الغضب الناعم: ماذا تعرف عن العنف السلبي؟
اليوم عيد زواجهما. تأخر عن موعد عودته من العمل، ومع كل دقيقة تأخير كان خيالها يجمح في التفاؤل لا التشاؤم. «لا بد من أنه ذهب ليشتري لها باقة ورد وزجاجة عطر فخمة مثلًا، أو فيم يكون كل هذا التأخير؟».
فتح الباب، وألقى عليها التحية. لكن لحن إلقائه السلام حمل نفس الرتابة، لم يكن فيه فائض من حب أو إثارة يتناسب مع الشحن المعنوي الذي أوصلها إليه تأخر وصوله.
«الطرق مزدحمة جدًّا»، هذا ما قاله فقط قبل أن يطوِّح بسلسلة المفاتيح التي لم يكن في يده شيء سواها، على المنضدة.
بادلته البرود واَدَّعت الغفلة عن المناسبة، واندمجا في الروتين اليومي العادي، وإن ظل لديها بقايا أمل في أن يمد يده، فيستخرج هدية من تحت الأريكة بخفة يد ساحر، أو أن يصفق تصفيقتين بيديه، فتظهر باقة ورد من العدم.
للأسف، لم يأتِ زوجها بأي سحر، ولم تعبِّر له عن ضيقها خوفًا من أن يتهمها بعدم تفهم تعبه في العمل.
عاقبته بممارسة الصمت الممل، وإلغاء خطتها لخبز كعكة فاخرة احتفالًا بالمناسبة. ارتكبت كذلك بعض «الأخطاء» المتعمدة، فأعدت له قهوة «دون وجه»، فارت وانسكب نصفها، طبعًا دون أن تقصد. وخبأت الريموت كونترول لتفوِّت عليه مشاهدة مباراة مهمة، ثم «وجدته» في الوقت بدل الضائع من المباراة.
«يستحق. إنه لم يلحظ حتى خصلات شعري الشقراء التي جعلتني نسخة أجمل من شاكيرا»، هكذا فكرت.
في نهاية اليوم نفَّست عن غضبها على فيسبوك، آسفة لتجاهله العمد للمناسبة، أو قلة اهتمامه، فكتبت: «الاهتمام لا يُطلب»، ثم وضعت رابط أغنية لنانسي عجرم.
ما كتبته على فيسبوك حيَّره لثوانٍ، وربما أزعجه قليلًا. «هل ضايقها يا تُرى، هل تقصده هو فعلًا؟»
تتكرر سيناريوهات مشابهة في حياتنا كثيرًا، هذه المرأة هي أنا وأنتِ في مواقف كثيرة نتجنب فيها المواجهة والصدام الصريح، ونمارس غضبنا بطرق ملتوية وأكثر غموضًا، في ما يُعرف بـ«العنف السلبي»، وهذا ما يتناوله هذا الموضوع بشرح طبيعته وصوره المختلفة.
حرقت دمي: ما العنف السلبي؟
هو تعبير غير مباشر، لكن متعمَّد عن الغضب. فبدلًا من أن أصارحك بضيقي جراء فعل ارتكبته أو شيء قلته، سأسعى إلى التصرف بطرق تضايقك، عن طريق ممارسة العناد أو العبوس، والنزوع إلى الصمت أو السخرية أو الفشل في أداء مهمات معينة أو تأجيلها عن قصد. رغم أن تصرفات كتلك ليست صور هجوم صريحة على الشخص موضع الانتقام، فإنها قد تزعج من يستقبلها جدًّا.
قد يكون العنف السلبي تصرفًا مقصودًا، أو انتقام لو كنت الطرف الأضعف في معادلة القوى.
ذلك الصديق الذي يتعمد أن يصل إلى موعدكما متأخرًا، ثم يبرر تأخره بأسباب خارجة عن إرادته خلافًا للحقيقة، أو زميلك في العمل الذي لا يرد على بريده الإلكتروني قاصدًا تعطيلك، ويدَّعي وجود مشكلات تقنية، أو الزوج الذي يتجاهل سؤالًا وجهته إليه زوجته لم يعجبه، ثم يقول: «آسف، كنت أفكر في ما قلتِه» إذا حثته على الإجابة، كل هؤلاء يمارسون صورًا مختلفة من العنف السلبي.
