية، لكن القائمة ضمت «أبطالاً»، آخرين في الآونة الأخيرة:

منتظر الزيدي: «هذه قبلة الوداع»

الزيدي في حفل زفافه

الصحفي العراقي الذي نال شهرةً واسعة عام 2008، حين رمى الرئيس الأمريكي جورج بوش بفردتي حذائه، هاتفًا «هذه قبلة الوداع»، وسجن على إثرها 9 أشهر، يعود مرة أخرى على استحياء إلى الأخبار، لكن هذه المرة بشكل مخزٍ.

نشرت الإعلامية اللبنانية صورة ﻵثار كدمات على وجهها، وقالت إن زوجها السابق تعدى عليها بسبب اعتقاده أنها على علاقة برجل آخر.

الإعلامية اللبنانية مريم مالك ياغي، التي تزوجت منتظر في 2012، وطُلِّقا في 2015، كانت قد نشرت أكثر من مرة مُلمِحةً عن مضايقات الزيدي لها، رغم انفصالهما، ودوَّنت في هاشتاج #كلنا_فاطمة؛ لدعم فاطمة حمزة التي سجنت لتمسكها بحضانة ابنها ورفضها تسليمه إلى أبيه كما قضت المحكمة الجعفرية. أشارت مريم إلى أن طليقها (منتظر الزيدي) يهددها إن فكرت مجرد التفكير في الارتباط برجل آخر بأنه سيحرمها من ابنتهما أميديا.

وأخيرًا نشرت الإعلامية اللبنانية صورة ﻵثار كدمات على وجهها، وقالت إن زوجها السابق تعدى عليها بسبب اعتقاده أنها على علاقة برجل آخر، مستندًا إلى اسمه والشرع معًا، كما قالت على صفحتها بفيسبوك. لكنها سرعان ما أزالت الصورة بعدما هاجمها معلقون متهمين إياها بالكذب على «البطل» منتظر الزيدي.

سعد المجرد: «انتي باغية واحد؟»

الملك المغربي يكرم سعد المجرد

العجيب في قضية المجرد هو التضامن الشعبي الجارف الذي حظي به متهم بالاغتصاب.

الهجوم على مريم لن يكون غريبًا إذا تابعنا ما يحدث مع المغني المغربي سعد المجرد؛ فـ«الفنان» البالغ من العمر 31 عامًا، قد أوقفته السلطات الفرنسية يوم الجمعة 28 من أكتوبر 2016، في فندق بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد أن اتهمته فتاة تبلغ 20 عامًا بالاعتداء عليها. ومددت السلطات الفرنسية حبسه الاحتياطي، بعد أن وجهت له تهمتي «الاغتصاب مع ظروف مشددة للعقوبة» و«العنف العمد مع ظروف مشددة للعقوبة».

وسبق للمجرد أن واجه اتهامات مشابهة من فتاة أمريكية عام 2010، وما زالت القضية منظورة أمام القضاء الأمريكي، وقد يواجه المجرد فترة سجن طويلة إذا ثبتت إدانته في المحاكم الأمريكية.

العجيب في قضية المجرد هو التضامن الشعبي الجارف الذي حظي به متهم بالاغتصاب؛ إذ غرَّد الآلاف على هاشتاج #كلنا_سعد_المجرد في تويتر وفيسبوك، وأُنشئت حسابات وصفحات لمتابعة القضية ونقل أخبارها لحظة بلحظة، وكتب مؤيدو الفنان أدعية وابتهالات تتضرع إلى الله بإنقاذ نجمهم المحبوب، بل وذهب بعضهم إلى أنها «مؤامرة على الوطن»، وأمطر آخرون الضحية بتهم العهر، واعتبروا صعودها معه إلى غرفته موافقة على العلاقة الجنسية، فلا معنى لتهمة الاغتصاب بحسبهم، بينما أكد آخرون أنها «فرنسية وليست عذراء فكيف تتهم المجرد باغتصابها؟!»

الوسط الفني أيضًا، برجاله ونسائه، شهد تعاطفًا ودعمًا قويًا للمجرد من أنحاء الوطن العربي، وضمت القائمة سميرة سعيد وسعيد الماروق وكارول سماحة وبلقيس وزياد برجي وأسماء المنور وشذى حسون وآخرين، كما سافر بعض الفنانين المغاربة الشباب إلى فرنسا لدعمه، ونشر المنتج المغربي محمد نبال على قناته في يوتيوب فيديو يجمع عددًا من الفنانين الذين عبَّروا عن تضامنهم مع المجرد.

الأغرب أن الملك المغربي محمد السادس كلَّف المحامي الفرنسي «إريك دوبون موريتي»، الذي يتولى قضايا الملك في فرنسا، بمتابعة قضية المجرد، وأبلغ أسرة الفنان بتحمله كافة التكاليف، لـيتحول متهم في قضيتي اغتصاب إلى بطل مضطهد يدافع عنه الآلاف، دون أن تؤثر الجريمة المُتهم بها في حب الجماهير له، ودون أي حساب لمشاعر الضحية.

دونالد ترامب: «يمكنك جذبهن من...»

إحدى مؤيدات الرئيس الأمريكي: ترامب يمكنه جذبي من...

لكن الأمر ليس عربيًا فحسب، فقد فاز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت مطلع هذا الشهر (نوفمبر) المرشح الجمهوري، رجل الأعمال المثير للجدل دونالد ترامب.

ولدى الرئيس الأمريكي الجديد سجل حافل بالتصريحات الغريبة والمهينة والعنصرية ضد الأجانب واللاجئين واللاتينيين والمسلمين، لكن ربما كانت أسوأها هي تصريحاته ضد النساء؛ فقد اتهمته موظفة سابقة بأنه داوم على وصفها بالسمينة، وقال عن منافسة له إن أحدًا لن ينتخبها بسبب وجهها القبيح، وأعلن عدة مرات أن المرأة مكانها البيت ولا تصلح للعمل، وسخر من امرأة تعرضت للاغتصاب، وأهان عدة صحفيات، وتكرر وصفه للنساء بالعاهرات في لقاءات صحافية وتلفزيونية، وفي الفيديو الشهير الذي نشر له قبل الانتخابات والذي سُجِّل عام 2005: قال متحدثًا إلى مقدم برامج: «حين تكون نجمًا، يمكنك جذبهن من ...».

ومع ذلك تمكن الرجل من الفوز بالانتخابات الأمريكية.

اقرأ أيضًا: أنا عربي، والكثير مِنَّا سعداء بفوز ترامب

ما زال الطريق طويلاً لعالم يحترم المرأة ويعاملها على قدم المساواة بالرجال، لكن هذا الطريق يحتاج أن تقوده النساء أنفسهن أولاً، ففي كثير من النماذج مثل السيسي والمجرد وترامب، كان جزء غير قليل من داعميهم من النساء، وهو أمر يستحق التوقف والدراسة، فأحيانًا تكون المرأة أخطر أعداء نفسها.

أحمد سمير