هكذا تزدهر صناعة الألعاب الجنسية في باكستان

إدريس أمجيش
نشر في 2017/08/18

الصورة: MichaelGaida

في العقود السابقة، كانت فكرة استمتاع النساء جنسيًّا، بمفردهن، تبدو غير جذابة، لأن الاعتقاد السائد كان يظن هذا ممكنًا مع الرجال فقط، أما النساء فقد كان تحقيق اللذة الجنسية يرتبط دومًا بالدخول في علاقة مع رجل.

تغير هذا الوضع تدريجيًّا، خصوصًا بعد النجاح الكبير الذي لقيته سلسلة روايات وأفلام «Fifty Shades of Grey»، وإسهامها في ازدهار صناعة الألعاب الجنسية، التي كان استخدامها في السابق محصورًا في صناعة الأفلام الإباحية، والتي يتوقع أن تصل أرباحها إلى 52 مليار دولار في 2020.

تحوُّل صناعة المنتجات الجنسية إلى قطاع عالمي يدر أرباحًا كبيرة دفع شركات صغيرة في مناطق مثل باكستان، البلد الإسلامي المحافظ، إلى استثمار مواردها في هذه الصناعة الجديدة، وفقًا لما جاء في مقال منشور على موقع «الإيكونوميست».

ألعاب جنسية؟ مطالب السوق تحكم

كيف تُصنع الألعاب الجنسية؟

هل تشجع الألعاب الجنسية على الزنا؟ الشركات المصنعة ترد بأن كيفية استخدام المنتج النهائي لا تعنيها.

يشير المقال إلى أنه في إحدى المدن الإقليمية الباكستانية، صار عديد من أصحاب الشركات المحلية الصغيرة التي تصنع منتجات الصلب والجلد يتجهون إلى صناعة الألعاب الجنسية، مثل الأعضاء الذكرية الصناعية، تلبيةً لمتطلبات العملاء في الخارج.

بالنسبة إلى أصحاب هذه الشركات، لا يعدو الأمر كونه تحقيقًا لمطالب السوق، ولا يهم إذا كانت قطع الفولاذ التي تُصقَل في ورشاتهم ستُستخدم لأغراض جنسية أو لأي شيء آخر.

أما أولئك الذين يقولون إن تلك المنتجات تشجع غير المتزوجين والمثليين على ممارسة الزنا، فإن الشركات ترد بأن كيفية استخدام زبنائها للمنتج النهائي لا يعنيها ولا يدخل في نطاق اهتماماتها.

ازدهار هذه الصناعة في بلد محافظ مثل باكستان قد يصدم الرأي العام المحلي والعالمي، لذلك تتجنب معظم تلك الشركات الإعلان عن منتجاتها على مواقعها الإلكترونية، خوفًا من رد فعل عنيف من المؤسسات الدينية في البلاد.

بدلًا من هذا، تعرض تلك الشركات منتجاتها على موقع عملاق التجارة الإلكترونية الصيني «علي بابا»، الذي يعمل كوسيط بينهم وبين العملاء. ومع ذلك، يبقى هناك مسؤولون حكوميون يطلبون رشاوى للسماح بتصدير هذه المنتجات.

قد يهمك أيضًا: «التانترا» الهندية ستغير مفهومنا عن الجنس

ألعاب جنسية؟ فرص اقتصادية جديدة

«أنا ناجحة لأن ألعابي الجنسية تجعل النساء سعداء»

الربح الذي ينتظر هذه الشركات يستحق المخاطرة، إذ أن مكسبها من بيع لعبة جنسية واحدة قد يصل إلى 200%، مقارنةً بنسبة 25% التي تحققها عن طريق بيع منتجاتها الأصلية من سترات وقفازات جلدية.

يميل الغربيون إلى استخدام ألعاب جنسية بديلة عن الصينية المطاطية، التي قد تحتوي على مواد كيميائية مسرطنة.

لتقليل احتمال فضح مجال العمل الجديد، يعمد أصحاب الشركات إلى تنظيم خطوط الإنتاج بعناية، عن طريق وضع العمال الموثوق بهم فقط في نهاية خط تسليم المنتج النهائي لتفادي أي مشاكل مع السُّلطات.

رجال الأعمال الذين يعارضون هذا النوع من الصناعة ربما يُفوِّتون على أنفسهم فرصة جيدة للربح، وفقًا للمقال. فنظرًا للاهتمام المتصاعد بهذه الصناعة عالميًّا، إذ بلغت أرباحها 15 مليار دولار في عام 2014، فإن يمكن أن تصبح باكستان من بين أكبر المستفيدين من ارتفاع الطلب على هذه الأدوات، خصوصًا بعد انتشار موجة استخدام تلك المنتجات في دول عربية عدة، وهو ما قد يفتح لها أسواقًا جديدة.

اقرأ أيضًا: هكذا حطمت التكنولوجيا المسافات والقدرات المحدودة في العلاقة الحميمة

أضف إلى هذا أن الغربيين صاروا يميلون على نحو متزايد إلى استخدام ألعاب جنسية بديلة عن الألعاب المطاطية، نظرًا لظهور تقارير بأن عديدًا منها الألعاب المطاطية الصينية تحتوي على مواد كيميائية مسرطنة. وهكذا، كما جرت العادة في مجال الأعمال، تفاجئنا الدول «المحافظة» أحيانًا بريادتها في مجالات غير محافظة بالمرة، إذ يبدو أن السوق ينجح دائمًا في فرض شريعته الخاصة.

إدريس أمجيش