لأن طبيعة هذا العنف سلبية، فإن من يستقبله يجن جنونه، فهو يكاد لا يستطيع أن «يمسك بيديه» دليلًا ضد من يمارسه. وفي نفس الوقت، فإن العنف السلبي ليس بالضرورة أقل عنفًا لأنه سلبي. فهو، وإن كان غير مباشر، إلا أنه ليس بالضرورة صورة أكثر رقة من العنف الصريح.
كثير من سلوكيات العنف السلبي تلقائية، أو حتمية الحدوث. تخيل مثلًا أنك غضبت بشدة من تصرف صديق لك، ثم أدركت بعد الواقعة أن الأمر لم يكن يستحق هذه الثورة، وأن صديقك انزعج كثيرًا من غضبك، قد تحاول التصرف على نحو مختلف لو تكرر الموقف نفسه. رغم هذا، فإن غضبك الداخلي يظل كامنًا، فلا يمكنك أن توقف رد فعل عاطفية أوتوماتيكية، فستحاول التصرف بشكل طبيعي، وإن كان على مضض، فقد تفلت منك بعض التعبيرات غير المباشرة عن الغضب. أنت لست على ما يرام، لكنك تظن أن عليك أن تجعل الأمر يمر دون جلبة.
لكن قد يكون العنف السلبي تصرفًا واعيًا مقصودًا، فهو أداة للانتقام لو كنت الطرف الأضعف في معادلة القوى. فإذا رأينا أن العنف يتطلب إحداث شكل من أشكال الأذى، فليس من الضرورة أن يكون جسمانيًّا، فربما كان نفسيًّا أو عاطفيًّا. فلو أساء إليك رئيسك في العمل، في الغالب لن تصفعه حتى يتورم وجهه، لكن يمكنك أن تتأخر في تقديم التقارير التي طلبها، وأن تنشر عنه الإشاعات، أوأن تنسى متعمدًا تنظيم اجتماع كلفك به. وسيظل من الصعب عليه إثبات التهم عليك بشكل رسمي لغياب أي ممارسة إيجابية للعداء.
قد يهمك أيضًا: أسوأ ما فينا: من أين نأتي بكل هذه القسوة؟
تقترح الدراسات الحديثة أن العنف السلبي ينبع في الأصل من غريزة حمائية إيجابية، هدفها تجنب إحداث مشكلات كبيرة في العمل، أو حفظ ماء الوجه، أو الحفاظ على السلام المنزلي. فهناك اعتقاد بأن ممارسة العنف السلبي عادة ما تعود جذورها إلى الطفولة. فلو أنك نشأت في أسرة متطلبة، أو كان لك أبوان يريان رغباتك أنانية، يصبح العنف السلبي سلاحًا مثاليًّا وفق «لورنا بنجامين»، المختصة في علم نفس الأعصاب.
ففي أسرة كهذه، لو عبرت عن غضبك إزاء رفض أبويك ما تريده، وتلقيت عقابًا، ستتعلم أن تكظم غيظك. مع الوقت، يضعف وعيك بما تضحي به من احتياجات ورغبات فقط للتخلص من الشعور بالقلق وعدم الراحة، لكن هذا لا يلغي استمرار وجود تلك الرغبات، فتظل نفسيتك في أمسِّ الاحتياج إلى حل للتخلص من إحباطها. وهنا يمثل العنف السلبي مخرجًا من هذا المأزق النفسي. فتبدأ في ممارسة السلوكيات السيئة للاحتجاج على ما تظنه ظلمًا، في الوقت الذي تحافظ فيه بمهارة على علاقة لا يسعك أن تفسدها.
ستجد نفسك تستخدم عبارات مثل: «لم أقصد ما فهمتَه» أو «لم أفهم ما طلبتَه مني» أو «لم أتصور أن هذا سيحدث» أو «لقد كانت حادثة غير مقصودة، لم يكن خطئي». ستبحث عن الطرق التي تلبي لك رغباتك دون أن تضطر إلى طلبها مباشرة. قد تلجأ إلى سرقة المال من أبيك لتشتري ما تريده من طعام، وتلقي ساندوتش البيض الذي تصر أمك على إعداده في سلة المهملات.
الأكثر من ذلك، أنك قد تصل إلى مرحلة تحتال فيها على نفسك مثلما تخدع الآخرين، فلا تعود تعترف بدوافعك للتمرد أو الانتقام أو تراها، لأن الاعتراف بها وبسلوكياتك الملتوية أمام نفسك، ربما يجعلك تشعر بالذنب.
لم أقصد ما فهمتَه: من يمارس العنف السلبي؟
يستخدم الأزواج العنف السلبي باعتباره أسلوبًا يعرِّضهم لأقل قدر من المقاومة.
بعض الفئات مرشحة بشكل أكبر لتفضيل العنف السلبي كأداة للثأر. إذ تشير دراسة أجريت عام 1994، إلى أنه من الممكن بشكل أكبر، أن تلجأ النساء إلى استخدام العنف السلبي في الوقت الذي يفضل فيه الرجال العنف الصريح. ويتفق هذا مع الأنماط السائدة عن طبيعة المرأة والرجل، لأن النساء عادة ما تكون الطرف الأضعف في حساب ديناميكيات القوة.
ويمارسه الأطفال ضد سلطة الأبوين والمعلمين، وبخاصة الأطفال الذين يولد لهم أخوة أصغر، إذ يكون متوقَّعًا من الأخوة الأكبر أن يقدموا مزيدًا من المهمات وحدهم، فيتولد لديهم شعور بالضيق إزاء مطالب الأبوين، دون أن يجرؤوا على تحديها صراحة.
يستخدم الأزواج العنف السلبي باعتباره أسلوبًا يعرِّضهم لأقل قدر من المقاومة. فإذا كان رفض طلب للطرف الآخر يهدد بنشوب صدام، فقد يكون العنف السلبي حلًّا. ربما يوافق الزوج كلاميًّا على طلب لزوجته، لكن يؤخِّر تنفيذه، أو لو كان أكثر مكرًا، يؤديه بطريقة غير متقنة كي لا يُطلب منه في المستقبل.
في تجربة قادها «إدوارد توري هيغينز»، مدير مركز علم التحفيز في جامعة كولومبيا، و«أوزليم آيدوك»، أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا، لمعرفة ما إن كان الأشخاص «الحذرون» بطبيعتهم يفضلون العنف السلبي في التعامل مع الصراعات الزوجية، طلب الباحثان من 56 من الأزواج أن يسجلوا ملاحظات مفصلة عن نزاعاتهم. وجد البحث أن الأشخاص الحذرين، والأكثر حساسية للرفض بشكل خاص، كانوا أكثر ميلًا للنزوع إلى الصمت، أو حرمان الطرف الآخر من إبداء مظاهر المودة، والتصرف ببرود كرد فعل عند نشوب شجار.
العلاقات التي ينخرط فيها الأشخاص الذين يمارسون العنف السلبي مرشحة للاستمرار لفترات طويلة، وحتى إذا انتهت، ستجد الطرف الذي مورس ضده العنف السلبي يصف شريكه السابق بالشخص «الرائع، والحساس، والمستمع الجيد». وهذا ما قالته امرأة أمريكية أربعينية عن زوجها قبل أن تقرر إنهاء علاقتها به بعد أن تفنن في ممارسة العنف السلبي ضدها. فتحكي أنه في إحدى المرات وهب كرسيها على الطائرة لشخص آخر وهي ترتب الأمتعة، ثم برر فعلته باعتقاده أنها جلست في مكان آخر. وأحيانًا كان يعود مبكرًا إلى المنزل ليتناول الغداء وحده قبل عودتها، دون أن يقدم لها تفسيرًا لتصرفه.
رغم أن ممارسة العنف السلبي قد ترضي من يمارسها على المدى القصير، فإن ممارسته لها تأثير مدمر في العلاقات، مثل ممارسة العنف الصريح، وربما أكثر. فالعلاقات من هذا النوع تصبح مربكة ومدمرة وفاشلة. هنا ينبغي التفرقة بين العنف السلبي كسلوك يمارسه معظم الناس في بعض الظروف أو بشكل عارض، والشخصية التى يشكل هذا السلوك جزءًا أصيلًا من تركيبتها. تقول «بنجامين» إنه متى أصبح العنف السلبي سلوكًا أصيلًا قهريًّا، قد يكون عرَضًا يخفي ما هو أخطر، فقد عالجت كثيرًا من المرضى الذين يعانون من عدة أمراض، مثل الاكتئاب والوسواس القهري، وبعضهم كان مدمنًا أو حاول الانتحار عدة مرات، وتعلق: «في ما يقرب من نصف هذه الحالات، كان العنف السلبي يتحكم في المشهد كله».
ألا تفهم النكتة؟ السخرية كأداة للعنف السلبي
اتفقنا أننا نحن البشر معقدون، وأن العنف الذي نمارسه قد لا يكون بالضرورة عنفًا جسمانيًّا أو حتى صريحًا، فيمكن أن يكون نفسيًّا، وبخاصة لو كنا الطرف الأضعف في معادلة القوة، أو خشينا أن ندفع ثمنًا باهظًا، قد يكون حياتنا، لو خضنا مواجهة مباشرة مع من يغضبنا.
وسائل التواصل الاجتماعي توفر منصة لا مثيل لها للتنفيس عن غضبنا والثأر بطريقة غير مباشرة. لكن لماذا أصبحت ملاذًا لممارسة العنف السلبي؟
- لأن التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة يحدث من وراء شاشة، وفي غياب للتفاعل وجهًا لوجه، وهذا بالضبط ما يبحث عنه من يريد ممارسة العنف السلبي. الأكثر من ذلك، أنه قد يعبر عما يريد من خلال أغنيات وأقوال أو «ميمز» (صورة أو تعليق مسلٍّ أو ساخر انتشر سريعًا على وسائل التواصل الاجتماعي) ينقلها عن آخرين، وبهذا ينزع نفسه تمامًا من المعادلة
- لأن الجمهور الذي يستقبل ما ننشره على وسائل التواصل الاجتماعي كبير، وأحيانًا غير محدود، وهذا يساعدنا على تحقيق أكبر قدر من الضرر ممن يضايقنا، عن طريق حصد مزيد من التعليقات والمشاركات وعلامات الإعجاب على المنشور الذي نثأر من خلاله. الأكثر من ذلك أن ما يُنشر على الإنترنت سيظل قابلًا للتداول بصفة مستمرة
- لأنها وسيلة ممتازة للهروب من المسؤولية والوقوف موقف المتفرج، فلو كنت حانقًا على شخص، وتريد أن تمارس ضده عنفًا سلبيًّا، وتصادف أن رأيت صورة غير ملائمة له تفضحه على صفحات التواصل الاجتماعي، قد لا تشارك في تمرير الصورة أو الضغط على زر الإعجاب، لكنك في الوقت ذاته لا تطلب ممن نشرها محوها أو تنبه صاحب الصورة إلى الأمر، وبذلك تكون قد شاركت، وإن بصورة سلبية، في الثأر منه
في صور أبسط من ذلك، يمكنك أن تمارس العنف السلبي عن طريق الرد على كل من يعلق على منشور لك على فيسبوك مثلًا، ما عدا الشخص الذي ترغب في مضايقته، فتوقعه على الأقل في حيرة، إن كان امتناعك عن التعليق غضبًا أم محض سهو، أو أن تمتنع عن التعليق على أي شيء ينشره سلبًا أو إيجابًا.
اقرأ أيضًا: كيف يتحول الطيبون إلى ضباع على وسائل التواصل الاجتماعي؟
إذا كان انتشار «الميمز» قد عبَّر عن حالة انفتاح سياسي شهدته مصر بعد وقوع ثورة يناير، فإن انتشارها اليوم ربما يعكس تعاظم قبضة النظام.
ماذا لو اجتمع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مع السخرية، هل نكون ساخرين أم نمارس عنفًا سلبيًّا ذا مذاق لاذع؟
يقول «سكوت وتزلر»، الطبيب النفسي ومؤلف كتاب حول موضوع العنف السلبي، إن «النكتة قد تكون أمهر وسيلة لممارسة العنف السلبي». ويرى علماء النفس السخرية مشاعر عداء تتخفَّى في زي النكتة، وهي نقطة يتقاطع عندها الذكاء مع العنف السلبي. من هنا قد نفهم «الميمز» بشكل مختلف.
يصادف كل من يفتح فيسبوك في مصر سَيلًا من «الميمز» يصعب تجاهله أو التوقف عن ممارسة الدهشة أمامه. هذه ليست نكات فقط، فهي رسائل ساخرة تحمل في طياتها غضبًا مستترًا من أوضاع اقتصادية وسياسية واجتماعية. والمتابع لوسائل التواصل الاجتماعي سيرى وابلًا من «الميمز» بعد كل قرار حكومي يثير غضبًا شعبيًّا. هذه المشاركات الساخرة ليست «كوميكس» احترافية تُصمَّم مقابل أجر، فهي عفوية، ومن يصممونها أشخاص عاديون مستاؤون من أوضاعهم.
وإذا كان انتشار «الميمز» في مراحل سابقة، عبَّر عن حالة انفتاح سياسي وحرية غير مسبوقة شهدتها مصر بعد وقوع ثورة 25 يناير 2011، فإن انتشارها اليوم ربما يعكس تعاظم قبضة النظام، ما جعل من «الميمز» وسيلة عنف سلبي «آمنة» لأنها غير مباشرة، سلاحها النكتة التي يصعب إدانتها، وتصل إلى أكبر عدد من المتابعين، ويستخدمها الأفراد العاديون على وسائل التواصل الاجتماعي للتنفيس عن غضبهم بشكل غير مباشر بدلًا من النزول في تظاهرات قد تهدد حياتهم أو مستقبلهم.
كل ما يتطلبه الأمر هو شعور بالغضب يقترن بشيء من الخوف، وحس فكاهي، أو «إفيه» جاهز، وصورة أو أكثر للتعبير عن المعنى المراد إيصاله، وتطبيق بسيط للكتابة. قد تكون الصورة لمسؤول في الدولة، أو مشهد من فيلم معروف يصحبه تعليق يصيب المعنى دون أن يصيب من صممه بالضرر. هذا عنف يختبئ وراء نكتة في بحر وسائل التواصل الاجتماعي الواسع.
في إمكان المتابعين التنفيس عن غضبهم هم أيضًا عن طريق الإعجاب «بالميمز» أو تمريرها لأصدقائهم، أو التعليق عليها بما يتيح لهم أيضًا تنفيسًا أكبر عن غضبهم من خلال كتابة تعليقات عنيفة، أو حتى بث الشتائم دون أن يبرحوا أماكنهم أو يواجهوا تهديدا، فمن يدري بما كتبوا وسط آلاف من التعليقات الأخرى؟
النفس البشرية معقدة، وللغضب صور شتى، والأكيد أن الغضب غالبًا ما يجد له مخرجًا لو تعذر التعبير عنه في صورة صريحة، فحتى السكوت قد يكون غضبًا، كما قد تكون النكتة غضبًا.
لو وقعت فريسة لشخص تبدو عليه أمارات ممارسة العنف السلبي، يقترح الخبراء أن تقطع عليه متعة الانتقام الخفي عن طريق مواجهته مباشرة، فلو تشممت رائحة الثأر قادمة، كن صريحًا واسأله إن كان غاضبًا، وستجده غالبًا ينكر ويعود ليتعامل بشكل طبيعي، فهو لا يجيد التعبير الصريح عن غضبه، أو ربما عبر عما في داخله لتواجها المشكلة وتجدا لها حلًّا.
دينا ظافر